عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 05:53 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى طرائق قددا قال أهواء مختلفة). [تفسير عبد الرزاق: 2/322]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأنّا منّا الصّالحون ومنّا دون ذلك كنّا طرائق قددًا (11) وأنّا ظننّا أن لن نعجز اللّه في الأرض ولن نعجزه هربًا (12) وأنّا لمّا سمعنا الهدى آمنّا به فمن يؤمن بربّه فلا يخاف بخسًا ولا رهقًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيلهم: {وأنّا منّا الصّالحون}.
وهم المسلمون العاملون بطاعة اللّه. {ومنّا دون ذلك} يقول: ومنّا دون الصّالحين. {كنّا طرائق قددًا}. يقول: قلوا: كنّا أهواء مختلفةً، وفرقًا شتّى، منّا المؤمن والكافر. والطّرائق: جمع طريقةٍ، وهي طريقة الرّجل ومذهبه. والقدد: جمع قدّةٍ، وهي الضّروب والأجناس المختلفة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن حميدٍ الرّازيّ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {طرائق قددًا}. يقول: أهواءٌ مختلفةٌ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأنّا منّا الصّالحون ومنّا دون ذلك كنّا طرائق قددًا} يقول: أهواءٌ شتّى، منّا المسلم، ومنّا المشرك.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {كنّا طرائق قددًا} كان القوم على أهواءٍ شتّى.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {طرائق قددًا} قال: أهواءٌ مختلفةٌ.
- حدّثني محمد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {كنّا طرائق قددًا}. قال: مسلمين وكافرين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {كنّا طرائق قددًا} قال: شتّى، مؤمنٌ وكافرٌ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {كنّا طرائق قددًا} قال: صالحٌ وكافرٌ؛ وقرأ قول اللّه: {وأنّا منّا الصّالحون ومنّا دون ذلك}). [جامع البيان: 23 / 329-331]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 12 - 18.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك} يقول: منا المسلم ومنا المشرك {كنا طرائق قددا} قال: أهواء شتى). [الدر المنثور: 15 / 21]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى: {طرائق قددا} قال: المنقطعة في كل وجه، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
ولقد قلت وزيد حاسر = يوم ولت خيل زيد قددا). [الدر المنثور: 15 / 22]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {كنا طرائق قددا} قال: أهواء مختلفة). [الدر المنثور: 15 / 22]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {كنا طرائق قددا} قال: مسلمين وكافرين). [الدر المنثور: 15 / 22]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن السدي في قوله: {كنا طرائق قددا} يعني الجن هم مثلكم قدرية ومرجئة ورافضة وشيعة). [الدر المنثور: 15 / 22]

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأنّا ظننّا أن لن نعجز اللّه في الأرض}. يقول: وأنّا علمنا أن لن نعجز اللّه في الأرض إن أراد بنا سوءًا {ولن نعجزه هربًا} إن طلبنا فنفوته. وإنّما وصفوا اللّه بالقدرة عليهم حيث كانوا). [جامع البيان: 23 / 331]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض} الآية قالوا: لن نمتنع منه في الأرض ولا هربا). [الدر المنثور: 15 / 22]

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {فلا يخاف بخسا ولا رهقا} قال: يبخس حقّه كلّه {ولا رهقا}: يبخس بعض حقه [الآية: 13 من الجن]). [تفسير الثوري: 197]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وأنّا لمّا سمعنا الهدى آمنّا به} يقول: قالوا: وأنّا لمّا سمعنا القرآن الّذي هدانا الله به إلى الطّريق المستقيم آمنّا به، يقول: صدّقنا به، وأقررنا أنّه حقٌّ من عند اللّه {فمن يؤمن بربّه فلا يخاف بخسًا ولا رهقًا} يقول: فمن يصدّق بربّه {فلا يخاف بخسًا}: يقول: لا يخاف أن ينقص من حسناته، فلا يجازى عليها؛ ولا رهقًا: ولا إثمًا يحمل عليه من سيّئات غيره، أو سيّئةٍ لم يعملها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا يخاف بخسًا ولا رهقًا}. يقول: لا يخاف نقصًا من حسناته، ولا زيادةً في سيّئاته.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا يخاف بخسًا ولا رهقًا} يقول: ولا يخاف أن ينقص من عمله شيئًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فلا يخاف بخسًا}. أي ظلمًا، أن يظلم من حسناته فينقص منها شيئًا، أو يحمل عليه ذنب غيره {ولا رهقًا}: ولا مأثمًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فلا يخاف بخسًا ولا رهقًا}. قال: لا يخاف أن يبخس من أجره شيئًا {ولا رهقًا}، فيظلم ولا يعطى شيئًا). [جامع البيان: 23 / 331-332]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بخسا نقصا
أشار به إلى قوله تعالى: {فلا يخاف بخسا ولا رهقا} (الجنّ: 13) وفسّر البخس بالنّقص، والرهق في كلام العرب الإثم وغشيان المحارم، وهذا لم يثبت إلاّ للنسفي وحده). [عمدة القاري: 19 / 263]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فلا يخاف بخسا ولا رهقا} قال: لا يخاف نقصا من حسناته {ولا رهقا} ولا أن يحمل عليه ذنب غيره). [الدر المنثور: 15 / 23]

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأنّا منّا المسلمون ومنّا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحرّوا رشدًا (14) وأمّا القاسطون فكانوا لجهنّم حطبًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل النّفر من الجنّ: {وأنّا منّا المسلمون} الّذين قد خضعوا للّه بالطّاعة {ومنّا القاسطون} وهم الجائرون عن الإسلام وقصد السّبيل.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأنّا منّا المسلمون ومنّا القاسطون} قال: العادلون عن الحقّ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {القاسطون}. قال: الظّالمون.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: {القاسطون}: الجائرون.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {القاسطون}. قال: الجائرون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: المقسط: العادل، والقاسط: الجائر. وذكر بيت شعرٍ:
قسطنا على الأملاك في عهد تبّع = ومن قبل ما أدرى النّفوس عقابها
وقال: وهذا مثل التّرب والمترب؛ قال: والتّرب: المسكين، وقرأ: {أو مسكينًا ذا متربةٍ}. قال: والمترب: الغنيّ.
وقوله: {فمن أسلم فأولئك تحرّوا رشدًا}. يقول: قالوا: {فمن أسلم} وخضع للّه بالطّاعة، فأولئك تعمّدوا وتوخّوا رشدًا في دينهم). [جامع البيان: 23 / 332-334]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {ومنا القاسطون} قال: العادلون عن الحق). [الدر المنثور: 15 / 23]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {ومنا القاسطون} قال: هم الظالمون). [الدر المنثور: 15 / 23]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ومنا القاسطون} قال: هم الجائرون وفي قوله: {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا} قال: لو آمنوا كلهم {لأسقيناهم} لأوسعنا لهم من الدنيا). [الدر المنثور: 15 / 23]

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى وأما القاسطون قال هم الجبارون). [تفسير عبد الرزاق: 2/322]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وأمّا القاسطون}. يقول: وأمّا الجائرون عن الإسلام، {فكانوا لجهنّم حطبًا} توقد بهم). [جامع البيان: 23 / 334]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله القاسطون قال هم الظالمون.
- ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا شيبان عن جابر عن عكرمة مثله). [تفسير مجاهد: 2/697-698]

تفسير قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى وألو استقاموا على الطريقة لأسقينهم ماء غدقا قال لو آمنوا لوسع الله عليهم في الرزق). [تفسير عبد الرزاق: 2/321]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة قال سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى لأسقيناهم ماء غدقا قال هو المال). [تفسير عبد الرزاق: 2/322]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأن لو استقاموا على الطّريقة لأسقيناهم ماءً غدقًا (16) لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربّه يسلكه عذابًا صعدًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: وأن لو استقام هؤلاء القاسطون على طريقة الحقّ والاستقامة {لأسقيناهم ماءً غدقًا} يقول: لوسّعنا عليهم في الرّزق، وبسطنا لهم في الدّنيا {لنفتنهم فيه}. يقول لنختبرهم فيه.
واختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم نحو الّذي قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأن لو استقاموا على الطّريقة لأسقيناهم ماءً غدقًا} يعني بالاستقامة: الطّاعة. فأمّا الغدق فالماء الطّاهر الكثير {لنفتنهم فيه}. يقول: لنبتليهم به.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن عبيد اللّه بن أبي زيادٍ، عن مجاهدٍ، {وأن لو استقاموا على الطّريقة}: طريقة الإسلام، {لأسقيناهم ماءً غدقًا}. قال: نافعًا كثيرًا، لأعطيناهم ماءًا كثيرًا {لنفتنهم فيه}: حتّى يرجعوا لما كتبه عليهم من الشّقاء.
- حدّثنا إسحاق بن زيدٍ الخطّابيّ، قال: حدّثنا الفريابيّ، عن سفيان، عن عبيد اللّه بن أبي زيادٍ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن عبيد اللّه بن أبي زيادٍ، عن مجاهدٍ {وأن لو استقاموا على الطّريقة} قال: طريقة الحقّ {لأسقيناهم ماءً غدقًا} يقول: ماءًا كثيرًا {لنفتنهم فيه} قال: لنبتليهم به حتّى يرجعوا إلى ما كتب عليهم من الشّقاء.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن علقمة بن مرثدٍ، عن مجاهدٍ {وأن لو استقاموا على الطّريقة}. قال: الإسلام {لأسقيناهم ماءً غدقًا}. قال: الكثير {لنفتنهم فيه}. قال: لنبتليهم به.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن أبي سنانٍ، عن غير واحدٍ، عن مجاهدٍ {ماءً غدقًا}. قال المال، والغدق: الكثير، {لنفتنهم فيه}: حتّى يرجعوا إلى علمي فيهم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {لأسقيناهم ماءً غدقًا}. قال: لأعطيناهم مالاً كثيرًا. وقوله: {لنفتنهم فيه} قال: لنبتليهم.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن بعض أصحابه، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {وأن لو استقاموا على الطّريقة}. قال: الدّين {لأسقيناهم ماءً غدقًا}. قال: مالاً كثيرًا {لنفتنهم فيه}. يقول: لنبتليهم فيه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وأن لو استقاموا على الطّريقة لأسقيناهم ماءً غدقًا}. قال: لو آمنوا كلّهم لأوسعنا عليهم من الدّنيا. قال اللّه: {لنفتنهم فيه}. يقول: لنبتليهم بها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {لأسقيناهم ماءً غدقًا} قال: لو آمنوا لوسّع عليهم في الرّزق {لنفتنهم فيه} قال: لنبتليهم فيه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، {ماءً غدقًا} قال: عيشًا رغدًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأن لو استقاموا على الطّريقة لأسقيناهم ماءً غدقًا} قال: الغدق الكثير: ماءًا كثيرًا {لنفتنهم فيه}: لنختبرهم فيه
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد الآمليّ، قال: حدّثنا المطّلب بن زيادٍ، عن السّديّ، قال: قال عمر رضي اللّه عنه في قوله: {وأن لو استقاموا على الطّريقة لأسقيناهم ماءً غدقًا}. قال: أينما كان الماء كان المال وأينما كان المال كانت الفتنة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وأن لو استقاموا على الضّلالة لأعطيناهم سعةً من الرّزق لنستدرجهم بها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عمران بن حديرٍ، عن أبي مجلزٍ، {وأن لو استقاموا على طريقة}. قال: على الضّلالة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وأن لو استقاموا على طريقة الحقّ وآمنوا لوسّعنا عليهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} قال: هذا مثلٌ ضربه اللّه كقوله: {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} وقوله تعالى: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} والماء الغدق يعني: المال الكثير {لنفتنهم فيه}. لنبتليهم فيه). [جامع البيان: 23 / 334-338]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ومنا القاسطون} قال: هم الجائرون وفي قوله: {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا} قال: لو آمنوا كلهم {لأسقيناهم} لأوسعنا لهم من الدنيا). [الدر المنثور: 15 / 23] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {وأن لو استقاموا على الطريقة} قال: أقاموا ما أمروا به {لأسقيناهم ماء غدقا} قال: معينا). [الدر المنثور: 15 / 24]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله: {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم} الآية قال: يقول لو استقاموا على طاعة الله وما أمروا به لأكثر الله لهم من الأموال حتى يغتنوا بها ثم يقول الحسن: والله إن كان أصحاب محمد لكذلك كانوا سامعين لله مطيعين له فتحت عليهم كنوز كسرى وقيصر فتنوا بها فوثبوا بإمامهم فقتلوه). [الدر المنثور: 15 / 24]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {وأن لو استقاموا على الطريقة} قال: طريقة الإسلام {لأسقيناهم ماء غدقا} قال: لأعطيناهم مالا كثيرا). [الدر المنثور: 15 / 24]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {ماء غدقا} قال: كثيرا جاريا، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت الشاعر يقول:
تدني كراديس ملتفا حدائقها * كالنبت جادت به أنهارها غدقا). [الدر المنثور: 15 / 24]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن السري قال: قال عمر {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا} قال: لأعطيناهم مالا كثيرا). [الدر المنثور: 15 / 24-25]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك {لأسقيناهم ماء غدقا} قال: كثيرا والماء المال.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله: {ماء غدقا} قال: عيشا رغدا). [الدر المنثور: 15 / 25]

تفسير قوله تعالى: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى عذابا صعدا قال صعودا من عذاب الله لا راحة فيه). [تفسير عبد الرزاق: 2/322]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ومن يعرض عن ذكر ربّه يسلكه عذابًا صعدًا}. يقول عزّ وجلّ: ومن يعرض عن ذكر ربّه الّذي ذكّره به، وهو هذا القرآن؛ ومعناه: ومن يعرض عن استماع القرآن واستعماله. {يسلكه عذابًا صعدًا}. يقول: يسلكه اللّه عذابًا شديدًا شاقًّا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ومن يعرض عن ذكر ربّه يسلكه عذابًا صعدًا}. يقول: شقّةً من العذاب يصعد فيها.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثني أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {عذابًا صعدًا} قال: مشقّةً من العذاب.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {عذابًا صعدًا} قال: جبلٌ في جهنّم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يسلكه عذابًا صعدًا} عذابًا لا راحة فيه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {عذابًا صعدًا}. قال: صعودًا من عذاب اللّه، لا راحة فيه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {يسلكه عذابًا صعدًا}. قال: الصّعد: العذاب المتعب.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {يسلكه} فقرأه بعض قرأة مكّة والبصرة: (نسلكه) بالنّون اعتبارًا بقوله: {لنفتنهم فيه} أنّها بالنّون، وقرأ ذلك عامّة قرأة الكوفة بالياء، بمعنى: يسلكه اللّه، ردًّا على الرّبّ في قوله: {ومن يعرض عن ذكر ربّه}). [جامع البيان: 23 / 338-340]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا الحسين بن الفضل، ثنا محمّد بن سابقٍ، ثنا إسرائيل، عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {ومن يعرض عن ذكر ربّه يسلكه عذابًا صعدًا} [الجن: 17] قال: «جبلًا في جهنّم» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {لنفتنهم فيه} قال: لنبتليهم به، وفي قوله: {ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا} قال: مشقة العذاب يصعد فيها). [الدر المنثور: 15 / 25]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {لنفتنهم فيه} قال: لنبتليهم حتى يرجعوا إلى ما كتب عليهم وفي قوله: {عذابا صعدا} قال: مشقة من العذاب). [الدر المنثور: 15 / 25-26]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، وعبد بن حميد، وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {يسلكه عذابا صعدا} قال: جبلا في جهنم). [الدر المنثور: 15 / 26]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {عذابا صعدا} قال: صعودا من عذاب الله ل اراحة فيه). [الدر المنثور: 15 / 26]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {عذابا صعدا} قال: صعودا من عذاب الله لا راحة فيه). [الدر المنثور: 15 / 26]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد عن مجاهد وعكرمة في قوله: {عذابا صعدا} قال: مشقة من العذاب). [الدر المنثور: 15 / 26]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ يسلكه بالياء). [الدر المنثور: 15 / 26]

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فلا تدعوا مع الله أحدا قال كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا بالله فأمر الله تعالى نبيه أن يخلص الدعوة له إذا دخل المسجد). [تفسير عبد الرزاق: 2/323]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا (18) وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ} {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا} أيّها النّاس {مع اللّه أحدًا} ولا تشركوا به فيها شيئًا، ولكن أفردوا له التّوحيد، وأخلصوا له العبادة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}. كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه أن يوحّد اللّه وحده.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن محمودٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {وأنّ المساجد للّه}. قال: قالت الجنّ لنبيّ اللّه: كيف لنا نأتي المسجد، ونحن ناءون عنك؟ أو كيف نشهد معك الصّلاة ونحن ناءون عنك؟ فنزلت: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}. قال: كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه أن يخلص له الدّعوة إذا دخل المسجد.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن عكرمة، {وأنّ المساجد للّه}. قال: المساجد كلّها). [جامع البيان: 23 / 340-341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وأن المساجد لله} قال: لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجد إلا المسجد الحرام ومسجد إيليا بيت المقدس). [الدر المنثور: 15 / 27]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الاعمش قال: قالت الجن: يا رسول الله ائذن لنا فنشهد معك الصلوات في مسجدك فأنزل الله {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} يقول: صلوا لا تخالطوا الناس). [الدر المنثور: 15 / 27]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: قالت الجن للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناؤون عنك أو كيف نشهد الصلاة ونحن ناؤون عنك فنزلت {وأن المساجد لله} الآية). [الدر المنثور: 15 / 27]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وأن المساجد لله} الآية قال: إن اليهود والنصارى إذا دخلوا بيعهم وكنائسهم أشركوا بربهم فأمرهم أن يوحدوه). [الدر المنثور: 15 / 27]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} قال: كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا بيعهم وكنائسهم أشركوا بالله فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخلص الدعوة لله إذا دخل المسجد). [الدر المنثور: 15 / 27-28]


رد مع اقتباس