عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 01:18 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {على أعين الناس} يريد: في محفل وبمحضر الجمهور، وقوله: "يشهدون" يحتمل أن يراد به الشهادة عليه، يريدون بفعله أو بقوله: {لأكيدن أصنامكم}، ويحتمل أن يراد به المشاهدة، أي: يشاهدون عقوبته أو غلبته المؤدية إلى عقوبته). [المحرر الوجيز: 6/177]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (المعنى: فجاء إبراهيم عليه السلام حين أتي به فقالوا له: أأنت فعلت هذا بالآلهة؟). [المحرر الوجيز: 6/177]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فقال لهم إبراهيم عليه السلام: بل فعله كبيرهم هذا، على جهة الاحتجاج عليهم، أي أنه غار من أن يعبد هو ويعبد الصغار معه ففعل هذا بها لذلك. وقالت فرقة هي الأكثر: إن هذا الكلام قاله إبراهيم عليه السلام لأنها كذبة في ذات الله تؤدي إلى خزي قوم كافرين. والحديث الصحيح يقتضي ذلك وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات: قوله: "إني سقيم" وقوله: "بل فعله كبيرهم هذا"، وقوله للمليك: "هي أختي. ثم تطرق إلى موضع خزيهم بقوله: {قال بل فعله كبيرهم} على جهة التوقيف.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وذهبت فرقة إلى نفي الكذب عن هذه المقالات. وقالت فرقة: معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات ... أي لم يقل كلاما ظاهره الكذب، أو يشبه الكذب، وذهبت إلى تخريج هذه المقالات، فخرجت هذه الآية على معنى أنه أراد تعليق فعل الكبير بنطق الآخرين، كأنه قال: بل هو الفاعل إن نطق هؤلاء، ولم يجزم الخبر على أن الكبير فعل هذا، وفي الكلام تقديم - على هذا التأويل - في قوله: "فسئلوهم". وذهب الفراء إلى جهة أخرى بأن قال: قوله "فعله" ليس من الفعل،
[المحرر الوجيز: 6/177]
وإنما هو: "فلعله" على جهة التوقع، حذف اللام، على قولهم: "عله" بمعنى "لعله" ثم خففت اللام.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا تكلف). [المحرر الوجيز: 6/178]

تفسير قوله تعالى: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}
المعنى: فظهر لهم ما قال إبراهيم عليه السلام من أن الأصنام التي قد أهلوها للعبادة ينبغي أن تسأل وتستفسر، فقالوا: إنكم أنتم الظالمون في توقيف هذا الرجل على هذا الفعل وأنتم معكم من تسألون، ثم ارتكبوا في ضلالهم ورأوا بالفكرة وبديهة العقل أن الأصنام لا تنطق، فساقهم ذلك حتى نطقوا عنه إلى موضع قيام الحجة عليهم). [المحرر الوجيز: 6/178]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {نكسوا على رءوسهم} استعارة للذي يرتطم في غيه كأنه منكوس على رأسه، فهي أقبح هيئة للإنسان، وكذلك هذا هو في أسوأ حالات النظر، فقالوا لإبراهيم عليه السلام حين نكسوا في حيرتهم: لقد علمت ما هؤلاء ينطقون، أي: فما بالك تدعو إلى ذلك؟). [المحرر الوجيز: 6/178]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فوجد إبراهيم عليه السلام عند هذه المقالة موضع الحجة فوقفهم موبخا على عبادتهم تماثيل لا تنفع بذاتها ولا تضر). [المحرر الوجيز: 6/178]

تفسير قوله تعالى: {أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم حقر شأنها وأزرى بها في قوله: "أف لكم".
[المحرر الوجيز: 6/178]
وقرأ ابن كثير: "أف لكم" بالفتح، وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وعاصم - في رواية أبي بكر -: "أف لكم" بالكسر وترك التنوين فيهما، وقرأ نافع وحفص عن عاصم: "أف لكم" بالكسر والتنوين. و"أف" لفظة تقال عند المستقذرات من الأشياء فيستعار ذلك للمكروه من المعاني كهذا وغيره). [المحرر الوجيز: 6/179]

رد مع اقتباس