عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م, 10:58 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (الناهي أبو جهلٍ، وأنّ العبد المصلّي محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقوله تعالى: {أرأيت} توقيفٌ، وهو فعلٌ لا يتعدّى إلى مفعولين، على حدّ الرؤية من العلم، بل يقتصر به). [المحرر الوجيز: 8/ 654]

تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن كان}، يعني: العبد المصلّي). [المحرر الوجيز: 8/ 654]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12)}

تفسير قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن كذّب وتولّى}، يعني: الإنسان الذي ينهى). [المحرر الوجيز: 8/ 654]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ألم يعلم بأنّ اللّه يرى} إكمالٌ للتوبيخ والوعيد بحسب التوقيفات الثلاثة، يصلح مع كلّ واحدٍ منها، فجاء بها في نسقٍ، ثمّ جاء بالوعيد الكافي لجميعها اختصارًا واقتضابًا، ومع كلّ تقريرٍ من الثلاثة تكملةٌ مقدّرةٌ تتّسع العبارات فيها.
وقوله تعالى: {ألم يعلم} دالٌّ عليها مغنٍ.
ونسب تعالى الرؤية إلى اللّه تعالى بمعنى: يدرك أعمال الجميع بإدراكٍ سمّاه رؤيةً، واللّه تعالى منزّهٌ عن الجارحة، وغير ذلك من مماثلة المحدثات). [المحرر الوجيز: 8/ 654]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ توعّده تعالى - إن لم ينته - بأن يؤخذ بناصيته فيجرّ إلى جهنّم ذليلًا، تقول العرب: (سفعت بيدي ناصية الفرس والرجل). إذا جذبتها مذلّلًا له، قال عمرو بن معديكرب:
قومٌ إذا سمعوا الصّياح رأيتهم.......من بين ملجم مهره أو سافع
فالآية على نحو قوله تعالى: {فيؤخذ بالنّواصي والأقدام}.
وقال بعض العلماء: (لنسفعن) معناه: لنحرقن، من قولهم: (سفعته النار)، إذا أحرقته.
واكتفى بذكر الناصية؛ لدلالتها على الوجه والرأس، وجاء {لنسفعًا} في خطّ المصحف بألفٍ بدل النون.
وقرأ أبو عمرٍو في رواية هارون: (لنسفعنّ) ـ مثقّلة النون ـ وفي مصحف ابن مسعودٍ: (لأسفعنّ بالنّاصية * ناصيةٍ كاذبةٍ فاجرةٍ). وقرأ أبو حيوة: (ناصيةً كاذبةً خاطئةً) بالنصب في الثلاثة، وروي عن الكسائيّ أنه قرأ بالرفع فيها كلّها.
و(الناصية) مقدّم شعر الرأس، ثمّ أبدل تعالى النكرة من المعرفة في قوله تعالى: {ناصيةٍ كاذبةٍ} ووصفها بالكذب والخطإ من حيث هي صفاتٌ لصاحبها، كما تقول: يدٌ سارقةٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 654-655]

تفسير قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فليدع ناديه} إشارةٌ إلى قول أبي جهلٍ: (وما بالوادي أعظم نديًّا منّي). والنادي والنّديّ: المجلس، ومنه: دار الندوة، ومنه قول زهيرٍ:
وفيهم مقاماتٌ حسانٌ وجوههم.......وأنديةٌ ينتابها القول والفعل
ومنه قول الأعرابيّة: (سيّد ناديه، وثمال عافيه).
و(الزّبانية) ملائكة العذاب، واحدهم (زبنيةٌ). وقال الكسائيّ: (زبنيٌّ). وقال عيسى بن عمرٍو الأخفش: (زابنٌ). وهم الذين يدفعون الناس في النار، والزّبن: الدّفع، ومنه (حربٌ زبونٌ) أي: تدفع الناس في نفسها، ومنه قول الشاعر:
ومستعجبٍ ممّا يرى من أناتنا.......ولو زبنته الحرب لم يترمرم
ومنه قول عتبة بن أبي سفيان: (وقد زبنتنا الحرب وزبنّاها، فنحن بنوها وهي أمّنا). ومنه قول الشاعر:
عدتني عن زيارتك العوادي.......وحالت بيننا حربٌ زبون
وحذفت الواو من {سندع} في خطّ المصحف اختصارًا وتخفيفًا، والمعنى: سندعو الزبانية لعذاب هذا الذي يدعو ناديه.
وقرأ ابن مسعودٍ: (فليدع إليّ ناديه) ). [المحرر الوجيز: 8/ 655-656]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قال تعالى لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {كلاّ} ردًّا على قول هذا الكافر وأفعاله، {لا تطعه} أي: لا تلتفت إلى نهيه وكلامه، {واسجد} لربّك، {واقترب} إليه بسجودك، وبالطاعة، وبالأعمال الصالحة.
وفي الحديث أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «أقرب ما يكون العبد من اللّه إذا سجد؛ فأكثروا من الدّعاء في السّجود؛ فقمنٌ أن يستجاب لكم».
وقاله مجاهدٌ، قال: ألم تسمعوا: {واسجد واقترب}؟!
وروى ابن وهبٍ، عن جماعةٍ من أهل العلم: أن قوله تعالى: {واسجد} خطابٌ لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأنّ {واقترب} خطابٌ لأبي جهلٍ، أي: إن كنت تجترئ حتى ترى كيف تهلك.
وهذه السورة فيها سجدةٌ عند جماعةٍ من أهل العلم؛ منهم ابن وهبٍ من أصحاب مالكٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 656]


رد مع اقتباس