عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 03:16 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا محمد بن يسار، عن قتادة في قوله {الحاقة * ما الحاقة}، قال: حقت لكل عامل عمله، قال: {وما أدراك ما الحاقة}، قال: تعظيمًا ليوم القيامة). [الزهد لابن المبارك: 2/731]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى الحاقة قال حقت لكل قوم أعمالهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/312]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الحاقّة (1) ما الحاقّة (2) وما أدراك ما الحاقّة (3) كذّبت ثمود وعادٌ بالقارعة}.
يقول تعالى ذكره: السّاعة الحاقّة الّتي تحقّ فيها الأمور، ويجب فيها الجزاء على الأعمال. {ما الحاقّة}. يقول: أيّ شيءٍ السّاعة الحاقّة. وذكر عن العرب أنّها تقول: لمّا عرّف الحاقّة منى والحقّة منى هرب، وبالكسر بمعنًى واحدٍ في اللّغات الثّلاث، وتقول: وقد حقّ عليه الشّيء إذا وجب، فهو يحقّ حقوقًا.
و(الحاقّة) الأولى مرفوعةٌ بالثّانية، لأنّ الثّانية بمنزلة الكناية عنها، كأنّه عجب منها، فقال: الحاقّة: ما هي؟ كما يقال: زيدٌ ما زيدٌ. والحاقّة الثّانية مرفوعةٌ بما، وما بمعنى أيّ، وما رفع بالحاقّة الثّانية، ومثله في القرآن {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين}.، و{القارعة (1) ما القارعة} فما في موضع رفعٍ بـ(القارعة) الثّانية والأولى بجملة الكلام بعدها.
وبنحو الّذي قلنا في قوله: {الحاقّة} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {الحاقّة}. قال: من أسماء يوم القيامة، عظّمه اللّه، وحذّره عباده.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن شريكٍ، عن جابرٍ، عن عكرمة، قال: {الحاقّة} القيامة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {الحاقّة} يعني السّاعة أحقّت لكلّ عاملٍ عمله.
- حدّثني ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {الحاقّة} قال: أحقّت لكلّ قومٍ أعمالهم.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {الحاقّة}. يعني: القيامة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {الحاقّة (1) ما الحاقّة} و{القارعة (1) ما القارعة} و{الواقعة} و{الطّامّة} و{الصّاخّة} قال: هذا كلّه يوم القيامة السّاعة، وقرأ قول اللّه: {ليس لوقعتها كاذبةٌ خافضةٌ رافعةٌ} والخافضة من هؤلاء أيضًا خفضت أهل النّار، ولا نعلم أحدًا أخفض من أهل النّار، ولا أذلّ ولا أخزى؛ ورفعت أهل الجنّة، ولا نعلم أحدًا أشرف من أهل الجنّة ولا أكرم). [جامع البيان: 23/205-206]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا شيبان عن جابر عن عكرمة في قوله عز وجل الحاقة القيامة). [تفسير مجاهد: 2/691]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (قال قتادة: {الحاقّة} [الحاقة: 1] «حقّت لكلّ عاملٍ عمله» {وما أدراك ما الحاقّة} [الحاقة: 3] قال: «تعظيمًا ليوم القيامة»). [المستدرك: 2/542]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (والحاقّة من أسماء يوم القيامة سمّيت بذلك لأنّها حقّت لكلّ قومٍ أعمالهم قال قتادة أخرجه عبد الرّزّاق عن معمرٍ عنه). [فتح الباري: 8/664]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وفي مسند ابن عبّاس: عن معاذ إنّما سميت الحاقة لأن فيها حقائق الأعمال من الثّواب والعقاب). [عمدة القاري: 19/258]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1 - 13
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {الحاقة} قال: من أسماء يوم القيامة.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر والحاكم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {الحاقة} يعني الساعة أحقت لكل عامل عمله {وما أدراك ما الحاقة} قال: تعظيما ليوم القيامة كما تسمعون وفي قوله: {كذبت ثمود وعاد بالقارعة} قال: بالساعة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {الحاقة} قال: حققت لكل عامل عمله للمؤمن إيمانه وللمنافق نفاقه وفي قوله: {بالقارعة} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/658-659]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا محمد بن يسار، عن قتادة في قوله {الحاقة ما الحاقة}، قال: حقت لكل عامل عمله، قال: {وما أدراك ما الحاقة}، قال: تعظيمًا ليوم القيامة). [الزهد لابن المبارك: 2/731](م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما أدراك ما الحاقّة}. يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وأيّ شيءٍ أدراك وعرّفك أيّ شيءٍ الحاقّة؟.

- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، قال: ما في القرآن: {وما يدريك} فلم يخبره، وما كان {وما أدراك} فقد أخبره.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما أدراك ما الحاقّة} تعظيمًا ليوم القيامة كما تسمعون). [جامع البيان: 23/207]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (قال قتادة: {الحاقّة} [الحاقة: 1] «حقّت لكلّ عاملٍ عمله» {وما أدراك ما الحاقّة} [الحاقة: 3] قال: «تعظيمًا ليوم القيامة»). [المستدرك: 2/542] (م)

تفسير قوله تعالى: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة وعاد بالقارعة قال أرسل الله عليهم صيحة واحدة فأهمدتهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/312]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كذّبت ثمود وعادٌ بالقارعة}. يقول تعالى ذكره: كذّبت ثمود قوم صالحٍ وعادٌ قوم هودٍ بالسّاعة الّتي تقرع قلوب العباد فيها بهجومها عليهم. والقارعة أيضًا اسمٌ من أسماء القيامة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كذّبت ثمود وعادٌ بالقارعة}. أي: بالسّاعة.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {كذّبت ثمود وعادٌ بالقارعة}. قال: القارعة: يوم القيامة). [جامع البيان: 23/207]

تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (ويقال: {بالطّاغية} [الحاقة: 5] : بطغيانهم). [صحيح البخاري: 6/159]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ويقال بالطّاغية بطغيانهم هو قول أبي عبيدة وزاد وكفرهم وأخرج الطّبريّ من طريق مجاهدٍ قال فأهلكوا بالطاغية بالذّنوب). [فتح الباري: 8/665]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قوله: (ويقال: بالطاغية) ، هو مصدر نحو الجاثية. فلذلك فسره بقوله: (بطغيانهم) وقيل: الطاغية صفة موصوفها محذوف تقديره: وأما ثمود فأهلكوا بأفعالهم الطاغية، يقال: طغا يطغو ويطغى طغيانا إذا جاوز الحد في العصيان فهو طاغ وهي طاغية، وتستعمل هذه المادّة في معان كثيرة، يقال: طغا الرجل إذا جاوز الحد، وطغا البحر إذا هاج، وطغا السّيل إذا كثر ماؤه، وطغى الدّم إذا نبع وغير ذلك، وهاهنا ذكر أنه استعمل لمعان ثلاثة: الأول: بمعنى الكثرة أشار إليه بقوله: وقال ابن عبّاس: طغا كثر، وهو في قضيّة قوم نوح صلى الله عليه وسلم. والثّاني: بمعنى مجاوزة الحد في العصيان، وذلك في قوله: ويقال بالطاغية. وقد ذكرناه، وهو في ثمود. والثّالث: بمعنى مجاوزة الرّيح حده أشار إليه بقوله: ويقال: طغت على الخزّان، وهو في قضيّة قوم عاد، وهو قوله تعالى: (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية) (الحاقة: 6) ). [عمدة القاري: 19/259]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (ويقال بالطاغية) أي (بطغيانهم) قاله أبو عبيدة وزاد وكفرهم). [إرشاد الساري: 7/400]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (ويقال: بالطاغية بطغيانهم، ويقال: طغت على الخزان إلخ) يريد أن الطاغية مصدر بمعنى الطغيان، والباء للسببية، أو صفة للريح والباء للآلة والمعنى على الأول: هلكوا بسبب طغيانهم، وعلى الثاني: أهلكوا بالريح الطاغية على الخزان، والله تعالى أعلم). [حاشية السندي على البخاري: 3/76]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأمّا ثمود فأهلكوا بالطّاغية (5) وأمّا عادٌ فأهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ (6) سخّرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيّامٍ حسومًا فترى القوم فيها صرعى كأنّهم أعجاز نخلٍ خاويةٍ (7) فهل ترى لهم من باقيةٍ}.
يقول تعالى ذكره: {فأمّا ثمود} قوم صالحٍ، فأهلكهم اللّه بالطّاغية.
واختلف في معنى الطّاغية الّتي أهلك اللّه بها ثمود أهل التّأويل، فقال بعضهم: هي طغيانهم وكفرهم باللّه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {فأهلكوا بالطّاغية}. قال: بالذّنوب.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فأمّا ثمود فأهلكوا بالطّاغية} فقرأ قول اللّه: {كذّبت ثمود بطغواها}. وقال: هذه الطّاغية طغيانهم وكفرهم بآيات اللّه. الطّاغية طغيانهم الّذي طغوا في معاصي اللّه وخلاف كتاب اللّه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فأهلكوا بالصّيحة الّتي قد حازت مقادير الصّيّاح وطغت عليها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فأمّا ثمود فأهلكوا بالطّاغية} بعث اللّه عليهم صيحةً فأهمدتهم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {بالطّاغية} قال: أرسل اللّه عليهم صيحةً واحدةً فأهمدتهم.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: فأهلكوا بالصّيحة الطّاغية.
وإنّما قلنا ذلك أولى بالصّواب، لأنّ اللّه إنّما أخبر عن ثمود بالمعنى الّذي أهلكها به، كما أخبر عن عادٍ بالّذي أهلكها به، فقال: {وأمّا عادٌ فأهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ} ولو كان الخبر عن ثمود بالسّبب الّذي أهلكها من أجله، كان الخبر أيضًا عن عادٍ كذلك، إذ كان ذلك في سياقٍ واحدٍ، وفي إتباعه ذلك بخبره عن عادٍ بأنّ هلاكها كان بالرّيح الدّليل الواضح على أنّ إخباره عن ثمود إنّما هو ما بيّنت). [جامع البيان: 23/207-209]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فأهلكوا بالطاغية} قال: بالذنوب وكان ابن عباس يقول: الصيحة.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فأهلكوا بالطاغية} قال: أرسل الله عليهم صيحة واحدة فأهمدتهم فأهلكوا). [الدر المنثور: 14/659-660] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) )
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله تعالى: {ريحٍ صرصرٍ} قال: صرصرٌ باردةٌ شديدةٌ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 91] (م)
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله: {وأمّا عادٌ فأهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ}
- أخبرنا محمّد بن إبراهيم، عن بشرٍ وهو ابن المفضّل، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «نصرت بالصّبا، وأهلكت عادٌ بالدّبور»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/311]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأمّا عادٌ فأهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ}. يقول تعالى ذكره: وأمّا عادٌ قوم هودٍ فأهلكهم اللّه {بريحٍ صرصرٍ} وهي الشّديدة العصوف مع شدّة بردها {عاتيةٍ} يقول: عتت على خزّانها في الهبوب، فتجاوزت في الشّدّة والعصوف مقدارها المعروف في الهبوب والبرد.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأمّا عادٌ فأهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ}. يقول: بريحٍ مهلكةٍ باردةٍ، عتت عليهم بغير رحمةٍ ولا بركةٍ، دائمةٍ لا تفتر.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وأمّا عادٌ فأهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ} والصّرصر الباردة عتت عليهم حتّى نقبت عن أفئدتهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن موسى بن المسيّب، عن شهر بن حوشبٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: ما أرسل اللّه من ريحٍ قطّ إلاّ بمكيالٍ ولا أنزل قطرةً قطّ إلاّ بمثقالٍ، إلاّ يوم نوحٍ ويوم عادٍ، فإنّ الماء يوم نوحٍ طغى على خزّانه، فلم يكن لهم عليه سبيلٌ، ثمّ قرأ: {إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية} وإنّ الرّيح عتت على خزّانها فلم يكن لهم عليها سبيلٌ، ثمّ قرأ: {بريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، قال: حدّثنا أبو سنانٍ، عن غير واحدٍ، عن عليّ بن أبي طالبٍ، كرّم اللّه وجهه، قال: لم تنزل قطرةٌ من ماءٍ إلاّ بكيلٍ على يدي ملكٍ؛ فلمّا كان يوم نوحٍ أذن للماء دون الخزّان، فطغى الماء على الجبال فخرج، فذلك قول اللّه: {إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية} ولم ينزل من الرّيح شيءٌ إلاّ بكيلٍ على يدي ملكٍ إلاّ يوم عادٍ، فإنّه أذن لها دون الخزّان، فخرجت، وذلك قول اللّه: {بريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ} عتت على الخزّان.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {بريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ}. قال: الصّرصر: الشّديدة، والعاتية: القاهرة الّتي عتت عليهم فقهرتهم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {صرصرٍ}. قال: شديدةٌ.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {بريحٍ صرصرٍ} يعني: باردةٍ {عاتيةٍ} عتت عليهم بلا رحمةٍ ولا بركةٍ). [جامع البيان: 23/209-211]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فأهلكوا بالطاغية} قال: بالذنوب وكان ابن عباس يقول: الصيحة.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فأهلكوا بالطاغية} قال: أرسل الله عليهم صيحة واحدة فأهمدتهم فأهلكوا في قوله: {بريح صرصر عاتية} قال: عتت عليهم حتى نقبت أفئدتهم.
وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما أرسل الله شيئا من ريح إلا بمكيال ولا قطرة من مطر إلا بمكيال إلا يوم نوح ويوم عاد فأما يوم نوح فإن الماء طغى على خزانه فلم يكن لهم عليه سبيل ثم قرأ {إنا لما طغى الماء} وأما يوم عاد فإن الريح عتت على خزانها فلم يكن لهم عليها سبيل ثم قرأ {بريح صرصر عاتية}.
وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لم تنزل قطرة من ماء إلا بمكيال على يدي ملك إلا يوم نوح فإنه أذن للماء دون الخزان فطغى الماء على الخزان فخرج فذلك قوله: {إنا لما طغى الماء} ولم ينزل شيء من الريح إلا بكيل على يدي ملك إلا يوم عاد فإنه أذن لها دون الخزان فخرجت فذلك قوله: {بريح صرصر عاتية} عتت على الخزان.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور قال: ما أمر الخزان أن يرسلوا على عاد إلا مثل موضع الخاتم من الريح فعتت على الخزان فخرجت من نواحي الأبواب فذلك قوله: {بريح صرصر عاتية} قال: عتوها عتت على الخزان فبدأت بأهل البادية منهم فحملتهم بمواشيهم وبيوتهم فأقبلت بهم إلى الحاضرة (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) (سورة الأحقاف الآية 24) فلما دنت الريح وأظلتهم استبق الناس والمواشي فيها فألقت البادية على أهل الحاضرة تقصفهم فهلكوا جميعا.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة والدارقطنى في الأفراد، وابن مردويه، وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله من السماء كفا من ماء إلا بمكيال ولا كفا من ريح إلا بمكيال إلا يوم نوح فإن الماء طغى على الخزان فلم يكن لهم عليه سلطان قال لله تعالى: {إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية} ويوم عاد فإن الريح عتت على الخزان قال الله: {بريح صرصر عاتية} قال: الغالبة.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال: الصرصر الباردة {عاتية} قال: حيث عتت على خزانها.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {عاتية} قال: شديدة وفي قوله: {حسوما} قال: متتابعة.
وأخرج ابن عساكر من طريق ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب قال: ما يخرج من الريح شيء إلا عليها خزان يعلمون قدرها وعددها ووزنها وكيلها حتى كانت الريح التي أرسلت على عاد فاندفق منها شيء لا يعلمون وزنه ولا قدره ولا كيله غضبا لله ولذلك سميت عاتية والماء كذلك حين كان أمر نوح فلذلك سمي طاغيا). [الدر المنثور: 14/659-662]

تفسير قوله تعالى: (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى حسوما قال دائمات). [تفسير عبد الرزاق: 2/312]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود في قوله سبع ليال وثمانية أيام حسوما قال متتابعة). [تفسير عبد الرزاق: 2/312]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة قال حسوما قال مشايم). [تفسير عبد الرزاق: 2/312]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {سخّرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيّامٍ حسومًا} يقول تعالى ذكره: سخّر تلك الرّياح على عادٍ سبع ليالٍ وثمانية أيّامٍ حسومًا؛ واختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {حسومًا} فقال بعضهم: عنى بذلك: تباعًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وثمانية أيّامٍ حسومًا}. يقول: تباعًا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {حسومًا}. قال: متتابعةً.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال حكّامٌ، عن عمرٍو، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي معمرٍ، عن ابن مسعودٍ، {وثمانية أيّامٍ حسومًا}. قال: متتابعةً.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي معمرٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ مثل حديث محمّد بنٍ عمرٍو.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي معمرٍ، عن عبد اللّه {حسومًا} قال: تباعًا.
- قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان، قال: حدّثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة، في قوله: {حسومًا}. قال: تباعًا.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة أنّه قال في هذه الآية {وثمانية أيّامٍ حسومًا}. قال: متتابعةً.
- حدّثنا نصر بن عليٍّ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا خالد بن قيسٍ، عن قتادة، {وثمانية أيّامٍ حسومًا}. قال: متتابعةً ليس لها فترةٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله {وثمانية أيّامٍ حسومًا}. قال: متتابعةً ليس فيه تفتيرٌ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {حسومًا}. قال: دائماتٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي معمرٍ عبد اللّه بن سخبرة، عن ابن مسعودٍ {أيّامٍ حسومًا}. قال: متتابعةً.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان قال: قال مجاهدٌ: {أيّامٍ حسومًا}. قال: تباعًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {أيّامٍ حسومًا}. قال: متتابعةً، و{أيّامٍ نحساتٍ}. قال: مشائيم.
وقال آخرون: عنى بقوله: {حسومًا}. الرّيح، وأنّها تحسم كلّ شيءٍ، فلا تبقي من عادٍ أحدًا، وجعل هؤلاء الحسوم من صفة الرّيح.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وثمانية أيّامٍ حسومًا} قال: حسمتهم لم تبق منهم أحدًا، قال: ذلك الحسوم مثل الّذي يقول: احسم هذا الأمر؛ قال: وكان فيهم ثمانيةٌ لهم خلقٌ يذهب بهم في كلّ مذهبٍ؛ قال: قال موسى بن عقبة: فلمّا جاءهم العذاب قالوا: قوموا بنا نردّ هذا العذاب عن قومنا؛ قال: فقاموا وصفّوا في الوادي، فأوحى اللّه إلى ملك الرّيح أن يقلع منهم كلّ يومٍ واحدًا، وقرأ قول اللّه: {سخّرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيّامٍ حسومًا} حتّى بلغ: {نخلٍ خاويةٍ}. قال: فإن كانت الرّيح لتمرّ بالظّعينة فتستدبرها وحمولتها، ثمّ تذهب بهم في السّماء، ثمّ تكبّهم على الرّءوس، وقرأ قول اللّه: {فلمّا رأوه عارضًا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارضٌ ممطرنا}. قال: وكان أمسك عنهم المطر، فقرأ حتّى بلغ: {تدمّر كلّ شيءٍ بأمر ربّها}. قال: وما كانت الرّيح تقلع من أولئك الثّمانية كلّ يومٍ إلاّ واحدًا؛ قال: فلمّا عذّب اللّه قوم عادٍ، أبقى اللّه واحدًا ينذر النّاس، قال: فكانت امرأةٌ قد رأت قومها، فقالوا لها: أنت أيضًا، قالت: تنحّيت على الجبل؛ قال: وقيل لها بعد: أنت قد سلمت وقد رأيت، فكيف لا رأيت عذاب اللّه؟ قالت: ما أدري غير أن أسلم ليلةٍ: ليلة لا ريح.
وأولى القولين في ذلك عندي بالصّواب قول من قال: عني بقوله: {حسومًا} متتابعةً، لإجماع الحجّة من أهل التّأويل على ذلك.
وكان بعض أهل العربيّة يقول: الحسوم: التّباع، إذا تتابع الشّيء فلم ينقطع أوّله عن آخره قيل فيه حسومٌ؛ قال: وإنّما أخذوا - واللّه أعلم - من حسم الدّاء إذا كوى صاحبه، لأنّه لحمٌ يكوى بالمكواة، ثمّ يتابع عليه.
وقوله: {فترى القوم فيها صرعى}. يقول: فترى يا محمّد قوم عادٍ في تلك السّبع اللّيالي والثّمانية الأيّام الحسوم صرعى قد هلكوا. {كأنّهم أعجاز نخلٍ خاويةٍ}. يقول: كأنّهم أصول نخلٍ قد خوت.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {كأنّهم أعجاز نخلٍ خاويةٍ}: وهي أصول النّخل). [جامع البيان: 23/211-215]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا شيبان عن منصور عن مجاهد في قوله حسوما قال يعني متتابعة). [تفسير مجاهد: 2/691]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكرٍ الشّافعيّ، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي معمرٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {سخّرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيّامٍ حسومًا} [الحاقة: 7]. قال: «متتابعاتٍ» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/542]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {حسومًا} [الحاقة: 7].
- عن ابن مسعودٍ في قوله {حسومًا} [الحاقة: 7] قال: متتابعاتٍ.
رواه الطّبرانيّ عن شيخه عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/129]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حسومًا متتابعةً كذا للنّسفيّ وحده هنا وهو قول أبي عبيدة وأخرج الطّبرانيّ ذلك عن ابن مسعودٍ موقوفًا بإسنادٍ حسنٍ وصحّحه الحاكم). [فتح الباري: 8/664]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حسوما متتابعةً
أشار به إلى قوله تعالى: {سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيّام حسوما} (الحاقة: 7) وفسره بقوله: (متتابعة)، وكذا فسره مجاهد وقتادة ومعنى متتابعة ليس فيها فترة وهو من حسم الكي وهو أن يتابع عليه بالمكواة وعن الكلبيّ: دائمة، وعن الضّحّاك: كاملة لم تفتر عنهم حتّى أفنتهم، وعن الخليل: قطعا لدابرهم، والحسم القطع والمنع ومنه حسم الدّواء وحسم الرّضاع وانتصابه على الحال والقطع قاله الثّعلبيّ، وهذا لم يثبت إلاّ للنسفي وحده). [عمدة القاري: 19/258]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أعجار نخلٍ: أصولها
أشار به إلى قوله تعالى: {كأنّهم أعجاز نخل خاوية} (الحاقة: 8) وفسّر الإعجاز بالأصول، وخاوية: ساقطة، هذا أيضا للنسفي وحده). [عمدة القاري: 19/260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {عاتية} قال: شديدة وفي قوله: {حسوما} قال: متتابعة). [الدر المنثور: 14/662] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله: {سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام} قال: كان أولها الجمعة.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله: {حسوما} قال: متتابعات.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير من طرق عن ابن عباس في قوله: {حسوما} قال: تبعا وفي لفظ متتابعات.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {حسوما} قال: دائمة شديدة يعني محسومة بالبلاء قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول:
وكم كنا بها من فرط عام = وهذا الدهر مقتبل حسوم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما} قال: كانوا سبع ليال وثمانية أيام أحياء في عذاب الله من الريح فلما أمسوا اليوم الثامن ماتوا فاحتملتهم الريح فألقتهم في البحر فذلك قوله: {فهل ترى لهم من باقية} وقوله: {فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم} قال: وأخبرت أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: عذبهم بكرة وكشف عنهم في اليوم الثاني حتى كان الليل.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنهما في قوله: {حسوما} قال: متتابعة.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {حسوما} قال: دائمات وفي قوله: {كأنهم أعجاز نخل خاوية} قال: هي أصول النخل قد بقيت أصولها وذهبت أعاليها.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {كأنهم أعجاز نخل} قال: أصولها وفي قوله: {خاوية} قال: خربة). [الدر المنثور: 14/662-663]

تفسير قوله تعالى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فهل ترى لهم من باقيةٍ}. يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فهل ترى يا محمّد لعادٍ قوم هودٍ من بقاءٍ؟.
وقيل: عني بذلك: فهل ترى منهم باقيًا؟.
وكان بعض أهل المعرفة بكلامٍ العرب من البصريّين يقول: معنى ذلك: فهل ترى لهم من بقيّةٍ، ويقول: مجازها مجاز الطّاغية مصدرٌ). [جامع البيان: 23/215]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله باقيةً بقيّةً كذا للنّسفيّ وحده وعند أبي نعيمٍ أيضًا وقد تقدّم في أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/665]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (باقيةٍ: بقيةٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {فهل ترى لهم من باقية} (الحاقة: 8) أي: بقيّة، وهذا أيضا للنسفي وحده. والله أعلم). [عمدة القاري: 19/260]


رد مع اقتباس