عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 09:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما خلقنا السماوات والأرض} الآية ... إخبار فيه تنبيه وتحذير، وقوله: {إلا بالحق} يريد: بالواجب المفضي إلى الخيرات وفيض الهبات). [المحرر الوجيز: 7/ 582]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"يوم الفصل": هو يوم القيامة، وهذا هو الإخبار بالبعث، وهو أمر جوزه العقل وأثبته الشرع بهذه الآية وغيرها).[المحرر الوجيز: 7/ 582]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والمولى في هذه الآية يعم جميع الموالي من القرابات وموالي العتق وموالي الصداقة، وقوله تعالى: {ولا هم ينصرون}: إن كان الضمير يراد به العالم، فيصح أن تكون "من" في قوله تعالى: {إلا من رحم الله} في موضع نصب على الاستثناء المتصل، وإن كان الضمير يراد به الكفار، فالاستثناء منقطع، ويصح أن يكون في موضع رفع على الابتداء والخبر مقدر، تقديره: فإنه يغني بعضهم عن بعض في الشفاعة ونحوها، أو يكون تقديره: فإن الله ينصره). [المحرر الوجيز: 7/ 582]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن شجرت الزقوم طعام الأثيم}، روي عن ابن زيد "الأثيم" المشار إليه هو أبو جهل، ثم هي بالمعنى- تتناول كل أثيم، وهو كل تاجر يكتسب الإثم، وروي عن همام أن أبا الدرداء أقرأ أعرابيا، فكان يقول: "طعام اليتيم"، فرد عليه أبو الدرداء مرارا فلم يلقن، فقال له: قل: "طعام الفاجر"، فقرئت كذلك، وإنما هي على التفسير، وهي الشجرة الملعونة في القرآن، وهي تنبت في أصل الجحيم، وروي أن أبا جهل لما نزلت هذه الآية، وأشار الناس بها إليه، جمع عجوة بزبد، ثم دعا إليها ناسا، فقال لهم: "تزقموا، فإن الزقوم هو عجوة يثرب بالزبد، وهو طعامي الذي حدث به محمد".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وإنما قصد بذلك ضربا من المغالطة والتلبيس على الجهلة). [المحرر الوجيز: 7/ 582]

تفسير قوله تعالى: {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {كالمهل يغلي في البطون * كغلي الحميم * خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم * ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم * ذق إنك أنت العزيز الكريم * إن هذا ما كنتم به تمترون * إن المتقين في مقام أمين * في جنات وعيون * يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين * كذلك وزوجناهم بحور عين * يدعون فيها بكل فاكهة آمنين * لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم * فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم * فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون * فارتقب إنهم مرتقبون}
قال ابن عباس، وابن عمر رضي الله عنهم: "المهل": دردي الزيت وعكره، وقال ابن مسعود، وابن عباس أيضا رضي الله عنهم: "المهل": ما ذاب من ذهب أو فضة أو حديد أو رصاص ونحوه، قال الحسن: كان ابن مسعود على بيت المال لعمر رضي الله عنه بالكوفة، فأذاب يوما فضة مكسرة، فلما انماعت، قال: يدخل من بالباب، فدخلوا، فقال لهم: هذا أشبه ما رأينا في الدنيا بالمهل.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والمعنى: أن هذه الشجرة إذا طعمها الكافر في جهنم صارت في جوفه تفعل كما يفعل المهل السخن من الإحراق والإفساد، وقرأ نافع، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وعاصم في رواية أبي بكر: "تغلي" بالتاء، أي: الشجرة، وهي قراءة عمرو بن ميمون، وأبي رزين، والحسن، والأعرج، وأبي جعفر، وشيبة، وابن محيصن، وطلحة. وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وعاصم في رواية حفص: "يغلي" بالياء على معنى الطعام، وهي قراءة مجاهد، والحسن -بخلاف عنه-.
و"الحميم": الماء السخن الذي يتطاير من غليانه). [المحرر الوجيز: 7/ 583]

تفسير قوله تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {خذوه فاعتلوه} الآية، معناه: يقال يومئذ للملائكة عن هذا الأثيم: خذوه فاعتلوه، و"العَتْلُ": السوق بعنف وإهانة ودفع قوي متصل، كما يساق أبدا مرتكب الجرائم، وقرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر: "فاعتلوه" بضم التاء، والباقون بكسرها، وقد روي الضم عن أبي عمرو، وكذلك روي الوجهان عن الحسن، وقتادة، والأعرج، و"السواء": الوسط، وقيل: المعظم، وذلك متلازم، المعظم أبدا من مثل هذا إنما هو في الوسط). [المحرر الوجيز: 7/ 583-584]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وفي الآية ما يقتضي أن الكافر يصب على رأسه من حميم جهنم، وهو ما يغلي فيها من ذوب، وهذا كما في قوله تعالى: {يصب من فوق رءوسهم الحميم}، وإلى هذا نظر بعض ولاة المدينة، فإنه كان يصب الخمر على رأس الذي شربها أو توجد عنده عقوبة له وأدبا، ذكر ذلك ابن حبيب في الواضحة).[المحرر الوجيز: 7/ 584]

تفسير قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} مخاطبة على معنى هذا التقريع، ويروى عن قتادة أن أبا جهل لما قال نزلت: {إن شجرت الزقوم طعام الأثيم}: أيتهددني محمد -عليه الصلاة والسلام- وأنا ما بين جبليها أعز مني وأكرم؟ فنزلت هذه الآيات، وفي آخرها: ذق إنك أنت العزيز الكريم أي: على قولك، وهذا كما قال جرير:
ألم يكن -في وسوم قد وسمت بها ... من حان- موعظة يا زهرة اليمن؟
يقولها للشاعر الذي سمى نفسه به، وذلك في قوله:
أبلغ كليبا وأبلغ عنك شاعرها ... أني الأعز وأني زهرة اليمن
فجاء بيت جرير على هذا الهزء، وقرأ الجمهور: "إنك" بكسر الألف، وقرأ الكسائي وحده: "أنك" بفتح الألف، والمعنى واحد في المقصد وإن اختلف المأخذ إليه، وبفتح الألف قرأها على المنبر الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أسندها إليه الكسائي وأتبعه فيها). [المحرر الوجيز: 7/ 584]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(وقوله تعالى: {إن هذا ما كنتم به تمترون} عبارة عن قول يقال للكفرة عند عذابهم، أي: هذه الآخرة وجهنم التي كنتم تشكون فيها). [المحرر الوجيز: 7/ 585]

رد مع اقتباس