عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 11:33 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإن تعجب فعجبٌ قولهم أإذا كنّا تراباً أإنّا لفي خلقٍ جديدٍ أولئك الّذين كفروا بربّهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}
وقال: {أإذا كنّا تراباً أإنّا لفي خلقٍ جديدٍ} وفي موضع آخر {أإذا كنّا تراباً وآباؤنا أإنّا لمخرجون} فالآخر هو الذي وقع عليه الاستفهام والأول حرف، كما تقول "أيوم الجمعة زيدٌ منطلقٌ". ومن أوقع استفهاما آخر جعل قوله: {أإذا متنا وكنّا تراباً} ظرفا لشيء مذكور قبله، ثم جعل هذا الذي استفهم عنه استفهاما آخر وهذا بعيد.
وإن شئت لم تجعل في قولك (أإذا) استفهاما وجعلت الاستفهام في اللفظ على "أإنّا"، كأنك قلت "يوم الجمعة أعبد الله منطلق" وأضمرت فيه. فهذا موضع قد ابتدأت فيه "إذا" وليس بكثير في الكلام ولو قلت "اليوم إنّ عبد الله منطلقٌ" لم يحسن وهو جائز. وقد قالت العرب "ما علمت إنّه لصالح" يريد: إنّه لصالحٌ ما علمت).[معاني القرآن: 2/55]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنّا ترابا أإنّا لفي خلق جديد أولئك الّذين كفروا بربّهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}هذا خطاب للنبي عليه السلام.
{أإذا كنّا ترابا أإنّا لفي خلق جديد} أي هذا موضع عجب، لأنهم أنكروا البعث، وقد بين لهم من عظم خلق السّماوات والأرض ما يدل على أنّ البعث أسهل في القدرة مما قد تبيّنوا.
فأمّا موضع {أإذا كنّا ترابا أإنّا لفي خلق جديد} فموضع إذا نصب فمن قرأ: {أإذا كنّا ترابا} على لفظ الاستفهام،
ثم قرأ {أإنّا لفي خلق جديد} فإذا منصوبة بمعنى نبعث ويجدّد خلقنا.
المعنى إذا كنا ترابا نبعث ودل على إرادتهم {أإنّا لفي خلق جديد}.
ومن قرأ إذا كنا ترابا إنا لفي خلق جديد أدخل ألف الاستفهام على جملة الكلام، وكانت إذا نصبا بـ (كنّا)، لكن الكلام يكون في معنى الشرط والجزاء،
ولا يجوز أن تعمل " جديد " في إذا، لأن ما بعد إذا لا يعمل فيما قبلها.
لا اختلاف بين النحويين أنّ ما بعد إن وإذا لا يعمل فيما قبلهما.
ثم أعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن المستفهم بعد البيان والبرهان عن هذا على جهة الإنكار كافر، فقال:
{أولئك الّذين كفروا بربّهم وأولئك الأغلال في أعناقهم}.
جاء في التفسير أن الأغلال الأعمال في أعناقهم يوم القيامة، والدليل على ذلك في القرآن قوله: {إذ الأغلال في أعناقهم والسّلاسل يسحبون * في الحميم}.
وقيل أولئك الأغلال في أعناقهم، أي الأغلال التي هي الأعمال، وهي أيضا مؤدية إلى كون الأغلال في أعناقهم يوم القيامة، لأن قولك للرجل: هذا كل في عنقك للعمل السيئ
معناه أنه لازم لك وأنّك مجازى عليه بالعذاب يوم القيامة). [معاني القرآن: 3/139-138]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال تعالى: {وإن تعجب فعجب قولهم}
أي إن تعجب من إنكارهم البعث بعد هذه الدلائل فإن ذلك ينبغي أن يتعجب منه). [معاني القرآن: 3/471]

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ويستعجلونك بالسّيّئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات...}
يقول: يستعجلونك بالعذاب وهم آمنون له، وهم يرون العقوبات المثلات في غيرهم ممّن قد مضى هي المثلات وتميم تقول: المثلات، وكذلك قوله: {وآتوا النّساء صدقاتهنّ} حجازية. وتميم: صدقات، واحدها صدقة.
قال الفراء: وأهل الحجاز يقولون: أعطها صدقتها، وتميم تقول: أعطها صدقتها في لغة تميم). [معاني القرآن: 2/59]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({خلت من قبلهم المثلات} واحدتها مثلة ومجازها مجاز الأمثال). [مجاز القرآن: 1/323]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {وقد خلت من قبلهم المثلات} بالفتح وبضم التاء؛ ولغة أخرى: المثلات برفع الميم والثاء، وسنخبر عن ذلك إن شاء الله). [معاني القرآن لقطرب: 761]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {المثلات} ومثله على فعلة، ولغة أخرى: مثلة بضم الميم وسكون الثاء؛ وقالوا: أمثلت الرجل من صاحبه إمثالاً، وأقصصته منه إقصاصًا بمعنى واحد، والاسم المثال، مثل القصاص). [معاني القرآن لقطرب: 764]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المثلات}: الأمثال والأشباه، واحدها مثلة). [غريب القرآن وتفسيره: 190]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ويستعجلونك بالسّيّئة} أي بالعقوبة.
وأصل المثلة: الشّبه والنظير وما يعتبر به. يريد من خلا من الأمم). [تفسير غريب القرآن: 225-224]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ويستعجلونك بالسّيّئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإنّ ربّك لذو مغفرة للنّاس على ظلمهم وإنّ ربّك لشديد العقاب}
أي يطلبون العذاب بقولهم: {فأمطر علينا حجارة من السّماء}.
{وقد خلت من قبلهم المثلات} والمثلات - بضم الميم وفتحها، فمن قرأ المثلات، فهي جمع مثلة.
ومن قرأ المثلات فهي جمع مثلة.
ويجوز في المثلات ثلاثة أوجه:
يجوز " خلت المثلات " بإسكان الثاء، ويجوز فتح الثاء المثلات، ومن قرأ المثلات تضمّ الثاء والميم، وهي في الواحدة ساكنة مضمومة في الجمع فهذه الضمة عوض من حذف تاء التأنيث، ومن فتح فلأن الفتحة أخفّ الحركات،
روت الرواة:
ولما رأونا باديا ركباتنا= على موطن لا نخلط الجدّ بالهزل
ومن قرأ المثلات بإسكان الثاء فلأن كل ما كان مضموما أو مكسورا نحو رسل وعضد وفخذ فإسكانه جائز لنقل الضمة والكسرة.
والمعنى أنّهم يستعجلون بالعذاب وقد تقدم من العذاب ما هو مثلة وما فيه نكال لهم لو اتعظوا). [معاني القرآن: 3/140-139]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة}
روى معمر عن قتادة قال بالعقوبة قبل العافية
قال غيره يعني قولهم: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء}
ثم قال تعالى: {وقد خلت من قبلهم المثلات}
قال مجاهد يعني المثال الأمثال
وقال قتادة يعني العقوبات
قال أبو جعفر وهذا القول أولى لأنه معروف في اللغة أن يقال للعقوبة الشديدة مثلة ومثلة وروى عن الأعمش أنه قرأ المثلات بضم الميم والثاء وهذا جمع مثله
وروي عنه أنه قرأ المثلات بضم الميم وإسكان الثاء
وهذا أيضا جمع مثلة
ويجوز المثلات تبدل من الضمة فتحة لثقلها
وقيل تأتي بالفتحة عوضا من الهاء
وروي عن الأعمش أيضا أنه قرأ المثلات بفتح الميم وإسكان الثاء فهذا جمع مثلة ثم حذف الضمة لثقلها
وقوله جل وعز: {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم}
روى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال لما نزلت {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب}،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لولا عفو الله ورحمته وتجاوزه لما هنا أحدا عيش ولولا عقابه ووعيده وعذابه لاتكل كل واحد)) ). [معاني القرآن: 3/473-471]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {المثلات} العقوبات). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 118]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ...}
قال بعضهم: نبيّ. وقال بعضهم: لكل قوم هادٍ يتّبعونه، إمّا بحق أو بباطل). [معاني القرآن: 2/59]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولكلّ قومٍ هادٍ} أي نبي يدعوهم). [تفسير غريب القرآن: 225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنها إرشاد بالدعاء، كقوله: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}، أي نبيّ يدعوهم.
وقوله: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}، أي يدعون،
{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، أي تدعو). [تأويل مشكل القرآن: 444-443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ويقول الّذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربّه إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد}
معناه هلّا أنزل عليه وإنّما طلبوا غير الآيات التي أتى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو انشقاق القمر.
والقرآن الذي دعوا أن يأتوا بسورة من مثله - وما أشبه هذا النحو، فالتمسوا مثل آيات عيسى وموسى، فأعلم اللّه عزّ وجلّ - أنّ لكل قوم هاديا،
فقال جلّ وعزّ:{إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد} أي نبي وداع إلى اللّه يدعوهم بما يعطى من الآيات لا بما يريدون ويتحكمون فيه). [معاني القرآن: 3/140]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}
قال مجاهد وقتادة وهذا معنى كلامهما {إنما أنت منذر} يعني النبي صلى الله عليه وسلم {ولكل قوم هاد} أي نبي يدعوهم
وروى سفيان عن أبي الضحى {إنما أنت منذر} قال النبي صلى الله عليه وسلم {ولكل قوم هاد} قال الله جل وعز
وروى علي بن الحكم عن الضحاك ولكل قوم هاد قال الله عز وجل
وقال أبو صالح المعنى لكل قوم داعي هدى أو داعي ضلالة
والذي يذهب إليه جماعة من أهل اللغة أن المعنى أنهم لما اقترحوا الآيات أعلم الله جل وعز أن لكل قوم نبيا يهديهم ويبين لهم وليس عليه أن يأتيهم من الآيات بما يقترحون
وروى سفيان عن عطاء عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {إنما أنت منذر} قال النبي صلى الله عليه وسلم ولكل قوم هاد قال الله جل ذكره
وروى سفيان عن السدي عن عكرمة في قوله جل وعز: {الله يعلم ما تحمل كل أنثى} قال سفيان يعني من ذكر أو أنثى). [معاني القرآن: 3/475-473]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ولكل قوم هاد} أي نبي يدعوهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 118]


رد مع اقتباس