عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 08:48 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام

[ من الآية (122) إلى الآية (124) ]
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124)}

قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أومن كان ميتًا فأحييناه... (122).
قرأ نافع والحضرمي (أومن كان ميّتًا) مشددًا، وخفف الباقون.
قال أبو منصور: المعنى في الميت والميّت واحد، وأراد بالميّت والميت: الكافر الضّال، وقوله: (فأحييناه) معناه: فهديناه). [معاني القراءات وعللها: 1/383]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (43- وقوله تعالى: {أو من كان ميتًا فأحييناه} [122].
قرأ نافع وحده {ميتا} بالتشديد، والأصل ميوت على (فيعل) عند
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/168]
البصريين. فقلبوا من الواو ياءً وأدغموا الياء في الياء.
وقرأ الباقون {ميتًا} بالتخفيف خفف من ثقل كراهية التشديد، يقال: هين لين وهين لين. والميت هاهنا -: الكافر فأحييناه بالإيمان). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/169]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ نافع وحده أو من كان ميتا مشدّدة. [الأنعام/ 122].
وقرأ الباقون: ميتا بالتخفيف.
أبو عبيدة الميتة* مخففة، وهو تخفيف: ميّتة، بالتشديد ومعناهما واحد ثقّل أو خفّف قال ابن الرّعلاء الغساني:
ليس من مات فاستراح بميت... إنّما الميت ميّت الأحياء
إنّما الميت من يعيش كئيبا... كاسفا باله، قليل الرّجاء
وقد وصف الكفار بأنهم أموات في قوله: أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون [النحل/ 21]، وكذلك قوله:
أومن كان ميتا فأحييناه أي: صادفناه حيّا بالإسلام من بعد الكفر، كالكافر المصرّ على كفره!؟.
[الحجة للقراء السبعة: 3/398]
فأما قوله: وجعلنا له نورا يمشي به في الناس [الأنعام/ 122]، فيحتمل أمرين: أحدهما أن يراد به النور المذكور في قوله: يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم [الحديد/ 12]، وقوله يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم [الحديد/ 13]، ويجوز أن يراد بالنور: الحكمة التي يؤتاها المسلم بإسلامه، لأنه إذا جعل الكافر لكفره في الظلمات، فالمؤمن بخلافه.
والتخفيف مثل التشديد، والمحذوف من الياءين الثانية المنقلبة عن الواو، وأعلّت بالحذف كما أعلّت بالقلب). [الحجة للقراء السبعة: 3/399]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو من كان ميتا فأحييناه}
قرأ نافع {أو من كان ميتا} بالتّشديد وقرأ الباقون بالتّخفيف وقد ذكره فيما تقدم). [حجة القراءات: 270]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (48- {أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتًا} [آية/ 122] بالتشديد:-
قرأها نافع ويعقوب.
والوجه أنه هو الأصل؛ لأنه فيعل من الموت، وأصله: ميوت، فاجتمع الياء والواو، وسبق إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، فبقي ميت، وهو مثل سيد وهين.
وقرأ الباقون {مَيْتًا} بالتخفيف، وهو مخفف من المشد، وتخفيفه أن تحذف الياء الأخيرة المنقلبة عن الواو، أعلوها بالحذف كما أعلوها بالقلب، والمخفف والمشدد سواء في المعنى، وقد مضى مثله). [الموضح: 500]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123)}

قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({حتّى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته}
قرأ ابن كثير وحفص {الله أعلم حيث يجعل رسالته} على واحد
وقرأ الباقون على الجمع وحجتهم أن الله جلّ وعز ذكر الرّسل
[حجة القراءات: 270]
قبله فقال {حتّى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله} وما بعده يجب أن يكون الجمع ليأتلف اللّفظ والمعنى ومن قرأ بالتّوحيد اجتزأ بالواحد عن الجميع). [حجة القراءات: 271]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (65- قوله: {رسالته} قرأ ابن كثير وحفص بالتوحيد، وفتح التاء؛ لأنه مفعول به، وقرأ الباقون بالجمع، وكسر التاء، وقد تقدَّم الكلام على ذلك في
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/449]
المائدة، والاختيار الجمع؛ لأن عليه أكثر القراء، ولأنه أدل على المعنى، لكثرة رسائل الله جل ذكره). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/450]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (49- {حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [آية/ 124] على الوحدة:-
قرأها ابن كثير و-ص- عن عاصم.
وقرأ الباقون {رِسَالاتِهِ} على الجمع.
والمعنى فيهما واحد، وقد سبق مثله). [الموضح: 501]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس