عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 03:27 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه وما نزل من الحقّ ولا يكونوا كالّذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثيرٌ منهم فاسقون (16) اعلموا أنّ اللّه يحيي الأرض بعد موتها قد بيّنّا لكم الآيات لعلّكم تعقلون (17) }
يقول اللّه تعالى: أما آن للمؤمنين أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه، أي: تلين عند الذّكر والموعظة وسماع القرآن، فتفهمه وتنقاد له وتسمع له وتطيعه.
قال عبد اللّه بن المبارك: حدّثنا صالحٍ المرّي، عن قتادة، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: إنّ اللّه استبطأ قلوب المهاجرين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة من نزول القرآن، فقال: {ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه} الآية، رواه ابن أبي حاتمٍ، عن الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، عن حسينٍ المروزيّ، عن ابن المبارك، به.
ثمّ قال هو ومسلمٌ: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلالٍ-يعني اللّيث-عن عون بن عبد اللّه، عن أبيه، عن ابن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا اللّه بهذه الآية {ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه} [الآية] إلّا أربع سنين
كذا رواه مسلمٌ في آخر الكتاب. وأخرجه النّسائيّ عند تفسير هذه الآية، عن هارون بن سعيدٍ الأيليّ، عن ابن وهبٍ، به وقد رواه ابن ماجه من حديث موسى بن يعقوب الزّمعيّ عن أبي حزمٍ، عن عامر بن عبد اللّه بن الزّبير، عن أبيه، مثله فجعله من مسند بن الزّبير. لكن رواه البزّار في مسنده من طريق موسى بن يعقوب، عن أبي حازمٍ، عن عامر، عن بن الزبير، عن ابن مسعودٍ، فذكره
وقال سفيان الثّوريّ، عن المسعوديّ، عن القاسم قال: ملّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ملّةً، فقالوا: حدثنا يا رسول الله. فأنزل الله تعالى: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} [يوسف:3] قال: ثمّ ملّوا ملّةً فقالوا: حدّثنا يا رسول اللّه، فأنزل اللّه تعالى: {اللّه نزل أحسن الحديث} [الزّمر:23]. ثمّ ملّوا ملّةً فقالوا: حدّثنا يا رسول اللّه. فأنزل اللّه: {ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه}
وقال قتادة: {ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه} ذكر لنا أنّ شدّاد بن أوسٍ كان يروي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ أوّل ما يرفع من النّاس الخشوع"
وقوله: {ولا يكونوا كالّذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم} نهى اللّه المؤمنين أن يتشبّهوا بالّذين حملوا الكتاب قبلهم من اليهود والنّصارى، لمّا تطاول عليهم الأمد بدّلوا كتاب اللّه الّذي بأيديهم واشتروا به ثمنًا قليلًا ونبذوه وراء ظهورهم، وأقبلوا على الآراء المختلفة والأقوال المؤتفكة، وقلّدوا الرّجال في دين اللّه، واتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون اللّه، فعند ذلك قست قلوبهم، فلا يقبلون موعظةً، ولا تلين قلوبهم بوعدٍ ولا وعيدٍ.
{وكثيرٌ منهم فاسقون} أي: في الأعمال، فقلوبهم فاسدةٌ، وأعمالهم باطلةٌ. كما قال: {فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسيةً يحرّفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظًّا ممّا ذكّروا به} [المائدة:13]، أي: فسدت قلوبهم فقست وصار من سجيّتهم تحريف الكلم عن مواضعه، وتركوا الأعمال الّتي أمروا بها، وارتكبوا ما نهو عنه؛ ولهذا نهى اللّه المؤمنين أن يتشبّهوا بهم في شيءٍ من الأمور الأصليّة والفرعيّة.
وقد قال بن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا هشام بن عمّارٍ، حدّثنا شهاب بن خراش، حدّثنا حجّاج بن دينارٍ، عن منصور بن المعتمر، عن الرّبيع بن أبي عميلة الفزاريّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن مسعودٍ حديثًا ما سمعت أعجب إليّ منه، إلّا شيئًا من كتاب اللّه-أو: شيئًا قاله النبي صلى الله عليه وسلم-قال: "إن بني إسرائيل لـمّا طال عليهم الأمد فقست قلوبهم اخترعوا كتابًا من عند أنفسهم، استهوته قلوبهم واستحلّته ألسنتهم واستلذّته، وكان الحقّ يحول بينهم وبين كثيرٍ من شهواتهم فقالوا: تعالوا ندع بني إسرائيل إلى كتابنا هذا، فمن تابعنا عليه تركناه، ومن كره أن يتابعنا قتلناه. ففعلوا ذلك، وكان فيهم رجلٌ فقيهٌ، فلمّا رأى ما يصنعون عمد إلى ما يعرف من كتاب اللّه فكتبه في شيءٍ لطيفٍ، ثمّ أدرجه، فجعله في قرنٍ ثمّ علّق ذلك القرن في عنقه، فلمّا أكثروا القتل قال بعضهم لبعضٍ: يا هؤلاء، إنّكم قد أفشيتم القتل في بني إسرائيل، فادعوا فلانًا فاعرضوا عليه كتابكم، فإنّه إن تابعكم فسيتابعكم بقيّة النّاس، وإن أبى فاقتلوه. فدعوا فلانًا ذلك الفقيه فقالوا: تؤمن بما في كتابنا؟ قال: وما فيه؟ اعرضوه عليّ. فعرضوه عليه إلى آخره، ثمّ قالوا: أتؤمن بهذا؟ قال: نعم، آمنت بما في هذا وأشار بيده إلى القرن-فتركوه، فلمّا مات نبشوه فوجدوه متعلّقًا ذلك القرن، فوجدوا فيه ما يعرف من كتاب اللّه، فقال بعضهم لبعضٍ: يا هؤلاء، ما كنّا نسمع هذا أصابه فتنةٌ. فافترقت بنو إسرائيل على ثنتين وسبعين ملّةً، وخير مللهم ملّة أصحاب ذي القرن".
قال ابن مسعودٍ: [وإنّكم] أوشك بكم إن بقيتم-أو: بقي من بقي منكم -أن تروا أمورًا تنكرونها، لا تستطيعون لها غيرًا، فبحسب المرء منكم أن يعلم اللّه من قلبه أنّه لها كارهٌ.
وقال أبو جعفرٍ الطّبريّ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن أبي معشرٍ، عن إبراهيم قال: جاء عتريس بن عرقوب إلى بن مسعودٍ فقال: يا أبا عبد اللّه هلك من لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. فقال عبد اللّه: هلك من لم يعرف قلبه معروفًا ولم ينكر قلبه منكرًا؛ إنّ بني إسرائيل لمّا طال عليهم الأمد وقست قلوبهم، اخترعوا كتابًا من بين أيديهم وأرجلهم، استهوته قلوبهم واستحلّته ألسنتهم، وقالوا: نعرض على بني إسرائيل هذا الكتاب فمن آمن به تركناه، ومن كفر به قتلناه. قال: فجعل رجلٌ منهم كتاب اللّه في قرن، ثمّ جعل القرن بين ثندوتيه فلمّا قيل له: أتؤمن بهذا؟ قال آمنت به -ويومئ إلى القرن بين ثندوتيه- ومالي لا أؤمن بهذا الكتاب؟ فمن خير مللهم اليوم ملّة صاحب القرن). [تفسير ابن كثير: 8/ 19-21]

تفسير قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {اعلموا أنّ اللّه يحيي الأرض بعد موتها قد بيّنّا لكم الآيات لعلّكم تعقلون} فيه إشارةٌ إلى أنّه، تعالى، يلين القلوب بعد قسوتها، ويهدي الحيارى بعد ضلتها، ويفرّج الكروب بعد شدّتها، فكما يحيي الأرض الميّتة المجدبة الهامدة بالغيث الهتّان [الوابل] كذلك يهدي القلوب القاسية ببراهين القرآن والدّلائل، ويولج إليها النّور بعد ما كانت مقفلةً لا يصل إليها الواصل، فسبحان الهادي لمن يشاء بعد الإضلال، والمضلّ لمن أراد بعد الكمال، الّذي هو لما يشاء فعّالٌ، وهو الحكم العدل في جميع الفعال، اللّطيف الخبير الكبير المتعال). [تفسير ابن كثير: 8/ 21]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ المصّدّقين والمصّدّقات وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا يضاعف لهم ولهم أجرٌ كريمٌ (18) والّذين آمنوا باللّه ورسله أولئك هم الصّدّيقون والشّهداء عند ربّهم لهم أجرهم ونورهم والّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم (19) }
يخبر تعالى عمّا يثيب به المصّدقين والمصّدقات بأموالهم على أهل الحاجة والفقر والمسكنة، {وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا} أي: دفعوه بنيّةٍ خالصةٍ ابتغاء وجه اللّه، لا يريدون جزاءً ممّن أعطوه ولا شكورًا؛ ولهذا قال: {يضاعف لهم} أي: يقابل لهم الحسنة بعشر أمثالها، ويزداد على ذلك إلى سبعمائة ضعفٍ وفوق ذلك {ولهم أجرٌ كريمٌ} أي: ثوابٌ جزيلٌ حسنٌ، ومرجعٌ صالحٌ ومآبٌ {كريمٌ}). [تفسير ابن كثير: 8/ 22]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين آمنوا باللّه ورسله أولئك هم الصّدّيقون} هذا تمامٌ لجملة، وصف المؤمنين باللّه ورسله بأنّهم صدّيقون.
قال العوفي، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {والّذين آمنوا باللّه ورسله أولئك هم الصّدّيقون} هذه مفصولةٌ {والشّهداء عند ربّهم لهم أجرهم ونورهم}.
وقال أبو الضّحى: {أولئك هم الصّدّيقون} ثمّ استأنف الكلام فقال: {والشّهداء عند ربّهم} وهكذا قال مسروقٌ، والضّحّاك، ومقاتل بن حيّان، وغيرهم.
وقال الأعمش عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه في قوله: {أولئك هم الصّدّيقون والشّهداء عند ربّهم} قال: هم ثلاثة أصنافٍ: يعني المصدّقين، والصّدّيقين، والشّهداء، كما قال [اللّه] تعالى: {ومن يطع اللّه والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين} [النّساء: 69] ففرّق بين الصّدّيقين والشّهداء، فدلّ على أنّهما صنفان. ولا شكّ أنّ الصّدّيق أعلى مقامًا من الشّهيد، كما رواه الإمام مالك بن أنسٍ، رحمه اللّه، في كتابه الموطّإ، عن صفوان بن سليمٍ، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيدٍ الخدريّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ أهل الجنّة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدّرّيّ الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم". قالوا: يا رسول اللّه، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: "بلى والّذي نفسي بيده، رجالٌ آمنوا باللّه وصدّقوا المرسلين".
اتّفق البخاريّ ومسلمٌ على إخراجه من حديث مالكٍ، به
وقال آخرون: بل المراد من قوله: {أولئك هم الصّدّيقون والشّهداء عند ربّهم} فأخبر عن المؤمنين باللّه ورسله بأنّهم صدّيقون وشهداء. حكاه ابن جريرٍ عن مجاهد، ثم قال ابن جرير: حدثني صالح ابن حربٍ أبو معمر، حدّثنا إسماعيل بن يحيى، حدّثنا ابن عجلان عن زيد بن أسلم، عن البراء بن عازبٍ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "مؤمنو أمّتي شهداء". قال: ثمّ تلا صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية {والّذين آمنوا باللّه ورسله أولئك هم الصّدّيقون والشّهداء عند ربّهم [لهم أجرهم]} هذا حديثٌ غريبٌ
وقال أبو إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ في قوله: {والّذين آمنوا باللّه ورسله أولئك هم الصّدّيقون والشّهداء عند ربّهم لهم أجرهم ونورهم} قال: يجيؤون يوم القيامة معًا كالإصبعين.
وقوله: {والشّهداء عند ربّهم} أي: في جنّات النّعيم، كما جاء في الصّحيحين: "إنّ أرواح الشّهداء في حواصل طيرٍ خضر تسرح في الجنّة حيث شاءت، ثمّ تأوي إلى تلك القناديل، فاطّلع عليهم ربّك اطّلاعةً فقال: ماذا تريدون؟ فقالوا: نحبّ أن تردّنا إلى الدّار الدّنيا فنقاتل فيك فنقتل كما قتلنا أوّل مرّةٍ. فقال إنّي قضيت أنّهم إليها لا يرجعون"
وقوله: {لهم أجرهم ونورهم} أي: لهم عند ربّهم أجرٌ جزيلٌ ونورٌ عظيمٌ يسعى بين أيديهم، وهم في ذلك يتفاوتون بحسب ما كانوا في الدّار الدّنيا من الأعمال، كما قال الإمام أحمد:
حدثنا يحيى ابن إسحاق، حدثنا بن لهيعة، عن عطاء بن دينارٍ، عن أبي يزيد الخولانيّ قال: سمعت فضالة بن عبيد يقول: سمعت عمر بن الخطّاب يقول: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "الشّهداء أربعةٌ: رجلٌ مؤمنٌ جيّد الإيمان، لقي العدوّ فصدق اللّه فقتل، فذلك الّذي ينظر النّاس إليه هكذا-ورفع رأسه حتّى سقطت قلنسوة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أو قلنسوة عمر-والثّاني مؤمنٌ لقي العدوّ فكأنّما يضرب ظهره بشوك الطّلح، جاءه سهمٌ غرب فقتله، فذاك في الدّرجة الثّانية، والثّالث رجلٌ مؤمنٌ خلط عملًا صالحًا وآخر سيّئًا لقي العدوّ فصدق اللّه حتّى قتل، فذاك في الدّرجة الثّالثة، والرّابع رجلٌ مؤمنٌ أسرف على نفسه إسرافًا كثيرًا، لقي العدوّ فصدق اللّه حتّى قتل، فذاك في الدّرجة الرّابعة".
وهكذا رواه عليّ بن المدينيّ، عن أبي داود الطّيالسيّ، عن ابن المبارك، عن ابن لهيعة، وقال: هذا إسنادٌ مصريٌّ صالحٌ. ورواه التّرمذيّ من حديث ابن لهيعة وقال: حسنٌ غريبٌ
وقوله: {والّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم} لـمّا ذكر السّعداء ومآلهم، عطف بذكر الأشقياء وبين حالهم). [تفسير ابن كثير: 8/ 22-23]

رد مع اقتباس