عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحقاف

[ من الآية (17) إلى الآية (20) ]
{وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آَمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18) وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (19) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20)}


قوله تعالى: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آَمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {أف لكما} [17].
قرأ نافع وحفص (أف) منونًا.
وقرأ ابن كثير وابن عامر: {أفا} نصبًا.
والباقون: {أف}. وقد ذكرت علله في (سبحان) وإنما ذكرته أيضًا، لأن بعض المفسرين قال: {والذي قال لوالديه أف لكما} هو عبد الرحمن بن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/317]
أبي بكر الصديق قبل أن يسلم، وذلك غلط، إنما نزل في الكافر العاق). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/318]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {أتعدانني} [17].
اتفق القراء على كسر النون، وإنما ذكرته، لأن ابن مجاهد حدثني عن أحمد بن زهير عن القصبي محمد بن عمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو أنه قرأ: {أتعدانني} بفتح النون. قال: وهي لغة يعني فتح النون. قال الشاعر:
على أحوذيين استقلت عليهما = فما هي إلا لمحة فتغيب
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/318]
ففتح نون الاثنين. وأكثر النحويين يرونه لحنًا، فإذا عورضوا بهذا البيت قالوا: إنما جاز بهذا لأن قبل النون ياء، والياء أخت الكسرة. فتفر العرب من كسرة إلى فتحة، وهذا خطأ؛ لن الآخر قد قال:
تعرف منها الجيد والعينانا = ومنخران أشبها ظبيانا
فقال أصحاب القول الأول: الصل نصب العينين فأتوا بألف على لغة من يقول: حبست بين يداه، وأعطيته درهمان، والاختيار كسر النون الأولي لالتقاء الساكنين، وهي علامة الرفع، والنون الثانية مع الياء اسم المتكلم في موضع نصب، وهي لا تكون إلا مكسورة أبدًا؛ لمجاورة الياء. ويجوز في النحو (أتعداني) مدغمًا، ويجوز أتعداني بنون واحدة خفيفة، ولم يقرأ به أحد.
قال ابن مجاهد: وحدثني ابن مهران قال: حدثني أحمد بن يزيد عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو: {أتعدانني} بفتح النون وإرسال الياء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/319]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وحفص عن عاصم: أف لكما [الأحقاف/ 17] خفض منوّن.
ابن كثير وابن عامر أف لكما نصب [غير منون].
أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: أف لكما خفض غير منوّن.
قال أبو علي: من نوّن فقال: أف جعله نكرة مثل: غاق
[الحجة للقراء السبعة: 6/185]
وصه، ونحو ذلك من الأصوات، وهذا التنوين في الصوت دليل التنكير، ومن لم ينون جعله معرفة، كأنّه في المعنى: الصوت الذي يعرف، وكلّ واحد من الكسر والفتح، إنّما هو لالتقاء الساكنين، فأمّا التنوين فدليل التنكير، وحذفه دليل التعريف، وقد تقدّم ذكر ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/186]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {أُفٍّ لَكُمْ} [آية/ 17] بالنصب من غير تنوين:-
قرأها ابن كثير وابن عامر ويعقوب.
وقرأ نافع وص- عن عاصم {أُفٍّ} بالخفض منونًا.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وياش- عن عاصم {أُفٍّ} بالخفض من غير تنوين.
والوجه في الكل قد سبق في سورة بني إسرائيل). [الموضح: 1176]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18)}
قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (19)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وليوفّيهم أعمالهم)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب (وليوفّيهم) بالياء.
وقرأ الباقون (ولنوفّيهم) بالنون.
قال أبو منصور: من قرأ بالنون فالله يقول: ولنوفيهم نحن أعمالهم.
ومن قرأ بالياء فالمعنى: وليوفيهم الله أعمالهم). [معاني القراءات وعللها: 2/381]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {وليوفهم أعمالهم} [19].
قرأ الباقون بالنون، الله تعالى يخبر عن نفسه وليوفيهم نصب بلام «كي»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/319]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في النّون والياء من قوله عزّ وجلّ: ولنوفيهم أعمالهم [الأحقاف/ 19] فقرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو: وليوفيهم بالياء.
وقرأ الباقون: ولنوفيهم بالنون.
حجّة الياء أنّه قد تقدّم: وهما يستغيثان الله [الأحقاف/ 17] والنون في معنى في الياء، ومثله قوله: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء/ 1] ثمّ جاء: لنريه من آياتنا [الإسراء/ 1] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/186]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولكل درجات ممّا عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون} 19
[حجة القراءات: 664]
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم {وليوفيهم أعمالهم} بالياء وقرأ الباقون بالنّون
حجّة من قرأ بالياء فإنّه رد الفعل إلى الله تعالى في قوله {يتقبّل} ويتجاوز بمعنى يتقبّل الله ويتجاوز وليوفيهم الله إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام ومن قرأ بالنّون قال لأنّه أتى عقيب قوله {نتقبل} {ونتجاوز} فكذلك ولنوفيهم إذ كان في سياقه ومن جمع بين الياء والنّون فحجته قوله {فتقبل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر} على ما لم يسم فاعله ثمّ قال إنّما يتقبّل الله من المتّقين). [حجة القراءات: 665]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {وليوفيهم} قرأه ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وهشام بالياء، وقرأ الباقون بالنون.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/272]
وحجة من قرأ بياء أنه حمله على لفظ الغيبة والإخبار عن الله جل ذكره في قوله: {وهما يستغيثان الله} «17» وقوله: {إن وعد الله حق}.
8- وحجة من قرأ بالنون أنه أجراه على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، وقد تقدم له نظائر، وهو الاختيار؛ لأن الأكثير عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/273]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ} [آية/ 19] بالياء:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب.
والوجه أن الياء لإسناد الضمير إلى اسم الله تعالى الذي تقدم في قوله {وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ الله}.
[الموضح: 1176]
وقرأ الباقون {لِنُوَفِّيَهُمْ} بالنون.
والوجه أنه على الرجوع من لفظ الغيبة إلى الإخبار عن النفس كما قال تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى}، ثم قال {لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا}، وهذا ما يسمى تلوين الخطاب). [الموضح: 1177]

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أذهبتم طيّباتكم)
قرأ ابن كثير وابن عامر (آذهبتم) بهمزة مطولة على الاستفهام.
وقرأ الباقون (أذهبتم) بألف مقصورة.
[معاني القراءات وعللها: 2/381]
قال أبو منصور: من قرأ (أذهبتم) بوزن (أفعلتم) فهو تحقيق.
ومن قرأ (آذهبتم) فهو استفهام معناه التقريع). [معاني القراءات وعللها: 2/382]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {أذهبتم طيباتكم} [20].
قرأ ابن عامر: {أأذهبتم} بهمزتين الأولى ألف توبيخ بلفظ الاستفهام، ولا يكون في القرآن استفهام، لأن الاستفهام استعلام ما لا يعلم والله تعالى يعلم الأشياء قبل كونها فإذا ورد عليك لفظة من ذلك فلا تخلو من أن يكون توبيخًا أو تقريرًا، أو تعجبًا أو تسوية أو إيجابًا أو أمرًا، فالتوبيخ {أأذهبتم}، والتقرير {أأنت قلت للناس}. والتعجب {[القارعة] ما القارعة} و{[الحاقة] ما الحاقة} و{كيف تكفرون} والتسوية {سواء عليهم ءانذرتهم} والإيجاب {أتجعل فيها من يفسد فيها} والمر {ءأسلمتم} معناه: أسلموا، والألف الثانية ألف
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/320]
القطع. فإذا اجتمع همزتان فأكثر العرب والقراء يلينون الثانية تخفيفًا. فلذلك قرأ ابن كثير {آذهبتم} بألف مطولة.
وقرأ الباقون: {أذهبتم} على لفظ الخبر بألف واحدة، فيحتمل هذا أن يكونوا أ{ادوا: أأذهبتم فخزلوا ألف تخفيفا. ويجوز أن يكون تأويله: ويوم يعرض الذي كفروا على النار، يقال لهم: أذهبتم طيباتكم، قال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه لو شئت أن يدهمق إلى الطعام لدعوت بصلاء أي شواء وضاب، وهو الخردل بالزبيب، وكراكر وأفلاذ وهو الحزة من اللحم يعني القطعة من اللحم، ولكني سمعت الله يقول: {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا}.
حدثني أبو الحسن بن عبيد، قال: حدثني إسماعيل القاضي قال: حدثنا سليمان بن حرب، عن أبي هلال، عن الحسن قال: قالوا لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين ألا تصيب من طيب الطعام فقال: إني سمعت الله ذكر قومًا فقال: {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها} فوالله لولا ذلك لشركتكم في طيب الطعام. وقال: كان عمر رضي الله عنه رجلاً يخاصم بالقرآن قال: وحدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا أبو هلال، عن حميد بن هلال بن حفص بن القاضي أنه كان يشهد طعام عمر. رضي الله عنه فلا يأكل منه، فقال له عمر: يا أبا حفص مالك لا تأكل من طعامنا، قال: يا أمير المؤمنين أرجع إلى بيتي إلى طعام هو أطيب من طعامك وأكثر. قال ثكلتك أمك أتراني أعجز أن آخذ شاة فأنزع شعرتها ثم أعمد إلى صاع من زبيب فألقية في سقاء حتى إذا كان مثل دم الغزال شربته، وآخذ من البقي كذا، وكذا. قال يا أمير المؤمنين أراك عالمًا بالعيش، قال: والله لولا أن ينقص من حسناتنا
لشركناكم في طيب الطعام. قال: وحدثني إسماعيل، قال: حدثني منجاب عن على بن مسهر، عن الأعمش، عن زيد بن وهب عن حذيفة قال: أتيت عمر بن الخطاب وقد قرب قصاعة ليطعم الناس فقال لي:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/321]
اجلس فجلست، فلما فرغ دعاني ودعا بقصعة من ثريد بخل وزيت فقال لي: كل فقلت: يا أمير المؤمنين منعتني من الطعام الطيب قال: ذاك طعام الناس، وإنما أطعمك من طعامي. قال: وحدثنا إسماعيل، قال: حدثنا على بن عبد الله، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، قال: حدثنا الوليد بن هشام المعيطي عن معدان بن طلحة اليعمر، قال: قدمت على عمر بن الخطاب بقطايف وطعام فأمر به فقسم، ثم قال: اللهم إنك تعلم أني لم أرزأ فيهم، ولم أستأثر عليهم إلا أضع يدي مع أيديهم في جفنة العامة وقد خفت أن تجعله نارًا في بطن عمر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/322]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن كثير: أاذهبتم [الأحقاف/ 20] بهمزة مطوّلة.
وقرأ ابن عامر: أأذهبتم بهمزتين.
[الحجة للقراء السبعة: 6/188]
وقرأ نافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي: أذهبتم على الخبر.
قول أحمد: بهمزة مطوّلة، المعنى بهمزتين: الأولى محقّقة، والثانية مخففة بين بين.
وجه الاستفهام أنّه قد جاء هذا النحو بالاستفهام نحو: أليس هذا بالحق [الأحقاف/ 34] وقال: فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم [آل عمران/ 106] وحجّة الخبر أنّ الاستفهام تقرير فهو مثل الخبر، ألا ترى أنّ التقرير لا يجاب بالفاء، كما يجاب بها إذا لم يكن تقريرا؟ فكأنّهم يوبّخون بهذا الذي يخيّرون به، ويبكّتون. والمعنى في القراءتين: يقال لهم هذا فحذف القول كما حذف في نحو قوله: فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم [آل عمران/ 106]). [الحجة للقراء السبعة: 6/189]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويوم يعرض الّذين كفروا على النّار أذهبتم طيّباتكم} 20
قرأ ابن كثير آذهبتم بهمزة واحدة مطوّلة وقرأ ابن عامر (أأذهبتم) بهمزتين الأولى ألف التوبيخ بلفظ الاستفهام والثّانية ألف قطع والمعنى والله أعلم أأذهبتم طيّباتكم وتلتمسون الفرج هذا غير كائن
وقرأ الباقون {أذهبتم} على لفظ الخبر المعنى ويوم يعرض الّذين كفروا على النّار يقال لهم أذهبتم طيّباتكم). [حجة القراءات: 665]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {أذهبتم طيباتكم} قرأه ابن كثير وهشام بهمزة ومدة، وقرأ ابن ذكوان بهمزتين محققتين، وقرأ الباقون بهمزة واحدة على لفظ الخبر.
وحجة من قرأه بهمزة ومدة أنه أجرى الكلام على معنى التقرير والتوبيخ الذي يأتي بلفظ الاستفهام، فلما أدخل ألف الاستفهام على ألف القطع خفف ألف القطع فجعلها بين الهمزة والألف، لأنها مفتوحة قبلها فتحة، فهذه الترجمة لابن كثير، وأما هشام فإنه يفعل كذلك، لكنه يدخل بين الهمزتين ألفا ليفرق بينهما؛ لأن المخففة بزنة المحققة، كما يفعل في {أأنذرتهم{{وأقررتم} وشبهه، وقد مضى الكلام على الأصل والحجة فيه، ومن أصل هشام أن لا يحقق الهمزتين المفتوحتين من كلمة نحو {أأنذرتهم} و{أأنت قلت}، ففعل في هذا كما يفعل في غيره من التخفيف وإدخال الألف بين الهمزتين، ويقوي لفظ الاستفهام في هذا إجماعهم على الإتيان بألف الاستفهام في قوله: {أليس هذا بالحق} «الأنعام 30» فهو مثله، ومعناه التنبيه والتقرير، وفي الموضعين إضمار القول، فالمعنى: يقال لهم أذهبهم، ويقال لهم: أليس هذا بالحق.
10- وحجة من حقق أنه أتى على الأصل كما في {أأنذرتهم}، و{أقررتم}، وشبهه، فمن اصل ابن ذكوان أن يحقق الهمزتين المفتوحتين من كلمة، نحو {أأنت قلت}، و{أأنذرتهم} فجرى في هذا الموضع على أصله فحقق الهمزتين.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/273]
11- وحجة من قرأ بهمزة واحدة أنه أتى به على لفظ الخبر؛ لأنه غير استخبار إنما هو تقرير وتوبيخ فالمعنى يدل على الألف المحذوفة، ولفظ التهديد والوعيد في قوله: {فاليوم تجزون} يدل على ألف الاستفهام، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه، وقد تقدم القول في علل تحقيق الهمزتين وتخفيف الثانية إذا اجتمعا، وتقدم ذكر {أبلغكم} و{أف} وشبهه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/274]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ} [آية/ 20] بالاستفهام:-
قرأها ابن كثير وابن عامر ويعقوب، واختلفوا في الهمز فهمزها ابن كثير ويعقوب يس- همزة واحدة ممدودة، وهمز ابن عامر وح- عن يعقوب همزتين، واختلف عن ابن عامر في الهمزتين.
والوجه في إثبات الاستفهام أنه يراد به التقرير، وقد جاء نحو هذا الاستفهام في قوله تعالى {أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ} و{أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} فهذا مثلها.
وأما القول في تحقيق الهمزتين وتخفيفهما فقد تقدم في غير موضع.
وقرأ الباقون {أَذْهَبْتُمْ} بهمزة واحدة من غير استفهام.
والوجه أن الكلام على الخبر؛ لأن الاستفهام إذا وجد ههنا كان على التقرير، والتقرير إخبار في المعنى يدل على ذلك أنه لا يجاب بالفاء،
[الموضح: 1177]
والاستفهام قد يجاب بالفاء، فقد صح أنه ليس باستفهام، وإذا كان لفظ الاستفهام ههنا بمعنى الخبر، فلأن يأتي على الخبر لفظًا ومعنى أولى وأظهر). [الموضح: 1178]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس