عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 3 ذو القعدة 1434هـ/7-09-2013م, 10:23 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

هل الفاتحة من القرآن؟
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد في تفسيره عن إبراهيم قال: «سألت الأسود عن فاتحة الكتاب أمن القرآن هي؟، قال: نعم».
-وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة، وابن الأنباري في المصاحف عن محمد بن سيرين، وابن الأنباري في المصاحف أن أبي كعب كان يكتب فاتحة الكتاب والمعوذتين واللهم إياك نعبد واللهم إياك نستعين ولم يكتب ابن مسعود شيئا منهن، وكتب عثمان بن عفان فاتحة الكتاب والمعوذتين.
-وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال: كان عبد الله لا يكتب فاتحة الكتاب في المصحف، وقال: «لو كتبتها لكتبت في أول كل شيء»). [الدر المنثور: 1 /5]
المعنى الإجمالي للسورة
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقد حوت معاني جميعها منها آيتان، وذلك قوله: {مالك يوم الدّين} {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} إذ كان لا شكّ أنّ من عرف: {مالك يوم الدّين} فقد عرفه بأسمائه الحسنى وصفاته المثلى. وأنّ من كان للّه مطيعًا، فلا شكّ أنّه لسبيل من أنعم اللّه عليه في دينه متّبعٌ، وعن سبيل من غضب عليه وضلّ منعدلٌ، فما في زيادة الآيات الخمس الباقية من الحكمة الّتي لم تحوها الآيتان اللّتان ذكرنا؟
قيل له: إنّ اللّه تعالى ذكره جمع لنبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ولأمّته بما أنزل إليه من كتابه معاني لم يجمعهنّ بكتابٍ أنزله إلى نبيٍّ قبله ولا لأمّةٍ من الأمم قبلهم. وذلك أنّ كلّ كتابٍ أنزله جلّ ذكره على نبيٍّ من أنبيائه قبله، فإنّما أنزل ببعض المعاني الّتي يحوي جميعها كتابه الّذي أنزله إلى نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، كالتّوراة الّتي هي مواعظ وتفصيلٌ، والزّبور الّذي هو تحميدٌ وتمجيدٌ، والإنجيل الّذي هو مواعظ وتذكيرٌ؛ لا معجزة في واحدٍ منها تشهد لمن أنزل إليه بالتّصديق. والكتاب الّذي أنزل على نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم يحوي معاني ذلك كلّه، ويزيد عليه كثيرًا من المعاني الّتي سائر الكتب غيره منها خالٍ، وقد قدّمنا ذكرها فيما مضى من هذا الكتاب.
ومن أشرف تلك المعاني الّتي فضل بها كتابنا سائر الكتب قبله: نظمه العجيب، ورصفه الغريب، وتأليفه البديع، الّذي عجزت عن نظم مثل أصغر سورةٍ منه الخطباء، وكلّت عن رصف شكل بعضه البلغاء، وتحيّرت في تأليفه الشّعراء، وتبلّدت قصورًا عن أن تأتي بمثله لديه أفهام الفهماء.
فلم يجدوا له إلاّ التّسليم، والإقرار بأنّه من عند الواحد القهّار، مع ما يحوي مع ذلك من المعاني الّتي هي ترغيبٌ، وترهيبٌ، وأمرٌ، وزجرٌ، وقصصٌ، وجدلٌ، ومثلٌ، وما أشبه ذلك من المعاني الّتي لم تجتمع في كتابٍ أنزل إلى الأرض من السّماء. فمهما يكن فيه من إطالةٍ على نحو ما في أمّ القرآن، فلما وصفت قبل من أنّ اللّه جلّ ذكره أراد أن يجمع برصفه العجيب، ونظمه الغريب، المنعدل عن أوزان الأشعار، وسجع الكهّان، وخطب الخطباء، ورسائل البلغاء، العاجز عن وصف مثله جميع الأنام، وعن نظم نظيره كلّ العباد الدّلالة على نبوّة نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وبما فيه من تحميدٍ وتمجيدٍ وثناءٍ عليه، تنبيهًا للعباد على عظمته وسلطانه وقدرته وعظم مملكته، ليذكروه بآلائه ويحمدوه على نعمائه، فيستحقّوا به منه المزيد ويستوجبوا عليه الثّواب الجزيل.
وبما فيه من نعت من أنعم عليه بمعرفته، وتفضّل عليه بتوفيقه لطاعته، تعريف عباده أنّ كلّ ما بهم من نعمةٍ في دينهم ودنياهم فمنه، ليصرفوا رغبتهم إليه، ويبتغوا حاجاتهم من عنده دون ما سواه من الآلهة والأنداد.
وبما فيه من ذكره ما أحلّ بمن عصاه من مثلاته، وأنزل بمن خالف أمره من عقوباته؛ ترهيب عباده عن ركوب معاصيه، والتّعرّض لما لا قبل لهم به من سخطه، فيسلك بهم في النّكال والنّقمات سبيل من ركب ذلك من الهلاّك.
فذلك وجه إطالة البيان في سورة أمّ القرآن، وفيما كان نظيرًا لها من سائر سور الفرقان، وذلك هو الحكمة البالغة والحجّة الكاملة). [جامع البيان: 1 /200-201]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فصلٌ
اشتملت هذه السورة الكريمة وهي سبع آيات، على حمد اللّه وتمجيده والثّناء عليه، بذكر أسمائه الحسنى المستلزمة لصفاته العليا، وعلى ذكر المعاد وهو يوم الدّين، وعلى إرشاده عبيده إلى سؤاله والتّضرّع إليه، والتّبرّؤ من حولهم وقوّتهم، وإلى إخلاص العبادة له وتوحيده بالألوهيّة تبارك وتعالى، وتنزيهه أن يكون له شريكٌ أو نظيرٌ أو مماثلٌ، وإلى سؤالهم إيّاه الهداية إلى الصّراط المستقيم، وهو الدّين القويم، وتثبيتهم عليه حتّى يفضي بهم ذلك إلى جواز الصّراط الحسّيّ يوم القيامة، المفضي بهم إلى جنّات النّعيم في جوار النّبيّين، والصّدّيقين، والشّهداء، والصّالحين.
واشتملت على التّرغيب في الأعمال الصّالحة، ليكونوا مع أهلها يوم القيامة، والتّحذير من مسالك الباطل؛ لئلّا يحشروا مع سالكيها يوم القيامة، وهم المغضوب عليهم والضّالّون). [تفسير ابن كثير: 1 /143] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {الرحمن الرحيم}
-أخرج عبد بن حميد من طريق مطر الوراق، عن قتادة في قول الله {الحمد لله رب العالمين} قال: «ما وصف من خلقه»، وفي قوله{الرحمن الرحيم}قال: «مدح نفسه» {مالك يوم الدين}قال: «يوم يدان بين الخلائق»، أي: هكذا فقولوا، {إياك نعبد وإياك نستعين}قال: «دل على نفسه» {اهدنا الصراط المستقيم} «أي: الصراط المستقيم» {صراط الذين أنعمت عليهم} «أي: طريق الأنبياء» {غير المغضوب عليهم}قال: «اليهود» {ولا الضالين}قال: «النصارى»). [الدر المنثور: 1/ 66-67]


رد مع اقتباس