عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 10:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحجر

[ من الآية (41) إلى الآية (50) ]
{قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)}

قوله تعالى: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ (41)
قرأ يعقوب وحده (هذا صراطٌ عليٌّ مستقيمٌ)، بكسر اللام، وضم الياء، والتنوين.
وقرأ الباقون (عليّ مستقيمٌ)، بالإضافة.
قال: من قرأ (صراطٌ عليٌّ مستقيمٌ) أراد: هذا طريق رفيع شريف في الدين والحق.
ومن قرأ (هذا صراطٌ عليّ) فالمعنى: هذا صراط مستقيم عليّ، أي: على إرادتي وأمري.
وقيل: هو كقولك: طريقك عليّ). [معاني القراءات وعللها: 2/69]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي رجاء وابن سيرين وقيس بن عبادة وقتادة والضحاك ويعقوب وابن شرف ومجاهد وحميد وعمرو بن ميمون وعمارة بن أبي حفصة: [صِرَاطٌ عَلِيٌّ مُسْتَقِيمٌ]
قال أبو الفتح: [عَلِيٌّ] –هنا- كقولهم: كريم، وشريف. وليس المراد به علو الشخوص والنصبة.
قال أبو الحسن في قراءة الجماعة: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ}: هو كقولك:
[المحتسب: 2/3]
الدلالة اليوم عَلَيَّ، أي: هذا صراط في ذمتي وتحت ضماني، كقولك: صحة هذا المال عَلَيَّ، وتوفية عِدَتِهِ عَلَيَّ. وليس معناه عنده أنه مستقيم عَلَيَّ، كقولنا: قد استقام عَلَيَّ الطريق، واستقر عَلَيَّ كذا. وما أحسن ما ذهب إليه أبو الحسن فيه! ). [المحتسب: 2/4]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {صِرَاطٌ عَلِيٌّ مُستقيمٌ} [آية/ 41] بكسر اللام من {عَلِيٌّ} وتنوين الياء:
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أنه فعيل من العلو بمعنى فاعل، كقدير بمعنى قادر، وعليم بمعنى عالم، فهو بناءٌ للمبالغة، فأراد المبالغة في العلو، والمعنى أن طريق طاعتي طريق عالٍ رفيع.
وقرأ الباقون {عَلَيَّ} بفتح اللام والياء.
والوجه أنه الحرف الجار دخل على ياء ضمير المتكلم، والمعنى طريقٌ علي أن أبينه وأُظهره، وقيل: معناه التهديد كما تقول طريقك علي أي لا تفوتني، كما قال الله تعالى {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} ). [الموضح: 720]

قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)}

قوله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)}

قوله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الزهري: [لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزٌّ مَقْسُومٌ].
قال أبو الفتح: هذه لغة مصنوعة، وليست على أصل الوضع. وأصلها {جُزْء} فُعْل من جزأْت الشيء، وهو قراءة الجماعة إلا أنه خفف الهمزة، فصارت [جُزُ]، لأنه حذفها وألقى حركتها على الزاي قبلها، ثم إنه نوى الوقف على لغة من شدد نحو ذلك في الوقف، فقال: هذا خالدّ وهو يجعلّ، فصارت في الوقف [جُزّ]، ثم أطلق وهو يريد نية الوقف وأقر التشديد بحاله فقال: [جُزّ] كما قالوا في الوصل: سبسبّا، وكلكلّا.
وقد أنشدنا شواهد نحو ذلك فيما مضى. ومثله الخبّ فيمن وقف عليه بالتشديد، ويريد تخفيف الخبْء، وهو مشروح في باب الهمز؟). [المحتسب: 2/4]

قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ (جنّاتٍ وعيونٍ (45) ادخلوها (46)
قرأ الحضرمي وحده (وعيونٍ ادخلوها) بضم التنوين، وكسر الخاء، وقرأ الباقون (وعيونٍ ادخلوها)، قال أبو منصور: من قرأ (أدخلوها) بضم الألف وكسر الخاء فهو على ما لم يسم فاعله، والألف مقطوعة على (أفعل).
وكان يعقوب يضم التنوين ويلقى ضمة الألف على النون، ويليّن الهمزة، وما قرأ بهذا غيره.
ومن قرأ (وعيونٍ ادخلوها) فالألف ألف وصل أسقطت في الإدراج.
[معاني القراءات وعللها: 2/69]
وضم ابن كثير ونافع والكسائي التنوين لانضمام الألف الساقطة.
وكسر الباقون لسكونه وسكون الدال). [معاني القراءات وعللها: 2/70]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَعُيُون * ادْخِلُوهَا} [آية/ 45 و46] بضم التنوين وكسر الخاء من {ادْخِلُوها} على ما لم يسم فاعله:
قرأها يعقوب وحده يس-.
والوجه أن الفعل ماضٍ مبني للمفعول به، والألف مقطوعة في الأصل؛
[الموضح: 720]
لأنها ألف أُفعل، إلا أنه أُلقيت ضمة هذه الألف على التنوين الذي قبلها وحُذفت الألف، وهكذا تُخفف الهمزة إذا تحركت وسكن ما قبلها تُلقى حركتها على الساكن الذي قبلها وتُحذف الهمزة نحو {يُخْرِجُ الخَبَ} ورأيت المر، والمهنى: إن المتقين أُدخلوا هذه الجنات.
وقرأ الباقون و-ح- عن يعقوب بضم الخاء من {ادخُلوها}، إلا أن ابن كثير ونافعًا والكسائي ضموا التنوين عن {عيون}، وكسرها الباقون.
والوجه أن الفعل للأمر، والمعنى إن المتقين يقال لهم ادخلوا هذه الجنات، والألف للوصل ههنا، إلا أنها حُذفت في الدرج، لأنها ألف وصلٍ.
ووجه ضم التنوين من {عيون} هو أنه إتباعٌ لضمة الخاء من {ادْخُلُوها}.
ووجه كسره هو أنه حركة التقاء الساكنين أحدهما التنوين والآخر الدال الساكنة من {ادخلوها}، وحق التقاء الساكنين الكسر). [الموضح: 721]

قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)}

قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48)}

قوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نبّئ عبادي أنّي أنا (49)
فتح الياءين من " عبادي " و(أني) ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/71]

قوله تعالى: {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس