الموضوع: غير مصنف
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 10 ربيع الثاني 1435هـ/10-02-2014م, 10:57 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

باب جماع أبواب ذكر الأسماء التي تتبع إثبات وحدانيته عز اسمه

قال أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسينِ البيهقيُّ (ت: 458هـ) : (
باب جماع أبواب ذكر الأسماء التي تتبع إثبات وحدانيته عز اسمه
أولها الواحد
قال الله جل ثناؤه: {قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار} وقد ذكرناه في خبر الأسامي
- وأخبرنا أبو نصر بن قتادة، حدّثنا أبو محمّدٍ عبد الله بن أحمد بن سعدٍ البزّار الحافظ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم البوشنجيّ، حدّثنا يوسف بن عديٍّ، حدّثنا عثّام بن عليٍّ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم إذا تضوّر من اللّيل قال: لا إله إلاّ اللّه الواحد القهّار ربّ السّماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفّار
[الأسماء والصفات: 1/48]
قال الحليميّ رحمه اللّه، في معنى الواحد: إنّه يحتمل وجوهًا: أحدها أنّه لا قديم سواه ولا إله سواه، فهو واحدٌ من حيث أنّه ليس له شريكٌ، فيجري عليه حكم العدد، وتبطل به وحدانيّته والآخر: أنّه واحدٌ بمعنى أنّ ذاته ذاتٌ لا يجوز عليه التّكثّر بغيره، والإشارة فيه إلى أنّه ليس بجوهرٍ ولا عرضٍ، لأنّ الجوهر قد يتكثّر بالانضمام إلى جوهرٍ مثله، فيتركّب منهما جسمٌ، وقد يتكثّر بالعرض الّذي يحلّه، والعرض لا قوام له إلاّ بغيرٍ يحلّه والقديم فردٌ لا يجوز عليه حاجةٌ إلى غيره، ولا يتكثّر بغيره، وعلى هذا لو قيل: إنّ معنى الواحد أنّه القائم بنفسه لكان ذلك صحيحًا ولرجع المعنى إلى أنّه ليس بجوهرٍ ولا عرضٍ، لأنّ قيام الجوهر بفاعله ومبقيه، وقيام العرض بجوهره يحلّه، والثّالث: أنّ معنى الواحد هو القديم، فإذا قلنا الواحد، فإنّما هو الّذي لا يمكن أن يكون أكثر من واحدٍ، هو القديم لأنّ القديم متّصفٌ في الأصل بالإطلاق السّابق للموجودات، ومهما كان قديمًا كان كلّ واحدٍ منها غير سابقٍ بالإطلاق، لأنّه إن سبق غير صاحبه فليس بسابقٍ صاحبه، وهو موجودٌ كوجوده.
[الأسماء والصفات: 1/49]
فيكون إذًا قديمًا من وجهٍ، غير قديمٍ من وجهٍ، ويكون القديم وصفًا لهما معًا، ولا يكون وصفًا لكلّ واحدٍ منهما، فثبت أنّ القديم بالإطلاق لا يكون إلاّ واحدًا، فالواحد إذًا هو القديم الّذي لا يمكن أن يكون إلاّ واحدًا.
ومنها الوتر: لأنّه إذا لم يكن قديمٌ سواه لا إلهٌ ولا غير إلهٍ لم ينبغ لشيءٍ من الموجودات أن يضمّ إليه فيعبد معه، فيكون المعبود معه شفعًا، لكنّه واحدٌ وترٌ وقد ذكرناه في رواية عبد العزيز بن الحصين
- وأخبرنا أبو طاهرٍ الفقيه، أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن الحسين القطّان، حدّثنا أحمد بن يوسف، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، عن همّام بن منبّهٍ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: للّه عزّ وجلّ تسعةٌ وتسعون اسمًا، مائةٌ إلاّ واحدًا من أحصاها دخل الجنّة إنّه وترٌ يحبّ الوتر.
رواه مسلمٌ في "الصّحيح" عن محمّد بن رافعٍ، عن عبد الرّزّاق.
ومنها الكافي لأنه إذا لم يكن في الإلهية شريك صح أنّ الكفايات كلّها واقعةٌ به وحده، فلا ينبغي أن تكون العبادة إلاّ له، والرّغبة إلاّ إليه، والرّجاء إلاّ منه، وقد ورد الكتاب بهذا. قال اللّه عزّ وجلّ: أليس اللّه بكافٍ عبده، وذكرناه خبر الأسامي
[الأسماء والصفات: 1/50]
- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الصّفّار، إملاءً، حدّثنا أبو يحيى أحمد بن عصام بن عبد المجيد الأصفهانيّ، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا حمّاد، عن ثابتٍ، عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد للّه الّذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممّن لا كافي له ولا مؤوي.
أخرجه مسلمٌ في "الصّحيح" من وجهٍ آخر، عن حمّاد بن سلمة.
ومنها العليّ:
قال اللّه عزّ وجلّ: وهو العليّ العظيم، وذكرناه في خبر الأسامي
- أخبرنا محمّد بن موسى بن الفضل، حدّثنا أبو العبّاس الأصمّ، حدّثنا يحيى بن أبي طالبٍ، أخبرنا أبو عامرٍ العقديّ، أخبرنا أبو حفصٍ عمر بن راشدٍ اليماميّ، أخبرنا إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: ما سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يستفتح دعاءً قطّ إلاّ استفتح بسبحان ربّي
[الأسماء والصفات: 1/51]
الأعلى الوهّاب ورواه أبو معاوية، عن عمر بن راشدٍ، وزاد فيه العليّ الوهّاب، وعمر بن راشدٍ ليس بالقويّ
- وأخبرنا عمر بن عبد العزيز بن قتادة، أخبرنا العبّاس بن الفضل بن زكريّا النّضرويّ الهرويّ، بها، أخبرنا أحمد بن نجدة، حدّثنا سعيد بن منصورٍ، حدّثنا مسكين بن ميمونٍ، مؤذّن مسجد الرّملة، حدّثني عروة بن رويمٍ، عن عبد الرّحمن بن قرطٍ: أنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة
[الأسماء والصفات: 1/52]
أسري به سمع تسبيحًا في السّماوات العلى: سبحان العليّ الأعلى، سبحانه وتعالى
[الأسماء والصفات: 1/53]
قال الحليميّ في معنى العليّ: إنّه الّذي ليس فوقه فيما يجب له من معالي الجلال أحدٌ، ولا معه من يكون العلوّ مشتركًا بينه وبينه، لكنّه العليّ بالإطلاق قال: والرّفيع في هذا المعنى.
قال اللّه عزّ وجلّ: رفيع الدّرجات، ومعناه هو
[الأسماء والصفات: 1/54]
الّذي لا أرفع قدرًا منه، وهو المستحقّ لدرجات المدح والثّناء، وهي أصنافها وأبوابها لا مستحقّ لها غيره
- أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي، حدّثنا عبد الله بن محمد القرشي، حدّثنا يوسف بن موسى، قال: سمعت جريرا، قال، سمعت رجلا، يقول: رأيت إبراهيم الصائغ في النوم قال: وما عرفته قط، فقلت: بأي شيء نجوت؟، قال: بهذا الدعاء: اللهم يا عالم الخفيات، رفيع الدرجات، ذا العرش يلقي الروح على من يشاء من عبادك، غافر الذنب، قابل التوب شديد العقاب ذا الطول، لا إله إلا أنت). [الأسماء والصفات: 1/55]


رد مع اقتباس