عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (53) إلى الآية (59) ]

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)}

قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - قَوْله {يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم} 53
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم {يَا عبَادي} محركة الْيَاء
وَكَذَلِكَ روى أَبُو زيد عَن أَبي عَمْرو {يَا عبَادي} بِفَتْح الْيَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي وَأَبُو عَمْرو في غير رِوَايَة أَبي زيد {يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا} سَاكِنة غير مَفْتُوحَة). [السبعة في القراءات: 563]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو، والكسائي: {لا تقنطوا} (53): بكسر النون.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 440]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (لا تقنطوا) قد ذكر في الحجر). [تحبير التيسير: 535]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( وَتَقَدَّمَ تَقْنَطُوا فِي الْحِجْرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/363]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لا تقنطوا} [53] ذكر في الحجر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 667]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا" نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وسكنها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/430]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لا تَقْنَطُوا" [الآية: 53] بكسر النون أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف، والباقون بفتحها ومر بالحجر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/430]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل يا عبادي الذين أسرفوا}
{يا عبادي الذين} [53] قرأ الحرميان والشامي وعاصم بفتح الياء، والباقون بإسكانها، فتسقط في اللفظ وصلاً). [غيث النفع: 1066]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا تقنطوا} قرأ النحويان بكسر النون، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 1066]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)}
{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم بخلاف عنه وأبو جعفر، وأبو عمرو برواية أبي زيد (يا عبادي الذين) بفتح الياء في الوصل.
- وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وعاصم في وجهه الثاني واليزيدي والحسن والأعمش وابن محيصن بسكون الياء في الوصل، وتسقط عندئذٍ لفظًا. (يا عبادي الذين)، وصورة اللفظ (يا عباد الذين).
- وقراءة الجميع بإثبات الياء في الوقف، من فتح منهم ومن لم يفتح.
وروى أبو بكر عن عاصم حذف الياء في الوقف (يا عباد)، وهذا مخالف لخط المصحف؛ إذ الياء ثابتة فيه.
- وذكر الصفراوي إن إثبات الياء في الوقف رواه قتيبة عن
[معجم القراءات: 8/172]
الكسائي من ريق الداني.
{لَا تَقْنَطُوا}
- قراءة الجماعة (لا تقنطوا) بفتح النون، وهي لغة فيه.
- وقرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف واليزيدي والحسن والأعمش وابن وثاب (لا تقنطوا) بكسر النون، وهي لغة أهل الحجاز وأسد، وهي الأكثر.
- وقرأ الأشهب العقيلي (لا تقنطوا) بضم النون.
وتقدم مثل هذا في الآية/56 من سورة الحجر (يقنط)، وفي الآية/36 من سورة الروم.
{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}
- قرأ ابن عباس وابن مسعود (إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن يشاء).
- وذكروا أنها كذلك في مصحف ابن مسعود.
- وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم وفاطمة وأسماء وشهر بن حوشب وحماد بن سلمة (إن الله يغفر الذنوب جميعًا ولا يبالي).
وجاء في إعراب النحاس: (روى حماد بن سلمة عن ثابت عن
[معجم القراءات: 8/173]
شهر بن حوشب عن أسماء أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطو من رحمة الله يغفر الذنوب جميعًا ولا يبالي إنه هو الغفور الرحيم).
ثم قال: (وهاتان القراءتان على التفسير)، وهذا نفسه عند القرطبي.
{يَغْفِرُ}
- قرأ بترقيق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما.
{إِنَّهُ هُوَ}
- أدغم الهاء في الهاء أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 8/174]

قوله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)}
{أَنْ يَأْتِيَكُمُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش بإبدال الهمزة ألفًا (أن ياتيكم).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (أن يأتيكم) ). [معجم القراءات: 8/174]

قوله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55)}
{أَنْ يَأْتِيَكُمُ}
- تقدمت في الآية السابقة القراءة بغير همز وبالهمز.
{الْعَذَابُ بَغْتَةً}
- قرأ بإدغام الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 8/174]

قوله تعالى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يا حسرتاي) (يزيد)). [الغاية في القراءات العشر: 382 - 383]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يا حسرتى) [56]: بألف ساكنة وبعدها ياء مفتوحة يزيد). [المنتهى: 2/941]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (198 - وَقُلْ حَسْرَتَايَ اعْلَمْ وَفَتْحٌ جَنًى وَسَكْـ = ـكِنِ الْخُلْفَ بِنْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 38]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
[شرح الدرة المضيئة: 215]
ص- وقل حسرتاي (ا)علم وفتحٌ (جـ)ـنًا وسكـ = ـكن الخلف (بـ)ـن يدعوا (ا)تل أو أن وقلب لا
تنونه واقطع ادخلوا (حـ)ـم سيدخلو = ن جهل (أ)لا (طـ)ـب أنثًا ينفع (ا)لعلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) اعلم وهو أبو جعفر {يا حسرتاي} [56] بياء المتكلم بعد الألف تصريحًا بنداء الحسرة وقوله: وفتح جنا أي روى مرموز (جيم) جنا وهو ابن جماز بفتح الياء وهو الأقيس في العربية لعدم اجتماع الساكنين وروى مرموز (با) بن وهو ابن وردان بالوجهين الفتح كابن جماز والإسكان وجه الإسكان التخفيف والإشعار بطول الحسرة وعلم من انفراده للآخرين {يا حسرتى} [56] كالجماعة بحذف ياء المتكلم بفرطت وهنا تمت سورة الزمر). [شرح الدرة المضيئة: 216]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَاحَسْرَتَا فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ يَا حَسْرَتَايَ بِيَاءٍ بَعْدَ الْأَلِفِ وَفَتَحَهَا عَنْهُ ابْنُ جَمَّازٍ (وَاخْتُلِفَ) عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ، فَرَوَى إِسْكَانَهَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْعَلَّافِ عَنْ زَيْدٍ، وَكَذَلِكَ ابْنُ الْحُسَيْنِ الْخَبَّازِيُّ عَنْهُ عَنِ الْفَضْلِ، وَرَوَاهُ أَيْضًا الْحَنْبَلِيُّ عَنْ (هِبَةِ اللَّهِ) عَنْ أَبِيهِ، كِلَاهُمَا عَنِ الْحُلْوَانِيِّ، وَهُوَ قِيَاسُ إِسْكَانِ مَحْيَايَ، وَرَوَى الْآخَرُونَ عَنْهُ الْفَتْحَ، وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ، نَصَّ عَلَيْهِمَا عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ كَأَبِي الْعِزِّ وَابْنِ سَوَّارٍ وَأَبِي الْفَضْلِ الرَّازِيِّ. وَلَا يُلْتَفَتُ إِلَى مَنْ رَدَّهُ بَعْدَ صِحَّةِ رِوَايَتِهِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ يَاءٍ، وَتَقَدَّمَ الْوَقْفُ عَلَيْهِ لِرُوَيْسٍ فِي بَابِهِ، وَتَقَدَّمَ أَيْضًا فِي الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/363]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {يا حسرتى} [56] بياء بعد الألف، وفتحها ابن جماز، واختلف عن ابن وردان في الفتح والإسكان والباقون بغير ياء، وذكر الإمالة والوقف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 667]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (894 - يا حسرتاي زد ثنا سكّن خفا = خلف .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 94]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يا حسرتاي (ز) د (ث) نا سكّن (خ) فا = خلف مفازات اجمعوا (ص) برا (شفا)
أراد الياء في قوله «يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله» لأبي جعفر، واختلف عن ابن وردان في الفتح والإسكان، والباقون بغير ياء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 305]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يا حسرتاى (ز) د (ث) نا سكّن (خ) فا = خلف مفازات اجمعوا (ص) برا (شفا)
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر: يا حسرتاى [الزمر: 56] بياء بعد الألف، وفتحها عنه ابن جماز.
واختلف عن ذي خاء (خفا) ابن وردان: فروى عنه إسكانها ابن العلاف عن زيد، وكذلك أبو الحسن الخبازي عنه عن الفضل، ورواه أيضا الحنبلي عن هبة الله عن أبيه كلاهما عن الحلواني، وهو قياس إسكان محياي [الأنعام: 162]. وروى الآخرون عنه الفتح: وكلاهما صحيح، [نص عليهما عنه] غير واحد.
والباقون بغير [ياء]، وتقدم وقف رويس عليه، وتخفيف وينجي الله [الزمر: 61] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/539]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: أبو جعفر (يا حسرتاي) بياء مفتوحة بعد الألف [وسكنها] ابن وردان بخلاف عنه] والباقون بغير ياء). [تحبير التيسير: 536]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَا حَسْرَتَى" [الآية: 56] فأبو جعفر بألف بعد التاء وياء بعدها مفتوحة من رواية ابن جماز، واختلف عن ابن وردان في إسكان الياء وفتحها وكلاهما صحيح عنه كما في النشر جمعا بين العوض والمعوض عنه، أو أنه تثنية حسرة مضاف لياء المتكلم وعورض بأنه كان ينبغي أن يقال حسرتي بإدغام ياء النصب في باء
[إتحاف فضلاء البشر: 2/430]
الإضافة، ويجوز أن يكون راعى لغة من يقول رأيت الزيدان، وعن الحسن يا حسرتي بكسر التاء وياء بعدها، والباقون بالتاء المفتوحة وبعدها ألف بدل من ياء الإضافة، ووقف عليها بهاء السكت بعد الألف رويس بخلفه، وأمالها حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما "ترى العذاب" وصلا السوسي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/431]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)}
{يَا حَسْرَتَا}
- قرأ الجمهور (يا حسرتا) بإبدال ياء المتكلم ألفًا.
قال الفراء: (يا حسرتا: يا ويلتا مضاف إلى المتكلم، يحول العرب الياء إلى الألف في كل كلام كان معناه الاستغاثة، يخرج على لفظ الدعاء).
- وقرأ الحسن وابن جماز عن أبي جعفر وأبو العالية وأبو عمران الجوني وأبو الجوزاء (يا حسرتي) بياء الإضافة، وهي رواية الخزاعي عن ابن كثير.
- وروى ابن جماز عن أبي جعفر، وهي قراءة ابن وردان ومعاذ القارئ والنهرواني (يا حسرتاي) بالألف والياء جمعًا بين العوض والمعوض عنه، والياء مفتوحة.
وقرأ أبو جعفر من طريق الحنبلي والحلواني وابن جماز، وابن وردان، وابن العلاف (يا حسرتاي) ساكنة الياء، وقالوا إنه على نية الوقف.
وضعف العكبري هاتين القراءتين لأن الألف بدل من الياء فلا وجه
[معجم القراءات: 8/175]
للجمع بينهما.
- وقرأ ابن كثير ورويس بخلف عنه (يا حسرتاه) بهاء السكت وقفًا.
قال الفراء: (وربما أدخلت العرب الهاء بعد الألف التي في (حسرتا) فيخفضونها مرة ويرفعونها...).
وتعقبه أبو جعفر النحاس بأن إثبات الهاء في الوصل خطأ، وليس هذا موضع ندبة، ولا قرأ به أحد، وتعقبه الزجاج أيضًا في معانيه.
وقال سيبويه: (ومعنى نداء الحسرة والويل: هذا وقتك فاحضري).
وأما قراءة الجمهور فالإمالة فيها كالتالي:
- قرأ حمزة والكسائي خلف بالإمالة.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو.
- والباقون بالفتح.
{فَرَّطْتُ}
- قرأ أبو عمرو (فرت) بإدغام الطاء في التاء مع بقاء الإطباق لقوة الطاء وضعف التاء.
وإذا أردت كلامًا فيه خير البيان في إدغام الطاء في التاء فارجع إلى الآية/22 من سورة النمل (أحطت).
[معجم القراءات: 8/176]
{فِي جَنْبِ اللَّهِ}
- ذكر الزمخشري أنه في حرف عبد الله وحفصة (في ذكر الله).
- وقراءة الجماعة (في جنب الله) أي في طاعة الله وعبادته). [معجم القراءات: 8/177]

قوله تعالى: {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)}
{تَقُولَ لَوْ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي}
- أدغم الهاء في الهاء أبو عمرو ويعقوب.
{هَدَانِي}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 8/177]

قوله تعالى: {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)}
{تَرَى الْعَذَابَ}
- قرأه في حال الوقف على (ترى) بالإمالة أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان برواية الصوري عنه.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وفي حال وصله بما بعده أماله السوسي.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 8/177]

قوله تعالى: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَدْ جَاءَتْكَ)، و(فَكَذَّبْتَ)، و(وَاسْتَكْبَرْتَ)، (وَكُنْتَ) بالكسر فيهن أبو حيوة، والْجَحْدَرِيّ، والزَّعْفَرَانِيّ وابن مسعود بن صالح، والشافعي عن ابْن كَثِيرٍ، ومحمد بن عيسى في اختياره، وعن نصير، والْعَبْسِيّ، وهو الاختيار؛ لمخاطبة الناس، الباقون بالنصب). [الكامل في القراءات العشر: 630]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بلى" شعبة بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو، وصححهما عنه في النشر وإن قصر في طيبته الخلاف على الدوري). [إتحاف فضلاء البشر: 2/431]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "قد جاءتك" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/431]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "قَدْ جَاءَتْك" بوزن جعتك فيحتمل أن يكون قصرا كقراءة قنبل أن راه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/431]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)}
{بَلَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو بخلاف عنه.
- وقرأه بالفتح والتقليل الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو.
- وقرأه الباقون بالفتح، وهو الوجه الثاني لأبي بكر.
{قَدْ جَاءَتْكَ}
- قرأ بإدغام الدال في الجيم أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ بإظهار الدال ابن كثير وحفص وعاصم ونافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وقالون وابن ذكوان وورش.
{جَاءَتْكَ}
- قراءة الجماعة (جاءتك...).
- وقرأ الحسن والأعرج والأعمش (جأتك) بالهمز من غير مد، وهو مقلوب من جاءتك، قدمت لام الكلمة وأخرت العين، فسقطت الألف كما سقطت في (رمت)؛ لالتقاء الساكنين.
- وقرأه بالإمالة حمزة وابن ذكوان وخلف وهشام بخلف عنه.
وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر، وله أيضًا إبدالها ألفًا مع المد والقصر.
- وقرئ بكسر الكاف (وجاءتك)، وانظر فيه ما يلي بيانه.
[معجم القراءات: 8/178]
{جَاءَتْكَ ... فَكَذَّبْتَ ... وَاسْتَكْبَرْتَ ... وَكُنْتَ}
- قراءة الجمهور (جاءتك ... فكذبت ... واستكبرت وكنت) بفتح الكاف وتاء ما بعدها خطابًا للكافر.
- وقرأ ابن يعمر والجحدري والزعفراني وابن مقسم وأبو حيوة ومسعود ابن صالح والشافعي عن ابن كثير ومحمد بن عيسى في اختياره وعن نصير والعبسي وهي قراءة أبي بكر الصديق وابنته عائشة رضي الله عنهما وهي رواية الربيع بن أنس عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة وقاء ابن إياس وابن أبي سريج وابن شادان عن الكسائي وهي رواية المعدل عن ابن محيصن (جاءتك ... فكذبت ... واستكبرت وكنت) بكسر الكاف والتاء على أنه خطاب للنفس).
قال القرطبي: (والربيع بن أنس لم يلحق أم سلمة إلا أن القراءة جائزة لأن النفس تقع للمذكر والمؤنث).
وقال الفراء: (وحدثني شيخ عن وقاء بن إياسٍ بسنده أنه قرأ (بلى قد جاءتك آياتي...)، فخفض الكاف والتاء، كأنه يخاطب النفس، وهو وجه حسن، لأنه ذكر النفس، فخاطبها أولًا، فأجرى الكلام الثاني على النفس في مخاطبتها).
وفي مصحف عبد الله بن مسعود أثبت المحقق في الحاشية قراءة عزاها لابن مسعود قال:
[معجم القراءات: 8/179]
(وقراءة عبد الله هنا: قد جاءتكم الرسل بآياتي فكذبتم واستكبرتم وكنتم من الكافرين).
ولم يذكر المحقق لهذه القراءة مرجعًا، فتركتها على النحو الذي ترى إلى أن أهتدي فيها إلى الصواب وإلى مرجع يصدق هذا الذي ذكره.
{مِنَ الْكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة فيه في مواضع، وانظر الآيات/19 و34 و89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 8/180]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس