عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:52 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (67) إلى الآية (69) ]

{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69)}


قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أن يكون له أسرى... (67).
[معاني القراءات وعللها: 1/444]
أن يكون له أسرى حتّى يثخن في الأرض تريدون عرض الدّنيا واللّه يريد الآخرة واللّه عزيزٌ حكيمٌ (67)
قرأ أبو عمرو والحضرمي (أن تكون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [معاني القراءات وعللها: 1/445]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {أن يكون له أسرى} [67].
قرأ أبو عمرو وحده بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء، وهو جمع أسير مثل جريح، وجرحى، وصريع وصرعى.
فمن أنث رده إلى لفظه، ومن ذكر فلأن تأنيثه غير حقيقي وهو بمعنى الجماعة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/233]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله [جلّ وعزّ]: أن يكون له أسرى [الأنفال/ 67]. فقرأ أبو عمرو وحده أن تكون له بالتاء. وقرأ الباقون: يكون بالياء.
قال أبو علي: أنّث أبو عمرو تكون* على لفظ الأسرى، [لأن الأسرى] وإن كان المراد به التذكير والرجال فهو مؤنث اللفظ.
ومن قال: يكون، فلأن الفعل متقدم، والأسرى مذكّرون في المعنى، وقد وقع الفصل بين الفعل والفاعل، وكلّ واحد من ذلك إذا انفرد يذكّر الفعل معه، يقال: جاء
[الحجة للقراء السبعة: 4/162]
الرجال، وحضر قبيلتك، وحضر القاضي امرأة، فإذا اجتمعت هذه الأشياء كان التذكير أولى.
وقال أبو الحسن: التذكير أحبّ إليّ، لأنّ الأسرى فعل للرجال وليس للنساء، تقول: النساء يفعلن، ولا تقول: الأسرى يفعلن، فتذكير فعلهم أحسن والتأنيث على المجاز). [الحجة للقراء السبعة: 4/163]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن جماز: [واللهُ يُريد الآخرةِ] يحملها على عَرَضَ الآخرة.
قال أبو الفتح: وجه جواز ذلك على عزته وقلة نظيره أنه لما قال: {تريدون عَرَض الدنيا}، فجرى ذكر العَرَض فصار كأنه أعاده ثانيًا فقال: عَرَض الآخرة ولا يُنْكَرُ نحو ذلك.
ألا ترى إلى بيت الكتاب:
أكُلَّ امرئ تحسبين امرأً ... ونارٍ تَوَقَّد بالليل نارا
وأن تقديره: وكل نار؟ فناب ذكره "كُلَّا" في أول الكلام عن إعادتها في الآخر، حتى كأنه قال: وكُلَّ نار؛ هربًا من العطف على عاملين، وهما: كل وتحسبين. وعليه بيته أيضًا:
إنَّ الكريم وأبيك يَعتمِلْ ... إن لم يجد يومًا على من يتكلْ
أراد: من يتكل عليه، فحذف "عليه" من آخر الكلام استغناء عنها بزيادتها في قوله: على من يتكل، وإنما يريد: إن لم يجد من يكتل عليه.
وعليه أيضًا قول الآخر:
أتدْفع عن نفس أتاه حِمامُها ... فهلا التي عن بين جنبيك تَدفع
[المحتسب: 1/281]
أراد: فهلا عن التي بين جنبيك تدفع، فزاد "عن" في قوله: عن بين جنبيك، وجعلها عوضًا من "عن" التي حذفها، وهو يريدها في قوله: فهلا التي، ومعناها: فهلا عن التي.
وله نظائر، فعلى هذا جازت هذه القراءة؛ أعني قوله: [تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةِ]، في معنى: عرض الآخرة وعلى تقديره. ولعمري إنه إذا نصب فقال على قراءة الجماعة: {وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}، فإنما يريد: عرض الآخرة، إلا أنه يَحذف المضاف ويقيم المضاف إليه مقامه، وإذا جَرَّ فقال: يريد الآخرةِ، صار كأن العَرَض في اللفظ موجود لم يحذف، فاحتُمل ضعف الإعراب تجريدًا للمعنى وإزالة للشك أن يَظن ظان أنه يريد الآخرةَ إرادة مرسلة هكذا. هذا إلى ما قدمناه من حذف لفظ لمجيئه فيما قَبْلُ أو بَعْدُ). [المحتسب: 1/282]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى} {يا أيها النّبي قل لمن في أيديكم من الأسرى} 67 و70
قرأ أبو عمرو (ما كان لنبيّ أن تكون له أسرى) بالتّاء أراد جماعة أسرى فجرى مجرى قوله {كذبت قوم نوح المرسلين}
ونظائر ذلك وقرأ الباقون {أن يكون} بالياء أراد جمع أسرى
قال أهل البصرة لما فصل بين الاسم والفعل بفاصل ذكر الفعل لأن الفاصل صار كالعوض
[حجة القراءات: 313]
قرأ أبو عمرو يا أيها النّبي قل لمن في أيديكم من الأسارى بالألف قال أبو عمرو إذا كان عند القتال فأسر القوم عدوهم فهم الأسرى فإذا ذهبت زحمة القتال فصاروا في أيديهم فهم الأسارى وقال أيضا ما كان في الأيدي وفي السجن فإنّها أسارى وما لم يكن في الأيدي ولا في السجن فقل ما شئت أسرى وأسارى
وقرأ الباقون {من الأسرى} بغير ألف وحجتهم أن العرب جمعت على فعلى من كانت به دمامة أو مرض يمنعه من النهوض فقالوا في صريع صرعى وجريح جرحى ولما كان الأسر آفة تدخل على الإنسان فتمنعه من النهوض أجري مجرى ذوي العاهات فقالوا أسير وأسرى). [حجة القراءات: 314] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (18- قوله: {أن يكون له أسرى} قرأه أبو عمرو بالتاء، لتأنيث لفظ «الأسرى»، ألا ترى أن فيه ألف التأنيث، وقرأ الباقون بالياء على التذكير، حملوه على تذكير معنى «الأسرى» لأن المراد به الرجل، وأيضًا فقد فرّق بين المؤنث وفعله بقوله: «له»، وقوى التذكير فيه أنك لا تُخبر عن «الأسرى» بلفظ التأنيث لو قلنا «الأسرى يفتن» لم يجز؛ لأن المراد بهم المذكورون، فكان التذكير أولى به، وهو الاختيار لذلك، ولأن الجماعة على الياء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/495]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {أَن تَكُونَ لَهُ أَسْرَى} [آية/ 67] بالتاء:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن لفظ الأسرى مؤنث؛ لكونه جمعًا، فأنث الفعل لذلك.
وقرأ الباقون {أَن يَكُونَ لَهُ} بالياء.
والوجه أن ههنا قد اجتمعت ثلاثة أشياء كلها يحسن تذكير الفعل:
أحدها: تقدم الفعل.
والثاني: أن الأسرى مذكرون.
والثالث: أنه فصل بين الفعل وفاعله بالجار والمجرور.
وكل واحد منها إذا انفرد حسن معه تذكير الفعل؛ فلأن يحسن عند اجتماعها أولى). [الموضح: 585]

قوله تعالى: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)}

قوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس