عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 17 محرم 1440هـ/27-09-2018م, 04:39 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واتل عليهم نبأ إبراهيم (69) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون (70) قالوا نعبد أصنامًا فنظلّ لها عاكفين (71) قال هل يسمعونكم إذ تدعون (72) أو ينفعونكم أو يضرّون (73) قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون (74) قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون (75) أنتم وآباؤكم الأقدمون (76) فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين (77)}.
هذا إخبارٌ من اللّه تعالى عن عبده ورسوله وخليله إبراهيم إمام الحنفاء، أمر اللّه رسوله محمّدًا، صلوات اللّه وسلامه عليه، أن يتلوه على أمّته، ليقتدوا به في الإخلاص والتّوكّل، وعبادة اللّه وحده لا شريك له، والتّبرّؤ من الشّرك وأهله؛ فإنّ اللّه تعالى آتى إبراهيم رشده من قبل، أي: من صغره إلى كبره، فإنّه من وقت نشأ وشب، أنكر على قومه عبادة الأصنام مع اللّه، عزّ وجلّ، فقال: {لأبيه وقومه ما تعبدون}؟ أي: ما هذه التّماثيل الّتي أنتم لها عاكفون؟). [تفسير ابن كثير: 6/ 145-146]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا نعبد أصنامًا فنظلّ لها عاكفين} أي: مقيمين على عبادتها ودعائها). [تفسير ابن كثير: 6/ 146]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرّون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون} يعني: اعترفوا بأنّ أصنامهم لا تفعل شيئًا من ذلك، وإنّما رأوا آباءهم كذلك يفعلون، فهم على آثارهم يهرعون.
فعند ذلك قال لهم إبراهيم: {قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين} أي: إن كانت هذه الأصنام شيئًا ولها تأثيرٌ، فلتخلص إليّ بالمساءة، فإنّي عدوٌّ لها لا أباليها ولا أفكّر فيها. وهذا كما قال تعالى مخبرًا عن نوحٍ، عليه السّلام: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّةً ثمّ اقضوا إليّ ولا تنظرون} [يونس:71] وقال هودٌ، عليه السّلام: {إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريءٌ ممّا تشركون من دونه فكيدوني جميعًا ثمّ لا تنظرون. إنّي توكّلت على اللّه ربّي وربّكم ما من دابّةٍ إلا هو آخذٌ بناصيتها إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ} [هودٍ:54-56] وهكذا تبرّأ إبراهيم من آلهتهم وقال: {وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنّكم أشركتم باللّه ما لم ينزل به عليكم سلطانًا} [الأنعام:81] وقال تعالى: {قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والّذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برآء منكم وممّا تعبدون من دون اللّه كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتّى تؤمنوا باللّه وحده} [الممتحنة:4] وقال تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنّني براءٌ ممّا تعبدون إلا الّذي فطرني فإنّه سيهدين وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه لعلّهم يرجعون} [الزّخرف:26-28] يعني: لا إله إلّا اللّه). [تفسير ابن كثير: 6/ 146]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الّذي خلقني فهو يهدين (78) والّذي هو يطعمني ويسقين (79) وإذا مرضت فهو يشفين (80) والّذي يميتني ثمّ يحيين (81) والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين (82)}
يعني: لا أعبد إلّا الّذي يفعل هذه الأشياء، {الّذي خلقني فهو يهدين} أي: هو الخالق الّذي قدّر قدرًا، وهدى الخلائق إليه، فكلٌّ يجري على [ما] قدّر، وهو الّذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء). [تفسير ابن كثير: 6/ 146]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذي هو يطعمني ويسقين} أي: هو خالقي ورازقي، بما سخّر ويسّر من الأسباب السّماويّة والأرضيّة، فساق المزن، وأنزل الماء، وأحيا به الأرض، وأخرج به من كلّ الثّمرات رزقًا للعباد، وأنزل الماء عذبًا زلالًا لـ {نسقيه ممّا خلقنا أنعامًا وأناسيّ كثيرًا} [الفرقان:49]). [تفسير ابن كثير: 6/ 146]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإذا مرضت فهو يشفين} أسند المرض إلى نفسه، وإن كان عن قدر اللّه وقضائه وخلقه، ولكن أضافه إلى نفسه أدبًا، كما قال تعالى آمرًا للمصلّي أن يقول: {اهدنا الصّراط المستقيم. صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} [الفاتحة:6، 7] فأسند الإنعام إلى اللّه، سبحانه وتعالى، والغضب حذف فاعله أدبًا، وأسند الضّلال إلى العبيد، كما قالت الجنّ: {وأنّا لا ندري أشرٌّ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشدًا} [الجن:10]؛ ولهذا قال إبراهيم: {وإذا مرضت فهو يشفين} أي: إذا وقعت في مرضٍ فإنّه لا يقدر على شفائي أحدٌ غيره، بما يقدّر من الأسباب الموصّلة إليه). [تفسير ابن كثير: 6/ 146-147]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذي يميتني ثمّ يحيين} أي: هو الّذي يحيي ويميت، لا يقدر على ذلك أحدٌ سواه، فإنّه هو الّذي يبدئ ويعيد). [تفسير ابن كثير: 6/ 147]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين} أي: هو الّذي لا يقدر على غفر الذّنوب في الدّنيا والآخرة، إلّا هو، ومن يغفر الذّنوب إلّا اللّه، وهو الفعّال لما يشاء). [تفسير ابن كثير: 6/ 147]

رد مع اقتباس