عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 10:44 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة لقمان
[ من الآية (20) إلى الآية (24) ]

{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (20) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21) وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ (24)}


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نعمه ظاهرةً وباطنةً)
قرأ نافع وأبو عمرو وحفص، (نعمه) جماعةً - وقرأ الباقون (نعمةً) منونةً.
قال أبو منصور: من قرأ (نعمةً) فهو واحد، ومعنى النعمة: إنعامه على عبده بتوفيقه لتوحيده وإخلاصه -
ومن قرأ (نعمه) فمعناها: جميع ما أنعم الله على عباده -
قال الفراء: هذا وجه جيد؛ لأن الله قال: (شاكرًا لأنعمه اجتباه)، فهذا جمع النّعم، وهو دليل على أن (نعمه) جائز -
وأخبرني المنذري عن محمد بن يونس، قال - حدثنا عون بن عمارة عن سليمان ين عمران الكوفي عن أبي حازم عن ابن عباس في قوله: (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنةً)
قال: الظاهرة: الإسلام.
والباطنة: ستر الذنوب.
[معاني القراءات وعللها: 2/271]
وقال غيره: الظاهرة: شهادة أن لا إله إلا الله.
والباطنة: طمأنينة القلب بشهادة أن لا إله إلا الله على ما عبّره اللسان). [معاني القراءات وعللها: 2/272]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الجمع والتوحيد من قوله تعالى: وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة [لقمان/ 20].
فقرأ نافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم نعمه جماعة، وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: (نعمة) واحدة.
علي بن نصر وعبيد بن عقيل عن أبي عمرو: (نعمة) واحدة، [ونعمه جماعة].
[قال أبو علي]: النعم: جمع نعمة، مثل سدرة وسدر.
فالنعم الكثير، ونعم الله تعالى كثيرة، والمفرد أيضا يدلّ على الكثرة قال [الله تعالى]: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها [النحل/ 18] فهذا يدلّ على أنّه يراد به الكثرة. فأمّا قوله: ظاهرة وباطنة، فلا ترجيح فيه لإحدى القراءتين على الأخرى، ألا ترى أن النعم توصف بالظاهرة والباطنة، كما توصف النعمة بذلك، وقد جاء في التنزيل: (الكتاب، والكتب) يراد بالواحد الكثرة، كما يراد بالجمع). [الحجة للقراء السبعة: 5/457]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة يحيى بن عمارة: [وَأَصْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً].
قال أبو الفتح: أصله السين، إلا أنها أبدلت للغين بعدها صادا، كما قالوا في سالغ: صالغ، وفي سالخ: صالح، وفي سقر: صقر، وفي السقر الصقر. وذلك أن حروف الاستعلاء تجتذب السين عن سفالها إلى تعاليهن، والصاد مستعلية، وهي أخت السين في المخرج، وأخرى حروف الاستعلاء, وهذا التقريب بين الحروف مشروح الحديث في باب الإدغام، ومنه قولهم في سطر: صطر، وفي سويق: صويق.
[المحتسب: 2/168]
وحكى يونس عنهم في السوق: الصوق، وروينا عن الأصمعي، قال: تنازع رجلان في السقر، فقال أحدهما: بالصاد، والآخر: بالسين، فتراضيا بأول من يجتاز بهما، فإذا راكب يوضع، فسألاه، فقال: ليس كما قلت ولا كما قلت، إنما هو الزقر). [المحتسب: 2/169]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} 20
قرأ نافع وأبو عمرو وحفص {وأسبغ عليكم نعمه} بفتح العين جمع نعمة كما تقول سدرة وسدر وحجتهم أن النعم الظّاهرة غير النعم الباطنة فهي حينئذٍ جماعة إذ كانت منوعة وقد قال جلّ وعز شاكرا لأنعمه فلم يكتف بالواحدة من الجميع فلمّا كانت
[حجة القراءات: 565]
نعم الله مختلفة بعضها في الدّين وبعضها في الأرزاق وبعضه في العوافي وغير ذلك من الأحوال قرؤوا بلفظ الجمع لكثرته واختلاف الأحوال بها
وقرأ الباقون {نعمة} وحجتهم صحة الخبر عن ابن عبّاس أنه قال هي الإسلام وذلك أن نعمة الإسلام تجمع كل خير وعنه أيضا قال شهادة أن لا إله إلّا الله باطنة في القلب ظاهرة في اللّسان وقالوا أيضا الظّاهرة شهادة أن لا إله إلّا الله والباطنة طمأنينة القلب على ما عبر لسانه وأحسن ما قيل في تفسير هذه الآية أن النّعمة الظّاهرة نعمة الإسلام والباطنة ستر الذّنوب ويجوز أن يعنى بها جماعة النعم فتؤدي الواحدة عن معنى الجمع بدلالة قوله {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} ). [حجة القراءات: 566]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {نعمه} قرأ نافع وأبو عمرو وحفص بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد.
وحجة من جمع أن «نعم الله» جل ذكره لا تحصى كثرة، فجمع ليدل على ذلك، ودل على ذلك قوله: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} «النحل 18»، وقال: {شاكرًا لأنعمه} «النحل 121» فجمع.
8- وحجة من أفرد أن المفرد في هذا يدل على الجمع، ولذلك قال: {وإن تعدوا نعمة الله}، ولم يقل «نعم الله»، وقد روي عن ابن عباس أنه قال: هي الإسلام، فهذا يدل على التوحيد، فالقراءتان بمعنى، والجمع أحب إلي؛ لأنه أدل على المعنى، وعليه المفهوم، وإليه ترجع القراءة بالتوحيد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/189]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {نِعَمَهُ ظَاهِرَةً} [آية/ 20] مفتوحة العين غير منونةٍ:
قرأها نافع وأبو عمرو و-ص- عن عاصم.
والوجه أنه جمع نعمة، والكلمة مضافة إلى هاء ضمير الله سبحانه، وإنما جُمع؛ لأن نعم الله تعالى لا تحصى كثرةً، وأضاف إلى نفسه سبحانه ليكون أدل على الكثرة، فقد أخبر تعالى بأن النعم المضافة إليه لا تُحصى بقوله {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لَا تُحْصُوهَا}، وانتصاب {ظَاهِرَةً} على الحال، أو على البدل من قوله {نِعَمَهُ}.
وقرأ الباقون {نِعْمَةً} ساكنة العين، منونةً، على الوحدة.
والوجه أن الكلمة وإن كانت واحدةً فإنها يجوز أن تفيد معنى الجمع، كما سبق في قوله تعالى {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ} ونحوه). [الموضح: 1016]

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21)}
قوله تعالى: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22)}
قوله تعالى: {وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23)}
قوله تعالى: {نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ (24)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس