عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 05:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين}
هذه القصة تضمنت الإعلام بغيب، والإتيان بما يقطع أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرفه، ثم ظهر على لسانه في ذلك ما في الكتب المتقدمة. وليست هذه الآية مثالا لقريش إلا في أمر الأصنام فقط؛ لأنه ليس فيها تكذيب وعذاب). [المحرر الوجيز: 6/488]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقول إبراهيم عليه السلام: ما تعبدون استفهام بمعنى التقرير). [المحرر الوجيز: 6/488]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والصنم ما كان من الأوثان على صورة ابن آدم، كان من حجر أو عود أو غير ذلك. و"ظل" عرفها في فعل الشيء نهارا، و"بات" عرفها في فعله ليلا، و"طفق" عامة للوجهين، ولكن قد يجيء "ظل" بمعنى العموم، وهذا الموضع من ذلك. و"العكوف": اللزوم، ومنه المعتكف، ومنه قول الراجز:
... ... ... عكف النبيط يلعبون الفنزجا). [المحرر الوجيز: 6/488]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخذ إبراهيم عليه السلام يوقفهم على أشياء يشهد العقل أنها بعيدة عن صفة الإله.
وقرأ الجمهور بفتح الياء من "يسمعونكم"، وقرأ قتادة بضمها وكسر الميم، من أسمع، والمفعول -على هذه القراءة- محذوف، وقرأ جمهور القراء: "إذ تدعون" بإدغام الدال في التاء، بعد القلب، ويجوز فيه قياس "مذكر"، ولم يقرأ به أحد، والقياس أن يكون اللفظ به "إذ ددعون"، والذي منع من هذا اللفظ اتصال الدال
[المحرر الوجيز: 6/488]
الأصلية في الفعل فكثرت التماثلات). [المحرر الوجيز: 6/489]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقولهم: {بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون} أقبح وجوه التقليد؛ لأنه على ضلالة، وفي أمر بين خلافه، وعظيم قدره، فلما صرحوا لإبراهيم عليه السلام عن عظم ذلك وعدم نظرهم، وأنه لا حجة لهم). [المحرر الوجيز: 6/489]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75)}

تفسير قوله تعالى: {أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)}

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (خاطبهم ببراءته من جميع ما عبد من دون الله عز وجل وعداوته له، وعبر عن بغضته واطراحه لكل معبود سوى الله تعالى بالعداوة؛ إذ هي تقتضي التفسير، وقيل: في الكلام قلب؛ لأن الأصنام لا تعادي وإنما هو عاداها. وقوله تعالى: {إلا رب العالمين} قالت فرقة: هو استثناء متصل؛ لأن في الآباء الأقدمين من قد عبد من دون الله تبارك وتعالى، وقالت فرقة: هو استثناء منقطع؛ لأنه إنما أراد عبادة الأوثان من كل قرن منهم، ولفظة "عدو" تقتضي للجميع والمفرد والمؤنث). [المحرر الوجيز: 6/489]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر لأبي إنه كان من الضالين ولا تخزني يوم يبعثون}
أثنى إبراهيم عليه السلام على الله تعالى بهذه الأوصاف التي وصف الله تعالى بها، والمتصف بها يستحق الأوصاف الفعلية التي تخص البشر. والذي خلقني بقدرته
[المحرر الوجيز: 6/489]
فهو يهدين أي: يرشدني إلى طاعته). [المحرر الوجيز: 6/490]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله عز وجل: {يطعمني ويسقين} تجديد للنعمة في الرزق، وقال أبو بكر الوراق في كتاب الثعلبي: المعنى: يطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين). [المحرر الوجيز: 6/490]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور هذه الأفعال: [يهدين يسقين يشفين - يحيين] بغير ياء، وقرأ نافع وابن إسحاق: "يهدين" بالياء، وكذلك ما بعده). [المحرر الوجيز: 6/490] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأسند إبراهيم عليه السلام المرض إلى نفسه، والشفاء إلى الله عز وجل، وهذا حسن الأدب في العبارة، والكل من عند الله، وهذا كقول الخضر عليه السلام: فأردت أن أعيبها. وقال جعفر الصادق: إذا مرضت بالذنوب، شفاني بالتوبة). [المحرر الوجيز: 6/490]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور هذه الأفعال: [يهدين يسقين يشفين - يحيين] بغير ياء، وقرأ نافع وابن إسحاق: "يهدين" بالياء، وكذلك ما بعده). [المحرر الوجيز: 6/490] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور هذه الأفعال: [يهدين يسقين يشفين - يحيين] بغير ياء، وقرأ نافع وابن إسحاق: "يهدين" بالياء، وكذلك ما بعده). [المحرر الوجيز: 6/490] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأوقف إبراهيم عليه السلام نفسه على الطمع في المغفرة، وهذا دليل على شدة خوفه مع منزلته وخلته. وقوله: "خطيئتي" ذهب فيه أكثر المفسرين إلى أنه أراد كذباته الثلاث: قوله: "هي أختي" في شأن سارة، وقوله: إني سقيم، وقوله: بل فعله كبيرهم هذا، وقالت فرقة: أراد بالخطيئة اسم الجنس، قدرها في كل أمره من غير تعيين.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا أظهر عندي؛ لأن تلك الثلاث قد خرجها كثير من العلماء على المعاريض، وهي وإن كانت كذبات بحكم قول النبي صلى الله عليه وسلم: لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات، وبحكم ما في حديث الشفاعة من قوله في شأن إبراهيم عليه
[المحرر الوجيز: 6/490]
السلام: نفسي نفسي، وذكر كذباته فهي في مصالح وعون شرع وحق. وقرأ الجمهور: "خطيئتي" بالإفراد، وقرأ الحسن: "خطاياي" بالجمع). [المحرر الوجيز: 6/491]

رد مع اقتباس