عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 09:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون} أي: إنّما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {إلا ليعبدون} أي: إلّا ليقرّوا بعبادتي طوعًا أو كرهًا وهذا اختيار ابن جريرٍ.
وقال ابن جريج: إلّا ليعرفون. وقال الرّبيع بن أنسٍ: {إلا ليعبدون} أي: إلّا للعبادة. وقال السّدّيّ: من العبادة ما ينفع ومنها ما لا ينفع، {ولئن سألتهم من خلق السّموات والأرض ليقولنّ اللّه} [لقمان: 25] هذا منهم عبادةٌ، وليس ينفعهم مع الشّرك. وقال الضّحّاك: المراد بذلك المؤمنون.
وقوله: {ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون. إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين} قال الإمام أحمد:
حدّثنا يحيى بن آدم وأبو سعيدٍ قالا حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: أقرأني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّي لأنا الرّزّاق ذو القوّة المتين".
ورواه أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، من حديث إسرائيل، وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
ومعنى الآية: أنّه تعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتمّ الجزاء، ومن عصاه عذّبه أشدّ العذاب، وأخبر أنّه غير محتاجٍ إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ورازقهم.
قال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا عمران -يعني ابن زائدة بن نشيط-عن أبيه، عن أبي خالدٍ -هو الوالبيّ-عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: قال اللّه: "يا ابن آدم، تفرّغ لعبادتي أملأ صدرك غنًى، وأسدّ فقرك، وإلّا تفعل ملأت صدرك شغلًا ولم أسدّ فقرك".
ورواه التّرمذيّ وابن ماجه، من حديث عمران بن زائدة، وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
وقد روى الإمام أحمد عن وكيعٍ وأبي معاوية، عن الأعمش، عن سلّامٍ أبي شرحبيل، سمعت حبّة وسواءً ابني خالدٍ يقولان: أتينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يعمل عملًا أو يبني بناءً -وقال أبو معاوية: يصلح شيئًا-فأعنّاه عليه، فلمّا فرغ دعا لنا وقال: "لا تيأسا من الرّزق ما تهزّزت رءوسكما، فإنّ الإنسان تلده أمّه أحمر ليس عليه قشرةٌ، ثمّ يعطيه اللّه ويرزقه". و [قد ورد] في بعض الكتب الإلهيّة: "يقول اللّه تعالى: ابن آدم، خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وتكفّلت برزقك فلا تتعب فاطلبني تجدني؛ فإن وجدتني وجدت كلّ شيءٍ، وإن فتك فاتك كلّ شيءٍ، وأنا أحبّ إليك من كلّ شيءٍ"). [تفسير ابن كثير: 7/ 425-426]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبًا} أي: نصيبًا من العذاب، {مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون} أي: فلا يستعجلون ذلك، فإنّه واقعٌ [بهم] لا محالة). [تفسير ابن كثير: 7/ 426]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({فويلٌ للّذين كفروا من يومهم الّذي يوعدون} يعني: يوم القيامة). [تفسير ابن كثير: 7/ 426]

رد مع اقتباس