عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 11:21 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {ومن يضلل اللّه فما له من وليٍّ من بعده} يقول: ومن خذله اللّه عن الرّشاد، فليس له من وليٍّ يليه، فيهديه لسبيل الصّواب، ويسدّده لها من بعد إضلال اللّه إيّاه {وترى الظّالمين لمّا رأوا العذاب} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وترى الكافرين باللّه يا محمّد يوم القيامة لمّا عاينوا عذاب اللّه يقولون لربّهم: هل لنا يا ربّ إلى مردٍّ إلى الدّنيا من سبيلٍ وذلك كقوله {ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربّهم ربّنا أبصرنا وسمعنا} الآية، استعتب المساكين في غير حين الاستعتاب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، في قوله: {هل إلى مردٍّ من سبيلٍ} يقول: إلى الدّنيا). [جامع البيان: 20/529-530]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله: {هل إلى مرد من سبيل} يقول: إلى الدنيا). [الدر المنثور: 13/174]

تفسير قوله تعالى: (وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (45) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {من طرفٍ خفيٍّ} [الشورى: 45] : «ذليلٍ»). [صحيح البخاري: 6/129]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله من طرف خفي ذليلٍ وصله الفريابيّ عن مجاهدٍ بهذا وروى الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ مثله ومن طريق قتادة ومن طريق السّدّيّ في قوله ينظرون من طرفٍ خفيٍّ قال يسارقون النّظر وتفسير مجاهدٍ هو بلازم هذا). [فتح الباري: 8/563]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 11 الشورى {يذرؤكم فيه} نسل بعد نسل من النّاس والأنعام
وفي قوله 15 الشورى لا حجّة بيننا وبينكم قال لا خصومة
وبه في قوله 45 الشورى {ينظرون من طرف خفي} قال ذليل). [تغليق التعليق: 4/304]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (من طرفٍ خفيّ: ذليلٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي} (الشورى: 45) وفسّر قوله: (خفي) بقوله: (ذليل) ، وهكذا فسره مجاهد، وعن السّديّ: يسارقون النّظر، وتفسير مجاهد من لازم هذا). [عمدة القاري: 19/156]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (طرف) ولأبي ذر من طرف (خفي) أي (ذليل) بالمعجمة كما ينظر المصبور إلى السيف؛ فإن قلت: إنه تعالى قال في صفة الكفار إنهم يحشرون عميًا، وقال هنا ينظرون من طرف خفي؟ أجيب: بأنه لعلهم يكونون في الابتداء كذلك ثم يصيرون عميًا). [إرشاد الساري: 7/330]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذّلّ ينظرون من طرفٍ خفيٍّ وقال الّذين آمنوا إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إنّ الظّالمين في عذابٍ مّقيمٍ}.
يقول تعالى ذكره: وترى يا محمّد الظّالمين يعرضون على النّار {خاشعين من الذّلّ} يقول: خاضعين متذلّلين.
- كما حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ: الخشوع: الخوف والخشية للّه عزّ وجلّ، وقرأ قول اللّه عزّ وجلّ: {لمّا رأوا العذاب} إلى قوله: {خاشعين من الذّلّ} قال: قد أذلّهم الخوف الّذي نزل بهم وخشعوا له.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، في قوله: {خاشعين} قال: خاضعين من الذّلّ.
وقوله: {ينظرون من طرفٍ خفيٍّ} يقول: ينظر هؤلاء الظّالمون إلى النّار حين يعرضون عليها من طرفٍ خفيٍّ.
واختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {من طرفٍ خفيٍّ} فقال بعضهم: معناه: من طرفٍ ذليلٍ وكأنّ معنى الكلام: من طرفٍ قد خفي من ذلّةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذّلّ} إلى قوله: {من طرفٍ خفيٍّ} يعني بالخفيّ: الذّليل.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله عزّ وجلّ: {من طرفٍ خفيٍّ} قال: ذليلٍ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك أنّهم يسارقون النّظر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ينظرون من طرفٍ خفيٍّ} قال: يسارقون النّظر.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {من طرفٍ خفيٍّ} قال: يسارقون النّظر.
واختلف أهل العربيّة في ذلك، فقال بعض نحويّي البصرة في ذلك: جعل الطّرف العين، كأنّه قال: ونظرهم من عينٍ ضعيفةٍ، واللّه أعلم قال: وقال يونس: إنّ {من طرفٍ} مثل (بطرفٍ)، كما تقول العرب: ضربته في السّيف، وضربته بالسّيف.
وقال آخر منهم: إنّما قيل: {من طرفٍ خفيٍّ} لأنّه لا يفتح عينيه، إنّما ينظر ببعضها.
وقال آخرون منهم: إنّما قيل: {من طرفٍ خفيٍّ} لأنّهم ينظرون إلى النّار بقلوبهم، لأنّهم يحشرون عميًا.
والصّواب من القول في ذلك، القول الّذي ذكرناه عن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ، وهو أنّ معناه: أنّهم ينظرون إلى النّار من طرفٍ ذليلٍ، وصفه اللّه جلّ ثناؤه بالخفاء للذّلّة الّتي قد ركبتهم، حتّى كادت أعينهم أن تغور، فتذهب.
وقوله: {وقال الّذين آمنوا إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} يقول تعالى ذكره: وقال الّذين آمنوا باللّه ورسوله: إنّ المغبونين الّذين غبنوا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة الجنّة.
- كما حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، قوله: {الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} قال: غبنوا أنفسهم وأهليهم في الجنّة.
وقوله: {ألا إنّ الظّالمين في عذابٍ مقيمٍ} يقول تعالى ذكره: ألا إنّ الكافرين يوم القيامة في عذابٍ لهم من اللّه مقيمٍ عليهم، ثابتٍ لا يزول عنهم، ولا يبيد، ولا يخفّ). [جامع البيان: 20/531-534]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد من طرف خفي يقول ذليل). [تفسير مجاهد: 577]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 45 - 48.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ينظرون من طرف خفي} قال: ذليل.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 13/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله: {ينظرون من طرف خفي} قال: يسارقون النظر إلى النار.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 13/175]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون اللّه ومن يضلل اللّه فما له من سبيلٍ (46) استجيبوا لربّكم من قبل أن يأتي يومٌ لاّ مردّ له من اللّه ما لكم من مّلجأٍ يومئذٍ وما لكم من نكيرٍ}.
يقول تعالى ذكره: ولم يكن لهؤلاء الكافرين حين يعذّبهم اللّه يوم القيامة أولياء يمنعونهم من عذاب اللّه ولا ينتصرون لهم من ربّهم على ما نالهم به من العذاب من دون اللّه {ومن يضلل اللّه فما له من سبيلٍ} يقول: ومن يخذله اللّه عن طريق الحقّ فما له من طريقٍ إلى الوصول إليه؛ لأنّ الهداية والإضلال بيده دون كلّ أحدٍ سواه). [جامع البيان: 20/534]

تفسير قوله تعالى: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {استجيبوا لربّكم} يقول تعالى ذكره للكافرين به: أجيبوا أيّها النّاس داعي اللّه وآمنوا به واتّبعوه على ما جاءكم به من عند ربّكم {مّن قبل أن يأتي يومٌ لاّ مردّ له من اللّه} يقول: لا شيء يردّ مجيئه إذا جاء اللّه به، وذلك يوم القيامة، {ما لكم من مّلجأٍ يومئذٍ} يقول جلّ ثناؤه: ما لكم أيّها النّاس من معقلٍ تحترزون فيه، وتلجأون إليه، فتعتصمون به من النّازل بكم من عذاب اللّه على كفركم به في الدّنيا {وما لكم من نكيرٍ} يقول: ولا أنتم تقدرون لمّا يحلّ بكم من عقابه يومئذٍ على تغييره، ولا على انتصارٍ منه إذا عاقبكم بما عاقبكم به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ما لكم من ملجأٍ} قال: من محرزٍ وقوله: {من نكيرٍ} قال: ناصرٍ ينصركم.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {ما لكم من ملجأٍ يومئذٍ} تلجأون إليه {وما لكم من نكيرٍ} يقول: من عزٍّ تعتزّون). [جامع البيان: 20/534-535]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل مالكم من ملجأ يومئذ يعني محرزا وما لكم من نكير يعني من ناصر ينصر لكم). [تفسير مجاهد: 577]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن خلف بن حوشب رضي الله عنه قال: قرأ زيد بن صوحان رضي الله عنه {استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله} فقال: لبيك من زيد لبيك). [الدر المنثور: 13/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {من ملجأ يومئذ} قال: تحرز {وما لكم من نكير} ناصر ينصركم). [الدر المنثور: 13/175-176]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظًا إن عليك إلاّ البلاغ وإنّا إذا أذقنا الإنسان منّا رحمةً فرح بها وإن تصبهم سيّئةٌ بما قدّمت أيديهم فإنّ الإنسان كفورٌ}.
يقول تعالى ذكره: فإن أعرض هؤلاء المشركون يا محمّد عمّا أتيتهم به من الحقّ، ودعوتهم إليه من الرّشد، فلم يستجيبوا لك، وأبوا قبوله منك، فدعهم، فإنّا لم نرسلك إليهم رقيبًا عليهم، تحفظ عليهم أعمالهم وتحصيها {إن عليك إلاّ البلاغ} يقول: ما عليك يا محمّد إلاّ أن تبلّغهم ما أرسلناك به إليهم من الرّسالة، فإذا بلّغتهم ذلك، فقد قضيت ما عليك {وإنّا إذا أذقنا الإنسان منّا رحمةً فرح بها} يقول تعالى ذكره: فإنّا إذا أغنينا ابن آدم فأعطيناه من عندنا سعةً، وذلك هو الرّحمة الّتي ذكرها جلّ ثناؤه، فرح بها: يقول: سرّ بما أعطيناه من الغنى، ورزقناه من السّعة وكثرة المال {وإن تصبهم سيّئةٌ} يقول: وإنّ أصابتهم فاقةٌ وفقرٌ وضيق عيشٍ {بما قدّمت أيديهم} يقول: بما أسلفت من معصية اللّه عقوبةً له على معصيته إيّاه، جحد نعمة اللّه، وأيس من الخير {فإنّ الإنسان كفورٌ} يقول تعالى ذكره: فإنّ الإنسان جحودٌ نعم ربّه، يعدّد المصائب، ويجحد النّعم وإنّما قال: {وإن تصبهم سيّئةٌ} فأخرج الهاء والميم مخرج كناية جمع الذّكور، وقد ذكر الإنسان قبل ذلك بلفظ الواحد، لأنّه بمعنى الجمع). [جامع البيان: 20/535-536]


رد مع اقتباس