عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 10:38 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)}


تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100)}:

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ}
إن شئت جعلت الْجِنَّ تفسيرا للشركاء. وإن شئت جعلت نصبه على : جعلوا الجنّ شركاء للّه تبارك وتعالى.
وقوله : {وَخَرَقُوا}: واخترقوا وخلقوا واختلقوا، يريد: افتروا). [معاني القرآن:1/ 348]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وخرقوا له بنين وبناتٍ}
افتعلوا لله بنين وبنات وجعلوها له واختلقوه من كفرهم كذباً). [مجاز القرآن:1/ 203]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وجعلوا للّه شركاء الجنّ وخلقهم وخرقوا له بنين وبناتٍ بغير علمٍ سبحانه وتعالى عمّا يصفون}
وقال: {وجعلوا للّه شركاء الجنّ} على البدل كما قال: {إلى صراطٍ مّستقيمٍ * صراط اللّه}. وقال الشاعر:

ذريني إنّ أمرك لن يطاعا ....... وما ألفيتني حلمي مضاعا
وقال:
إنّي وجدتك يا جرثوم من نفرٍ ....... جرثومة اللّؤم لا جرثومة الكرم
إنّا وجدنا بني جلان كلّهم ....... كساعد الضّبّ لا طولٌ ولا عظم
وقال:
ما للجمال مشيها وئيدا ....... أجندلاً لا يحملن أم حديدا
ويقال: ما للجمال مشيها وئيدا. كما قيل:
فكيف ترى عطيّة حين تلقى ....... عظاماً هامهنّ قرآسيات).
[معاني القرآن: 1/ 246-247]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له} مخففة؛ أي عملوا وتخلقوا؛ وقالوا: اخترق كلامًا، واختلقه وتخلقه وخلقه؛ وحديث الخلق؛ أي يختلق وارتجل واعتلف.
الأعرج {وخرقوا} يثقل.
وقالواف ي كلامهم: خلق الشيء يخلقه، ويخلقه، إذا قدره.
وقال الشاعر:
ولأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري
أي يقدر ثم لا يمضي). [معاني القرآن لقطرب: 523]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وخرقوا له بنين وبنات}: اخترقوا واختلقوا سواء أي فعلوا كذبا). [غريب القرآن وتفسيره:141]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وجعلوا للّه شركاء الجنّ}: يعني الزّنادقة، جعلوا إبليس يخلق الشرّ، واللّه يخلق الخير.
{وخرقوا له بنين وبناتٍ} أي اختلقوا وخلقوا ذلك بمعنى واحد، كذبا وإفكا). [تفسير غريب القرآن: 157]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله: {وجعلوا للّه شركاء الجنّ وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عمّا يصفون}
المعنى أنهم أطاعوا الجن فيما سولت لهم من شركهم.
فجعلوهم شركاء للّه عزّ وجلّ وكان بعضهم ينسب إلى الجن الأفعال التي لا تكون إلا لله عزّ وجلّ فقال: {وجعلوا للّه شركاء الجنّ وخلقهم}.
فالهاء والميم إن شئت كانت عائدة عليهم، أي فجعلوا للّه الذي خلقهم شركاء لا يخلقون. وجائز إن تكون الهاء والميم تعودان على الجن، فيكون المعنى: وجعلوا للّه شركاء الجن واللّه خلق الجن.
وكيف يكون الشريك لله المحدث الذي لم يكن ثمّ كان.
فأما نصب الجن فمن وجهين أحدهما أن يكون الجن مفعولا فيكون المعنى وجعلوا للّه الجن شركاء، ويكون الشركاء مفعولا ثانيا كما قال:
{وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثا}
وجائز أن يكون الجن بدلا من {شركاء} ومفسرا للشركاء.
وقوله: {وخرقوا له بنين وبنات بغير علم}
معنى خرقوا اختلقوا وكذبوا، وذلك لأنهم زعموا أن الملائكة بنات الله، وزعمت النصارى أن المسيح ابن اللّه، وذكرت اليهود أن عزير ابن اللّه، فأعلم جل ثناؤه أنهم اختلقوا ذلك بغير علم، أي لم يذكروه عن علم، وإنما ذكروه تكذبا.
وقوله: {سبحانه وتعالى} أي: براءته من السوء، ومعنى سبحانه التبرئة عن كل سوء، لا اختلاف بين أهل اللغة في معنى التسبيح أن التبرئة للّه جلّ وعزّ). [معاني القرآن: 2/ 277-278]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وجعلوا لله شركاء الجن} قيل معناه إنهم أطاعوهم كطاعة الله وقيل معناه نسبوا إليهم الأفاعيل التي لا تكون إلا لله جل وعز أي فكيف يكون الشريك لله المحدث الذي لم يكن ثم كان). [معاني القرآن:2/ 465]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وخلقهم} يجوز أن يكون المعنى وخلق الشركاء ويجوز أن يكون المعنى وخلق الذين جعلوا وقرأ يحيى بن يعمر (وخلقهم) بإسكان اللام قال ومعناه وجعلوا خلقهم لله شركاء
وسئل الحسن عن معنى {وخرقوا له بنين وبنات} بالتشديد فقال إنما هو وخرقوا بالتخفيف كلمة عربية كان الرجل إذا كذب في النادي قيل خرقها ورب الكعبة وقال أهل اللغة معنى خرقوا اختلفوا وافتعلوا خرقوا على التكثير). [معاني القرآن: 2/ 465-466]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ((وخرقوا) أي: كذبوا.

وليقولوا دارست: أي: ذاكرت وقارأت). [ياقوتة الصراط: 223]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ} يعني من زعم من الزنادقة أن إبليس يخلق الشر، والله يخلق الخير.
{وَخَرَقُواْ} أي اختلقوا).[تفسير المشكل من غريب القرآن:78]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وخَرَقُواْ}: كذبوا). [العمدة في غريب القرآن: 129]


تفسير قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)}:
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({بديع السّموات والأرض} أي مبتدع). [مجاز القرآن:1/ 203]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أنّى: يكون بمعنيين. يكون بمعنى: كيف، نحو قول الله تعالى: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ} أي كيف يحييها؟ وقوله: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أي كيف شئتم.
وتكون بمعنى: من أين، نحو قوله: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}، وقوله: {أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ}، والمعنيان متقاربان، يجوز أن يتأول في كل واحد منهما الآخر.
وقال الكميت
أَنَّى ومِن أَين آبَكَ الطَّرَبُ ....... مِن حيث لا صبوةٌ ولا رِيَبُ
فجاء بالمعنيين جميعا). [تأويل مشكل القرآن:525](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {بديع السّماوات والأرض أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كلّ شيء وهو بكلّ شيء عليم} أي هو خالق السّماوات والأرض.
{أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة}.
أي من أين يكون له ولد، والولد لا يكون إلا من صاحبة.
{وخلق كلّ شيء} فاحتج جلّ وعزّ في نفي الولد بأنه خالق كل شيء، فليس كمثله شيء.
وكيف يكون الولد لمن لا مثل له، فإذا نسب إليه الولد فقد جعل له مثل). [معاني القرآن:2/ 278]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة} أي من أين يكون له ولد والولد لا يكون له إلا من صاحبة وخلق كل شيء أي فليس شيء مثله فكيف يكون له ولد). [معاني القرآن:2/ 466]


تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله : {ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}
يرفع خالِقُ على الابتداء، وعلى أن يكون خبرا.

ولو نصبته إذ لم يكن فيه الألف واللام على القطع كان صوابا، وهو مثل قوله: {غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ}.
وكذلك: {فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} لو نصبته إذا كان قبله معرفة تامّة جاز ذلك لأنك قد تقول: الفاطر السموات، الخالق كل شيء، القابل التوب، الشديد العقاب.

وقد يجوز أن تقول: مررت بعبد اللّه محدّث زيد، تجعله معرفة وإن حسنت فيه الألف واللام إذا كان قد عرف بذلك، فيكون مثل قولك: مررت بوحشيّ قاتل حمزة، وبابن ملجم قاتل علىّ، عرف به حتى صار كالاسم له). [معاني القرآن: 1/ 348-349]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({على كلّ شيء وكيلٌ} أي حفيظ ومحيط). [مجاز القرآن: 1/ 203]


تفسير قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللّطيف الخبير}
أعلم عزّ وجلّ أنّه يدرك الأبصار، وفي هذا الإعلام دليل أن خلقه لا يدركون الأبصار، أي لا يعرفون كيف حقيقة البصر، وما الشيء الذي صار به الإنسان يبصر بعينيه دون أن يبصر من غيرهما من سائر أعضائه، فأعلم أن خلقا من خلقه لا يدرك المخلوقون كنهه، ولا يحيطون بعلمه، فكيف به عزّ وجلّ؟! فالأبصار لا تحيط به {وهو اللّطيف الخبير}.
فأما ما جاء من الأخبار في الرؤية وصح عن رسول اللّه فغير مدفوع.
وليس في هذه الآية دليل على دفعه، لأن معنى هذه الآية معنى إدراك الشيء والإحاطة بحقيقته.
وهذا مذهب أهل السنة والعلم والحديث). [معاني القرآن: 2/ 278-279]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {لا تدركه الإبصار}
قيل: معناه في الدنيا، وقال الزجاج: أي لا يبلغ كنه حقيقته، كما تقول أدركت كذا وكذا؛ لأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الأحاديث في الرؤية يوم القيامة). [معاني القرآن: 2/ 466-467]


رد مع اقتباس