عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 12:04 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشعراء

[ من الآية (192) إلى الآية (197) ]
{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) }


قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)}
قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نزل به الرّوح الأمين (193)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص (نزل به) خفيفًا (الروح الأمين) رفعًا.
وقرأ الباقون (نزّل به الرّوح الأمين) مشدد الزاي، (الرّوح) نصبًا.
قال أبو منصور: من قرأ (نزل به الرّوح الأمين) فمعناه: أنزله الروح الأمين، هو جبريل، على محمد عليهما السلام.
ومن قرأ (نزّل به الرّوح الأمين) فمعناه: نزل اللّه الرّوح الأمين، وهو جبريل، بالقرآن على قلبك يا محمد، وكل جائز). [معاني القراءات وعللها: 2/230]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {نزل به الروح الأمين} [193].
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم {نزل} خفيفًا.
وقرأ الباقون: {نزل} مشددًا. فمن شدد قال: شاهده: {فإنه نزله على قلبك بإذن الله} ولم يقل: نزل، وشاهده أيضا قوله: {وإنه لتنزيل رب العالمين} [192] وتنزيل مصدر نزل بالتشديد.
وحجة من خفف قال: تنزيل فعل الله تعالى، وهذا فعل لجبريل عليه السلام، فيقال: نزل لله جبريل ونزل جبريل. وأما قوله: {فإنه نزله على قلبك} بالتشديد ولم يقل نزله فإنه من أجل حذف الباء، لأنك تقول: نزلت به وأنزلته كما تقول كرمت به وكرمته، وكلتا القراءتين حسنة والحمد لله. من شدد نصب الروح أي: نزل الله الروح وهو جبريل، ومن خفف رفع الروح شدد نصب الروح أي: نزل الله الروح وهو جبريل، ومن خفف رفع الروح جعل الفعل له). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/138]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: نزل به الروح الأمين [الشعراء/ 193]. فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص: نزل به خفيف، الروح الأمين رفع. وقرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: (نزّل به) مشدّدة الزّاي، (الرّوح الأمين) نصبا.
[الحجة للقراء السبعة: 5/368]
قال أبو علي: حجّة من قال: (نزّل به الرّوح الأمين) قوله: فإنه نزله على قلبك بإذن الله [البقرة/ 97]، وقوله: (تنزل الملائكة بالروح) [النحل/ 2]، فتنزّل مطاوع نزّل، [فهو مثل مطاوع: نزّل الملائكة بالرّوح] فدخلت التاء للمطاوعة. فصار: (تنزّل الملائكة بالرّوح) والرّوح في التنزيل قد جاء يراد به القرآن، قال تعالى: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا [الشورى/ 52] إلى قوله: من عبادنا وقوله: قل نزله روح القدس من ربك ليثبت الذين آمنوا [النحل/ 102]. ومن أسند الفعل إلى الرّوح فقال: نزل به الروح فلأنّه ينزل بأمر الله جلّ وعزّ فمعناه معنى الثقيلة). [الحجة للقراء السبعة: 5/369]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({نزل به الرّوح الأمين}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص {نزل} بالتّخفيف {الرّوح الأمين} بالرّفع أي جاء به جبريل عليه السّلام وحجتهم قوله {قل نزله روح القدس من ربك} وقوله {فإنّه نزله على قلبك بإذن الله} فلمّا كان في هذين الموضعين جبرائيل هو الفاعل بإجماع ردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه والباء للتعدية كما أن التّشديد في قوله {نزله} للتعدية
[حجة القراءات: 520]
وقرأ الباقون {نزل به} بالتّشديد الرّوح الأمين بالنّصب المعنى نزل الله به الرّوح الأمين وحجتهم أن ذلك أتى عقيب الخبر عن تنزيل القرآن وهو قوله {وإنّه لتنزيل رب العالمين} والتنزيل مصدر نزل بالتّشديد فكأن قوله {نزل به الرّوح الأمين} كان مردودا على ما تقدمه من ذكر الله تعالى ليكون آخر الكلام منظوما على لفظ أوله إذ كان على سياقه). [حجة القراءات: 521]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {نزل به الروح} قرأ ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/151]
بالتشديد، ونصب {الروح الأمين} بـ {نزل}، وفي {نزل} ضمير الفاعل، وهو الله جل ذكره، وقرأ الباقون بالتخفيف، ورفع {الروح الأمين} بـ {نزل}.
وحجة من شدد أنه عدى الفعل بالتشديد، وأضمر فيه اسم الله جل ذكره، ونصب به {الروح الأمين} لأن {الروح} هو جبريل عليه السلام. وجبريل لم ينزل بالقرآن حتى نزله الله به، فهو المعنى الصحيح، دليله قوله تعالى: {فإنه نزله على قلبك بإذن الله} «البقرة 97».
وحجة من خفف أنه أضاف الفعل إلى {الروح} وهو جبريل؛ لأنه هو النازل به بأمر الله له، ولم يعده، فارتفع {الروح} بالفعل وهو الاختيار، لأن الحرميين عليه مع أبي عمرو). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/152]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {نَزَلَ بِهِ} بالتخفيف، {الرُّوحُ الْأَمِينُ} بالرفع فيهما [آية/ 193]:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو و-ص- عن عاصم.
والوجه أن الفعل للروح، ونزل لازمٌ، ونزوله إنما هو بأمر الله تعالى، فإذا نزّله الله تعالى نزل.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {نَزَّلَ} بالتشديد، {الرُّوحَ الْأَمِينَ} بالنصب فيهما.
والوجه أن الفعل مُتعدٍّ؛ لأنه منقول بالتضعيف من نزل، والضمير في
[الموضح: 945]
{نَزَّلَ} لله تعالى يعود إلى {رَبِّ العالمين} من قوله {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، والروح مفعول نزّل، و{الْأَمِينَ} صفته، فلهذا انتصبا، ودليله قوله تعالى {فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله} ). [الموضح: 946]

قوله تعالى: {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)}
قوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)}
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)}
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أولم يكن لّهم آيةً (197)
قرأ ابن عامر وحده (أولم تكن لهم آيةٌ) رفعًا.
وقرأ الباقون (أولم يكن لهم آيةً أن يعلمه) بالياء والنصب.
قال أبو منصور: من قرأ (أولم يكن لهم آيةً أن يعلمه)
جعل (أن يعلمه) اسم (كان)، وجعل (آيةً) خبرها، المعنى: أولم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل أن النبي الأميّ مبعوث آية، أي: علامة دالة على نبوته؛ لأن علماءهم قرءوا ذكر محمد - صلى الله عليه وسلم - في التوراة كما قال الله جلّ وعزّ.
ومن قرأ (أولم يكن لهم آيةٌ) بالتاء جعل آية هي الاسم، وأن يعلمه خبر تكن.
والمعنيان متقاربان). [معاني القراءات وعللها: 2/230]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {أو لم يكن لهم ءاية} [197].
قرأ ابن عامر وحده {أو لم تكن} بالتاء {لهم ءاية} بالرفع جعلها
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/138]
اسم تكون وخبر يكون {أن يعلمه} لأن «أن» مع الفعل مصدر، والتقدير: أو لم يكن لهم آية علمه بني إسرائيل، ومعناه: أو لم يكن آية معجزة ودلالة ظاهرة على بني إسرائيل بمحمد صلى الله عليه وسلم في الكتب إلى الأنبياء قبله أنه نبي، وأن هذا القرآن من عند الله عز وجل، ولكنه {لما جاءهم ما عرفوا كفروا به} على بصيرة ليكون أوكد في الحجة عليهم.
وقرأ الباقون: {أو لم يكن} بالياء {ءاية} بالنصب خبر كان واسم كان {أن يعلمه} وهو الاختيار لأن {ءاية} نكرة و{أن يعلمه} معرفة، وإذا اجتمعت معرفة ونكرة اختير أن يجعل المعرفة اسم كان والنكرة خبره. وسيبويه لا يجوز ذلك إلا في ضرورة شاعر نحو قول حسان:
كأن سلافة من بيت رأس = يكون مزاجها عسل وماء
قوله: «من بيت رأس» أي: من بيت رئيس تسمي العرب السيد رأسًا، قال عمرو:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/139]
*برأس من بني جشم بن بكر*
و«بيت رأس» موضع بالشام تتخذ فيه الخمر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/140]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلّهم قرأ: أولم يكن لهم آية [الشعراء/ 197] نصبا، غير ابن عامر فإنه قرأ: (تكن) بالتاء (آية) بالرفع.
قال أبو علي: وجه قول ابن عامر: (تكن لهم آية) أنّ (تكن) ليس للآية، ولكن تضمر في (تكن) القصّة أو الحديث، لأنّ ما يقع تفسيرا للقصّة والحديث من الجمل، إذا كان فيها اسم مؤنث، جاز تأنيث الضمير على شريطة التفسير، كقوله سبحانه: فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا [الأنبياء/ 97]، وقوله: فإنها لا تعمى
[الحجة للقراء السبعة: 5/369]
الأبصار [الحج/ 46] فكذلك أن يعلمه علماء بني إسرائيل [الشعراء/ 197] لما كان فيه مؤنث، جاز أن يؤنّث (تكن) فآية مرتفعة بأنّها خبر الابتداء الذي هو (أن يعلمه) علماء بني إسرائيل لما كان فيه مؤنث جاز أن تؤنث (تكن) ولا يمتنع أن لا يضمر القصة ولكن يرتفع (أن يعلم) بقوله: (تكن) وإن كان في تكن علامة تأنيث، لأنّ أن يعلمه في المعنى هو الآية، فيحمل الكلام على المعنى، كما حمل على المعنى في قوله سبحانه: فله عشر أمثالها [الأنعام/ 160]، فأنّث لمّا كان المراد بالأمثال: الحسنات، وكذلك قراءة من قرأ: ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا [الأنعام/ 23] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/370]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} 197
قرأ ابن عامر (أو لم تكن) بالتّاء {لهم آية} بالرّفع جعلها اسم تكون وخبر {تكن} أن يعلمه لأن أن مع الفعل مصدر والتّقدير أو لم تكن لهم آية معجزة ودلالة ظاهرة في علم بني إسرائيل بمحمد صلى الله عليه وسلم في الكتب إلى الأنبياء قبله أنه نبي وأن القرآن من عند الله ولكنهم لما جاءهم ما عرفوا كفروا به على بصيرة
وقرأ الباقون {أو لم يكن} بالياء {آية} بالنّصب جعلوا الآية خبر كان واسم كان {أن يعلمه} كأن المعنى أو لم يكن لهم علم بني إسرائيل أن النّبي صلى الله عليه حق وأن نبوته حق آية أي علامة موضحة لأن العلماء الّذين آمنوا من بني إسرائيل وجدوا ذكر النّبي صلى الله عليه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل كما قال جلّ وعز). [حجة القراءات: 521]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {أولم يكن لهم آية} قرأ ابن عامر بالتاء، ورفع الآية، وقرأ الباقون بالياء، ونصب الآية.
وحجة من قرأ بالتاء أنه أنث لتأنيث الآية ورفع الآية لأنها اسم كان، و{أن يعلمه} خبر كان، وفي هذا التقدير قبح في العربية؛ لأنه جعل اسم كان نكرة وخبرها معرفة، والأحسن أن يضمر القصة، فيكون التأنيث محمولًا على تأنيث القصة، و{أن يعلمه} ابتداء و{آية} خبر الابتداء، والجملة خبر كان، فيصير اسم كان معرفة، و{آية} خبر ابتداء، وهو {أن يعلمه}، تقديره: أو لم تكن لهم القصة علم علماء بني إسرائيل به آية.
9- وحجة من قرأ بالياء أنه ذكر لأنه حمله على أن قوله: {أن يعلمه} اسم كان، فذكر؛ لأن العلم مذكر، فهو اسم كان، ونصب {آية} على خبر كان، فصار الاسم معرفة والخبر نكرة، وهو الاختيار؛ لأن أكثر
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/152]
القراء عليه وهو وجه الكلام في العربية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/153]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {أَوَلَمْ تَكُنْ لَهُمْ} بالتاء، {آَيَةٌ} بالرفع [آية/ 197]:
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أنه أضمر في {تَكُنْ} ضمير القصة، وجعل ما بعدها مبتدأً وخبرًا، والجملة تفسيرًا للقصة، والتقدير: أولم تكن القصة علم علماء بني إسرائيل آية لهم؛ لأن قوله {أَنْ يَعْلَمَهُ} في موضع رفع بالابتداء، و{آَيَةٌ} خبرة تقدم عليه، والجملة خبر {تَكُنْ}، وضمير القصة اسمها، وإذا كان في الجملة التي هي الخبر مؤنث أُنِّث ضمير الاسم حملًا على القصة دون الأمر أو الشأن لمكان المؤنث الذي في الخبر إرادة التناسب في اللفظ. ويجوز أيضًا تذكير الضمير على إرادة الأمر أو الشأن إلا أن الأحسن ما ذكرنا، قال الله تعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ} وقال {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا}.
ويجوز أن تكون {آيةٌ} اسم كان، و{لهم} خبره تقدم عليه، وجاز وإن كان الاسم نكرة؛ لأن الخبر جارٌّ ومجرور، فهو نكرة أيضًا.
[الموضح: 946]
ويجوز أن تكون كان ههنا تامة، و{آيَةٌ} فاعلها و{أَنْ يَعْلَمَهُ} بدل من {آية}، وموضعه رفع، والتقدير: أولم تقع لهم آية، ثم أبدل عن الآية فقال علم علماء بني إسرائيل.
وقرأ الباقون {أَوَلَمْ يَكُنْ} بالياء، {آيَةً} بالنصب.
والوجه أن قوله {أَنْ يَعْلَمَهُ} اسم {يكن} يكن و{آيةً} خبره، و{أَنْ} مع ما بعده من تأويل المصدر، والتقدير: أولم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل آية لهم). [الموضح: 947]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس