عرض مشاركة واحدة
  #56  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 08:53 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (142) إلى الآية (143) ]

{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (143)}

قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ كُسَالَى وَمَذْهَبُ أَبِي عُثْمَانَ عَنِ الدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي إِمَالَةِ السِّينِ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إمالة كسالى [النساء: 142] وإمالة أبي عثمان السين.
ووقف يعقوب على يؤتى [النساء: 146] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/279] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" قريبا إمالة "كسالى" مع إمالة فتحة السين للضرير عن الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/523]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلا (142)}
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، وانظر الآيتين/29، 85 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/178]
{خَادِعُهُمْ}
- قراءة الجماعة (خادعهم) بضم العين خبر عن المبتدأ (هو).
- وقرأ مسلمة بن عبد الله النحوي (خادعهم) بإسكان العين على التخفيف، واستثقال الخروج من كسر إلى ضم.
وذهب المبرد إلى أنه لحن؛ لأنه زوال للإعراب، وذكر أبو جعفر النحاس أن سيبويه أجاز ذلك.
- وأبو عمرو يقرأ باختلاس الضمة، وذهب ابن خالويه إلى أن أبا عمرو يقرأ بإسكانها.
{الصَّلاةِ}
تقدم تغليظ اللام فيه في الآية/43 من هذه السورة.
{كُسَالَى}
- قرأ الجمهور (كسالى) بضم الكاف، وهي لغة الحجاز.
- وقرأ أبو عمران الجوني والأعرج وعيسى (كسالى) بفتح الكاف، وهي لغة تميم وأسد.
- وقرأ ابن السميفع وجناح بن حبيش (كسلى) على وزن فعلى، وصف به بما يوصف المفرد المؤنث على مراعاة الجماعة.
وذكر الزجاج في آية التوبة/54 أنه يجوز (كسلى) وقال: (ولا يجوز ذلك في القرآن).
[معجم القراءات: 2/179]
وقرأ جناح بن حبيش أيضًا (كسلى) بضم الكاف، وقد تكون لغة لا قراءة.
قال أبو حيان: (وحكى جناح بن حبيش كسلى وكسلى (بالضم والفتح).
ولعل أبا حيان أراد أنه حكاهما لغتين، لا على أنهما قراءتان.
- وقرأ بإمالة الألف الأخيرة مع ما قبلها من (كسالى) حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- وأمال فتحة السين مع الألف الأولى الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير، وذكر أبو زرعة أنها قراءة الكسائي في رواية نصير.
{يُرَاءُونَ}
- قراءة الجمهور (يراؤون) بألف بعدها همز ثم واو الجمع، وهو من المفاعلة، أي المرائي يريهم عمله، وهم يرونه استحسانهم.
- ولحمزة في الوقف تسهيل الهمز مع المد والقصر.
- وقرأ عبد الله بن أبي إسحاق والأشهب العقيلي والأعرج (يرؤون) بهمزة مضمومة مشددة بين الراء والواو، وحكوا أنها لغة سفلى مضر على وزن يدعون.
[معجم القراءات: 2/180]
قال ابن عطية: هي أقوى في المعنى من (يراؤون)؛ لأن معناها يحملون الناس على أن يروهم، ويتظاهرون لهم بالصلاة، وهم يبطنون النفاق.
قال الزمخشري: (قراءة ابن أبي إسحاق (يرؤونهم) بهمزة مشددة مثل يرعونهم، أي يبصرونهم أعمالهم ويراؤونهم كذلك).
- وعن ابن عباس أنه قرأ (يراوون) بواوين من غير همز). [معجم القراءات: 2/181]

قوله تعالى: {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (143)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مُذَبْذَبِينَ) بدالين من غير نقطة القورسي عن أبي جعفر، الباقون بذالين منقوطتين، وهو الاختيار، لأنه على اللغتين). [الكامل في القراءات العشر: 531]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هؤلاء} [143] الثاني، والوقف عليه كاف، فإن وقف عليه ففيه لحمزة على ما ذكروا خمسة وعشرون وجهًا، بيانها: أن له في الهمزة الأولى خمسة أوجه، التحقيق مع المد فقط، والتسهيل مع المد والقصر، وإبدالها واوًا مضمومة اتباعًا للرسم معهما، ويجوز في الثانية خمسة أوجه، إبدالها ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وتسهيلها مرامة مع المد والقصر، فتضرب في خمسة الأولى خمسة الثانية، خمسة وعشرون، وقد نظمها العلامة ابن أم قاسم فقال:
في هؤلاء إن وقفت لحمزة = عشرون وجها ثم خمس فاعرف
أولاهما سهل وأبدل معهما = مد وقصر أو فحقق واقفت
وترام بالوجهين ثانية وإن = تبدل فتلك ثلاثة لا تختفي
وبضرب خمس قد حوت أولاهما = في خمسة الأخرى تتم لمنصف
والصحيح منها ثلاثة عشر، واثنا عشر ممتنعة، العشرة الآتية على البدل، ووجهان من العشرة الآتية على التسهيل، وهما مد الأول وقصر الثاني، وعكسه لتصادم المذهبين.
[غيث النفع: 531]
وليس لهشام فيها إلا خمسة الثانية، وليس له في الأولى إلا التحقيق، ولا يندرجان لتخالفهما في المد، والله أعلم). [غيث النفع: 532]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (143)}
{مُذَبْذَبِينَ}
- قراءة الجمهور من القراء (مذبذبين) بفتح الذال الثانية، أي مضطربين، فلاهم مع المسلمين ولاهم مع الكافرين.
- وقرأ ابن عباس وعمرو بن فائد (مذبذبين) بكسر الذال الثانية، جعلاه اسم فاعل، أي مذبذبين أنفسهم أو دينهم، فهم متقلبون.
- وقرأ الحسن وابن عباس (مذبذبين) بفتح الميم والذالين.
قال ابن عطية: (وهي قراءة مردودة).
ورد أبو حيان على ابن عطية هذا، وذكر أن الحسن البصري من أفصح الناس، يحتج بكلامه، فلا ينبغي أن ترد قراءته، ولها وجه في العربية، وهو أنه أتبع حركة الميم لحركة الذال.
ثم قال: (وهذا كله توجيه شذوذ على صحة تقدير النقل عن الحسن أنه قرأ بفتح الميم).
[معجم القراءات: 2/181]
قلت: يقوي صحة النقل أنها قراءة ابن عباس أيضًا، وهذا لم يذكره أبو حيان، وإنما ذكر النقل عنه ابن خالويه.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (متذبذبين) اسم فاعل من تذبذب، أي اضطراب.
قال أبو حيان: (وكذا في مصحف عبد الله).
وقال أبو جعفر النحاس: (ويجوز الإدغام على هذه القراءة (مذبذبين) بتشديد الذال الأولى وكسر الثانية.
- وقرأ أبو جعفر (مدبدبين) بالدال غير معجمة.
قال أبو حيان: (كأن المعني: أخذتهم تارة بدبة، وتارة في دبة، فليسوا بماضين على دبة واحدة، والدبة: الطريقة، وهي في حديث ابن عباس: (اتبعوا دبة قريش، ولا تفارقوا الجماعة)، ويقال دعني ودبتي، أي: طريقتي وسجيتي).
{هَؤُلاءِ ... هَؤُلاءِ}
لحمزة في الوقف على هؤلاء ما يلي.
الهمزة الأولى: 1- إبدال الهمزة الأولى واوًا مع المد والقصر.
2- تسهيلها مع المد والقصر.
3- المد مع التحقيق.
الهمزة الثانية: 1- إبدال الهمزة الثانية ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
2- تسهيلها مع المد والقصر.
قال النشار: (فتضرب خمسة في خمسة بخمسة وعشرين، ولهشام في الثانية الخمسة لا غير).
[معجم القراءات: 2/182]
وتقدم مثل هذا في الآية/31 من سورة البقرة في الجزء الأول). [معجم القراءات: 2/183]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس