عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (71) إلى الآية (73) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا (71) وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا (71)}

قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72)}

قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كأن لم يكن بينكم وبينه مودّةٌ... (73).
قرأ ابن كثير وحفص والمفضل عن عاصم ويعقوب: (كأن لم تكن) بالتاء.
وقرأ الباقون: (لم يكن) بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فلتأنيث المودة.
ومن قرأ بالياء كأن المودة أريد بها الود، فذكر فعله). [معاني القراءات وعللها: 1/312]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (24- وقوله تعالى: {كأن لم تكن بينكم وبينه مودة} [73].
قرأ ابن كثير وحفص، عن عاصم (تَكُن) بالتاء لتأنيث المودة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/135]
وقرأ الباقون بالياء؛ لأن تأنيثها غير حقيقي؛ ولأن «قد» فصلت بين الاسم والفعل بفاصل كقولك: حضر القاي اليوم امرأة.
25- قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء، إخبار عن غيب.
وقرأ الباقون بالتاء أي: فلا تظلمون أنتم وهم؛ لأن الله تعالى لا يظلم الناس شيئًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/136]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في الياء والتاء من قوله [جلّ وعزّ] كأن لم تكن بينكم وبينه مودة [النساء/ 73].
فقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص والمفضّل: كأن لم تكن بالتاء.
[الحجة للقراء السبعة: 3/170]
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: يكن* بالياء.
قال أبو علي: من قرأ بالتاء، فلأنّ الفاعل المسند إليه الفعل مؤنّث في اللفظ ومن قرأ بالياء، فلأنّ التأنيث ليس بحقيقي، وحسّن التذكير الفصل الواقع بين الفعل والفاعل. ومثل التذكير قوله: وأخذ الذين ظلموا الصيحة [هود/ 67] وقوله: فمن جاءه موعظة من ربه [البقرة/ 275] وفي أخرى: يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم [يونس/ 57] فكلا الأمرين قد جاء التنزيل به. وقوله جلّ وعزّ: كأن لم يكن بينكم وبينه مودة اعتراض بين المفعول وفعله، فكما أنّ قوله: قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا [النساء/ 72] في موضع نصب، كذلك قوله: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما في موضع نصب بقوله: ليقولن واتصاله إنّما هو بقوله: قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا.. كأن لم تكن بينكم وبينه مودة أي: لا يعاضدكم على قتال عدوّكم، ولا يرعى الذمام الذي بينكم). [الحجة للقراء السبعة: 3/171]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن أيضًا: [لَيَقولُن] بضم اللام على الجمع. قال عبد الوارث: سئل أبو عمرو عن قراءة الحسن: [لَيَقولُن] برفع اللام، فسكت.
قال أبو الفتح: أعاد الضمير على معنى "مَنْ" لا على لفظها الذي هو قراءة الجماعة؛ وذلك أن قول الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} لا يُعنى به رجل واحد؛ لكن معناه أن هناك جماعة هذا وصف كل واحد منهم، فلما كان جمعًا في المعنى أعيد الضمير على معناه دون لفظه، كقوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}، الحال فيهما واحدة، وكأن الموضع لحقه احتياط في اللفظ؛ خوفًا من إشكال معناه، فضُمَّ اللام من [ليقولُن] ليُعلم أن هذا حكم سارٍ في جماعة، ولا يُرى أنه واحد ولا أكثر منه، فاعرفه). [المحتسب: 1/192]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن ويزيد النحو: [يا لَيتَني كنْتُ معهم فأفوزُ فوزًا عظيمًا] بالرفع، قال روح: لم يجعل لليت جوابًا.
قال أبو الفتح: محصول ذلك أن يتمنى الفوز، فكأنه قال: يا ليتني أفوز فوزًا عظيمًا، ولو جعله جوابًا لنصبه؛ أي: إن أكن معهم أفز، هذا إذا أصبحت بالشرط، إلا أن الفاء إن دخلت جوابًا للتمني نُصب الفعل بعدها بإضمار أن، وعُطف أفوز على كنت معهم لأنهما جميعًا متمنيان، إلا أنه عطف جملة على جملة لا الفعل على انفراده على الفعل؛ إذ كان الأول ماضيًا والثاني مستقبلًا.
وذهب أبو الحسن في قوله عز وجل: [يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ] بالرفع إلى أنه عطف عل اللفظ، ومعناه معنى الجواب: قال: لأنهم لم يتمنوا
[المحتسب: 1/192]
ألا يكذبوا؛ وإنما تمنوا الرد، وضَمِنوا أنهم إن رُدوا لم يكذِّبوا، وعليه جاء قوله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ}. وعليه قول الآخر:
فَلَقَد تَرَكتِ صِبيَّةً مَرحومَة ... لَم تَدرِ ما جَزَعٌ عَلَيك فَتَجزَعُ
والقوافي مرفوعة؛ أي: هي تجزع، ولو كان جوابًا لقال فتجزعا، وقد ذكرنا هذا ونحوه في كتابنا الموسوم بالتنبيه، وهو تفسير مشكل أبيات الحماسة). [المحتسب: 1/193]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كأن لم تكن بينكم وبينه مودّة}
قرأ ابن كثير وحفص {كأن لم تكن بينكم} بالتّاء لتأنيث المودّة كقوله (ولا تقبل منها شفاعة)
وقرأ الباقون (كأن لم يكن) بالياء وحجتهم أن المودّة والود بمعنى واحد كما كانت الموعظة بمعنى الوعظ قال الله جلّ وعز {فمن جاءه موعظة من ربه} وأخرى قال أهل البصرة فلمّا فصل بين الاسم والفعل بفاصل صار الفاصل كالعوض من التّأنيث). [حجة القراءات: 208]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (55- قوله: {كأن لم تكن} قرأه ابن كثير وحفص بالتاء، لتأنيث المودة، فحمل على ظاهر اللفظ فأنث الفعل لتأنيث لفظ المودة، وقرأ الباقون بالياء، إذ المودة والود بمعنى، فحمل على المعنى، ولأن تأنيث المودة غير حقيقي، ولأنه قد فرق بين المؤنث وفعله بقوله: {بينكم وبينهم} والتفريق يقوم مقام التأنيث، وقد مضى الكلام على هذا في قوله: {ولا يقبل منها شفاعة} «البقرة 48» والاختيار الياء، لأن الجماعة عليه، ولما قدمنا من العلة في
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/392]
اختيار الياء في {يقبل منها شفاعة} في البقرة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/393]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (29- {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ} [آية/ 73]:-
بالتاء، قرأها ابن كثير وعاصم ص- ويعقوب- يس-؛ لأن الفعل مسند إلى مؤنثٍ، وهو المودة، وإذا كان الفاعل مؤنثًا، ألحق بالفعل علامة التأنيث، إعلامًا بأن الفاعل مؤنث.
وقرأ الباقون و- ح- عن يعقوب {كَأَنْ لَمْ يَكُنْ} بالياء؛ لكون التأنيث غير حقيقي، ولوقوع الفصل بين الفعل والفاعل، وإذا وقع الفصل بينهما حسن ترك علامة التأنيث). [الموضح: 421]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس