عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:36 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما خلقنا السّموات والأرض وما بينهما لاعبين (38) ما خلقناهما إلاّ بالحقّ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: {وما خلقنا السّموات} السّبع والأرضين وما بينهما من الخلق لعبًا). [جامع البيان: 21/51]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن القاسم بن سليمان الذّهليّ، ثنا الحسن بن إسماعيل بن صبيحٍ اليشكريّ، حدّثني أبي، ثنا ابن عيينة، عن أبي سعيدٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قول اللّه عزّ وجلّ {وما خلقنا السّموات والأرض وما بينهما لاعبين} قال ابن عبّاسٍ: سئل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في كم خلقت السّماوات والأرضً؟ قال: " خلق اللّه أوّل الأيّام الأحد، وخلقت الأرض في يوم الأحد، ويوم الاثنين، وخلقت الجبال وشقّت الأنهار، وغرس في الأرض الثّمار وقدّر في كلّ أرضٍ قوتها يوم الثّلاثاء ويوم الأربعاء، ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ فقال لها وللأرض: {ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين} [فصلت: 11] فقضاهنّ سبع سماواتٍ في يومين وأوحى في كلّ سماءٍ أمرها في يوم الخميس ويوم الجمعة، وكان آخر الخلق في آخر السّاعات يوم الجمعة، فلمّا كان يوم السّبت لم يكن فيه خلقٌ فقالت اليهود فيه ما قالت، فأنزل اللّه عزّ وجلّ تكذيبها {ولقد خلقنا السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ وما مسّنا من لغوبٍ} «هذا حديثٌ قد أرسله عبد الرّزّاق، عن ابن عيينة، عن أبي سعيدٍ، ولم يذكر فيه ابن عبّاسٍ وكتبناه متّصلًا من هذه الرّواية واللّه أعلم» ). [المستدرك: 2/489]

تفسير قوله تعالى: (مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما خلقناهما إلاّ بالحقّ} يقول: ما خلقنا السّماوات والأرض إلاّ بالحقّ الّذي لا يصلح التّدبير إلاّ به.
وإنّما يعني بذلك تعالى ذكره التّنبيه على صحّة البعث والمجازاة، يقول تعالى ذكره: لم نخلق الخلق عبثًا بأن نحدثهم فنحييهم ما أردنا، ثمّ نفنيهم من غير الامتحان بالطّاعة والأمر والنّهي، وغير مجازاة المطيع على طاعته، والعاصي على المعصية، ولكن خلقنا ذلك لنبتلي من أردنا امتحانه من خلقنا بما شئنا من امتحانه من الأمر والنّهي {لنجزي الّذين أساءوا بما عملوا ونجزي الّذين أحسنوا بالحسنى}.
{ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} [الأنعام: ] يقول تعالى ذكره: ولكنّ أكثر هؤلاء المشركين باللّه لا يعلمون أنّ اللّه خلق ذلك لهم، فهم لا يخافون على ما يأتون من سخط اللّه عقوبةً، ولا يرجون على خيرٍ إن فعلوه ثوابًا لتكذيبهم بالمعاد). [جامع البيان: 21/51]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ يوم الفصل ميقاتهم أجمعين (40) يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئًا ولا هم ينصرون (41) إلاّ من رحم اللّه إنّه هو العزيز الرّحيم}.
يقول تعالى ذكره: إنّ يوم فصل اللّه القضاء بين خلقه بما أسلفوا في دنياهم من خيرٍ أو شرٍّ يجزى به المحسن بالإحسان، والمسيء بالإساءة {ميقاتهم أجمعين} يقول: ميقات اجتماعهم أجمعين.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ يوم الفصل ميقاتهم أجمعين} يوم يفصل فيه بين النّاس بأعمالهم). [جامع البيان: 21/51-52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد ابن جرير عن قتادة {إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين} قال يوم يفصل بين الناس بأعمالهم يوفي فيه للأولين والآخرين {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} قال: انقطعت الأسباب يومئذ وذهبت الآصار وصار الناس إلى أعمالهم فمن أصاب يومئذ خيرا سعد به ومن أصاب يومئذ شرا شقي به). [الدر المنثور: 13/283]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئًا} يقول: لا يدفع ابن عمٍّ عن ابن عمٍّ، ولا صاحبٌ عن صاحبه شيئًا من عقوبة اللّه الّتي حلّت بهم من اللّه {ولا هم ينصرون} يقول: ولا ينصر بعضهم بعضًا، فيستعيذوا ممّن نالهم بعقوبةٍ كما كانوا يفعلونه في الدّنيا.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئًا} الآية، انقطعت الأسباب يومئذٍ يا ابن آدم، وصار النّاس إلى أعمالهم، فمن أصاب يومئذٍ خيرًا سعد به آخر ما عليه، ومن أصاب يومئذٍ شرًّا شقي به آخر ما عليه). [جامع البيان: 21/52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد ابن جرير عن قتادة {إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين} قال يوم يفصل بين الناس بأعمالهم يوفي فيه للأولين والآخرين {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} قال: انقطعت الأسباب يومئذ وذهبت الآصار وصار الناس إلى أعمالهم فمن أصاب يومئذ خيرا سعد به ومن أصاب يومئذ شرا شقي به). [الدر المنثور: 13/283] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك عن الضحاك في قوله {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} قال: ولي عن ولي). [الدر المنثور: 13/283]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {إلاّ من رحم اللّه} اختلف أهل العربيّة في موضع من في قوله: {إلاّ من رحم اللّه} فقال بعض نحويّي البصرة: إلاّ من رحم اللّه، فجعله بدلاً من الاسم المضمر في ينصرون، وإن شئت جعلته مبتدأً وأضمرت خبره، يريد به: إلاّ من رحم اللّه فيغني عنه.
وقال بعض نحويّي الكوفة قوله: {إلاّ من رحم اللّه} قال: المؤمنون يشفع بعضهم في بعضٍ، فإن شئت فاجعل من في موضع رفعٍ، كأنّك قلت: لا يقوم أحدٌ إلاّ فلانٌ، وإن شئت جعلته نصبًا على الاستثناء والانقطاع عن أوّل الكلام، تريد: اللّهمّ إلاّ من رحم اللّه.
وقال آخر منهم: معناه لا يغني مولًى عن مولًى شيئًا، إلاّ من أذن اللّه له أن يشفع؛ قال: لا يكون بدلاً ممّا في ينصرون، لأنّ إلاّ محقّقٌ، والأوّل منفيّ، والبدل لا يكون إلاّ بمعنى الأوّل قال: وكذلك لا يجوز أن يكون مستأنفًا، لأنّه لا يستأنف بالاستثناء.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يكون في موضع رفعٍ بمعنى: يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئًا إلاّ من رحم اللّه منهم، فإنّه يغني عنه بأن يشفع له عند ربّه.
وقوله: {إنّه هو العزيز الرّحيم} يقول جلّ ثناؤه واصفًا نفسه: إنّ اللّه هو العزيز في انتقامه من أعدائه، الرّحيم بأوليائه، وأهل طاعته). [جامع البيان: 21/52-53]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ شجرت الزّقّوم (43) طعام الأثيم (44) كالمهل يغلي في البطون (45) كغلي الحميم}.
يقول تعالى ذكره: {إنّ شجرة الزّقّوم} الّتي أخبر أنّها تنبت في أصل الجحيم، الّتي جعلها طعامًا لأهل الجحيم، ثمرها في الجحيم). [جامع البيان: 21/53]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوقٍ، ثنا وهب بن جريرٍ، وأبو داود قالا: ثنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قرأ هذه الآية {اتّقوا اللّه حقّ تقاته، ولا تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون} [آل عمران: 102] والّذي نفس محمّدٍ بيده لو أنّ قطرةً من الزّقّوم قطرت في الأرض لأفسدت على أهل الدّنيا معائشهم فكيف بمن يكون طعامه؟ " هذا حديثٌ أخرجه الإمام أبو يعقوب الحنظليّ في تفسير قوله: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47) ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم} [الدخان: 48] «وهو صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/490] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 43 – 59
أخرج سعيد بن منصور عن أبي مالك قال: إن أبا جهل كان يأتي بالتمر والزبد فيقول تزقموا بهذا الزقوم الذي يعدكم به محمد فنزلت {إن شجرة الزقوم (43) طعام الأثيم} ). [الدر المنثور: 13/283-284]

تفسير قوله تعالى: (طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني اللّيث بن سعدٍ عن محمّد بن عجلان عن عون بن عبد اللّه يرفع الحديث إلى عبد اللّه بن مسعودٍ أنه كان يقرئ رجلاً أعجميًّا هذه الآية: {إنّ شجرة الزّقّوم (43) طعام الأثيم}، فيقول الأعجميّ: طعام اليتيم؛ فقال ابن مسعودٍ: أتستطيع أن تقول طعام الفاجر، قال: نعم، قال: فاقرأ كذلك). [الجامع في علوم القرآن: 3/54-55]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني مالك بن أنسٍ قال: أقرأ عبد اللّه بن مسعودٍ رجلا: {إنّ شجرة الزقوم (43) طعام الأثيم}، فجعل يقول: طعام اليتيم، فقال له عبد اللّه: طعام الفاجر؛ قال: قلت لمالكٍ: أترى أن تقرأ كذلك، قال: نعم، أرى ذلك واسعاً). [الجامع في علوم القرآن: 3/55]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (طعام الآثم في الدّنيا بربّه، والأثيم: ذو الإثم، والإثم من أثم يأثم فهو أثيمٌ وعنى به في هذا الموضع: الّذي إثمه الكفر بربّه دون غيره من الآثام.
- وقد: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همّام بن الحارث، أنّ أبا الدّرداء، كان يقرئ رجلاً {إنّ شجرة الزّقّوم (43) طعام الأثيم} فقال: طعام اليتيم، فقال أبو الدّرداء: قل إنّ شجرة الزّقّوم طعام الفاجر.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: لو أنّ قطرةً، من زقّوم جهنّم أنزلت إلى الدّنيا لأفسدت على النّاس معايشهم.
- حدّثني أبو السّائب قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همّامٍ قال: كان أبوالدّرداء يقرئ رجلاً {إنّ شجرة الزّقّوم (43) طعام الأثيم} قال: فجعل الرّجل يقول: إنّ شجرة الزّقّوم طعام اليتيم؛ قال: فلمّا أكثر عليه أبو الدّرداء، فرآه لا يفهم قال: إنّ شجرة الزّقّوم طعام الفاجر.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّ شجرة الزّقّوم (43) طعام الأثيم} قال: أبو جهلٍ). [جامع البيان: 21/53-54]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الشّيبانيّ، ثنا محمّد بن عبد الوهّاب، ثنا يعلى بن عبيدٍ، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن همّام بن الحارث، عن أبي الدّرداء رضي اللّه عنه، قال: قرأ رجلٌ عنده {إنّ شجرة الزّقّوم (43) طعام الأثيم} [الدخان: 44] فقال أبو الدّرداء: «قل طعام الأثيم» فقال الرّجل: طعام اليثيم. فقال أبو الدّرداء قل: «طعام الفاجر» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 43 – 59
أخرج سعيد بن منصور عن أبي مالك قال: إن أبا جهل كان يأتي بالتمر والزبد فيقول تزقموا بهذا الزقوم الذي يعدكم به محمد فنزلت {إن شجرة الزقوم (43) طعام الأثيم} ). [الدر المنثور: 13/283-284] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والخطيب في تاريخه عن سعيد بن جبير في الآية قال: {الأثيم} أبو جهل). [الدر المنثور: 13/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد في فضائله، وابن الأنباري، وابن المنذر عن عون بن عبد الله أن ابن مسعود أقرأ رجلا {إن شجرة الزقوم (43) طعام الأثيم} فقال الرجل: طعام اليتيم فرددها عليه فلم يستقم بها لسانه فقال: أتستطيع أن تقول: طعام الفاجر قال: نعم، قال: فافعل). [الدر المنثور: 13/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه عن همام بن الحارث قال: كان أبو الدرداء يقرى ء رجلا {إن شجرة الزقوم (43) طعام الأثيم} فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم، فلما رأى أبو الدرداء أنه لا يفهم قال: إن شجرة الزقوم طعام الفاجر). [الدر المنثور: 13/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {إن شجرة الزقوم (43) طعام الأثيم} قال: أبو جهل). [الدر المنثور: 13/286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب أنه كان يقرى ء رجلا فارسيا فكان إذا قرأ عليه {إن شجرة الزقوم (43) طعام الأثيم} قال: طعام اليتيم فمر به النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: قل له طعام الظالم فقالها ففصح بها لسانه). [الدر المنثور: 13/286]

تفسير قوله تعالى: (كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {كالمهل} [الدخان: 45] : «أسود كمهل الزّيت» ). [صحيح البخاري: 6/131]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاس كالمهل أسود كمهل الزّيت وصله ابن أبي حاتمٍ من طريق مطرّفٍ عن عطيّة سئل ابن عبّاسٍ عن المهل قال شيءٌ غليظٌ كدرديّ الزّيت وقال اللّيث المهل ضربٌ من القطران إلّا أنّه رقيقٌ شبيهٌ بالزّيت يضرب إلى الصّفرة وعن الأصمعيّ المهل بفتح الميم هو الصّديد وما يسيل من الميّت وبالضّمّ هو عكر الزّيت وهو كلّ شيءٍ يتحاتّ عن الجمر من الرّماد وحكى صاحب المحكم أنّه خبث الجواهر الذّهب وغيره وقيل في تفسير المهل أقوالٌ أخرى فعند عبد بن حميدٍ عن سعيد بن جبيرٍ هو الّذي انتهى حرّه وقيل الرّصاص المذاب أو الحديد أو الفضّة وقيل السّمّ وقيل خشار الزّيت وعند أحمد من حديث أبي سعيدٍ في قوله تعالى كالمهل قال كعكر الزّيت إذا قرّبه إليه سقطت فروة وجهه فيه). [فتح الباري: 8/570]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا علّي بن الحسين الهسنجاني ثنا مسدّد ثنا أبو عوانة عن مطرف عن عطيّة قال سئل ابن عبّاس ماء المهل قال ماء غليظ كدردي الزّيت). [تغليق التعليق: 4/310]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ كالمهل أسود كمهل الزّيت
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون} (الدّخان: 43، 45) رواه جويبر في تفسيره عن الضّحّاك عنه، وعن الأزهري. من المهل: الرصاص المذاب أو الصفر أو الفضة، وكل ما أديب من هذه الأشياء فهو مهل، وقيل: المهل دردي الزّيت، وقيل: المهل الصديد الّذي يسيل من جلود أهل النّار، وقال اللّيث: المهل ضرب من القطران إلاّ أنه رقيق يضرب إلى الصّفرة وهو دسم تدهن به الإبل في الشتاء، وقيل: السم، وعن الأصمعي بفتح الميم الصديد وما يسيل من الميّت، وقيل: عكر الزّيت، والمهل أيضا كل شيء يتحات عن الخبزة من الرماد وغيره، وقيل: المهل إذا ذهب الجمر إلاّ بقايا منه في الرماد تبينها إذا حركها والرماد حار من أجل تلك البقيّة، وقيل: هو خشارة الزّيت، وفي (المحكم) قيل: هو خبث الجواهر، يعني الذّهب والفضّة والرصاص والحديد، وفي (تفسير عبد عن ابن جبير) المهل الّذي انتهى حره). [عمدة القاري: 19/162]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما رواه ابن أبي حاتم في ({كالمهل}) من قوله: {إنّ شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل} [الدخان: 43 - 45] هو (أسود كمهل الزيت) أي كدرديه أو عكر القطران أو ما أذيب من الذهب والفضة أو من كل المنطبعات كالحديد). [إرشاد الساري: 7/335]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كالمهل يغلي في البطون} يقول تعالى ذكره: إنّ شجرة الزّقّوم الّتي جعل ثمرتها طعام الكافر في جهنّم، كالرّصاص أو الفضّة، أو ما يذاب في النّار إذا أذيب بها، فتناهت حرارته، وشدّت حميته في شدّة السّواد.
وقد بيّنّا معنى المهل فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع من الشّواهد، وذكر اختلاف أهل التّأويل فيه، غير أنّا نذكر من أقوال أهل العلم في هذا الموضع ما لم نذكره هناك.
- حدّثنا سليمان بن عبد الجبّار قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت قال: حدّثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه قال: سألت ابن عبّاسٍ، عن قول اللّه، جلّ ثناؤه: {كالمهل} قال: كدرديّ الزّيت.
- حدّثني عليّ بن سهلٍ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {كالمهل يغلي في البطون} يقول: أسود كمهل الزّيت.
- حدّثنا أبو كريبٍ، وأبو السّائب، ويعقوب بن إبراهيم، قالوا: حدّثنا ابن إدريس قال: سمعت مطرّفًا، عن عطيّة بن سعدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {كالمهل} ماءٌ غليظٌ كدرديّ الزّيت.
- حدّثني يحيى بن طلحة قال: حدّثنا شريكٌ، عن مطرّفٍ، عن رجلٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {كالمهل} قال: كدرديّ الزّيت.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا عبد الصّمد قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا خليدٌ، عن الحسن، عن ابن عبّاسٍ، أنّه رأى فضّةً قد أذيبت، فقال: هذا المهل.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا عمرو بن ميمونٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه، في قوله: {كالمهل يشوي الوجوه} قال: دخل عبد اللّه بيت المال، فأخرج بقايا كانت فيه، فأوقد عليها النّار حتّى تلألأت قال: أين السّائل عن المهل؟ هذا المهل.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، وحدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا خالد بن الحارث، عن عوفٍ، عن الحسن قال: بلغني أنّ ابن مسعودٍ، سئل عن المهل الّذي، يقولون يوم القيامة شراب أهل النّار، وهو على بيت المال قال: فدعا بذهبٍ وفضّةٍ فأذابهما، فقال: هذا أشبه شيءٍ في الدّنيا بالمهل الّذي هو لون السّماء يوم القيامة، وشراب أهل النّار، غير أنّ ذلك هو أشدّ حرًّا من هذا لفظ الحديث لابن بشّارٍ وحديث ابن المثنّى نحوه.
- حدّثنا أبو كريبٍ وأبو السّائب قالا: حدّثنا ابن إدريس قال: أخبرنا أشعث، عن الحسن قال: كان من كلامه أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ رجلٌ أكرمه اللّه بصحبة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فإنّ عمر رضي اللّه عنه استعمله على بيت المال قال: فعمد إلى فضّةٍ كثيرةٍ مكسّرةٍ، فخدّ لها أخدودًا، ثمّ أمر بحطبٍ جزلٍ فأوقد عليها، حتّى إذا امّاعت وتزبّدت وعادت ألوانًا قال: انظروا من بالباب، فأدخل القوم فقال لهم: هذا أشبه ما رأينا في الدّنيا بالمهل.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: {إنّ شجرة الزّقّوم طعام الأثيم} الآية، ذكر لنا أنّ ابن مسعودٍ أهديت له سقايةٌ من ذهبٍ وفضّةٍ، فأمر بأخدودٍ فخدّت في الأرض، ثمّ قذف فيها من جزل الحطب، ثمّ قذفت فيها تلك السّقاية، حتّى إذا أزبدت وانماعت قال لغلامه: ادع من بحضرتنا من أهل الكوفة، فدعا رهطًا، فلمّا دخلوا قال: أترون هذا قالوا: نعم قال: ما رأينا في الدّنيا شبيهًا للمهل أدنى من الذّهب والفضّة حين أزبد وانماع.
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ قال: حدّثنا ابن يمانٍ قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن سفيان الأسديّ قال: أذاب عبد اللّه بن مسعودٍ فضّةً، ثمّ قال: من أراد أن ينظر إلى المهل فلينظر إلى هذا.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {يوم تكون السّماء كالمهل} [المعارج: ] قال: كدرديّ الزّيت.
- حدّثني يحيى بن طلحة قال: حدّثنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيدٍ: {كالمهل} قال: كدرديّ الزّيت
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا يعمر بن بشرٍ قال: حدّثنا ابن المبارك قال: حدّثنا أبو الصّبّاح قال: سمعت يزيد بن أبي سميّة يقول: سمعت ابن عمر يقول: هل تدرون ما المهل؟ المهل مهل الزّيت، يعني آخره
- قال: حدّثنا إبراهيم أبو إسحاق الطّالقانيّ قال: حدّثنا ابن المبارك قال: أخبرنا أبو الصّبّاح الأيليّ، عن يزيد بن أبي سميّة، عن ابن عمر بمثله
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ أبي السّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {بماءٍ كالمهل} كعكر الزّيت، فإذا قرّبه إلى وجهه، سقطت فروة وجهه فيه.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا يعمر بن بشرٍ قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا رشدين بن سعدٍ قال: ثني عمرو بن الحارث، عن أبي السّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، مثله
وقوله: {في البطون} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة والكوفة (تغلي) بالتّاء، بمعنى أنّ شجرة الزّقّوم تغلي في بطونهم، فأنّثوا تغلي لتأنيث الشّجرة وقرأ ذلك بعض قرّاء أهل الكوفة {يغلي} بمعنى: طعام الأثيم يغلي، أو المهل يغلي، فذكّره بعضهم لتذكير الطّعام، ووجّه معناه إلى أنّ الطّعام هو الّذي يغلي في بطونهم وبعضهم لتذكير المهل، ووجّهه إلى أنّه صفةٌ للمهل الّذي يغلي.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 21/54-58]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {كالمهل} [الدخان: 45] كعكر الزّيت، إذا قرّبه إلى وجهه سقطت فروة وجهه فيه». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
(فروة وجهه) فروة الوجه: هي جلدته). [جامع الأصول: 2/352]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {كالمهل} [الدخان: 45].
- عن الضّحّاك أنّ ابن مسعودٍ أذاب فضّةً من بيت المال، ثمّ أرسل إلى أهل المسجد، فقال: من أحبّ أن ينظر إلى المهل فلينظر إلى هذا.
رواه الطّبرانيّ، وفيه يحيى الحمّانيّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/105]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وعمرو بن ميمون أنهما قرآ (كالمهل تغلي في البطون) بالتاء). [الدر المنثور: 13/286]

تفسير قوله تعالى: (كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {كغلي الحميم} يقول: يغلي ذلك في بطون هؤلاء الأشقياء كغلي الماء المحموم، وهو المسخّن الّذي قد أوقد عليه حتّى تناهت شدّة حرّه.
وقيل: حميمٌ وهو محمومٌ، لأنّه مصروفٌ من مفعولٍ إلى فعيلٍ، كما يقال: قتيلٌ من مقتولٍ). [جامع البيان: 21/58-59]

تفسير قوله تعالى: (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة قال لما نزلت في أبي جهل خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم قال قتادة قال أبو جهل ما بين جبليها رجل أعز مني ولا أكرم مني فقال الله له ذق إنك أنت العزيز الكريم). [تفسير عبد الرزاق: 2/209]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( (فاعتلوه) : " ادفعوه). [صحيح البخاري: 6/131]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله اعتلوه ادفعوه وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ وقال في قوله خذوه فاعتلوه قال ادفعوه). [فتح الباري: 8/570]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد رهوا طريقا يابسا على العالمين على من بين ظهريه
فاعتلوه ادفعوه وزوجناهم بحور عين أنكحناهم حورا عينا يحار فيها الطّرف ترجمون القتل
وقال ابن عبّاس كالمهل أسود كمهل الزّيت
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 24 الدّخان {واترك البحر رهوا} قال يابسا كهيئته يوم ضربه يقول لا تأمره أن يرجع اتركه حتّى يدخل آخرهم
وبه في قوله 32 الدّخان {ولقد اخترناهم على علم على العالمين} قال فضلناهم على من هم بين ظهرانيه
وبه في قوله 32 الدّخان {خذوه فاعتلوه} قال ادفعوه). [تغليق التعليق: 4/309-310] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (فاعتلوه ادفعوه
أشار به إلى قوله تعالى: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم} (الدّخان: 47) وفسّر (فاعتلوه) بقوله: (ادفعوه) وفي التّفسير: سوقوه إلى النّار يقال: عتله يعتله عتلاً إذا ساقه بالعنف والدّفع والجذب، والضّمير في: خذوه، يرجع إلى الأثيم. قوله: (إلى سواء الجحيم) ، أي: وسط الجحيم). [عمدة القاري: 19/162]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({فاعتلوه}) في قولها {خذوه فاعتلوه} [الدخان: 47] أي (ادفعوه) دفعًا عنيفًا). [إرشاد الساري: 7/335]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47) ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم}.
يقول تعالى ذكره: {خذوه} يعني هذا الأثيم بربّه، الّذي أخبر جلّ ثناؤه أنّ له شجرة الزّقّوم طعامٌ {فاعتلوه} يقول تعالى ذكره: فادفعوه وسوقوه، يقال منه: عتله يعتله عتلاً: إذا ساقه بالدّفع والجذب؛ ومنه قول الفرزدق:
ليس الكرام بناحليك أباهم حتّى تردّ إلى عطيّة تعتل أي تساق دفعًا وسحبًا
وقوله: {إلى سواء الجحيم} إلى وسط الجحيم ومعنى الكلام: يقال يوم القيامة: خذوا هذا الأثيم فسوقوه دفعًا في ظهره، وسحبًا إلى وسط النّار وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {فاعتلوه} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم} قال: خذوه فادفعوه.
وفي قوله: {فاعتلوه} لغتان: كسر التّاء، وهي قراءة عامة أهل الكوفة والبصرة وبعض أهل المدينة، ورفع التّاء، وهي قراءة بعض قرأة أهل المدينة، وبعض أهل مكّة.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا أنّهما لغتان معروفتان في العرب، يقال منه: عتل يعتل ويعتل، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إلى سواء الجحيم} إلى وسط النّار). [جامع البيان: 21/59-60]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فاعتلوه يقول ادفعوه). [تفسير مجاهد: 589]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {خذوه فاعتلوه} قال: ادفعوه). [الدر المنثور: 13/284-285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {خذوه فاعتلوه} فاقصفوه كما يقصف الحطب). [الدر المنثور: 13/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الضحاك {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم} قال: خذوه فادفعوه في وسط الجحيم). [الدر المنثور: 13/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير {إلى سواء الجحيم} قال: وسط الجحيم). [الدر المنثور: 13/287]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم} يقول تعالى ذكره: ثمّ صبّوا على رأس هذا الأثيم من عذاب الحميم، يعني: من الماء المسخّن الّذي وصفنا صفته، وهو الماء الّذي قال اللّه {يصهر به ما في بطونهم والجلود} وقد بيّنت صفته هنالك). [جامع البيان: 21/60]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوقٍ، ثنا وهب بن جريرٍ، وأبو داود قالا: ثنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قرأ هذه الآية {اتّقوا اللّه حقّ تقاته، ولا تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون} [آل عمران: 102] والّذي نفس محمّدٍ بيده لو أنّ قطرةً من الزّقّوم قطرت في الأرض لأفسدت على أهل الدّنيا معائشهم فكيف بمن يكون طعامه؟ " هذا حديثٌ أخرجه الإمام أبو يعقوب الحنظليّ في تفسير قوله: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47) ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم} [الدخان: 48] «وهو صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/490]

تفسير قوله تعالى: (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم (49) إنّ هذا ما كنتم به تمترون}.
يقول تعالى ذكره: يقال لهذا الأثيم الشّقيّ: ذق هذا العذاب الّذي تعذّب به اليوم {إنّك أنت العزيز} في قومك {الكريم} عليهم.
وذكر أنّ هذه الآيات نزلت في أبي جهل بن هشامٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم} نزلت في عدوّ اللّه أبي جهلٍ لقي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأخذه فهزّه، ثمّ قال: أولى لك يا أبا جهلٍ فأولى، ثمّ أولى لك فأولى، ذق إنّك أنت العزيز الكريم، وذلك أنّه قال: أيوعدني محمّدٌ، واللّه لأنا أعزّ من مشى بين جبليها وفيه نزلت {ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا} [الإنسان: ] وفيه نزلت {كلاّ لا تطعه واسجد واقترب} [العلق: ] وقال قتادة: نزلت في أبي جهلٍ وأصحابه الّذين قتل اللّه تبارك وتعالى يوم بدرٍ {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة قال: نزلت في أبي جهلٍ {خذوه فاعتلوه} قال قتادة: قال أبو جهلٍ: ما بين جبليها رجلٌ أعزّ ولا أكرم منّي، فقال اللّه عزّ وجلّ: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم}.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم} قال: هذا لأبي جهلٍ.
فإن قال قائلٌ: وكيف قيل وهو يهان بالعذاب الّذي ذكره اللّه، ويذلّ بالعتل إلى سواء الجحيم: إنّك أنت العزيز الكريم؟ قيل: إنّ قوله: {إنّك أنت العزيز الكريم} غير وصفٍ من قائل ذلك له بالعزّة والكرم، ولكنّه تقريعٌ منه له بما كان يصف به نفسه في الدّنيا، وتوبيخٌ له بذلك على وجه الحكاية، لأنّه كان في الدّنيا يقول: إنّك أنت العزيز الكريم، فقيل له في الآخرة، إذ عذّب بما عذّب به في النّار: ذق هذا الهوان اليوم، فإنّك كنت تزعم أنّك أنت العزيز الكريم، وإنّك أنت الذّليل المهين، فأين الّذي كنت تقول وتدّعي من العزّ والكرم، هلاّ تمتنع من العذاب بعزّتك.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا صفوان بن عيسى قال حدّثنا ابن عجلان، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة قال: قال كعبٌ: للّه ثلاثة أثوابٍ: اتّزر بالعزّ، وتسربل الرّحمة، وارتدى الكبرياء تعالى ذكره، فمن تعزّز بغير ما أعزّه اللّه فذاك الّذي يقال: ذق إنّك أنت العزيز الكريم، ومن رحم النّاس فذاك الّذي سربل اللّه سرباله الّذي ينبغي له، ومن تكبّر فذاك الّذي نازع اللّه رداءه إنّ اللّه تعالى ذكره يقول: لا ينبغي لمن نازعني ردائي أن أدخله الجنّة.
وأجمعت قرّاء الأمصار جميعًا على كسر الألف من قوله: {ذق إنّك} على وجه الابتداء وحكاية قول هذا القائل: إنّي أنا العزيز الكريم وقرأ ذلك بعض المتأخّرين {ذق أنّك} بفتح الألف على أعمال قوله: {ذق} في قوله: أنّك كأنّ معنى الكلام عنده: ذق هذا القول الّذي قلته في الدّنيا.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا كسر الألف من {إنّك} على المعنى الّذي ذكرت لقارئه، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه، وشذوذ ما خالفه، وكفى دليلاً على خطأ قراءةٍ، خلافها ما مضت عليه الأئمّة من المتقدّمين والمتأخّرين، مع بعدها من الصّحّة في المعنى وفراقها تأويل أهل التّأويل). [جامع البيان: 21/60-62]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا بكّار بن قتيبة القاضي، ثنا صفوان بن عيسى، أنبأ ابن عجلان، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، رفعه قال: " إنّ للّه ثلاثة أثوابٍ اتّزر العزّة، وتسربل الرّحمة، وارتدأ الكبرياء، فمن تعزّز بغير ما أعزّه اللّه، فذلك الّذي يقال له: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم} [الدخان: 49] ومن رحم النّاس برحمة اللّه فذلك الّذي تسربل بسرباله الّذي ينبغي له، ومن نازع اللّه رداءه الّذي ينبغي له، فإنّ اللّه يقول: لا ينبغي لمن نازعني أن أدخله الجنّة «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه» ). [المستدرك: 2/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ذق إنك أنت العزيز الكريم} يقول: لست بعزيز ولا كريم). [الدر المنثور: 13/285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الأموي في مغازيه عن عكرمة قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل فقال: إن الله أمرني أن أقول لك (أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى) (سورة القيامة 34 - 35) قال: فنزع يده من يده وقال: ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء لقد علمت أني أمنع أهل بطحاء وأنا العزيز الكريم فقتله الله يوم بدر وأذله وعيره بكلمته {ذق إنك أنت العزيز الكريم} ). [الدر المنثور: 13/285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة قال: قال أبو جهل: أيوعدني محمد وأنا أعز من مشى بين جبليها فنزلت {ذق إنك أنت العزيز الكريم} ). [الدر المنثور: 13/285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن قال: أخبرت أن أبا جهل قال: يا معشر قريش أخبروني ما اسمي فذكرت له ثلاثة أسماء عمرو والجلاس وأبو الحكم قال: ما أصبتم اسمي ألا أخبركم قالوا: بلى، قال: اسمي العزيز الكريم، فنزلت {إن شجرة الزقوم} الآيات). [الدر المنثور: 13/285-286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة قال لما نزلت {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم} قال أبو جهل: ما بين جبليها رجل أعز ولا أكرم مني فقال الله {ذق إنك أنت العزيز الكريم} ). [الدر المنثور: 13/286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} قال: هو يومئذ ذليل ولكنه يستهزأ به كما كنت تعزز في الدنيا وتكرم بغير كرم الله وعزه). [الدر المنثور: 13/287]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ هذا ما كنتم به تمترون} يقول تعالى ذكره: يقال له: إنّ هذا العذاب الّذي تعذّب به اليوم، هو العذاب الّذي كنتم في الدّنيا تشكّون، فتختصمون فيه، ولا توقنون به فقد لقيتموه، فذوقوه). [جامع البيان: 21/63]


رد مع اقتباس