عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 09:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى نعمته على بني إسرائيل في إنجائهم من فرعون وقومه، والعذاب المهين: هو ذبح الأبناء والتسخير في المهن كالبنيان والحفر وغيره، وفي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه: "من عذاب المهين" بسقوط التعريف بالألف واللام من "العذاب"،
وقوله تعالى: {من فرعون} بدل من قوله تعالى: {من العذاب}، و"من" بكسر الميم هي قراءة الجمهور، وروى قتادة أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقرؤها "من" بفتح الميم "فرعون" برفع النون). [المحرر الوجيز: 7/ 580]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {على علم} أي: على شيء سبق عندنا فيهم وثبت في علمنا أنه سينفذ، وقوله تعالى: {على العالمين} يريد: على جميع الناس، هذا على التأويل المتقدم في العلم، والمعنى: لقد اخترناها لهذا الإنجاء وهذه النعم على سابق علم لنا فيهم، وخصصناهم بذلك دون العالم، ويحتمل قوله تعالى: {على علم} أن يكون: على علم لهم وفضائل فيهم، والمعنى: اخترناهم للنبوءات والرسالات، فيكون قوله تعالى: {على العالمين} -في هذا التأويل- معناه: على عالم زمانهم، وذلك بدليل فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم لهم وعليهم، وأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي خير أمة أخرجت للناس).[المحرر الوجيز: 7/ 580]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وآتيناهم من الآيات} لفظ جامع لمعجزات موسى عليه السلام، وللعبر التي ظهرت في قوم فرعون من الجراد والقمل والضفادع وغير ذلك، ولما أنعم به على بني إسرائيل من تظليل الغمام والمن والسلوى وغير ذلك، فإن لفظ الآيات يعم جميع هذا، و"البلاء" -في هذا الموضع-: الاختبار والامتحان، وهذا كما قال تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة}، و"مبين" هنا بمعنى: بين). [المحرر الوجيز: 7/ 580]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى قريشا وحكى عنهم -على جهة الإنكار لقولهم حين أنكروا فيه ما هو جائز في العقل- فقال تعالى: {إن هؤلاء ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى} أي: ما آخر أمرنا ومنتهى وجودنا إلا عند موتنا، وما نحن بمنشرين أي: بمبعوثين، يقال: أنشر الله الميت فنشر هو).[المحرر الوجيز: 7/ 580]

تفسير قوله تعالى: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقول قريش: فأتوا بآبائنا مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه من حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم مسندا في أقواله وأفعاله إلى الله تعالى وبواسطة ملك خاطبوه كما تخاطب الجماعة، وهم يريدونه وربه تعالى وملائكته. واستدعى الكفار في هذه الآية أن يحيي لهم بعض آبائهم -وسموا قصيا- لكي يسألوهم عما رأوا في آخرتهم، ولم يستقص في هذه الآية الرد عليهم لبيانه، وإثباته في غير ما آية من كتاب الله تعالى، فإن الله تعالى قد جزم البعث من القبور في أجل مسمى لا يتعداه أحد، وقد بينت الأمثلة من الأرض الميتة وحال النبات أمر البعث من القبور). [المحرر الوجيز: 7/ 580-581]

تفسير قوله تعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين * وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين * ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون * إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين * يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون * إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم * إن شجرت الزقوم * طعام الأثيم}
قوله تعالى: {أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم} تقرير فيه وعيد، وتبع ملك حميري، وكان يقال لكل ملك منهم: "تبع"، إلا أن المشار إليه في هذه الآية رجل صالح من التبابعة، قال كعب الأحبار: ذم الله تعالى قومه ولم يذمه، ونهى العلماء عن سبه، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق سهل بن سعد: أن تبعا هذا أسلم وآمن بالله تعالى، وروي أن ذلك كان على يد أهل كتاب كانوا بحضرته. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كان "تبع" نبيا. وروى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما أدري أكان "تبع" نبيا أم غير نبي؟". وقال ابن جبير رضي الله عنه: هو الذي كسا الكعبة، وقد ذكره ابن إسحاق في السيرة، والله أعلم.
وقوله تعالى: {إنهم كانوا مجرمين} يريد: بالكفر.
وقرأت فرقة: "أنهم" بفتح الألف، وقرأ الجمهور بكسرها). [المحرر الوجيز: 7/ 581-582]

رد مع اقتباس