الموضوع: الجبار
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م, 02:18 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي


شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)



قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الجبار
الجبار والجبرية: العظمة، يقال: «قوم فيهم جبرية» بفتح الباء: أي عظمة وكبر، و«قوم جبرية بإسكان الباء: خلاف القدرية. فالله عز وجل الجبار ذو الجبرية والكبرياء والعظمة، وتقول العرب: «ناقة جبارة» بالهاء: عظيمة سمينة وجمعها جبابير، و«نخلة جبار» بغير هاء: إذا فاتت الأيدي طولاً وارتفاعًا. فكأن اشتقاق الجبار يصلح أن يكون من هذا. وفعال اسم الفاعل من فعل بتشديد العين فهو فعال كقولك: ضرب فهو ضراب، وقتل فهو قتال، وشرد فهو شراد. ولم يستعمل الفعل من الجبار على أصله على التقدير الذي ذكرناه لم يقل: جبر فهو جبار ولكن يقال: «تجبر فلان فهو متجبر»، و«جبار»، فالمتجبر على الفعل من تجبر، وجبار اسم على غير الفعل.
وتقول العرب: «تجبر المريض»: إذا نهض بعض النهوض من شدة مرضه، و«تجبر النبت»: إذا طال وغلظ. قال امرؤ القيس:
ويأكلن من قو لعاعًا وربة = تجبر بعد الأكل فهو نميص
قو: موضع، واللعاع: أول البقل وهو الرطب، والربة: تروح النبت والشجر، وتروح النبت: خروجه بعد يبسه يكون له أصل يحمل الماء ويبقى على الحر إذا دخل القيظ فإذا مضى القيظ وبدا سهيل وبرد الزمان قليلاً اخضر وأورق. وقوله: تجبر أي: طال وغلظ بعدما أكل. ويقال: «فلان يتنمص من شاربه»: أي يأخذ منه.
وتقول: «جبرت العظم والفقير جبرًا»، و«أجبرت الرجل على الشيء يفعله مكرها إجبارًا» فأنا مجبر وهو مجبر، والجبر أيضًا: الرجل. وقيل في تفسير جبريل هو جبر مضاف إلى إيل، وإيل: هو الله عز وجل وكأنه قيل: عبد الله، وكذلك «الال هو الله في بعض اللغات، ومنه قول أبي بكر الصديق رضوان الله عليه حين سمع كلام مسيلمة: إن هذا كلام ما خرج من إل فأين ذهب بكم.
وقد يقال جبرت العظم والفقير جبورًا. أنشدنا ابن الأنباري عن أحمد بن يحيى ثعلب:
لا يبعد الله قومًا إن سألتهم = أعطوا سراعًا وإن قلت انصروا نصروا
وإن أصلبنهم نعما سابغة = لم يبطروها وإن فاتتهم صبروا
الكاسرين عظامًا لا جبور لها = والجابرين فأغنى الناس من جبروا). [اشتقاق أسماء الله: 240-241]


رد مع اقتباس