عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:52 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة يس
[ من الآية (51) إلى الآية (54) ]

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54)}

قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة قتادة: [وَنُفِحَ فِي الصُّوَر].
قال أبو الفتح: قد سبق القول على ذلك فيما مضى بشواهده). [المحتسب: 2/212]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي بن أبي طالب عليه السلام: [مِنْ بَعْثِنَا].
قال أبو الفتح: أي: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا، كقولك: يا ويلي مِن أخْذِكَ مني مالي، فـ [مِنْ] الأولى متعلقة بالويل، كقولك: يا تَأَلُّمِي منك.
وإن شئت كانت حالا من [وَيْلَنَا]؛ فتعلقت بمحذوف، حتى كأنه قال: يا ويلنا كائنا من بَعْثِنا. وجاز أن يكون حالا منه، كما يجوز أن يكون خبرا عنه، كقول الأعشى:
وَيْلِي عَلَيْكَ وَوَيْلِي مِنكَ يا رَجُل
وذلك أن الحال ضرب من الخبر.
وأما "من" في قوله تعالى: {مِنْ مَرْقَدِنَا} فإنها متعلقة بنفس البعث، كقولك: سرني بعثك من بلدك إليّ). [المحتسب: 2/213]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن أبي ليلى: [يَا وَيْلَتَا]، بزيادة تاء.
قال أبو الفتح: هو تأنيث الويل، فويلة كقولة، ومثله: {يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ}، وأصلها: يا ويلتي، فأبدلت الياء ألفا؛ لأنه نداء، فهو في موضع تخفيف، فتارة تحذف هذه الياء كقولك: يا غلامِ، وأخرى بالبدل كقولك: يا غلامَا. قال:
يا أبَتَا عَلّك أو عساكا
قإن قلت: فكيف قال: [يَا وَيْلَتَا]، وهذا لفظ الواحد وهم جماعة، ألا ترى أن
[المحتسب: 2/213]
بعده {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} ؟ قيل: يكون على أن كل واحد منهم قال: [يَا وَيْلَتَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا]، كما يقول الرجل: صبرا على ما حكم الله به علينا، ورضيت بما قسم الله لنا، ونحوٌ منه قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً}، أي: اجلدوا كل واحد منهم. ومثله ما حكاه أبو زيد من قولهم: أتينا الأمير فكسانا كلنا حلّة، وأعطانا كلنا مائة، أي: كسا كل واحد منا حلة، وأعطى كل واحد منا مائة). [المحتسب: 2/214]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي بن كعب: [منْ هَبَّنَا مِنْ مَرْقَدِنَا]، يعني أصحاب القبور.
قال أبو الفتح: قد أثبت أبو حاتم عن ابن مسعود: [مَنْ أهَبَّنَا]، بالهمزة. وهي أقيس القراءتين. يقال: هَبَّ من نومه، أي: انتبه وأَهْبَبْتُهُ أنا، أي: أنبهته. قال:
أَلَا أَيُّها النُّوَامُ وَيْحَكُمُ هُبُّوا ... أُسَائِلُكُمْ: هَلْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ الحُبُّ
فأما [هبَنَّي] أي: أيقظني فلم أر لها في اللغة أصلا، ولعلها لغة قليلة، ولا مَرَّ بنا مَهْبُوب، بمعنى مُوقَظ. وهي -مع حسن الظن بِأُبَيّ- مقبولة. وقد أثبتها أبو حاتم أيضا، اللهم إلا أن يكون حرف الجر معها محذوفا، أي: وهب بنا، بمعنى أيقظنا، ثم حُذف حرف الجر، فوصل الفعل بنفسه. وليس المعنى على من هَبَّ فَهَبَبْنَا معه كقولك: انتبَهَ وأَنْبَهَنا معه، وإنما معناه من أيقظنا. ألا ترى إلى قول الله سبحانه {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِم} ليس معناه تعالى أنه ذهب وذهب بنورهم معه؟ هذا مدفوع عن الله تعالى، وإنما معناه: أَذْهَبَ نُورَهُمْ، فذَهَبَ بِهِ كأَذْهَبَهُ، أي أزاله وأنفده، فاعرف ذلك). [المحتسب: 2/214]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنا هَذَا} [آية/ 52]:
وقف عليه ص- عن عاصم وقفة خفيفةً، وهو مع هذا يصل.
[الموضح: 1075]
والوجه أنه إنما يقف عليه وقفةً خفيفةً؛ لأنه يريد أن يُظهر أن قوله {هذا} ليس بصفةٍ لمرقدنا، بل هو من الكلام الذي بعده، وهو قوله {مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ}، فهو مبتدأ، و{مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ} خبره، والمعنى: هذا هو الذي وعد الرحمن، فوقف على {مَرْقَدِنَا} وُقيفةً أظهر بها انفصال ما بعده عنه، ولم يقف عليه وقفةً يسكت فيها لما ذكرنا.
وقرأ الباقون {مَرْقَدِنَا هذا} بغير وقفةٍ على {مَرْقَدِنَا}.
والوجه أن قوله {هذا} صفةٌ لمرقدنا، والمعنى: مَنْ بعثنا مِنْ هذا المرقد، ثم أبدل من قوله {مَنْ} المُستفهَم بها، فقال {مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ}، كأنه قال: الذي وعد الرحمن بعثنا من مرقدنا.
ويجوز ان يكون على استئناف كلام مبتدأ به، والتقدير: هو ما وعد الرحمن، أي الذي بعثنا من مرقدنا الذي وعد الرحمن.
و {ما} في كلتا القراءتين موصولةً بمعنى الذي، والتقدير: وَعَدَهُ.
ويجوز أن تكون مصدريةً، والتقدير: وَعْدُ الرحمن). [الموضح: 1076]


قوله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53)}
قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس