عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 08:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المجادلة

[ من الآية (8) إلى الآية (10) ]
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)}


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويتناجون بالإثم والعدوان).
قرأ حمزة (ينتجون) بغير ألف.
وقرأ يعقوب الحضرمي (إذا تناجيتم) بالألف، (فلا تنتجوا) بغير ألف. (وينتجون) بغير ألف أيضا.
وقرأ سائر القراء بالألف في كل هذا.
[معاني القراءات وعللها: 3/59]
قال أبو منصور: هما لغتان: تناجى القوم، وانتجوا، إذ ناجى بعضهم
بعضًا، يتناجون.
فالتناجي (تفاعل)، والانتجاء (افتعال) والمعنى واحد). [معاني القراءات وعللها: 3/60]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله [تعالى]: {ويتناجون بالإثم والعدوان} [8].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/354]
قرأ حمزة: {وينتاجون} بغير ألف على يفتعلون.
والأصل: ينتجيون، لأن لام الفعل ياء، من ناجيت فاستثقلوا الضمة على الياء فحركوها وحذفت لسكونها وسكون الواو.
وقرأ الباقون: {يتناجون} على يتفاعلون؛ لأن التفاعل لا يكون إلا من اثنين فصاعدًا فكذلك المناجاة بين الجماعة والمفاعلة بين. اثنين.
وقرأ حمزة مثله؛ لأن العرب تقول: اختصموا يختصمون وتخاصموا يتخاصمون، وكذلك انتجوا وتناجوا بمعنى إلا أن الاختيار عند أولئك صار الألف، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صح عنه «لا يتناجي اثنان دون الثالث»، ويقال: ناجيت زيدًا مناجاة ونجا ونجوي. والنجوي أيضًا: الجماعة، قال الله تعالى: {وإذ هم نجوى} وحجة حمزة قول النبي عليه السلام «ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه» يعني عليا رضي الله عنه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/355]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة وحده: وينتجون [المجادلة/ 8] بغير ألف.
والباقون: يتناجون بألف.
قال أبو علي: ينتجون يفتعلون من النّجوى، والنّجوى:
[الحجة للقراء السبعة: 6/278]
مصدر كالدّعوى والعدوى، ومثل ذلك في أنه على فعلى: التّقوى إلا أن الواو فيها مبدلة وليست بلام، ولما كان مصدرا وقع على الجميع على لفظ الواحد في قوله: إذ يستمعون إليك، وإذ هم نجوى [الإسراء/ 47] أي: ذوو نجوى، ومما يدلّ على ذلك قوله: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة [النساء/ 114] أي: إلا في نجوى من أمر بصدقة، فأفرد ذلك، وإن كان مضافا إلى جماعة لما كان مصدرا، كقوله: ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة [لقمان/ 28] ونحو ذلك، وقال: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا [المجادلة/ 7].
وقوله: ثلاثة يحتمل جرّه أمرين، أحدهما: أن يكون مجرورا بإضافة نجوى إليه، كأنه: ما يكون من سرار ثلاثة إلا هو رابعهم، أي: لا يخفى عليه ذلك، كما قال: ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم [التوبة/ 78] وكقوله: فإنه يعلم السر وأخفى [طه/ 7]، ويجوز أن يكون ثلاثة جرّا على الصفة على قياس قوله: وإذ هم نجوى [الإسراء/ 47]، فأما النّجيّ فصفة تقع على الكثرة كالصّديق والرفيق والحميم، ومثله الغزي، قال جرير فجمع:
تريح نقادها جشم بن بكر وما نطقوا بأنجية الخصوم وأنشد أبو زيد:
[الحجة للقراء السبعة: 6/279]
إني إذا ما القوم كانوا أنجيه واختلف القول اختلاف الأرشية وفي التنزيل: خلصوا نجيا [يوسف/ 80]، فأما قول حمزة: ينتجون وقول سائرهم: يتناجون فإنّ يفتعلون، ويتفاعلون يجريان مجرى واحدا، ومن ثمّ قالوا: ازدوجوا واعتوروا، فصحّحوا الواو، وإن كانت على صورة يجب فيها الاعتلال لما كان بمعنى تعوروا وتزاوجوا، كما صحّ: عور وحول وصيد، لما كان ذلك على معنى افعال، ومن ثمّ جاء: حتى إذا اداركوا فيها جميعا [الأعراف/ 38] فادّاركوا: افتعلوا، وادّاركوا: تفاعلوا، فكذلك في المعنى في: ينتجون، ويتناجون واحد.
ومن حجّة من قرأ: يتناجون [المجادلة/ 8] قوله: إذا ناجيتم الرسول [المجادلة/ 12] وتناجوا بالبر والتقوى [المجادلة/ 9]، فهذا مطاوع: ناجيتم* وليس في هذا ردّ لقراءة حمزة ينتجون لأن هذا في مساغه وجوازه مثل: ناجيت. وينتجون، قراءة الأعمش فيما زعموا). [الحجة للقراء السبعة: 6/280]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرّسول} 8
[حجة القراءات: 703]
قرأ حمزة وينتجون بالإثم بالنّون وضم الجيم من غير ألف على يفتعلون والأصل ينتجبون لأن لام الفعل ياء من ناجيت فاستثقلوا الضمة على الياء فحذفوها وقد حذفت لسكونها وسكون الواو يقال انتجى القوم ينتجون إذا تساروا
وقرأ الباقون ويتناجون على يتفاعلون لأن التفاعل والمفاعلة لا يكون إلّا من اثنين فصاعدا فكذلك المناجاة بين جماعة وهو الأشبه بتشاكل الكلام في هذا الموضع قال الله جلّ وعز بعدها {إذا تناجيتم} وقال {وتناجوا بالبرّ والتّقوى} فوقع الخط في هذين الموضعين على شيء يشاكل يتناجون
وقرأ حمزة مثله لأن العرب تقول اختصموا يختصمون وتخاصموا يتخاصمون وتقاتلوا واقتتلوا وكذلك انتجوا وتناجوا بمعنى كذا قال سيبويهٍ). [حجة القراءات: 704]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {ويتناجون} قرأه حمزة «ويتنجون» بغير ألف، وبنون بعد الياء، وقبل التاء، وقرأ الباقون بألف بعد النون، والنون بعد التاء.
وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعله على وزن «يفتعون» مشتقًا من النجوى، وهو السر، وأصله «ينتجيون» على وزن «يفتعلون» ثم أعل على الأصول بأن ألقيت حركة الياء على الجيم استثقالًا لياء مضمومة، قبلها متحرك، ثم حذفت الياء لسكونها، وسكون الواو بعدها.
5- وحجة من قرأ بألف ونون بعد التاء أنه جعله مستقبل «تناجى القوم يتناجون» وأصله «يتناجيون» على وزن «يتفاعلون» مثل «يتضاربون» فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قُلبت ألفًا، ثم حذفت لسكونها وسكون الواو بعدها، وبقيت فتحة الجيم على حالها لتدل على الألف المحذوفة، ولولا ذلك لكانت مضمومة؛ لأن واو الجمع حق ما قبلها أن يكون مضمومًا، لكن بقيت الجيم مفتوحة، لتدل على الألف المحذوفة، ولو ضمت لم يبق ما يدل على الألف، وهو أيضًا من النجوى السر، والنجوى مصدر كالدعوى والعدوى والتقوى، ولذلك وقع الجمع؛ لأنه يدل على القليل والكثير، قال الله جل وعز: {وإذ هم نجوى} «الإسراء 47» أي: ذوو نجوى، أي: ذوو سر، ومثله قوله: {لا خير في كثير من نجواهم} «النساء 14»، وقوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة} «المجادلة 7» أي: من سر ثلاثة، وكله أتى مفرد اللفظ، والمعنى فيه الجمع). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/314]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ} [آية/ 8] بغير ألف، والنون قبل التاء، في وزن ينتهون.
قرأها حمزة- يس- و- إن- في الأول، فأما في الثاني فقرأ
[الموضح: 1255]
حمزة {فَلَا تَتَنَاجَوْا} بالألف، ويعقوب مثل الأول.
والوجه في {يَتَنَاجَوْنَ} أنه يفتعلون من النجوى، مثل يتناجون في المعنى، فإن افتعلوا وتفاعلوا بمعنى واحد، ولهذا قالوا اعتونوا واجتوروا فصححوا الواو ولم يقلبوها ألفًا. لما كان بمعنى تعاونوا وتجاوروا مما لابد فيه من تصحيح الواو.
وقرأ الباقون و-ح- عن يعقوب {وَيَتَنَاجَوْنَ} و{فَلَا تَتَنَاجَوْا} بالألف فيهما، والتاء قبل النون.
والوجه أنه يتفاعلون من النجوى، وهو الأصل في هذا المعنى، يقال ناجى فلان فلانًا وتناجى القوم، فهم يتناجون، كما يقال حاربته وتحاربنا وضاربته وتضاربنا، وهذه أشد موافقة لقوله تعالى {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ} لذلك). [الموضح: 1256]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)}
قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس