عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 04:48 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة النور
[ من الآية (23) إلى الآية (26) ]
{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23)}
قوله تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يوم تشهد عليهم ألسنتهم (24)
قرأ حمزة والكسائي (يوم يشهد عليهم) بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء (تشهد).
[معاني القراءات وعللها: 2/204]
قال أبو منصور: قال الفراء: من قرأ بالتاء فلتأنيث الألسنة.
ومن قرأ بالياء فلتذكير اللسان، ولأن الفعل إذا تقدم كأنه للجمع.
وأخبرني المنذري عن الحرافي عن ابن السكيت قال: سمعت أبا عمرو يقول: اللسان نفسه يذكر ويؤنث.
فمن أنث اللسان جمعه ألسنًا، ومن ذكره جمعه ألسنةً.
قال: وأكثر العرب على تذكير اللسان). [معاني القراءات وعللها: 2/205]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم} [24].
قرأ حمزة والكسائي بالياء؛ لأن الفعل متقدم فيشبه بقولهم: قام الرجال، ولأن اللسان مذكر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/103]
وقرأ الباقون: {تشهد} بالتاء لتأنيث الألسنة، والعرب تذكر اللسان، والذراع، وتؤنهما، فمن ذكره فقال: السن وأذرع، ومن أنت قال: ألسنة، وأذرعة.
وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: من قال: هذه لسان ذهب بها إلى الرسالة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/104]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: يوم تشهد عليهم ألسنتهم [النور/ 24]. فقرأ حمزة والكسائي: (يوم يشهد عليهم) بالياء. وقرأ الباقون: تشهد عليهم بالتاء.
الياء والتاء في هذا النحو كلاهما حسن وقد مرّ نحوه). [الحجة للقراء السبعة: 5/317]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون} 24
قرأ حمزة والكسائيّ (يوم يشهد عليهم ألسنتهم) بالياء لأن الواحد منها مذكّر والفعل متقدم وقد حيل بين الاسم والفعل بقوله عليهم وقرأ الباقون {يوم تشهد} بالتّاء لأنّها جماعة تقول هذه ألسنة). [حجة القراءات: 496]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {يوم تشهد} قرأه حمزة والكسائي بالياء، لتفريق بين المؤنث وهو «ألسنة» وبين ما فعله، ولأن تأنيث الجمع غير حقيقي، ولأن الواحد من الألسنة مذكر، وقرأ الباقون بالتاء؛ لتأنيث لفظ الجمع في «ألسنة» و«ألسنة» جمع لسان على لغة من ذكّر كـ «حمار وأحمرة» وإذا جمع على
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/135]
لغة من أنثه قيل: ألسن). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/136]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {يَوْمَ يَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ} [آية/ 24] بالياء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه إنما ذكر الفعل ولم يؤنث؛ لتقدمه؛ ولكون تأنيث الفاعل غير حقيقي؛ لأنه جمعٌ؛ وللفصل بين الفعل وفاعله.
وقرأ الباقون {تَشْهَدُ} بالتاء.
والوجه أن التأنيث لكون الفاعل جماعةً؛ ولما فيه من تاء التأنيث). [الموضح: 911]

قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة مجاهد وأبي روق: [يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقُّ] رفعا.
قال أبو الفتح: "الحق" هنا وصف الله سبحانه، أي: يومئذ يوفيهم الله الحق دينهم وجاز وصفه تعالى بالحق لما في ذلك من المبالغة، حتى كأنه يجعله هو هو على المبالغة، فهو كقولنا: رجل خَصْم، وقوم زَوْر، وقوله:
فَهُمْ رِضا وَهُمْ عَدْل
وعليه قوله تعالى : [إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ] ). [المحتسب: 2/107]

قوله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس