الموضوع: غير مصنف
عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 10 ربيع الثاني 1435هـ/10-02-2014م, 10:54 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

باب ذكر الأسماء التي تتبع إثبات الباري جل ثناؤه والاعتراف بوجوده جل وعلا

قال أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسينِ البيهقيُّ (ت: 458هـ) : (
باب ذكر الأسماء التي تتبع إثبات الباري جل ثناؤه والاعتراف بوجوده جل وعلا
منها القديم وذلك مما يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرناه في رواية عبد العزيز بن الحصين
[الأسماء والصفات: 1/36]
- أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، ببغداد، حدّثنا عبد الله بن جعفرٍ، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا عمر بن حفصٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش، حدّثنا جامع بن شدّادٍ، عن صفوان بن محرزٍ، أنّه حدّثه عمران بن حصينٍ رضي اللّه عنه، قال: دخلت على رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكر الحديث ففيه قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر، قال: كان اللّه تعالى ولم يكن شيءٌ غيره.
رواه البخاريّ في "الصّحيح"، عن عمر بن حفصٍ.
قال الحليميّ، رحمه اللّه تعالى في معنى القديم: إنّه الموجود الّذي ليس لوجوده ابتداءٌ، والموجود الّذي لم يزل، وأصل القديم في اللّسان: السّابق، لأنّ القديم هو القادم.
قال اللّه عزّ وجلّ فيما أخبر به عن فرعون: يقدم قومه يوم القيامة فقيل للّه عزّ وجلّ: قديمٌ، بمعنى أنّه سابقٌ للموجودات كلّها، ولم يجز إذ كان كذلك أن يكون لوجوده ابتداءٌ، لأنّه لو كان لوجوده ابتداءٌ لاقتضى ذلك أن يكون غيرٌ له أوجده، ولوجب أن يكون ذلك الغير موجودًا قبله، فكان لا يصحّ حينئذٍ أن يكون هو سابقًا للموجودات، فبان أنّا إذا وصفناه بأنّه سابقٌ للموجودات، فقد أوجبنا ألا يكون لوجوده ابتداءٌ، فكان القديم في وصفه جلّ ثناؤه عبارةً عن هذا المعنى، وباللّه التّوفيق.
[الأسماء والصفات: 1/37]
ومنها الأوّل والآخر:
قال اللّه جلّ ثناؤه: هو الأوّل والآخر، وقد ذكرناهما في رواية الوليد بن مسلمٍ
- وأخبرنا أبو عليٍّ الحسين بن محمّد بن عليٍّ الرّوذباريّ، بطوس، أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن بكر بن داسة، بالبصرة، حدّثنا أبو داود السّجستانيّ، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا وهيبٌ (ح) قال أبو داود وحدّثنا وهب بن بقيّة، عن خالدٍ، نحوه، جميعًا، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: اللّهمّ ربّ السّماوات، وربّ الأرض، وربّ كلّ شيءٍ، فالق الحبّ والنّوى، منزل التّوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شرّ كلّ ذي شرٍّ أنت آخذٌ بناصيته، أنت الأوّل فليس قبلك شيءٌ، وأنت الآخر فليس بعدك شيءٌ، وأنت الظّاهر فليس فوقك شيءٌ، وأنت الباطن فليس دونك شيءٌ زاد وهبٌ في حديثه: اقض عنّي الدّين، واغنني من الفقر.
رواه مسلمٌ في "الصّحيح"، عن عبد الحميد بن بيانٍ، عن خالد بن عبد اللّه
[الأسماء والصفات: 1/38]
- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني إسماعيل بن محمّد بن الفضل بن محمّدٍ الشّعرانيّ، حدّثنا جدّي، حدّثنا إبراهيم بن حمزة الزّبيريّ، حدّثنا ابن أبي حازمٍ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن موسى بن عقبة، عن عاصم بن أبي عبيدٍ، عن أمّ سلمة رضي اللّه عنها، عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه كان يدعو بهؤلاء الكلمات: اللّهمّ أنت الأوّل فلا قبلك شيءٌ، وأنت الآخر فلا شيء بعدك، وأعوذ بك من شرّ كلّ دابّةٍ ناصيتها بيدك.
[الأسماء والصفات: 1/39]
وأعوذ بك من الإثم والكسل، ومن عذاب القبر، ومن عذاب النّار، ومن فتنة الغنى وفتنة الفقر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم
- أخبرنا أبو طاهرٍ محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّشٍ الفقيه، أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن الحسين القطّان، حدّثنا أحمد بن يوسف السّلميّ، حدّثنا محمّد بن يوسف الفريابيّ، قال: ذكر سفيان، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصمّ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: يسألكم النّاس عن كلّ شيءٍ، حتّى
[الأسماء والصفات: 1/40]
يسألوكم: هذا اللّه خلق كلّ شيءٍ، فمن خلق اللّه؟ قال سفيان قال جعفرٌ: فحدّثني رجلٌ آخر، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال جعفرٌ كان يرفعه: فإن سئلتم فقولوا: اللّه قبل كلّ شيءٍ، وخالق كلّ شيءٍ، وهو كائنٌ بعد كلّ شيءٍ
- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا محمّد بن حاتمٍ، حدّثنا فتح بن عمرٍو، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، عن هشامٍ، عن ابن سيرين، قال: كنت عند أبي هريرة رضي اللّه عنه، فقال: سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّ رجالا سترفع بهم المسألة حتّى يقولوا: اللّه خلق الخلق فمن خلقه؟ قال عبد الرّزّاق، قال معمرٌ: وزاد فيه رجلٌ آخر، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: فقولوا: اللّه كان قبل كلّ شيءٍ، وهو خالقٌ كلّ شيءٍ، وهو كائنٌ بعد كلّ شيءٍ
[الأسماء والصفات: 1/41]
- أخبرنا أبو الحسين بن بشران، ببغداد، أخبرنا أبو عليٍّ الحسين بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، حدّثني أحمد بن عبد الأعلى الشّيبانيّ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن الكوفيّ، عن صالح بن حيّان، عن محمّد بن عليٍّ، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم علّم عليًّا رضي اللّه عنه دعوةً يدعو بها عندما أهمّه، فكان عليٌّ رضي اللّه عنه يعلّمها ولده: يا كائنًا قبل كلّ شيءٍ، ويا مكوّن كلّ شيءٍ، ويا كائنًا بعد كلّ شيءٍ، افعل بي كذا وكذا هذا منقطعٌ
[الأسماء والصفات: 1/42]
- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب بن يوسف، حدّثنا محمّد بن سنانٍ القزّاز، حدّثنا محمّد بن الحارث مولى بني هاشمٍ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن البيلمانيّ، عن أبيه، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال: كان من دعاء رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم الّذي كان يقول: يا كائنًا قبل كلّ شيءٍ، والمكوّن لكلّ شيءٍ، والكائن بعدما لا يكون شيءٌ، أسألك بلحظةٍ من لحظاتك الحافظات الغافرات الواجبات المنجيات قال الشّيخ أحمد: إن صحّ هذا، فإنّما أراد باللّحظة النّظرة ونظره في أمور عباده رحمته إيّاهم
قال الحليميّ رحمه اللّه: فالأوّل هو الّذي لا قبل له، والآخر هو الّذي لا بعد له، وهذا لأنّ قبل وبعد نهايتان، فقبل نهاية الموجود من
[الأسماء والصفات: 1/43]
قبل ابتدائه، وبعد غايته من قبل انتهائه، فإذا لم يكن له ابتداءٌ ولا انتهاءٌ لم يكن للموجود قبل ولا بعد، فكان هو الأوّل والآخر.
ومنها الباقي،:
قال اللّه عزّ وجلّ: ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام، وقد روّيناه في حديث الوليد بن مسلمٍ
قال الحليميّ، رحمه اللّه: وهذا أيضًا من لوازم قوله: قديمٌ، لأنّه إذا كان موجودًا لا عن أوّلٍ ولا بسببٍ لم يجز عليه الانقضاء والعدم، فإنّ كلّ منقضٍ بعد وجوده، فإنّما يكون انقضاؤه لانقطاع سبب وجوده، فلمّا لم يكن لوجود القديم سببٌ، فيتوهّم أنّ ذلك السّبب إن ارتفع عدم علمنا أنّه لا انقضاء له قال الشّيخ أحمد: وفي معنى الباقي: الدّائم وهو في رواية عبد العزيز بن الحصين.
قال أبو سليمان الخطّابيّ فيما أخبرت عنه: الدّائم الموجود لم يزل، الموصوف بالبقاء، الّذي لا يستولي عليه الفناء، قال: وليست صفة بقاءه ودوامه كبقاء الجنّة والنّار ودوامهما، وذلك أنّ بقاءه أبديٌّ أزليٌّ، وبقاء الجنّة والنّار أبديّ غير أزليٍّ، وصفة الأزل ما لم يزل، وصفة الأبد ما لا يزال، والجنّة والنّار مخلوقتان كائنتان بعد أن لم تكونا، فهذا فرق ما بين الأمرين واللّه أعلم.
ومنها الحقّ المبين،:
قال اللّه جلّ ثناؤه: ويعلمون أنّ اللّه هو الحقّ المبين
- أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد اللّخميّ الطّبرانيّ، حدّثنا حفص بن عمر الرّقّيّ، حدّثنا قبيصة (ح) قال سليمان وحدّثنا محمّد
[الأسماء والصفات: 1/44]
بن الحسن بن كيسان، حدّثنا أبو حذيفة، حدّثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن سليمان الأحول، عن طاوسٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنه، قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا تهجّد من اللّيل يدعو: اللّهمّ لك الحمد أنت ربّ السّماوات والأرض وما فيهنّ، ولك الحمد أنت نور السّماوات والأرض وما فيهنّ، ولك الحمد أنت قيّم السّماوات والأرض ومن فيهنّ، أنت الحقّ، وقولك حقّ، ووعدك حقّ، ولقاؤك حقّ، والجنّة حقٌّ، والنّار حقٌّ والسّاعة حقٌّ، اللّهمّ لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكّلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلاّ أنت.
رواه البخاريّ في "الصّحيح" عن قبيصة، وهما مذكوران في خبر الأسامي: أحدهما في رواية الوليد بن مسلمٍ والآخر في رواية عبد العزيز
قال الحليميّ رحمه اللّه: الحقّ ما لا يسع إنكاره ويلزم إثباته والاعتراف به، ووجود الباري عزّ ذكره أولى ما يجب الاعتراف به يعني عند ورود أمره بالاعتراف به ولا يسع جحوده إذ لا مثبت يتظاهر عليه من الدّلائل البيّنة الباهرة ما تظاهرت
[الأسماء والصفات: 1/45]
على وجود الباري جلّ ثناؤه وقال: والمبين هو الّذي لا يخفى ولا ينكتم، والباري جلّ ثناؤه ليس بخافٍ ولا منكتمٍ، لأنّ له من الأفعال الدّالّة عليه ما يستحيل معها أن يخفى، فلا يوقف عليه ولا يدرى.
ومنها الظّاهر:
قال اللّه جلّ ثناؤه: هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن، وهو في خبر الأسامي وغيره
- وأخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليٍّ المقريّ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، حدّثنا يوسف بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن أبي بكرٍ، حدّثنا الأغلب بن تميمٍ، حدّثنا مخلدٌ أبو الهذيل العنبريّ، عن عبد الرّحمن، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال: إنّ عثمان رضي اللّه عنه سأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن تفسير: له مقاليد السّماوات والأرض، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما سألني عنها أحدٌ قبلك، تفسيرها: لا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر.
[الأسماء والصفات: 1/46]
وسبحان الله وبحمده، أستغفر اللّه لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه الأوّل والآخر والظّاهر والباطن بيده الخير يحيي ويميت، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ وذكر الحديث
قال الحليميّ، رحمه اللّه، في معنى الظّاهر إنّه البادي في أفعاله وهو جلّ ثناؤه بهذه الصّفة، فلا يمكن معها أن يجحد وجوده وينكر ثبوته وقال أبو سليمان الخطّابيّ: هو الظّاهر بحججه الباهرة وبراهينه النّيّرة وشواهد أعلامه الدّالّة على ثبوت ربوبيّته وصحّة وحدانيّته، ويكون الظّاهر فوق كلّ شيءٍ بقدرته، وقد يكون الظّهور بمعنى العلوّ، ويكون بمعنى الغلبة.
ومنها الوارث:
ومعناه الباقي بعد ذهاب غيره وربّنا جلّ ثناؤه بهذه الصّفة، لأنّه يبقى بعد ذهاب الملاك الّذين أمتعهم في هذه الدّنيا بما آتاهم، لأنّ وجودهم ووجود الأملاك كان به، ووجوده ليس بغيره، وهذا الاسم ممّا يؤثر عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم في خبر الأسامي، وقال اللّه عزّ وجلّ: وإنّا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون). [الأسماء والصفات: 1/47]


رد مع اقتباس