عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:07 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (179) إلى الآية (183) ]

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)}

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (الّذين يلحدون... (180)
في الأعراف والنحل والسجدة (فصلت).
قرأها حمزة (يلحدون) بفتح الياء ثلاثتهن، وقرأ الكسائي في النحل (الذين يلحدون) بفتح الياء، وقرأ هنا وفي السجدة (يلحدون) بضم الياء، وقرأ الباقون بضم الياء في كلهن (يلحدون).
وقال الفراء: من قرأ (يلحدون) أراد: يميلون، ومن قرأ (يلحدون) فمعناه: يعترضون، ومنه قوله: (ومن يرد فيه بإلحادٍ) أي: باعتراضٍ.
وروى أبو عبيد عن الأحمر: لحدت: جرت وملت.
وألحدت: ماريت وجادلت.
قال أبو منصور: وأصل اللحد والإلحاد: الجور عن القصد.
وأخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت قال: الملحد: العادل عن الحق المدخل فيه ما ليس منه، يقال: ألحد في الدين، ولحد عن الحق، إذا مال وعدل، واللحد: الشق في جانب القبر، مأخوذ منه، وقد ألحدت للميت لحدًا ولحدت بمعناه). [معاني القراءات وعللها: 1/430]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (46- وقوله تعالى: {وذروا الذين يلحدون في أسمائه} [180].
قرأ حمزة وحده {يلحدون} بفتح الياء وكذلك في (النحل) و(السجدة) كلهن بالفتح.
وقرأ الباقون بالضم إلا الكسائي وحده، فإنه فتح التي في (النحل) فقال قوم: لحد في القبر وألحد بمعنى واحد، وقد جاء في القبر الحد قال الشاعر:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/215]
يا ويح أنصار النبي ونسله = بعد المغيب في سواء الملحد
فـــ«ملحد» لا يكون إلا من ألحد، ولو كان من لحد لكان ملحودًا كما قالت زينب رضي الله عنها: يا قصة علي ملحود -، أي: يا جصا علي قبر فلا هدأت الدية ولا رفأت العبرة» فيقال للقبر: الملحود واللحد والديم والضريح والجدث والجدف والبيت والمحنا والمحنا في غير هذا: الترس والمطمطمة: القبر أيضًا، والرمس والمنهال). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/216]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في ضمّ الياء وفتحها من قوله تعالى: يلحدون [الأعراف/ 180].
[الحجة للقراء السبعة: 4/107]
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر:
يلحدون بضمّ الياء، وكذلك في سورة النحل [103]، والسجدة [40].
وقرأ حمزة الأحرف الثلاثة بفتح الياء والحاء.
وقرأ الكسائي في النحل: لسان الذي يلحدون إليه بفتح الياء والحاء وفي الأعراف والسجدة يلحدون [بضم الياء].
[قال أبو علي] حجة من قرأ: يلحدون قوله: ومن يرد فيه بإلحاد [الحج/ 25]، ويدلّ على أن ألحد أكثر، قولهم: ملحد كما قال:
ليس الإمام بالشحيح الملحد ولا تكاد تسمع لاحدا. وزعم أبو الحسن وغيره: أنّ ألحد ولحد لغتان: فمن جمع بينهما في قراءته، فكأنّه أراد الأخذ بكلّ واحد من اللغتين، وكأنّ الإلحاد: العدول عن الاستقامة والانحراف عنها، ومنه اللحد: الذي يحفر في جانب القبر خلاف الضريح الذي يحفر في وسطه). [الحجة للقراء السبعة: 4/108]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وذروا الّذين يلحدون في أسمائه}
قرأ حمزة {وذروا الّذين يلحدون} بفتح الياء والحاء وقرأ الباقون {يلحدون} بضم الياء وكسر الحاء
قال الكسائي هما لغتان يقال لحد وألحد وقال غيره يلحدون أي يطعنون في أسمائه ويلحدون يعرضون وكان ابن جريج يقول يلحدون قال اشتقوا أسماء آلهتهم من أسماء الله اشتقوا العزّى من العزيز واللات من الله وقال أبو عبيد يلحدون يجورون ولا يستقيمون وإنّما سمي اللّحد لأنّه في ناحية ولو كان مستقيمًا كان ضريحا وحجّة الرّفع قوله {ومن يرد فيه بإلحاد} أي باعتراض). [حجة القراءات: 303]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (60- قوله: {يلحدون في أسمائه} قرأ حمزة بفتح التاء والتاء، ومثله في النحل والسجدة، ووافقه الكسائي على ذلك في النحل خاصة، جعلاه من «لحد» إذا مال ثلاثيًا، وقرأ الباقون «يلحدون» بضم الياء وكسر الحاء، جعلوه من «ألحد» إذا مال، وهو أكثر في الاستعمال، فهو رباعي، وهما لغتان، يقال: لحد وألحد إذا عدل عن الاستقامة، ودليل ضم الياء إجماعهم على قوله:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/484]
{ومن يرد فيه بإلحاد} «الحج 25» وإجماعهم على استعمال الملحد دون اللاحد، والإلحاد الميل عن الاستقامة، ومنه قيل: اللحد، لأنه إ ذا حفر يمال به إلى جانب القبر، بخلاف الضريح الذي هو حفر في وسط القبر، والضم الاختيار، لأنه أكثر في الاستعمال، وأبين، وعليه أكثر القراء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/485]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (49- {يَلْحَدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [آية/ 180] بفتح الياء والحاء:
قرأها حمزة وحده، وكذلك في النحل {لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إلَيْهِوفي حم السجدة {إنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ وتابعه الكسائي في النحل، وقرأ في الأعراف والسجدة {يُلْحِدُونَ} بضم الياء وكسر الحاء.
وقرأ الباقون {يُلْحِدُونَ} بضم الياء وكسر الحاء في المواضع الثلاثة.
والوجه أن ألحد ولحد لغتان، إلا أن ألحد بالألف أكثر من لحد بغير ألف، يقال هو ملحد ولا يقال لاحد، وأصل الكلمة من العدول عن القصد.
قال ابن السكيت: ألحد في الدين ولحد عن الحق إذا عدل.
وقال الفراء: يلحدون بالفتح يميلون، ويلحدون بالضم يعترضون.
وقال أبو عبيد: لحدت: جرت، وألحدت: ماريت.
ومن قرأ في موضع بالفتح، وفي آخر بالضم، فإنه أراد الأخذ باللغتين). [الموضح: 566]

قوله تعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182)}

قوله تعالى: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس