عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:47 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (55) إلى الآية (59) ]

{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59)}

قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55)}

قوله تعالى: {الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56)}

قوله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما يروى عن الأعمش أنه قرأ: [فَشَرِّذ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ] بالذال معجمة.
قال أبو الفتح: لم يمرر بنا في اللغة تركيب ش ر ذ، وأوجه ما يُصْرَف إليه ذلك أن تكون الذال بدلًا من الدال، كما قالوا: لحم خَرادل وخَراذل، والمعنى الجامع لهما أنهما مجهوران ومتقاربان). [المحتسب: 1/280]

قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58)}

قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا تحسبنّ الّذين كفروا... (59).
قرأ ابن عامر وحفص وحمزة (ولا يحسبنّ) بالياء ها هنا، وكذلك في النور، إلا حفصًا فإنه قرأ في النور بالتاء مثل أبي بكر.
وقرأ الباقون (ولا تحسبنّ) بالتاء.
[معاني القراءات وعللها: 1/441]
قال أبو منصور: من قرأ (ولا تحسبنّ) بالتاء فهو خطاب للنبي صلى الله عليه، ويكون (تحسبنّ) عاملا في (الذين) وفي (سبقوا)، المعنى: ولا تحسبن من أفلت من هذه الواقعة قد سبق، ومعنى سبق: فات الموت، كأنه قال: لا تحسبن الذين كفروا سابقين الموت، أي: فائتين.
وأما من قرأ: (ولا يحسبنّ الّذين كفروا سبقوا) بالياء فوجهه ضعيف عند أهل العربية، وهو مع ضعفه جائز على أن يكون المعنى ولا يحسبن الذين كفروا أن سبقوا، وقد روي لابن مسعود أنه قرأ (ولا يحسبنّ الّذين كفروا) بالياء، وهذه القراءة تؤيد هذه القراءة، والله أعلم). [معاني القراءات وعللها: 1/442]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّهم لا يعجزون (59).
قرأ ابن عامر وحده (أنّهم) بفتح الألف، وكسرها الباقون.
قال أبو منصور: القراءة بالكسر على الاستئناف، ومن فتح (أنّهم) فالمعنى: ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا؛ لأنهم لا يعجزون. والنون مفتوحة من (يعجزون) ). [معاني القراءات وعللها: 1/442]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون} [59].
قرأ حمزة وابن عامر وحفص عن عاصم بالياء وفتح السين.
وقرأ الباقون بالتاء وكسر السين، إلا عاصما فإنه فتح السين أيضًا. فمن قرأ بالتاء وهو الاختيار جعل الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. أي: فلا تحسبن يا محمد الذين أفلتوا من هذا الحرب إنهم لا يعجزون الله، أي: يفوتونه فـ «الذين» المفعول الأول لـــ «تحسبن» و«كفروا» صلة «الذين» و«سبقوا» المفعول الثاني، و«إنهم» بكسر الهمزة مستأنف.
وقرأ ابن عامر وحده {أنهم لا يعجزون} بالفتح على معنى بأنهم لا يعجزون، ويجعل «أنهم» بدلاً من «سبقوا» ويكون معنى «سبقوا» مصدرًا بإضمار «أن» خفيفًا والتقدير: أن سبقوا، كما تقول: حسبت زيدًا أن قام، ثم تحذف «أن» فتقول: حسبت زيدًا قام.
وفي حرف ابن مسعود: {ولا تحسبن الذين كفروا أنهم سبقوا}.
وقوله: {إنهم لا يعجزون} اتفق القراء على فتح النون؛ لأنها نون جماعة كما تقول: يضربون ويأكلون، وإنما ذكرته لأن أحمد بن عبدان حدثني عن علي عن أبي عبيد قال: قرأ ابن محيصن: {لا يعجزوني} بكسر النون، أراد: يعجزونني فحذف إحدى النونين اختصارًا، وحذف الياء اجتزاء بالكسرة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/230]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله [جلّ وعزّ]: ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا [الأنفال/ 59].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم، في رواية أبي بكر، والكسائيّ، ولا تحسبن الذين كفروا بالتاء وكسر السين، غير عاصم فإنّه فتح السين، وفي النور أيضا [57] بالتاء.
وروى حفص عن عاصم، وابن عامر وحمزة: ولا يحسبن بالياء وفتح السين.
وقرأ [عاصم] في رواية حفص بالياء هنا، وفي
[الحجة للقراء السبعة: 4/154]
النور بالتاء. والباقون غير حمزة وابن عامر في السورتين بالتاء، وقرأهما حمزة بالياء.
قال أبو علي: من قرأ: ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا.
بالتاء، ف الذين كفروا: المفعول الأول، وسبقوا المفعول الثاني، وموضعه نصب، ووجهه بيّن.
ومن قرأ: يحسبن الذين كفروا* بالياء، فلا يخلو القول فيه من أن يكون أسند يحسبن* إلى الذين كفروا، فجعل الذين كفروا الفاعل، فإن جعل الذين كفروا رفعا لإسناد الفعل إليهم، لم يحسن، لأنه لم يعمل يحسبن* في المفعولين، فلا يحمله على هذا، ولكن يحمله على أحد ثلاثة أشياء:
إما أن تجعل فاعله النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، كأنه: ولا يحسبنّ النبي الذين كفروا، وهو قول أبي الحسن.
ويجوز أن يكون أضمر المفعول الأول، التقدير: ولا يحسبنّ الذين كفروا نفسهم سبقوا، أو إيّاهم سبقوا.
ويجوز أيضا أن تقدره على حذف «أن» كأنه: ولا يحسبنّ الذين كفروا أن سبقوا؛ فحذفت أن كما حذفتها في تأويل سيبويه، في قوله: أفغير الله تأمروني أعبد [الزمر/ 64]،
[الحجة للقراء السبعة: 4/155]
كأنّه: أفغير عبادة الله تأمرونّي، وحذف أن قد جاء في شيء من كلامهم. قال:
وإنّ لكيزا لم تكن ربّ علّة * لدن صرّحت حجّاجهم فتفرقوا فحذف أن، والتقدير: لدن أن صرّحت، وأثبته الأعشى في قوله:
أراني لدن أن غاب رهطي كأنّما... يرى بي فيكم طالب الضّيم أرنبا
وقد حذفت من الفعل وهي مع صلتها في موضع الفاعل، أنشد أحمد بن يحيى:
[الحجة للقراء السبعة: 4/156]
وما راعنا إلا يسير بشرطة... وعهدي به قينا يفشّ بكير
فإذا وجّهته على هذا، سدّ: أن سبقوا، مسدّ المفعولين، كما أن قوله [جلّ وعزّ]: أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا [العنكبوت/ 2] كذلك). [الحجة للقراء السبعة: 4/157]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلهم قرأ: إنهم لا يعجزون [الأنفال/ 59] بكسر الألف، إلا ابن عامر فإنه قرأ: أنهم لا يعجزون بفتح الألف.
قال أبو عبيدة: سبقوا معناها: فاتوا، وإنهم لا يعجزون لا يفوتون. ومثل ما فسّره أبو عبيدة بفاتوا قوله:
أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا [العنكبوت/ 4]، وكما أن ما بعد هذه الآية من قوله: ساء ما يحكمون منقطعة من الجملة التي قبلها، كذلك يكون ما بعد هذه، فتكون إن مكسورة على أنها استئناف كلام، كما كان: ساء ما يحكمون كذلك.
[الحجة للقراء السبعة: 4/157]
ووجه قول ابن عامر أنه جعله متعلقا بالجملة الأولى، فيكون التقدير: لا تحسبنّهم سبقوا، لأنهم لا يفوتون، فهم يجزون على كفرهم). [الحجة للقراء السبعة: 4/158]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولا يحسبن الّذين كفروا سبقوا إنّهم لا يعجزون}
قرأ ابن عامر وحمزة وحفص {ولا يحسبن الّذين كفروا} بالياء قال الزّجاج وجهها ضعيف عند أهل العربيّة إلّا أنّها جائزة على أن يكون المعنى ولا يحسبن الّذين كفروا أن سبقوا لأنّها في حروف ابن مسعود (أنهم سبقوا) ف أن مخفّفة من أن وأن تنوب عن الاسم والخبر قال وفيها وجه آخر يكون ولا يحسبن قبيل المؤمنين الّذين كفروا سبقوا
وقرأ الباقون {ولا تحسبن الّذين} بالتّاء ف {الّذين} المفعول الأول و{سبقوا} المفعول الثّاني المعنى لا تحسبن يا محمّد من أفلت من هذه الحرب قد سبق إلى الحياة
قرأ ابن عامر {إنّهم لا يعجزون} بفتح الألف المعنى ولا تحسبن الّذين كفروا سبقوا لأنهم لا يعجزون الله قال الزّجاج وقد يجوز أن يكون {لا} لغوا فيكون المعنى ولا تحسبن الّذين كفروا أنهم يعجزون وتكون أن بدلا من سبقوا
وقرأ الباقون {إنّهم} بالكسر على الابتداء). [حجة القراءات: 312]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {لا يحسبن الذين كفروا} قرأ حفص وابن عامر وحمزة بالياء، على لفظ الغيبة، لتقدم ذكر الذين كفروا ولقوله: {فهم لا يؤمنون} «55»، وقوله: {لعلهم يذكرون} «57» وقوله: {إليهم على سواء} «58» فردّ «يحسبن» في الغيبة على هذه الألفاظ المتكررة بلفظ الغيبة، وهم الفاعلون، والمفعول الأول لـ «يحسبن» مضمر، و«سبقوا» المفعول الثاني: والتقدير: ولا يحسبن الذين كفروا أنفسهم سبقوا، ويجوز أن يضمر مع «سبقوا» «أن» فتسد مسد المفعولين، والتقدير: ولا يحسبن الذين كفروا أنفسهم أن سبقوا، فهو مثل {أحسب الناس أن يتركوا} «العنكبوت
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/493]
2» في سد «أن» مسد المفعولين، ويجوز أن يكون الفاعل لمن قرأ بالياء النبي عليه السلام، فتستوي القراءة بالياء وبالتاء، والتقدير: ولا يحسبن محمد الذين كفروا سبقوا، وقرأ الباقون بالتاء، على الخطاب للنبي عليه السلام، و«الذين كفروا» و«سبقوا» مفعولان لـ «يحسب» وهو الاختيار، لظهور معناه، ولأن الجماعة عليه، وقد تقدم ذكر فتح السين وكسرها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/494]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (14- قوله: {إنهم لا يعجزون} قرأ ابن عامر بفتح الهمزة، على إضمار اللام وحذفها، أي: سبقوا لأنهم لا يعجزون، والمعنى: لا يحسبن الكفار أنفسهم فاتوا؛ لأنهم لا يعجزون، أي لا يفوتون. فـ «أن» في موضع نصب لحذف اللام، أو في موضع خفض على إعمال اللام، لكثرة حذفها مع «أن» وهو مروي عن الخليل والكسائي، وقرأ الباقون بكسر «إن» على الاستئناف والقطع مما قبله، وهو لاختيار؛ لما فيه من معنى التأكيد، ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/494]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {ولا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا} [آية/ 59] بالياء:
قرأها ابن عامر وحمزة وعاصم، وكذلك في النور غير عاصم.
والوجه أن قوله {الَّذِينَ كَفَرُوا} فاعل {يَحْسَبَنَّ وقوله {سَبَقُوا} المفعول الثاني، والمفعول الأول محذوف، والتقدير: ولا يحسبن الذين كفروا أنفسهم سبقوا، أو إياهم سبقوا.
ويجوز أن يكون على إضمار أن المخففة من الثقيلة، كأنه قال: ولا يحسبن الذين كفروا أن سبقوا، فلا يحتاج حينئذ إلى إضمار المفعول الأول؛ لأن أن سبقوا يقوم مقام المفعولين، كما أضمر أن في قول الشاعر:
41- وما راعني إلا يسير بشرطةٍ = وعهدي به فينا يفش بكير
والتقدير: إلا أن يسير.
[الموضح: 581]
ويجوز أن يكون في {يَحْسَبَنَّ} ضمير النبي صلى الله عليه (وسلم)، كأنه قال: ولا يحسبن النبي الذين كفروا، فيكون الذين كفروا المفعول الأول {سَبَقُوا} المفعول الثاني.
وقرأ الباقون {تَحْسَبَنَّ} بالتاء في السورتين.
والوجه أنه على خطاب النبي صلى الله عليه (وسلم) و{الَّذِينَ كَفَرُوا} مفعول أول، و{سَبَقُوا} مفعول ثانٍ، وهذا الوجه ظاهر). [الموضح: 582]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {أنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ} [آية/ 59] بفتح الألف من {أنَّهُمْ}:
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه على تقدير اللام، وهو متعلق بما قبله تعلق المفعول له، والتقدير: لا يحسبن الذين كفروا سبقوا؛ لأنهم لا يفوتون.
وقرأ الباقون {إنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ} بكسر الألف.
والوجه أنه على الاستئناف والقطع عما قبله؛ لأن الكلام تم عند قوله {سَبَقُوا ثم استأنف فقال {إنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ} فهو كلام مبتدأ، ومثله {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا} ثم استأنف فقال {سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} ). [الموضح: 582]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس