عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:37 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فحاسبناها حساباً شديداً...}.في الآخرة، {وعذّبناها عذاباً نّكراً...}، في الدنيا، وهو مقدّم ومؤخر). [معاني القرآن: 3/164]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وكأيّن من قريةٍ} أي كم من قرية.{عذاباً نكراً} أي منكرا). [تفسير غريب القرآن: 470]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((كأيِّن) هي بمعنى (كَمْ) قال الله تعالى: {وكأيّن من قريةٍ عتت عن أمر ربّها ورسله} أي: وَكَمْ مِن قَرْيَةٍ.
وفيها لغتان: كأيِّن بالهمزةِ وتشديدِ الياء، وكائن على تقدير قائل وبائع، وقد قرئ بهما جميعا في القرآن، والأكثر والأفصح تخفيفها، قال الشاعر:
وَكَائِنْ أَرَيْنَا الموتَ مِن ذِي تَحِيَّةٍ = إِذَا مَا ازْدَرَانَا أَوْ أَصَرَّ لِمَأْثَمِ
وقال آخر:
وكائنْ تَرَى مِن صَامتٍ لَكَ مُعْجِبٍ = زيادتُه أو نقصُه في التَّكلُّم). [تأويل مشكل القرآن: 519]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {وكأيّن من قرية عتت عن أمر ربّها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذّبناها عذابا نكرا}
أي عجلنا لها العذاب، ومعناه: عتا أهلها فحاسبنا أهلها وعذّبناهم). [معاني القرآن: 5/187]

تفسير قوله تعالى: {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم قال: {فذاقت وبال أمرها} من عذاب الدنيا {وكان عاقبة أمرها خسراً...} النار وعذابها). [معاني القرآن: 3/164]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وكان عاقبة أمرها خسراً} أي هلكة). [تفسير غريب القرآن: 470]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأمر: الذنب، قال الله تعالى: {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا}، أي جزاء ذنبها.
وهذا كله وإن اختلف فأصله واحد). [تأويل مشكل القرآن: 515]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا}
أي ثقل عاقبة أمرها.
{وكان عاقبة أمرها خسرا} يعني في الآخرة وهو قوله:{أعدّ اللّه لهم عذابا شديدا فاتّقوا اللّه يا أولي الألباب الّذين آمنوا قد أنزل اللّه إليكم ذكرا}). [معاني القرآن: 5/187-188]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خُسْراً} أي هَلَكة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 271]

تفسير قوله تعالى: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أعدّ اللّه لهم عذابا شديدا فاتّقوا اللّه يا أولي الألباب الّذين آمنوا قد أنزل اللّه إليكم ذكرا} يعني بعد ذلك الذي نزل بهم في الدنيا.
ثم وعظ الله هذه الأمّة في تصديق النبي عليه السلام، واتباع أمره وأعلم أنه قد بعث رسوله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور فقال: {فاتّقوا اللّه يا أولي الألباب الّذين آمنوا} ومعنى أولي الألباب أصحاب العقول، وواحد أولي الألباب ذو لبّ أي ذو عقل {قد أنزل اللّه إليكم ذكرا}). [معاني القرآن: 5/188]

تفسير قوله تعالى: {رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قد أنزل اللّه إليكم ذكراً...} {رّسولاً...}.نزلت في الكتاب بنصب الرسول، وهو وجه العربية، ولو كانت رسولٌ بالرفع كان صوابا؛ لأن الذكر رأس آية، والاستئناف بعد الآيات حسن. ومثله قوله: "التائبون" وقبلها: {إنّ الله اشترى من المؤمنين}، فلما قال: {وذلك هو الفوز العظيم} استؤنف بالرفع، ومثله: {وتركهم في ظلماتٍ لا يبصرون، صمٌّ بكمٌ}، ومثله: {ذو العرش المجيد} ثم قال: {فعّالٌ لما يريد}، وهو نكرة من صفة معرفة، فاستؤنف بالرفع، لأنه بعد آية). [معاني القرآن: 3/164]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قد أنزل اللّه إليكم ذكرا (10) رسولا يتلو عليكم آيات اللّه مبيّنات ليخرج الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات من الظّلمات إلى النّور ومن يؤمن باللّه ويعمل صالحا يدخله جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن اللّه له رزقا} (رسولا) منصوب على ثلاثة أوجه:
أجودها أن يكون قوله: (قد أنزل اللّه إليكم ذكرا) دليلا على إضمار أرسل رسولا يتلو عليكم.
ويجوز أن يكون يعني بقوله (رسولا) النبي عليه السلام، ويكون (رسولا)، منصوبا بقوله (ذكرا). يكون المعنى قد أنزل الله إليكم ذكرا (رسولا) ذا ذكر رسولا يتلو، ويكون (رسولا) بدلا من ذكر، ويكون يعنى به جبريل عليه السلام. ويكون دليل هذا القول قوله يعنى به جبريل عليه السلام: {نزل به الرّوح الأمين (193) على قلبك}.
ومعنى: {من الظّلمات إلى النّور} من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان لأن أدلة الكفر مظلمة غير بيّنة، وأدلة الإسلام واضحة بيّنة.
قوله: {قد أحسن اللّه له رزقا} أي رزقه اللّه الجنة التي لا ينقطع نعيمها، ولا يزول). [معاني القرآن: 5/188]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {اللّه الّذي خلق سبع سماواتٍ ومن الأرض مثلهنّ...} خلق سبعاً، ولو قرئت: "مثلهن" إذ لم يظهر الفعل كان صوابا. تقول في الكلام: رأيت لأخيك إبلا، ولوالدك شاء كثير، إذا لم يظهر الفعل.قال يعني الآخر جاز: الرفع، والنصب إذا كان مع الآخر صفة رافعة فقس عليه إن شاء الله). [معاني القرآن: 3/165]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({اللّه الّذي خلق سبع سماواتٍ ومن الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهنّ لّتعلموا أنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ وأنّ اللّه قد أحاط بكلّ شيءٍ علماً}وقال: {ومن الأرض مثلهنّ} فجعل {الأرض} جماعة كما تقول: "هلك الشاة والبعير" وأنت تعني جميع الشاء وجميع الإبل). [معاني القرآن: 4/32]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأمر: الوحي، قال الله تعالى: {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ}). [تأويل مشكل القرآن: 515]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(ثم ذكر - جلّ وعزّ - ما يدلّ على توحيده فقال: {
اللّه الّذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهنّ لتعلموا أنّ اللّه على كلّ شيء قدير وأنّ اللّه قد أحاط بكلّ شيء علما} ففي كل سماء وكل أرض خلق من خلقه، وأمر نافذ من أمره. وقوله عزّ وجلّ: (لتعلموا أنّ اللّه على كلّ شيء قدير).
وقوله: {وأنّ اللّه قد أحاط بكلّ شيء علما}.. (علما) منصوب على المصدر المؤكد، لأن معنى قوله: {وأنّ اللّه قد أحاط بكلّ شيء علما} أي قد علم كل شيء علما. ومثله: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ السّحاب}
ثم قال: (صنع اللّه) موكّدا. لأن معنى قوله: (صنع اللّه) صنع اللّه الجبال تمرّ مرّ السّحاب). [معاني القرآن: 5/188-189]

رد مع اقتباس