عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:47 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة محمد

[ من الآية (16) إلى الآية (19) ]
{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ (16) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17) فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)}


قوله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ (16)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وحده: ماذا قال أنفا [محمد/ 16] قصرا فيما أخبرني به مضر بن محمد عن البزّي. وقرأت على قنبل أيضا ممدود.
وكذلك قرأ الباقون: آنفا ممدودة أيضا.
قال أبو زيد: ائتنفت الكلام ائتنافا وابتدأته ابتداء وهما واحد.
وأنشد أبو زيد:
وجدنا آل مرّة حين خفنا جريرتنا هم الأنف الكراما ويسرح جارهم من حيث أمسى كأن عليه مؤتنفا حراما قال السكري: الأنف الذين يأنفون من احتمال الضّيم، فقال أبو علي: فإذا كان كذا فقد جمع فعلا على فعل، لأنّ واحد أنف أنف، بدلالة قول الشاعر:
وحمّال المئين إذا ألمّت بنا الحدثان والأنف النّصور
[الحجة للقراء السبعة: 6/192]
فشبّه الصّفة بالاسم، فكسّرها تكسيره، وقد قالوا في جمع نمر: نمر، أنشد سيبويه:
فيه عياييل أسود ونمر وليس الأنف والأنف في البيتين ممّا في الآية في شيء لأنّ ما في الشعر: من الأنفة. وما في الآية: من الابتداء ولم يسمع أنف في معنى ابتداء، وإن كان القياس يوجبه، وقد يجيء اسم الفاعل على ما لم يستعمل من الفعل نحو: فقير جاء على فقر، والمستعمل: افتقر، وكذلك شديد المستعمل: اشتد، فكذلك قوله: آنفا، المستعمل ائتنف، فأمّا قوله: كأنّ عليه مؤتنفا حراما فالمعنى: كأنّ عليه حرمة شهر مؤتنف حرام، فحذف وأقام الصّفة مقام الموصوف، فالتّقدير: إنّ جارهم لعزّهم ومنعتهم لا يهاج ولا يضام، فهو كأنّه في حرمة شهر حرام، وكانوا لا يهيجون أحدا في الشهر الحرام، ومن ثم سمّي رجب: منصل الأسنّة، والشهر الأصمّ،
[الحجة للقراء السبعة: 6/193]
أي: لا يسمع فيه قعقعة السّلاح، فأمّا قوله:
ويأكل جارهم أنف القصاع فإنّه يريد: أنّهم يؤثرون ضيفهم بأفضل الطعام وجيّده، فيطعمونه أوله لا البقايا، وما أتي على نقاوته، فهذا جمع على أنف، مثل بازل وبزل وقاتل وقتل، فإذا كان كذلك قوّى قراءة من قرأ: ماذا قال آنفا.
وأمّا ما روي عن ابن كثير من قوله آنفا، فيجوز أن يكون توهّمه مثل حاذر وحذر، وفاكه وفكه والوجه الرواية الأخرى آنفا بالمدّ كما قرأه عامّتهم). [الحجة للقراء السبعة: 6/194]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {آَنِفًا} [آية/ 16] بقصر الألف على وزن فعل:-
روي عن ابن كثير.
[الموضح: 1186]
والوجه أنه فعل بمعنى فاعل كحذر بمعنى حاذر وفكه بمعنى فاكه.
وقرأ الباقون {آَنِفًا} بالمد.
والوجه أنه على وزن فاعل، والماضي منه: ايتنف، ولم يجئ أنف، ولكنه كفقير، لم يستعمل فعله إلا على الزيادة فقيل افتقر، فكذلك هذا استعمل فعله على افتعل، والفاعل آنف). [الموضح: 1187]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17)}
قوله تعالى: {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم} [18].
اتفق القراء على فتح الهمزة من «أن»، وإنما ذكرته لأن ابن مجاهد حدثني عن السمري عن الفراء، قال: حدثني أبو جعفر الرؤاسي، قال: سألت أبا عمرو بن العلاء: لم دخلت الفاء في قوله تعالى: {فقد جاء أشراطها}.
قال: جواب الشرط.
قلت: فأين الشرط؟
قال: {أن تأتيهم بغتة}، قال: وأراني أن تلك أخذها عن أهل مكة، وكذلك في مصاحفهم.
قال ابن خلويه: حدثني ابن مجاهد عن نصر عن الزي عن ابن كثير {ماذا قال أنفا} [16] مقصور الألف، الذي قرأت عليه ممدود مثل أبي عمرو. وحدثني الزاهد عن ثعلب: {ماذا قال ءانفًا} أي: من ساعة، ومن ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قال لي جبريل آنفًا كذا وكذا». أي: منذ ساعة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/324]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أهل مكة -فيما حكاه أبو جعفر الرواسي: [إنْ تَأْتِهِمُ]، بكسر الألف من غير ياء.
قال أبو الفتح: هذا على استئناف شرط؛ لأنه وقف على قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ}، ثم قال: [إنْ تَأْتِهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا] فأجاب الشرط بقوله: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}
[المحتسب: 2/270]
فإن قلت: فإن الشرط لا بد فيه من الشك، وهذا موضع محذوف عنه الشك البتة. ألا ترى إلى قوله تعالى: [إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا]، وغير ذلك من الآي القاطعة بإتيانها؟
قيل: لفظ الشك من الله سبحانه، ومعناه منا، أي: إن شكوا في مجيئها بغتة فقد جاء أشراطها، أي: أعلامها، فهو توقعوا وتأهبوا لوقوعها مع دواعي العلم بذلك لهم إلى حال وقوعها. فنظيره مما اللفظ فيه من الله تعالى ، ومعناه منا - قوله تعالى : {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}، أي: يزيدون عندكم أنتم؛ لأنكم لو رأيتم جمعهم لقلتم أنتم: هؤلاء مائة ألف، أو يزيدون. وقد مضى هذا مشروحا فيما قبل). [المحتسب: 2/271]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي عمرو في رواية هارون بن حاتم عن حسين عنه: [بَغَتَّةً].
قال أبو الفتح: فعلة مثال لم يأت في المصادر ولا في الصفات أيضا، وإنما هو مختص بالاسم، منه الشربة: اسم موضع. أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن عن أبي العباس أحمد بن يحيى: يقول عبد الله بن الحجاج التغلبي لعبد الملك بن مروان في خبر له معه:
ارحم أصيبيتي الذين كأنهم ... حجلى تدرج بالشربة وقع
[المحتسب: 2/271]
ومنه الجزية: الجماعة. قال:
جربة كحمر الأيك ... لا ضرع فيها ولا مذكى
وجاء بلا تاء في الاسم أيضا، وهو معد، وهبي، وهو الصبي الصغير. ولا بد من إحسان الظن بأبي عمرو، ولا سيما وهو القرآن، وما أبعده عن الزيغ والبهتان! ). [المحتسب: 2/272]

قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس