عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 جمادى الآخرة 1434هـ/16-04-2013م, 06:10 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ...}.
يعني خطبتك في الجمعة فلا يستمعون ولا يعون [حتى] إذا انصرفوا، وخرج الناس قالوا للمسلمين: ماذا قال آنفا، يعنون النبي صلى الله عليه وسلم استهزاءً منهم.
قال الله عز وجل: {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} ). [معاني القرآن: 3/60]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( " وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ " من هاهنا في موضع جميع). [مجاز القرآن: 2/215]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: ({وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16)}يعني المنافقين.
({حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا}).
كانوا يسمعون خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا خرجوا سألوا أصحاب رسول الله استهزاء وإعلاما أنهم لم يلتفتوا إلى ما قال، فقالوا: ماذا قال آنفا، أي ماذا قال الساعة، ومعنى آنفا من قولك استأنفت الشيء إذا ابتدأته، وروضة أنف، إذا لم ترع بعد، أي لها أول يرعى، فالمعنى ماذا قال من أول وقت يقرب منّا). [معاني القرآن: 5/10]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} [آية: 16] قال قتادة هم المنافقون
ثم قال تعالى: {حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا} [آية: 16]
أي إذا سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ثم خرجوا قالوا للمسلمين استهزاء ماذا قال آنفا أي لم نلتفت إلى ما قال
والمعنى ماذا قال الساعة أي في أقرب الأوقات إلينا من قولهم استأنفت الشيء وروضة أنف لم ترع). [معاني القرآن: 6/475]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( ({مَاذَا قَالَ آَنِفًا}) أي: ماذا قال مذ ساعة ؟). [ياقوتة الصراط: 469]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (17) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى...}.
زادهم استهزاؤهم هدى، وآتاهم الله تقواهم، يقال: أثابهم ثواب تقواهم، ويقال: ألهمهم تقواهم، ويقال: آتاهم تقواهم من المنسوخ إذا نزل الناسخ). [معاني القرآن: 3/61]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: ({أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (17)} الضمير الذي في {زادَهُم} يجوز أن يكون فيه أحد ثلاثة أوجه:
فأجودها - واللّه أعلم - أن يكون فيه ذكر الله، فيكون المعنى مردودا على قوله: ({أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} )
ويجوز أن يكون الضمير في {زادَهُم} قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيكون المعنى والّذين اهتدوا زادهم ما قال رسول اللّه هدى.
ويجوز أن يكون زادهم إعراض المنافقين واستهزاؤهم هدى.
قوله: {وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ }يجوز أن يكون وألهمهم تقواهم، كما قال عزّ وجلّ: {وألزمهم كلمة التّقوى وكانوا أحقّ بها وأهلها}.
ويجوز أن يكون - واللّه أعلم - وآتاهم ثواب تقواهم). [معاني القرآن: 5/10-11]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } [آية: 17]
المعنى زادهم الله هدى فيكون الضمير يعود على قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}
ويجوز أن يكون المعنى وزادهم قول النبي صلى الله عليه وسلم هدى
ويجوز أن يكون المعنى وزادهم استهزاء المنافقين هدى
ثم قال تعالى: {وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} أي ألهمهم ، ويجوز أن يكون المعنى ثواب تقواهم). [معاني القرآن: 6/476]

تفسير قوله تعالى: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا...}.
{أن} مفتوحة في القراءة كلها. حدثنا الفراء قال: وحدثني أبو جعفر الرؤاسي قال: قلت لأبي عمرو بن العلاء: ما هذه الفاء التي في قوله: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}؟ قال: جواب للجزاء. قال: قلت: إنها {أَنْ تَأْتِيَهُمْ} مفتوحة؟ قال: فقال: معاذ الله إنما هي (إن تأتهم). قال الفراء: فظننت أنه أخذها عن أهل مكة؛ لأنه عليهم قرأ، وهي أيضاً في بعض مصاحف الكوفيين: تأتهم بسينة واحدة، ولم يقرأ بها أحد منهم، وهو من المكرّر: هل ينظرون إلا الساعة، هل ينظرون إلا أن تأتيهم بغتة. والدليل على ذلك أن التي في الزخرف في قراءة عبد الله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ}، ومثله: {ولولا رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمناتٌ} لولا أن تطئوهم فإن في موضع رفع عند الفتح، وأن في الزخرف ـ وههنا نصب مردودة على الساعة، والجزم جائز تجعل: هل ينظرون إلا الساعة مكتفيا، ثم تبتدئ: إن تأتهم، وتجيئها بالفاء على الجزاء، والجزم جائز.
وقوله: {فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ...}.
"ذكراهم" في موضع رفع بلهم، والمعنى: فأنى لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة؟ ومثله: {يومئذٍ يتذكّر الإنسان وأنّى له الذّكرى} أي: ليس ينفعه ذكره، ولا ندامته). [معاني القرآن: 3/61]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( "فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا" أعلامها وإنما سمي الشرط فيما نرى لأنهم أعلموا أنفسهم وأشراط المال صغار الغنم وشراره قال جرير:
تساق من المعزى مهور نسائهم... وفي شرط المعزى لهنّ مهور). [مجاز القرآن: 2/215]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ}
قال: {فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} يقول: فأنى لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة). [معاني القرآن: 4/17]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أشراطها} أعلامها، واحدها شرط وإنما هو مقدماتها). [غريب القرآن وتفسيره: 339]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً} أي هل ينظرون؟! {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا } أي علاماتها.
{فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ}؟ فكيف لهم منفعة الذكرى إذا جاءت، والتوبة - حينئذ - لا تقبل؟!). [تفسير غريب القرآن:410-411]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عزّ وجلّ - ({فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18)}
ويقرأ " {إلّا السّاعة إن تأتهم} " بغير ياء، والأولى أجود لموافقة المصحف.
وموضع " {أن} " نصب البدل من السّاعة.
المعنى فهل ينظرون إلا أن تأتيهم السّاعة بغتة.
وهذا البدل المشتمل على الأول في المعنى وهو نحو قوله: {ولَوْلا رِجالٌ مؤمِنون ونِساءٌ مُؤمِنات لم تعلَمُوهم أنْ تطئوهُم}
المعنى لولا أن تطؤوا رجالا مؤمنين ونساء مؤمنات.
ومعنى {هَلْ يَنْظُرُونَ} هل ينتظرون واحد.
ومن قرأ: إن تأتهم " { فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} فعلى الشرط والجزاء.
وأشراطها أعلامها.
{فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} المعنى فمن أين لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة، و {ذكراهم} في موضع رفع بقوله {فأنّى} ). [معاني القرآن: 5/11]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} [آية: 18]
أي فهل ينتظرون إلا أن تأتيهم الساعة فجأة فقد جاء أشراطها
قال الفراء أي علامتها الواحد شرط
ثم قال جل وعز: {فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} [آية: 18]
قال قتادة أي فأنى لهم أن يتذكروا
قال أبو جعفر فالمعنى على هذا فمن أين لهم منفعة الذكرى إذا جاءت الساعة وانقطعت التوبة). [معاني القرآن: 6/477]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَشْرَاطُهَا}: أعلامها). [العمدة في غريب القرآن: 274]

تفسير قوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)}
هذه الفاء جاءت للجزاء، المعنى قد بيّنا ما يدل على أنّ الله واحد فأعلم اللّه أنه لا إله إلا اللّه، والنبي عليه السلام قد علم ذلك ولكنه خطاب يدخل الناس فيه مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما قال اللّه عزّ وجلّ: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء}، والمعنى من علم فليقم على ذلك العلم، كما قال: {اهدنا الصراط المستقيم} أي ثبتنا على الهداية.
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) أي يعلم متصرفاتكم ويعلم مثواكم، أي يعلم أين مقامكم في الدنيا والآخرة). [معاني القرآن: 5/12]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [آية: 19] والمخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم مخاطبة لأمته ؛ أي اثبتوا على هذا). [معاني القرآن: 6/478]

رد مع اقتباس