عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 09:23 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله:
{وإذا جاءهم أمرٌ مّن الأمن أو الخوف...}
هذا نزل في سرايا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثها، فإذا غلبوا أو غلبوا بادر المنافقون إلى الاستخبار عن حال السرايا، ثم أفشوه قبل أن يفشيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يحدّثه، فقال
{أذاعوا به} يقول أفشوه. ولو لم يفعلوا حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يخبر به لكان خيرا لهم، أو ردّوه إلى أمراء السرايا، فذلك قوله: {ولو ردّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم}.
وقوله:
{لاتّبعتم الشّيطان إلاّ قليلاً} قال المفسرون، معناه: لعلمه الذين يستنبطونه إلا قليلا.

ويقال: أذاعوا به إلا قليلا، وهو أجود الوجهين؛ لأن علم السرايا إذا ظهر علمه المستنبط وغيره، والإذاعة قد تكن في بعضهم دون بعض، فلذلك استحسنت الاستثناء من الإذاعة). [معاني القرآن: 1/279-280]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (
{أذاعوا به}: أفشوه، معناها: أذاعوه، وقال أبو الأسود:
أذاع به في النّاس حتى كأنه... بعلياء نارٌ أوقدت بثقوب
يقال: أثقب نارك، أي أوقدها حتى تضيء.
{الّذين يستنبطونه}: يستخرجونه، يقال للرّكية إذا استخرجت هي نبطٌ إذا أمهاها، يعنى: استخرج ماءها). [مجاز القرآن: 1/133-134]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): (
{وإذا جاءهم أمرٌ مّن الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته لاتّبعتم الشّيطان إلاّ قليلاً}
قال: {لاتّبعتم الشّيطان إلاّ قليلاً} على {وإذا جاءهم أمرٌ مّن الأمن أو الخوف أذاعوا به} {إلاّ قليلاً}). [معاني القرآن: 1/207]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({أذاعوا به}: أفشوه.
{الذين يستنبطونه منهم}: يستخرجونه استنبطت الركية إذا خرجت ماءها). [غريب القرآن وتفسيره: 122]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({أذاعوا به} أشاعوه.

{ولو ردّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم} أي: ذوو العلم منهم {لعلمه الّذين يستنبطونه} أي: يستخرجونه إلا قليلا).
[تفسير غريب القرآن: 132]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}، أراد: لعلمه الذين يستنبطونه منهم إلا قليلا، ولولا فضل الله عليكم ورحمته، لاتبعتم الشيطان.

قال الشاعر:
فأوردتُها ماءً كأنّ جِمَامَهُ = من الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعًا وَصِبيبُ
أي: فأوردتها ماء كأنّ جمامه حنّاء وصبيب معا). [تأويل مشكل القرآن: 209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله:
{وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته لاتّبعتم الشّيطان إلّا قليلا} أي: أظهروه ونادوا به في الناس، قال الشاعر:
أذاع به في الناس حتى كأنه... بعلياء نار أوقدت بثقوب
وكان إذا علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه ظاهر على قوم أمن منهم، أو أعلم تجمع قوم يخاف من جمع مثلهم، أذاع المنافقون ذلك ليحذر من يحذر من الكفار، ويقوى قلب من ينبغي أن يقوى قلبه لما أذاعوا وكان ضعفة المسلمين يشيعون ذلك معهم من غير علم بالضرر في ذلك، فقال عز وجل ولو ردوا ذلك إلى أن يأخذوه من قبل الرسول ومن قبل أولي الأمر منهم، أي: من قبل ذوي العلم والرأي منهم.

وقوله:
{لعلمه الّذين يستنبطونه منهم} أي: لعلمه هؤلاء الذين أذاعوا به من ضعفة المسلمين من النبي - صلى الله عليه وسلم - وذوي العلم، وكانوا يعلمون مع ذلك هل ينبغي أن يذاع أو لا يذاع.
ومعنى
{يستنبطونه} في اللغة: يستخرجونه، وأصله: من النبط وهو الماء الذي يخرج من البئر في أول ما يحفر، يقال من ذلك: قد أنبط فلان في غضراء، أي: استنبط الماء من طين حر، والنبط إنما سمّوا نبطا لاستنباطهم ما يخرج من الأرضين.
وقوله:
{ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته لاتّبعتم الشّيطان إلّا قليلا}
قال بعضهم: لولا ما أنزله اللّه عليكم من القرآن، وبين لكم من الآيات على لسان نبيه لاتبعتم الشيطان إلّا قليلا،
أي: كان أولكم بجوار الكفر، وهذا ليس قول أحد من أهل اللغة.

قال أهل اللغة كلّهم:
المعنى: {ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته لاتّبعتم الشّيطان إلّا قليلا} إنما هو استثناء من قوله {لعلمه الّذين يستنبطونه منهم} إلّا قليلا).
وقال النحويون، المعنى: أذاعوا به إلا قليلا.

وقالوا: أن يكون الاستثناء من أذاعوا به إلا قليلا أجود، لأن ما علم بالاستنباط فليس الأكثر يعرفه، إنما يستنبط القليل، لأن الفضائل والاستنباط، والاستخراج في القليل من الناس.
وهذا في هذا الموضع غلط من النحويين، لأن هذا الاستنباط ليس بشيء يستخرج بنظر وتفكر، إنما هو استنباط خبر، فالأكثر يعرف الخبر، إذا خبر به، وإنما القليل المبالغ في البلادة لا يعلم ما يخبر به، والقول الأول مع هذين القولين جائزة كلها. والله أعلم.
لأن القرآن قبل أن ينزل والنبي قبل أن يبعث قد كان في الناس القليل ممن لم يشاهد القرآن ولا النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنا.
وقد يجوز أن يقول القائل: إن من كان قبل هذا مؤمنا فبفضل اللّه وبرحمته آمن، فالفضل والرحمة لا يخلو منهما من نال ثواب الله جلّ وعزّ، إلا أن المقصود به في هذا الموضع النبي - صلى الله عليه وسلم - والقرآن). [معاني القرآن: 2/83-84]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به} قال الضحاك: أفشوه وسعوا به وهم المنافقون.
وقال غيره: هم ضعفة المسلمين كانوا إذا سمعوا المنافقين يفشون أخبار النبي صلى الله عليه وسلم توهموا انه ليس عليهم في ذلك شيء فأفشوه فعاتبهم الله على ذلك، فقال: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم} أي: أولوا العلم {لعلمه الذين يستنبطونه منهم} أي: يستخرجونه، يقال: نبطت البئر إذا أخرجت منها النبط وهو ما يخرج منها ومن هذا سمي النبط لأنهم يخرجون ماء في الأرض، فالمعنى: لعلموا ما ينبغي أن يفشى وما ينبغي أن يفشى يكتم). [معاني القرآن: 2/141]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز:
{ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا} في هذه الآية ثلاثة أقوال:

أحدها: أن المعنى ولولا ما تفضل الله به مما بين وأمر لاتبعتم الشيطان إلا قليلا.
والقول الآخر: أن المعنى أذاعوا به إلا قليلا، وهذا القول للكسائي وهو صحيح عن ابن عباس.
والقول الآخر: قول قتادة وابن جريج وهو الذي كان يختاره أبو إسحاق أن المعنى لعلمه الذين يستنبطونه منهم إلا قليلا {ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان}، قيل: هو استثناء من لاتبعتم الشيطان يعنى به قوم لم يكونوا هموا بما هم به الآخرون من أتباع الشيطان، كما قال الضحاك: هم أصحاب النبي عليه السلام إلا قليلا إلا طائفة منهم.
وقيل معنى {إلا قليلا}: كلكم.
وقال أبو جعفر: وهذا غير معروف في اللغة
ومن أحسن هذه الأقوال: قول من قال أذاعوا به إلا قليلا، لأنه يبعد أن يكون المعنى يعلمونه الذين يستنبطونه منهم إلا قليلا لأنه إذا بين استوى الكل في علمه فبعد استثناء بعض المستنبطين منه).
[معاني القرآن: 2/142-144]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( {يستنبطونه} أي: يستخرجون معانيه).
[ياقوتة الصراط: 200]

تفسير قوله تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (84)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وحرّض المؤمنين} أي: حضّض.

{عسى الله} هي إيجاب من الله، وهي في القرآن كلّها واجبة، فجاءت على إحدى لغتى العرب، لأن عسى في كلامهم رجاءٌ ويقين، قال ابن مقبل:
ظنّي بهم كعسى وهم بتنوفةٍ... يتنازعون جوائز الأمثال
أي: ظني بهم يقينٌ).
[مجاز القرآن: 1/134]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): (
{فقاتل في سبيل اللّه لا تكلّف إلاّ نفسك وحرّض المؤمنين عسى اللّه أن يكفّ بأس الّذين كفروا واللّه أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً}
قال: {فقاتل في سبيل اللّه لا تكلّف إلاّ نفسك} جزم على جواب الأمر، ورفع بعضهم على الابتداء ولم يجعله علة للأول وبه نقرأ كما قال: {وأمر أهلك بالصّلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً} جزم إذا جعله لما قبله علة ورفع على الابتداء وبالرفع نقرأ). [معاني القرآن: 1/208]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({وحرض المؤمنين}: حضض). [غريب القرآن وتفسيره: 122]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): (والبأس: الشدّة بالقتال، قال الله تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} وقال تعالى: {نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ} وقال: {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ} وقال: {وَحِينَ الْبَأْسِ}). [تأويل مشكل القرآن: 505]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ
{فقاتل في سبيل اللّه لا تكلّف إلّا نفسك وحرّض المؤمنين عسى اللّه أن يكفّ بأس الّذين كفروا واللّه أشدّ بأسا وأشدّ تنكيلا}
هذه الفاء جواب قوله جلّ وعزّ:
{ومن يقاتل في سبيل اللّه فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما}
{فقاتل في سبيل اللّه
}
ويجوز أن يكون: متصلا بقوله: {وما لكم لا تقاتلون في سبيل اللّه} أي: أيّ شي لكم في ترك القتال {فقاتل في سبيل اللّه}
، فأمره الله بالقتال ولو أنه قاتل وحده، لأنه قد ضمن له النصر.
ويروى عن أبي بكر رحمه اللّه أنه قال في الردة:
لو خالفتني يميني جاهدتها بشمالي.
وقوله: {عسى اللّه أن يكفّ بأس الّذين كفروا واللّه أشدّ بأسا وأشدّ تنكيلا}
البأس الشدة في كل شيء). [معاني القرآن: 2/84-85]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز: {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك} وهذا متصل بقوله: {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله} فأمره الله جل وعز بالقتال ولو كان وحده لأنه قد وعده النصر). [معاني القرآن: 2/144]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز:
{عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا} والبأس: الشدة .
و{عسى} من الله واجبة لأنها للترجي فإذا أمر أن يترجى شيء كان). [معاني القرآن: 2/144-145]


رد مع اقتباس