عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 07:01 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال كان على كرسيه شيطان أربعين ليلة حتى رد الله عليه ملكه). [تفسير عبد الرزاق: 2/164]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال الحسن لم يسلط على نسائه). [تفسير عبد الرزاق: 2/164]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا إسرائيل عن فرات القزاز عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أربع آيات في كتاب الله لم أدر ما هن حتى سألت عنهن كعب الأحبار قوم تبع في القرآن ولم يذكر تبع قال إن تبعا كان ملكا وكان قومه كهانا وكان في قومه قوم من أهل الكتاب فكان الكهان يبغون على أهل الكتاب ويقتلون تابعتهم فقال أصحاب الكتاب لتبع إنهم يكذبون علينا قال فإن كنتم صادقين فقربوا قربانا فأيكم كان أفضل أكلت النار قربانه قال فقرب أهل الكتاب والكهان فنزلت نار من السماء فأكلت قربان أهل الكتاب قال فاتبعهم تبع فأسلم فلهذا ذكر الله قومه في القرآن ولم يذكره وسألته عن قول الله وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال شيطان أخذ خاتم سليمان الذي فيه ملكه فقذف به في البحر فوقع في بطن سمكة فانطلق سليمان يطوف إذ تصدق عليه بتلك السمكة فاشتراها فأكلها فإذا فيها خاتمه فرجع إليه ملكه). [تفسير عبد الرزاق: 2/165-166]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد فتنّا سليمان وألقينا على كرسيّه جسدًا ثمّ أناب (34) قال ربّ اغفر لي وهب لي ملكًا لاّ ينبغي لأحدٍ من بعدي إنّك أنت الوهّاب}.
يقول تعالى ذكره: ولقد ابتلينا سليمان وألقينا على كرسيّه جسدًا شيطانًا متمثّلاً بإنسانٍ، ذكروا أنّ اسمه صخرٌ وقيل: إنّ اسمه آصفٌ وقيل: إنّ اسمه أصرٌ وقيل: إنّ اسمه حبقيق.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وألقينا على كرسيّه جسدًا} قال: هو صخرٌ الجنّيّ تمثّل على كرسيّه جسدًا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثنّى أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد فتنّا سليمان وألقينا على كرسيّه جسدًا ثمّ أناب} قال: الجسد: الشّيطان الّذي كان دفع إليه سليمان خاتمه، فقذفه في البحر، وكان ملك سليمان في خاتمه، وكان اسم الجنّيّ صخرًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا مباركٌ، عن الحسن {وألقينا على كرسيّه جسدًا} قال: شيطانًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ {وألقينا على كرسيّه جسدًا} قال: شيطانًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وألقينا على كرسيّه جسدًا} قال: شيطانًا يقال له آصر.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وألقينا على كرسيّه جسدًا} قال: شيطانًا يقال له آصف، فقال له سليمان: كيف تفتنون النّاس؟ قال: أرني خاتمك أخبرك فلمّا أعطاه إيّاه نبذه آصف في البحر، فساح سليمان وذهب ملكه، وقعد آصف على كرسيّه، ومنعه اللّه نساء سليمان، فلم يقربهنّ، وأنكرنه؛ قال: فكان سليمان يستطعم فيقول: أتعرفوني أطعموني أنا سليمان، فيكذّبونه، حتّى أعطته امرأةٌ يومًا حوتًا يطيّب بطنه، فوجد خاتمه في بطنه، فرجع إليه ملكه، وفرّ آصف فدخل البحر فارًّا.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ بنحوه، غير أنّه قال في حديثه: ومنعه اللّه نساء سليمان، فلم يقربهنّ. وقال أيضًا في حديثه: فيقول: لو تعرفوني أطعمتموني.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولقد فتنّا سليمان وألقينا على كرسيّه جسدًا ثمّ أناب} قال: حدّثنا قتادة أنّ سليمان أمر ببناء بيت المقدس، فقيل له: ابنه ولا يسمع فيه صوت حديدٍ، قال: فطلب ذلك فلم يقدر عليه، فقيل له: إنّ شيطانًا في البحر يقال له صخرٌ شبه المارد، قال: فطلبه، وكانت عينٌ في البحر يردها في كلّ سبعة أيّامٍ مرّةً، فنزح ماؤها وجعل فيها خمرٌ، فجاء يوم وروده فإذا هو بالخمر، فقال: إنّك لشرابٌ طيّبٍ، إلاّ أنّك تصبين الحليم، وتزيدين الجاهل جهلاً، قال: ثمّ رجع حتّى عطش عطشًا شديدًا، ثمّ أتاها فقال: إنّك لشرابٌ طيّبٌ، إلاّ أنّك تصبين الحليم، وتزيدين الجاهل جهلاً؛ قال: ثمّ شربها حتّى غلبت على عقله، قال: فأري الخاتم أو ختم به بين كتفيه، فذلّ، قال: فكان ملكه في خاتمه، فأتى به سليمان، فقال: إنّا قد أمرنا ببناء هذا البيت وقيل لنا: لا يسمعنّ فيه صوت حديدٍ، قال: فأتى ببيض الهدهد، فجعل عليه زجاجةً، فجاء الهدهد، فدار حولها، فجعل يرى بيضه ولا يقدر عليه، فذهب فجاء بالماس، فوضعه عليه، فقطعها به حتّى أفضى إلى بيضه، فأخذ الماس، فجعلوا يقطعون به الحجارة، فكان سليمان إذا أراد أن يدخل الخلاء أو الحمّام لم يدخلها بخاتمه؛ فانطلق يومًا إلى الحمّام، وذلك الشّيطان صخرٌ معه، وذلك عند مقارفة ذنبٍ قارف فيه بعض نسائه، قال: فدخل الحمّام، وأعطى الشّيطان خاتمه، فألقاه في البحر، فالتقمته سمكةٌ، ونزع ملك سليمان منه، وألقي على الشّيطان شبه سليمان؛ قال: فجاء فقعد على كرسيّه وسريره، وسلّط على ملك سليمان كلّه غير نسائه؛ قال: فجعل يقضي بينهم، وجعلوا ينكرون منه أشياء حتّى قالوا: لقد فتن نبيّ اللّه؛ وكان فيهم رجلٌ يشبهونه بعمر بن الخطّاب في القوّة، فقال: واللّه لأجرّبنّه؛ قال: فقال له: يا نبيّ اللّه وهو لا يرى إلاّ أنّه نبيّ اللّه أحدنا تصيبه الجنابة في اللّيلة الباردة، فيدع الغسل عمدًا حتّى تطلع الشّمس، أترى عليه بأسًا؟ قال: لا، قال: فبينا هو كذلك أربعين ليلةً حتّى وجد نبيّ اللّه خاتمه في بطن سمكةٍ، فأقبل فجعل لا يستقبله جنّيٌّ ولا طيرٌ إلاّ سجد له، حتّى انتهى إليهم {وألقينا على كرسيّه جسدًا} قال: هو الشّيطان صخرٌ.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {ولقد فتنّا سليمان} قال: لقد ابتلينا {وألقينا على كرسيّه جسدًا} قال: الشّيطان حين جلس على كرسيّه أربعين يومًا؛ قال: كان لسليمان مائة امرأةٍ، وكانت امرأةٌ منهنّ يقال لها جرادةٌ، وهي آثر نسائه عنده، وآمنهنّ عنده، وكان إذا أجنب أو أتى حاجةً نزع خاتمه، ولم يأتمن عليه أحدًا من النّاس غيرها؛ فجاءته يومًا من الأيّام، فقالت: إنّ أخي بينه وبين فلانٍ خصومةٌ، وأنا أحبّ أن تقضي له إذا جاءك، فقال لها: نعم، ولم يفعل، فابتلي وأعطاها خاتمه، ودخل المخرج، فخرج الشّيطان في صورته، فقال: هاتي الخاتم، فأعطته، فجاء حتّى جلس على مجلس سليمان، وخرج سليمان بعد، فسألها أن تعطيه خاتمه، فقالت: ألم تأخذه قبل؟ قال: لا، وخرج من مكانه تائهًا؛ قال: ومكث الشّيطان يحكم بين النّاس أربعين يومًا قال: فأنكر النّاس أحكامه، فاجتمع قرّاء بني إسرائيل وعلماؤهم، فجاءوا حتّى دخلوا على نسائه، فقالوا: إنّا قد أنكرنا هذا فإن كان سليمان فقد ذهب عقله وأنكرنا أحكامه قال: فبكى النّساء عند ذلك، قال: فأقبلوا يمشون حتّى أتوه، فأحدقوا به، ثمّ نشروا التّوراة، فقرءوا؛ قال: فطار من بين أيديهم حتّى وقع على شرفةٍ والخاتم معه، ثمّ طار حتّى ذهب إلى البحر، فوقع الخاتم منه في البحر، فابتلعه حوتٌ من حيّتان البحر قال: وأقبل سليمان في حاله الّتي كان فيها حتّى انتهى إلى صيّادٍ من صيّادي البحر وهو جائعٌ، وقد اشتدّ جوعه، فاستطعمه من صيدهم، قال: إنّي أنا سليمان، فقام إليه بعضهم فضربه بعصا فشجّه، فجعل يغسل دمه وهو على شاطئ البحر، فلام الصّيّادون صاحبهم الّذي ضربه، فقالوا: بئس ما صنعت حيث ضربته، قال: إنّه زعم أنّه سليمان، قال: فأعطوه سمكتين ممّا قد مذر عندهم، ولم يشغله ما كان به من الضّرب، حتّى قام إلى شطّ البحر، فشقّ بطونهما، وجعل يغسل، فوجد خاتمه في بطن إحداهما، فأخذه فلبسه، فردّ اللّه عليه بهاءه وملكه، وجاءت الطّير حتّى حامت عليه، فعرف القوم أنّه سليمان، فقام القوم يعتذرون ممّا صنعوا، فقال: ما أحمدكم على عذركم، ولا ألومكم على ما كان منكم، كان هذا الأمر لا بدّ منه، قال: فجاء حتّى أتى ملكه، فأرسل إلى الشّيطان فجيء به، وسخّر له الرّيح والشّياطين يومئذٍ، ولم تكن سخّرت له قبل ذلك، وهو قوله: {وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي إنّك أنت الوهّاب} قال: وبعث إلى الشّيطان، فأتي به، فأمر به فجعل في صندوقٍ من حديدٍ، ثمّ أطبق عليه فأقفل عليه بقفلٍ، وختم عليه بخاتمه، ثمّ أمر به، فألقي في البحر، فهو فيه حتّى تقوم السّاعة، وكان اسمه حبقيق.
وقوله: {ثمّ أناب} سليمان، فرجع إلى ملكه من بعد ما زال عنه ملكه فذهب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن المحاربيّ، عن عبد الرّحمن، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {ثمّ أناب} قال: دخل سليمان على امرأةٍ تبيع السّمك، فاشترى منها سمكةً، فشقّ بطنها، فوجد خاتمه، فجعل لا يمرّ على شجرةٍ ولا على حجرٍ ولا شيءٍ إلاّ سجد له، حتّى أتى ملكه وأهله فذلك قوله؛ {ثمّ أناب} يقول: ثمّ رجع.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ثمّ أناب} وأقبل يعني سليمان). [جامع البيان: 20/87-93]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا يقول شيطانا يقال له آصف فقال له سليمان كيف تفتنون الناس فقال له آصف ارني خاتمك أخبرك فلما أعطاه سليمان وذهب ملكه وقعد آصف على كرسيه ومنع الله آصف نساء سليمان فلم يقربهن فأنكرته أم سليمان وكان يستطعم ويقول لو عرفتموني أطعمتموني أنا سليمان فيكذبونه فأعطته امرأة يوما حوتا ينظف لها بطنه فوجد خاتمه في بطنه فرجع إليه ملكه ودخل آصف في البحر فارا). [تفسير مجاهد: 549-550]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {وألقينا على كرسيّه جسدًا} [ص: 34] قال: " هو الشّيطان الّذي كان على كرسيّه يقضي بين النّاس أربعين يومًا، وكان لسليمان جاريةٌ يقال لها: جرادة وكان بين بعض أهلها وبين قومه خصومةٌ، فقضى بينهم بالحقّ إلّا أنّه ودّ أنّ الحقّ لأهلها، فأوحى اللّه إليه أنّه سيصيبك بلاءٌ، وكان لا يدري يأتيه من السّماء أو من الأرض «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/471]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وألقينا على كرسيّه جسدًا ثمّ أناب} [ص: 34].
- عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -: " «ولد لسليمان بن داود ولدٌ فقال للشّياطين: أين نواريه من الموت؟ فقالوا: نذهب به إلى المشرق، فقال: يصل إليه الموت، قالوا: فإلى المغرب، قال: يصل إليه الموت، قالوا: إلى البحار، قال: يصل إليه، قالوا: نضعه بين السّماء والأرض، ونزل عليه ملك الموت فقال: يا ابن داود، إنّي أمرت بقبض نسمةٍ طلبتها بالمشرق فلم أصبها، فطلبتها في المغرب فلم أصبها، فطلبتها في البحار وطلبتها في تخوم الأرض فلم أصبها، فبينا أنا أصعد إذ أصبتها فقبضتها وجاء جسده حتّى وقع على كرسيّه، فهو قول اللّه - عزّ وجلّ - {ولقد فتنّا سليمان وألقينا على كرسيّه جسدًا ثمّ أناب} [ص: 34]» ".
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه يحيى بن كثيرٍ صاحب البصريّ وهو متروكٌ وابنه كثيرٌ ضعيفٌ أيضًا). [مجمع الزوائد: 7/99]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الصّافنات صفن الفرس إلخ وقوله الجياد السّراع وقوله جسدًا شيطانًا وقوله رخاءً الرّخاء الطّيّب وقوله حيث أصاب حيث شاء وقوله فامنن أعط وقوله بغير حسابٍ بغير حرجٍ ثبت هذا كلّه للنّسفيّ هنا وسقط للباقين وقد تقدّم جميعه في ترجمة سليمان بن داود عليهما السّلام من أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/546] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 34.
أخرج الفريابي والحكيم الترمذي والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا} قال: هو الشيطان الذي كان على كرسيه يقضي بين الناس أربعين يوما وكان لسليمان عليه السلام امرأة يقال لها جرادة وكان بين بعض أهلها وبين قوم خصومة فقضى بينهم بالحق إلا أنه ود أن الحق كان لأهلها، فأوحى الله تعالى إليه: إنه سيصيبك بلاء فكان لا يدري يأتيه من السماء أم من الأرض). [الدر المنثور: 12/570-571]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم بسند قوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أراد سليمان عليه السلام أن يدخل الخلاء فأعطى الجرادة خاتمه وكانت جرادة امرأته وكانت أحب نسائه إليه فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال لها: هاتي خاتمي فأعطته فلما لبسه دانت له الجن والأنس والشياطين فلما خرج سليمان عليه السلام من الخلاء قال لها: هاتي خاتمي، فقالت: قد أعطيته سليمان قال: أنا سليمان قالت: كذبت لست سليمان، فجعل لا يأتي أحدا يقول أنا سليمان إلا كذبه حتى جعل الصبيان يرمونه بالحجارة فلما رأى ذلك عرف أنه من أمر الله عز وجل وقام الشيطان يحكم بين الناس، فلما أراد الله تعالى أن يرد على سليمان عليه السلام سلطانه ألقى في قلوب الناس انكار ذلك الشيطان فأرسلوا إلى نساء سليمان عليه السلام فقالوا لهن: أيكون من سليمان شيء قلنا: نعم، أنه يأتينا ونحن حيض وما كان يأتينا قبل ذلك، فلما رأى الشيطان أنه قد فطن له ظن أن أمره قد انقطع فكتبوا كتبا فيها سحر ومكر فدفنوها تحت كرسي سليمان ثم أثاروها وقرأوها على الناس قالوا: بهذا كان يظهر سليمان على الناس ويغلبهم فأكفر الناس سليمان فلم يزالوا يكفرونه وبعث ذلك الشيطان بالخاتم فطرحه في البحر فتلقته سمكة فأخذته وكان سليمان عليه السلام يعمل على شط البحر بالأجر فجاء رجل فاشترى سمكا فيه تلك السمكة التي في بطنها الخاتم فدعا سليمان عليه السلام فقال: تحمل لي هذه السمك ثم انطلق إلى منزله فلما انتهى الرجل إلى باب داره أعطاه تلك السمكة التي في بطنها الخاتم فأخذها سليمان عليه السلام فشق بطنها فإذا الخاتم في جوفها فأخذه فلبسه فلما لبسه دانت له الإنس والجن والشياطين وعاد إلى حاله وهرب الشيطان حتى لحق بجزيرة من جزائر البحر فأرسل سليمان عليه السلام في طلبه وكان شيطانا مريدا يطلبونه ولا يقدرون عليه حتى وجدوه يوما نائما فجاؤا فنقبوا عليه بنيانا من رصاص فاستيقظ فوثب فجعل لا يثبت في مكان من البيت إلا أن دار معه الرصاص فأخذوه وأوثقوه وجاؤا به إلى سليمان عليه السلام فأمر به فنقر له في رخام ثم أدخل في جوفه ثم سد بالنحاس ثم أمر به فطرح في البحر، فذلك قوله {ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا} يعني الشيطان الذي كان تسلط عليه). [الدر المنثور: 12/571-573]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أربع آيات من كتاب الله لم أدر ما هي حتى سألت عنهن كعب الأحبار رضي الله عنه في قوله (قوم تبع) (الدخان 73) في القرآن ولم يذكر تبع فقال: إن تبعا كان ملكا وكان قومه كهانا وكان في قومه قوم من أهل الكتاب وكان الكهان يبغون على أهل الكتاب ويقتلون تابعهم فقال أهل الكتاب لتبع: إنهم يكذبون علينا فقال تبع: إن كنتم صادقين فقربوا قربانا فأيكم كان أفضل أكلت النار قربانه، فقرب أهل الكتاب والكهان فنزلت نار من السماء فأكلت قربان أهل الكتاب فأتبعهم تبع فأسلم، فلهذا ذكر الله قومه في القرآن ولم يذكره قال ابن عباس رضي الله عنه وسألته عن قوله {وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب} قال: الشيطان أخذ خاتم سليمان عليه السلام الذي فيه ملكه فقذف به في البحر فوقع في بطن سمكة فانطلق سليمان يطوف إذ تصدق عليه بتلك السمكة فاشتواها فأكلها فإذا فيها خاتمه فرجع إليه ملكه). [الدر المنثور: 12/573]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب} قال: صخر الجني، مثل على كرسيه على صورته). [الدر المنثور: 12/573-574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال: أمر سليمان عليه السلام ببناء بيت المقدس فقيل له: ابنه ولا يسمع فيه صوت حديد فطلب ذلك فلم يقدر عليه فقيل له إن شيطانا يقال له صخر شبه المارد فطلبه وكانت عين في البحر يردها في كل سبعة أيام مرة فنزح ماءها وجعل فيها خمرا فجاء يوم وروده فإذا هو بالخمر فقال: إنك لشراب طيب تصيب من الحليم وتزيد من الجاهل جهلا ثم جفل حتى عطش عطشا شديدا ثم أتاها فشربها حتى غلب على عقله فأوتي بالخاتم فختم بين كتفيه فذل وكان ملكه في خاتمه فأتي به سليمان فقال: أنا قد أمرنا ببناء هذا البيت فقيل لنا: لا تسمعن فيه صوت حديد فأتى ببيض الهدهد فجعل عليه زجاجة فجاء الهدهد فدار حولها فجعل يرى بيضه ولا يقدر عليه فذهب فجاء بألماس فوضعها عليه فقطعها حتى أفضى إلى بيضه فأخذوا الماس فجعلوا يقطعون به الحجارة، وكان سليمان عليه السلام إذا أراد أن يدخل الخلاء أو الحمام لم يدخل بخاتمه، فانطلق يوما إلى الحمام وذلك الشيطان صخر معه فدخل الحمام وأعطى الشيطان خاتمه فألقاه في البحر فالتقمته سمكة ونزع ملك سليمان عليه السلام منه وألقي على الشيطان شبه سليمان فجاء فقعد على كرسيه وسلط على ملك سليمان كله غير نسائه فجعل يقضي بينهم أربعين يوما حتى وجد سليمان عليه السلام خاتمه في بطن السمكة فأقبل فجعل لا يستقبله جني ولا طير إلا سجد له حتى انتهى إليهم {وألقينا على كرسيه جسدا} قال: هو الشيطان صخر {ثم أناب} قال: تاب ثم أقبل يعني سليمان). [الدر المنثور: 12/574-575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {وألقينا على كرسيه جسدا} قال: شيطانا يقال له آصف، فقال له سليمان: كيف تفتنون الناس قال أرني خاتمك أخبرك، فلما أعطاه إياه نبذه آصف في البحر فساح سليمان عليه السلام وذهب ملكه وقعد آصف على كرسيه ومنعه الله تعالى نساء سليمان عليه السلام فلم يقربهن ولا يقربنه وأنكرنه وأنكر الناس أمر سليمان عليه السلام، وكان سليمان عليه السلام يستطعم فيقول: أتعرفوني أنا سليمان فيكذبوه حتى أعطته امرأة يوما حوتا وطيب بطنه فوجد خاتمه في بطنه فرجع إليه ملكه وفر الشيطان فدخل البحر فارا). [الدر المنثور: 12/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: الشيطان الذي جلس على كرسي سليمان كان اسمه حبقيق). [الدر المنثور: 12/576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولد لسليمان ولد فقال للشيطان: تواريه من الموت قالوا نذهب به إلى المشرق، فقال يصل إليه الموت، قالوا فإلى المغرب، قال يصل إليه، قالوا إلى البحار، قال يصل إليه الموت، قال نضعه بين السماء والأرض ونزل عليه ملك الموت فقال: إني أمرت بقبض نسمة طلبتها في البحار وطلبتها في تخوم الأرض، فلم أصبها فبينا أنا صاعد أصبتها فقبضتها وجاء جسده حتى وقع على كرسي سليمان فهو قول الله {ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب}، وقال ابن سعد رضي الله عنه أخبرنا الواقدي حدثنا معشر عن المقبري: أن سليمان بن داود عليه السلام قال: لأطوفن الليلة بمائة امرأة من نسائي فتأتي كل امرأة منهن بفارس يجاهد في سبيل الله، ولم يستثن ولو استثنى لكان فطاف على مائة امرأة فلم تحمل امرأة إلا امرأة واحدة حملت بشق إنسان قال: ولم يكن شيء أحب إلى سليمان من تلك الشقة، قال وكان أولاده يموتون فجاء ملك الموت في صورة رجل فقال له سليمان عليه السلام: إن استطعت أن تؤخر ابني هذا ثمانية أيام إذا جاءه أجله فقال: لا.
ولكن أخبرك قبل موته بثلاثة أيام، قال لمن عنده من الجن: أيكم يخبى ء لي ابني هذا قال أحدهم أنا أخبؤه لك في المشرق قال: ممن تخبؤه قال: من ملك الموت، قال يبصره، قال آخر: أنا أخبؤه لك بين قرينين لا يريان، قال سليمان عليه السلام إن كان شيء فهذا، فلما جاء أجله نظر ملك الموت في الأرض فلم يره في مشرقها ولا في مغربها ولا شيء من البحار ورآه بين قرينين فجاءه فأخذه فقبض روحه على كرسي سليمان، فذلك قوله {ولقد فتنا سليمان} وهو قول الله {وألقينا على كرسيه جسدا} ). [الدر المنثور: 12/576-577]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: بينما سليمان بن داود جالسا على شاطئ البحر وهو يعبث بخاتمه إذ سقط منه في البحر وكان ملكه في خاتمه فانطلق وخلف شيطانا في أهله فأتى عجوزا فأوى إليها فقالت له العجوز: إن شئت أن تنطلق فتطلب وأكفيك عمل البيت وإن شئت أن تكفيني عمل البيت وأنطلق فألتمس، قال: فانطلق يلتمس فأتى قوما يصيدون السمك فجلس إليهم فنبذوا سمكات فانطلق بهن حتى أتى العجوز فأخذت تصلحه فشقت بطن سمكة فإذا فيها الخاتم فأخذته وقالت لسليمان عليه السلام: ما هذا فأخذه سليمان عليه السلام فلبسه فأقبلت إليه الشياطين والإنس والجن والطير والوحش وهرب الشيطان الذي خلف في أهله فأتى جزيرة في البحر فبعث إليه الشياطين فقالوا: لا نقدر عليه إنه يرد عينا في جزيرة في البحر في سبعة أيام ولا نقدر عليه حتى يسكر.
قال فصب له في تلك العين خمرا فأقبل فشرب فسكر فأروه الخاتم فقال: سمعا وطاعة فأوثقه سليمان عليه السلام ثم بعث به إلى جبل فذكروا أنه جبل الدخان فالدخان الذي يرون من نفسه والماء الذي يخرج من الجبل بوله). [الدر المنثور: 12/577-578]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الحسن {وألقينا على كرسيه جسدا} قال: هو الشيطان، دخل سليمان عليه السلام الحمام فوضع خاتمه عند امرأة من أوثق نسائه في نفسه فأتاها الشيطان فتمثل لها على صورة سليمان عليه السلام فأخذ الخاتم منها فلما خرج سليمان عليه السلام أتاها فقال لها: هاتي الخاتم فقالت: قد دفعته إليك، قال ما فعلت، فهرب سليمان عليه السلام وجلس الشيطان على ملكه وانطلق سليمان عليه السلام هاربا في الأرض يتتبع ورق الشجر خمسين ليلة فأنكر بنو إسرائيل أمر الشيطان فقال بعضهم لبعض: هل تنكرون من أمر ملككم ما ننكر عليه قالوا: نعم، قال أما لقد هلكتم أنتم العامة وأما قد هلك ملككم فقالوا: والله أن عندكم من هذا الخبر نساؤه معكم فاسألوهن فإن كن أنكرن ما أنكرنا فقد ابتلينا، فسألوهن فقلن: أي والله لقد أنكرنا، فلما انقضت مدته انطلق سليمان عليه السلام حتى أتى ساحل البحر فوجد صيادين يصيدون السمك فصادوا سمكا كثيرا غلبهم بعضه فألقوه فأتاهم سليمان عليه السلام فاستطعمهم فأعطوه تلك الحيتان قال: لا بل أطعموني من هذا فأبوا فقال: أطعموني فإني سليمان فوثب إليه بعضهم بالعصا فضربه غضبا لسليمان فأتى إلى تلك الحيتان التي ألقوا فأخذ منها حوتين فانطلق بهما إلى البحر فغسلهما فشق بطن أحدهما فإذا فيه الخاتم فأخذه فجعله في يده فعاد في ملكه فجاءه الصيادون يبيعون إليه فقال لهم: لقد كنت استطعمتكم فلم تطعموني فلم أظلمكم إذا هنتموني ولم أحمدكم إذا أكرمتموني). [الدر المنثور: 12/578-579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنه ما قال: كان سليمان عليه السلام إذا دخل الخلاء أعطى خاتمه أحب نسائه إليه فإذا هو قد خرج وقد وضع له وضوء فدفع خاتمه إلى امرأته فلبث ما شاء الله، وخرج عليها شيطان في صورة سليمان فدفعت الخاتم إليه فضاق درعا به فألقاه في البحر فالتقمته سمكة فخرج سليمان عليه السلام على امرأته فسألها الخاتم فقالت: قد دفعته إليك، فعلم سليمان عليه السلام أنه قد ابتلي فخرج وترك ملكه ولزم البحر فجعل يجوع فأتى يوما على صيادين قد صادوا سمكا بالأمس فنبذوه وصادوا يومهم سمكا فهو بين أيديهم فقام عليهم سليمان عليه السلام فقال: أطعموني بارك الله فيكم فإني ابن سبيل فلم يلتفتوا إليه ثم عاد فقال لهم: مثل ذلك فرفع رجل منهم رأسه إليه فقال: أئت ذلك السمك فخذ منه سمكة فأتاه سليمان عليه السلام فأخذ منه أدنى سمكة فلما أخذها إذا فيها ريح فأتى بها البحر فغسلها وشق بطنها فإذا هو بخاتمه فحمد الله وأخذه فتختم به ونطق كل شيء كان حوله من جنوده وفزع الصيادون لذلك فقاموا إليه وحيل بينهم ولم يصلوا إليه ورد الله إليه ملكه). [الدر المنثور: 12/580]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والحكيم الترمذي من طريق علي بن زيد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أن سليمان بن داود عليه السلام احتجب عن الناس ثلاثة أيام فأوحى الله إليه أن يا سليمان احتجبت عن الناس ثلاثة أيام فلم تنظر في أمور العباد ولم تنصف مظلوما من ظالم، وكان ملكه في خاتمه وكان إذا دخل الحمام وضع خاتمه تحت فراشه فجاء الشيطان فأخذه فأقبل الناس على الشيطان فقال سليمان: يا أيها الناس أنا سليمان نبي الله فدفعوه فساح أربعين يوما فأتى أهل سفينة فأعطوه حوتا فشقها فإذا هو بالخاتم فيها فتختم به ثم جاء فأخذ بناصيته فقال عند ذلك (رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي)، قال وكان أول من أنكره نساؤه، فقال بعضهم لبعض: أتنكرون منه شيئا قلن: نعم، وكان يأتيهن وهن حيض فقال علي: فذكرت ذلك للحسن فقال: ما كان الله يسلطه على نسائه). [الدر المنثور: 12/580-581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن بن رافع رضي الله عنه قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدث عن فتنة سليمان عليه السلام قال: إنه كان في قومه رجل كعمر بن الخطاب في أمتي فلما أنكر حال الجان الذي كان مكانه أرسل إلى أفاضل نسائه فقال: هل تنكرن من صاحبكن شيئا قلن: نعم، كان لا يأتينا حيضا وهذا يأتينا حيضا فاشتمل على سيفه ليقتله فرد الله على سليمان ملكه فأقبل
فوجده في مكانه فأخبره بما يريد). [الدر المنثور: 12/581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا} قال: الجسد الشيطان الذي كان دفع سليمان عليه السلام إليه خاتمه فقذفه في البحر وكان ملك سليمان عليه السلام في خاتمه وكان اسم الجني صخرا). [الدر المنثور: 12/582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {وألقينا على كرسيه جسدا} قال: الجسد الشيطان الذي كان دفع إليه سليمان خاتمه شيطانا يقال له آصف). [الدر المنثور: 12/582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله {وألقينا على كرسيه جسدا} قال: الشيطان حين جلس على كرسيه أربعين يوما، كان لسليمان عليه السلام مائة امرأة وكانت امرأة منهن يقال لها جرادة وهي آثر نسائه عنده وآمنهن وكان إذا أجنب أو أتى حاجة نزع خاتمه ولم يأتمن عليه أحدا من الناس غيرها فجاءته يوما من الأيام فقالت: أن أخي بينه وبين فلان خصومة وأنا أحب أن تقضي له إذا جاءك فقال: نعم، ولم يفعل وابتلي فأعطاها خاتمه ودخل المخرج فخرج الشيطان في صورته فقال: هات الخاتم، فأعطته فجاء حتى جلس على مجلس سليمان وخرج سليمان عليه السلام بعد فسألها أن تعطيه خاتمه فقالت: ألم تأخذه قبل قال: لا، قال وخرج مكانه تائها ومكث الشيطان يحكم بين الناس أربعين يوما فأنكر الناس أحكامه فاجتمع قراء بني إسرائيل وعلماؤهم فجاؤا حتى دخلوا على نسائه فقالوا: إنا قد أنكرنا هذا وأقبلوا يمشون حتى أتوه فأحدقوا به ثم نشروا فقرأوا التوراة فطار من بين أيديهم حتى وقع على شرفة والخاتم معه ثم طار حتى ذهب إلى البحر فوقع الخاتم منه في البحر فابتلعه حوت من حيتان البحر، وأقبل سليمان في حالته التي كان فيها حتى انتهى إلى صياد من صيادي البحر وهو جائع فاستطعمه من صيدهم فأعطاه سمكتين فقام إلى شط البحر فشق بطونهما فوجد خاتمه في بطن أحدهما فأخذه فلبسه فرد الله عليه بهاءه وملكه، فأرسل إلى الشيطان فجيء به فأمر به فجعل في صندوق من حديد ثم أطبق عليه وأقفل عليه بقفل وختم عليه بخاتمه ثم أمر به فألقي في البحر، فهو فيه حتى تقوم الساعة وكان اسمه حبقيق). [الدر المنثور: 12/582-583]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {ثم أناب} قال: دخل سليمان على امرأة تبيع السمك فاشترى منها سمكة فشق بطنها فوجد خاتمه فجعل لا يمر على شجرة ولا على شيء إلا سجد له حتى أتى ملكه وأهله، فذلك قوله {ثم أناب} يقول: ثم رجع). [الدر المنثور: 12/583]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال قتادة إن سليمان قال للشياطين إني قد أمرت أن أبني مسجدا يعني بيت المقدس لا أسمع فيه صوت منقار ولا ميشار فقالت له الشياطين إن في البحر شيطانا فلعلك إن قدرت عليه أن يخبرك بذلك وكان ذلك الشيطان يرد كل سبعة أيام عينا يشرب منها فعمدت الشياطين إلى تلك العين فنزحتها ثم ملأتها خمرا فجاء ذلك الشيطان فقال إنك لطيبة الريح ولكنك تسفهين الحليم وتزيدين السفيه سفها ثم ذهب فلم يشرب ثم أدركه العطش فرجع فقال له مثل ذلك ثلاث مرات ثم إنه كرع فشرب فسكر فأخذوه فجاءوا به إلى سليمان فأراه سليمان خاتمه فلما رآه ذل وكان ملك سليمان في خاتمه فقال له سليمان إني أمرت أن أبني مسجدا لا أسمع فيه صوت منقار ولا ميشار فأمر الشياطين بزجاجة فصنعت له ثم وضعت على بيض الهدهد فجاء الهدهد ليربض على بيضه فلم يقدر عليه فذهب فقال الشيطان انظروا ما يأتي به الهدهد فخذوه فجاء بالماس فوضعه على الزجاجة ففلقها فأخذوا الماس فجعلوا يقطون به الحجارة قطا حتى بني بيت المقدس قال فانطلق سليمان يوما إلى الحمام وكان قد قارف بعض نسائه في بعض المأثم قال معمر لا أظنه إلا قال حائضا فدخل الحمام فوضع خاتمه ومعه ذلك الشيطان فلما دخل أخذ ذلك الشيطان خاتمه فألقاه في البحر وألقي على الشيطان شبه سليمان فخرج سليمان وقد ذهب ملكه وكان الشيطان يجلس على سرير سليمان أربعين يوما فاستنكره صحابة سليمان وقالوا لقد افتتن سليمان من تهاونه بالصلاة وكان ذلك الشيطان يتهاون بالصلاة وبأشياء من أمر الدين وكان معه من صحابة سليمان رجل يشبه بعمر بن الخطاب في الجلد والقوة فقال إني سائله لكم فجاء فقال يا نبي الله ما تقول في أحدنا يصيب من امرأته في الليلة الباردة ثم ينام حتى تطلع الشمس لا يغتسل ولا يصلي هل ترى عليه في ذلك بأسا قال لا بأس عليه فرجع إلى أصحابه فقال قد افتتن سليمان قال فبينا سليمان ذاهب في الأرض إذ أوى إلى امرأة فصنعت له حوتا أو قال فجاءته بحوت فشقت بطنه فرأى سليمان خاتمه في بطن الحوت فعرفه فأخذه فلبسه فسجد له كل شيء لقيه من طير أو دابة أو شيء ورد الله إليه ملكه فقال عند ذلك رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدى قال قتادة يقول لا تسلبنيه مرة أخرى.
قال معمر وقال الكلبي فحينئذ سخرت له الشياطين والرياح). [تفسير عبد الرزاق: 2/164-165]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {هب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي، إنّك أنت الوهّاب} [ص: 35]
- حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا روحٌ، ومحمّد بن جعفرٍ، عن شعبة، عن محمّد بن زيادٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " إنّ عفريتًا من الجنّ تفلّت عليّ البارحة - أو كلمةً نحوها - ليقطع عليّ الصّلاة فأمكنني اللّه منه، وأردت أن أربطه إلى ساريةٍ من سواري المسجد، حتّى تصبحوا وتنظروا إليه كلّكم، فذكرت قول أخي سليمان: {ربّ هب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي} ، قال روحٌ: فردّه خاسئًا "). [صحيح البخاري: 6/124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله هب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي إنّك أنت الوهّاب)
تقدّم شرحه في ترجمة سليمان عليه السّلام من أحاديث الأنبياء
- قوله تفلّت عليّ البارحة أو كلمةً نحوها يحتمل أن يكون الشّكّ في لفظ التّفلّت أو في لفظ البارحة وقد تقدّم ذلك في أوائل كتاب الصّلاة قوله فذكرت قول أخي سليمان تقدّم الكلام عليه في ترجمة سليمان من أحاديث الأنبياء وأمّا ما أخرج الطّبريّ من طريق سعيدٍ عن قتادة قال في قوله لا ينبغي لأحدٍ من بعدي لا أسلبه كما سلبته أوّل مرّةٍ وظاهر حديث الباب يردّ عليه وكأنّ سبب تأويل قتادة هذا هكذا طعن بعض الملاحدة على سليمان ونسبته في هذا إلى الحرص على الاستبداد بنعمة الدّنيا وخفي عليه أنّ ذلك كان بإذنٍ له من اللّه وأنّ تلك كانت معجزته كما اختصّ كلّ نبيٍّ بمعجزةٍ دون غيره واللّه أعلم قوله قال روحٌ فرده خاسئا روح هو بن عبادة أحد رواته وكأنّ المراد أنّ هذه الزّيادة وقعت في روايته دون رواية رفيقه وقد ذكرت ما في ذلك من البحث في أوائل كتاب الصّلاة وذكرت ما يتعلّق برؤية الجنّ في ترجمة سليمان عليه السّلام من أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/546-547]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {هب لي ملكا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي إنّك أنت الوهّاب} (ص: 35)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {هب لي ملكا} إلى آخره، وأول الآية: {قال رب اغفر لي وهب لي ملكا} الآية، طلب سليمان، عليه الصّلاة والسّلام، المغفرة من الله، ثمّ قال: هب لي ملكا أصله: أوهب، لأنّه من وهب يهب حذفت الواو منه تبعا لفعله، واستغنى عن الهمزة فحذفت فبقي: هب، على وزن: عل. قوله: (لا ينبغي لأحد من بعدي) ، أي: لا يكون لأحد من بعدي، قاله ابن كيسان، وعن عطاء بن أبي رباح. أي: هب لي ملكا لا أسلبه في باقي عمري كما سلبته في ماضي عمري، وعن مقاتل بن حبان: كان سليمان ملكا ولكنه أراد بقوله: (لا ينبغي لأحد من بعدي) تسخير الرّياح والطير يدل عليه ما بعده، وعن عمر بن عثمان الصّدفي: أراد به ملك النّفس وقهرها. قوله: (الوهّاب) المعطي كثير العطاء.
- حدّثنا إسحاق بن إبراهيم حدّثنا روحٌ ومحمّد بن جعفرٍ عن شعبة عن محمّد بن زيادٍ عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال إنّ عفريتا من الجنّ تفلّت عليّ البارحة أو كلمةً نحوها ليقطع عليّ الصّلاة فأمكنني الله منه وأردت أن أربطه إلى ساريةٍ من سواري المسجد حتّى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان ربّ هب لي ملكا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي قال روحٌ فردّه خاصا.
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. والحديث مر في كتاب الصّلاة في: باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد بعينه متنا وسندا وإسحاق ابن إبراهيم هو المعروف بابن راهويه، وروح، بفتح الرّاء، هو ابن عبادة.
قوله: (أن عفريتا) ، هو المبالغ من كل شيء. قوله: (تفلت) ، على وزن تفعل من التفليت، أي: تعرض عليّ فجأة في البارحة. قوله: (قال روح) ، هو ابن عبادة الرّاوي. قوله: (خاسئا) ، أي: مطرودا متحيرا وقد استوفينا الكلام في الباب المذكور). [عمدة القاري: 19/139-140]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {هب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي إنّك أنت الوهّاب}
(باب قوله) جل ذكره: ({هب لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي}) أي لا يصلح لأحد أن يسلبنيه وظاهر السياق أنه سأل ملكًا لا يكون لبشر من بعده مثله ليكون معجزة مناسبة لحاله ({إنك أنت الوهاب}) [ص: 35] المعطي ما تشاء لمن تشاء.
- حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا روحٌ ومحمّد بن جعفرٍ عن شعبة عن محمّد بن زيادٍ عن أبي هريرة عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «إنّ عفريتًا من الجنّ تفلّت عليّ البارحة، أو كلمةً نحوها ليقطع عليّ الصّلاة، فأمكنني اللّه منه. وأردت أن أربطه إلى ساريةٍ من سواري المسجد، حتّى تصبحوا وتنظروا إليه كلّكم، فذكرت قول أخي سليمان {ربّ هب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي} [ص: 35]» قال روحٌ فردّه خاسئًا.
وبه قال: (حدّثنا إسحاق بن إبراهيم) بن راهويه قال: (حدّثنا) ولأبي ذر أخبرنا (روح) بفتح الراء وبعد الواو الساكنة مهملة ابن عبادة (ومحمد بن جعفر) غندر (عن شعبة) بن الحجاج (عن محمد بن زياد) بتخفيف التحتية القرشي الجمحي مولى آل عثمان بن مظعون مدني سكن البصرة (عن أبي هريرة) -رضي الله عنه- (عن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-) أنه (قال): (إن عفريتًا) ماردًا (من الجن) بيان له (تفلت عليّ البارحة) نصب على الظرفية أي تعرّض لي فلتة أي بغتة سرعة في أدنى ليلة مضت (أو كلمة نحوها) أي نحو تفلت كقوله في الرواية السابقة في أواخر الصلاة عرض لي فشدّ عليّ (ليقطع) بفعله (عليّ الصلاة فأمكنني الله منه وأردت) بالواو (أن أربطه) بكسر الموحدة (إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم) بالرفع توكيد للضمير المرفوع (فذكرت قول أخي) في النبوّة (سليمان) عليه السلام ({رب هب لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي}) لفظ التنزيل رب اغفر لي وهب لي (قال روح) المذكور (فردّه) أي رد -صلّى اللّه عليه وسلّم- العفريت حال كونه (خاسئًا) مطرودًا.
وهذا الحديث قد سبق في الصلاة في باب الأسير والغريم يربط في المسجد وبدء الخلق). [إرشاد الساري: 7/317]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي}
- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن حصينٍ، عن عبيد الله، عن عائشة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يصلّي، فأتاه الشّيطان فأخذه فصرعه فخنقه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «حتّى وجدت برد لسانه على يدي، ولولا دعوة أخي سليمان عليه السّلام، لأصبح موثقًا حتّى يراه النّاس»
- أخبرنا محمّد بن بشّارٍ، عن محمّدٍ، قال: أخبرنا شعبة، عن محمّد بن زيادٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " إنّ عفريتًا من الجنّ انفلت البارحة ليقطع عليّ صلاتي، فأمكنني الله منه، فأخذته فأردت أن أربطه إلى ساريةٍ من سواري المسجد حتّى تنظرون إليه، فذكرت دعوة أخي سليمان بن داود، وقوله: {ربّ اغفر لي وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي} [ص: 35]، فرددته خاسئًا "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/234-235]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {قال ربّ اغفر لي وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي} يقول تعالى ذكره: قال سليمان راغبًا إلى ربّه: ربّ استر عليّ ذنبي الّذي أذنبت بيني وبينك، فلا تعاقبني به {وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي} لا يسلبنيه أحدٌ كما سلبنيه قبل هذا الشّيطان.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {قال ربّ اغفر لي وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي} يقول: ملكًا لا أسلبه كما سلبته.
وكان بعض أهل العربيّة يوجّه معنى قوله: {لا ينبغي لأحدٍ من بعدي} إلى: أن لا يكون لأحدٍ من بعدي، كما قال ابن أحمر:
ما أمّ غفرٍ على دعجاء ذي علقٍ = ينفي القراميد عنها الأعصم الوقل
في رأس خلقاء من عنقاء مشرفةٌ = لا ينبغي دونها سهلٌ ولا جبل
بمعنى: لا يكون فوقها سهلٌ ولا جبلٌ أحصن منها.
وقوله: {إنّك أنت الوهّاب} يقول: إنّك وهّابٌ ما تشاء لمن تشاء بيدك خزائن كلّ شيءٍ تفتح من ذلك ما أردت لمن أردت). [جامع البيان: 20/93-94]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال احتجب سليمان بن داود عن الناس ثلاثة أيام فأوحى الله عز وجل إليه يا سليمان احتجبت عن الناس ثلاثة أيام فلم تنظر في أمور عبادي ولم تنصف لي مظلوما من ظالم وكان ملك سليمان في خاتمه وكان إذا دخل الحمام وضعه تحت فراشه فدخل الحمام يوما ووضع خاتمه تحت فراشه فأخذه الشيطان فألقاه في البحر وجلس في مجلسه على فراشه وأقبل الناس نحو الشيطان وجاء سليمان فجعل يقول للناس أنا سليمان أنا نبي الله فيدفعونه فسأل في كفه أربعين يوما ثم أتى أهل سفينة فأعطوه حوتا فشقه فإذا هو بالخاتم فتختم به ثم جاء فأخذ بناصية ذلك الشيطان فعند ذلك قال رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي وكان أول من أنكره نساؤه فقال بعضهن لبعض أتنكرون ما ننكر). [تفسير مجاهد: 550-551]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن نوف البكالي قال كان سليمان بن داود يأوي إلى عجوز فإذا نام بالنهار جاءت حية بيضاء تذب عن وجهه). [تفسير مجاهد: 551]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصرٍ الخولانيّ، ثنا بشر بن بكرٍ، عن الأوزاعيّ، قال: حدّثني ربيعة بن يزيد، قال: حدّثني عبد اللّه بن الدّيلميّ، قال: دخلت على عبد اللّه بن عمرو بن العاص في حائطٍ بالطّائف يقال له: الوهط يقول: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ سليمان بن داود عليهما السّلام، سأل اللّه ثلاثًا فأعطاه اثنتين، وأنا أرجو أن يكون أعطاه الثّالثة؛ سأله حكمًا يصادف حكمه، فأعطاه إيّاه، وسأله ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده، فأعطاه إيّاه، وسأله أيّما رجلٍ خرج من بيته لا يريد إلّا الصّلاة في هذا المسجد يعني بيت المقدس يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمّه» قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «ونحن نرجو أن يكون اللّه قد أعطاه ذلك»). [المستدرك: 2/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 35 - 40
أخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد في مسنده والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلا استفتحه بسبحان ربي الأعلى الوهاب). [الدر المنثور: 12/583-584]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} يقول: لا أسلبه كما سلبته). [الدر المنثور: 12/584]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} قال: لا تسلبنيه كما سلبتنيه). [الدر المنثور: 12/584]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: عرض لي الشيطان في مصلاي الليلة كأنه هركم هذا فأردت أن أحبسه حتى أصبح فذكرت دعوة أخي سليمان {رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} فتركته). [الدر المنثور: 12/584-585]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عفريتا جعل يتلفت علي البارحة ليقطع علي صلاتي وإن الله تعالى أمكنني منه فلقد هممت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا فتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان {رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} فرده الله خاسئا). [الدر المنثور: 12/585]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا قائم أصلي اعترض الشيطان فأخذت حلقه فخنقته حتى إني لأجد برد لسانه على إبهامي فيرحم الله سليمان لولا دعوته لأصبح مربوطا تنظرون إليه). [الدر المنثور: 12/585]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خرجت لصلاة الصبح فلقيني شيطان في السدة، سدة المسجد فزحمني حتى إني لأجد مس شعره فاستمكنت منه فخنقته حتى إني لأجد برد لسانه على يدي فلولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح مقتولا تنظرون إليه). [الدر المنثور: 12/585]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قام يصلي صلاة الصبح فقرأ فألبست عليه القراءة فلما فرغ من صلاته قال: لو رأيتموني وإبليس.
فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين الإبهام والتي تليها ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد فتلاعب به صبيان المدينة). [الدر المنثور: 12/585-586]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، وابن مردويه والبيهقي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مر علي الشيطان فتناولته فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي فقال: أوجعتني أوجعتني، ولولا ما دعا به سليمان لأصبح مناطا إلى أسطوانة من أساطين المسجد ينظر إليه ولدان أهل المدينة). [الدر المنثور: 12/586]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيطانا وهو في الصلاة فأخذه فخنقه حتى وجد برد لسانه على يده فقال: لولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس). [الدر المنثور: 12/587]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت البيت فإذا خلف الباب شيطان فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي ولولا دعوة العبد الصالح لأصبح موثقا بالبقيع يراه الناس). [الدر المنثور: 12/587]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم والنسائي، وابن مردويه عن أبي الدرداء قال:قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فسمعناه يقول: أعوذ بالله منك " ثم قال: ألعنك بلعنة الله " ثلاثا ثم بسط يده كأنه يتناول شيئا لم نسمعك تقوله فبل ذلك ورأيناك بسطت يدك. فقال: إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت: أعوذ بالله منك. فلم يستأخر، ثم قلت ذلك فلم يستأخر ثم أردت أخذه فلولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة). [الدر المنثور: 12/587]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان أراد أن يمر بين يدي فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي، وأيم الله لولا ما سبق إليه أخي سليمان لربطته إلى سارية من سواري المسجد حتى به ولدان أهل المدينة). [الدر المنثور: 12/587-588]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم في المستدرك عن عمر بن علي بن حسين قال: مشيت مع عمي
وأخي جعفر فقلت: زعموا أن سليمان عليه السلام سأل ربه أن يهبه ملكا قال: حدثني أبي عن أبيه عن علي عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لن يعمر ملك في أمة نبي مضى قبله ما بلغ بذلك النّبيّ صلى الله عليه وسلم من العمر في أمته). [الدر المنثور: 12/588]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن وهب بن منبه رضي الله عنه، أنه ذكر من ملك سليمان وتعظيم ملكه أنه كان في رباطه اثنا عشر ألف حصان وكان يذبح على غدائه كل يوم سبعين ثورا سوى الكباش والطير والصيد فقيل لوهب أكان يسع هذا ماله قال: كان إذا ملك الملك على بني إسرائيل اشترط عليهم أنهم رقيقه وأن أموالهم له، ما شاء أخذ منها وما شاء ترك). [الدر المنثور: 12/588-589]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي خالد البجلي رضي الله عنه قال: بلغني أن سليمان عليه السلام ركب يوما في موكبه فوضع سريره فقعد عليه وألقيت كراسي يمينا وشمالا فقعد الناس عليها يلونه والجن وراءهم ومردة الجن والشياطين وراء الجن، فأرسل إلى الطير فأظلته بأجنحتها وقال للريح: احملينا يريد بعض مسيره فاحتملته الريح وهو على سريره والناس على كراسيهم يحدثهم ويحدثونه لا يرتفع كرسي ولا يتضع والطير تظلهم، وكان موكب سليمان يسمع من مكان بعيد ورجل من بني إسرائيل آخذ مسحاته في زرع له قائما يهيئه إذ سمع الصوت فقال: إن هذا الصوت ما هو إلا لموكب سليمان وجنوده فحان من سليمان التفاتة وهو على سريره فإذا هو برجل يشتد يبادر الطريق فقال عليه السلام في نفسه: إن هذا الرجل ملهوف أو طالب حاجة فقال للريح حين وقفت به: قفي، فوقفت به وبجنود حتى انتهى إليه الرجل وهو منبهر فتركه سليمان حتى ذهب بهره ثم أقبل عليه فقال ألك حاجة وقد وقف عليه الخلق فقال: الحاجة جاءت بي إلى هذا المكان يا رسول الله، إني رأيت الله أعطاك ملكا لم يعطه أحدا قبلك ولا أراه يعطيه أحدا بعدك فكيف تجد ما مضى من ملكك هذه الساعة قال: أخبرك عن ذاك إني كنت نائما فرأيت رؤيا ثم تنبهت فعبرتها قال: ليس إلا ذاك قال: فأخبرني كيف تجد ما بقي من ملكك الساعة قال: تسألني عن شيء لم أره قال: فإنما هي هذه الساعة ثم انصرف عنه موليا.
فجلس سليمان عليه السلام ينظر في قفاه ويتفكر فيما قاله ثم قال للريح امضي بنا فمضت به قال الله {رخاء حيث أصاب} قال: الرخاء التي ليست بالعاصف ولا باللينة وسطا قال الله تعالى (غدوها شهر ورواحها شهر) (سورة سبأ 12) ليست بالعاصف التي تؤذيه ولا باللينة التي تشق عليه). [الدر المنثور: 12/589-590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد عن سلمان بن عامر الشيباني رضي الله عنه قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أرأيتم سليمان وما أعطاه الله تعالى من ملكه فلم يكن يرفع طرفه إلى السماء تخشعا حتى قبضه الله تعالى). [الدر المنثور: 12/590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رفع سليمان عليه السلام طرفه إلى السماء تخشعا حيث أعطاه الله تعالى ما أعطاه). [الدر المنثور: 12/591]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن عطاء رضي الله عنه قال: كان سليمان عليه السلام يعمل الخوص بيده ويأكل خبز الشعير ويطعم بني إسرائيل الحواري). [الدر المنثور: 12/591]

تفسير قوله تعالى: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى رخاء حيث أصاب قال حيث أراد). [تفسير عبد الرزاق: 2/166]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن التيمي عن قرة عن الحسن في قول الله تعالى رخاء حيث أصاب قال ليس بالعاصف الشديدة ولا بالهينة اللينة رخاء بين ذلك قال معمر وبلغني أن الرخاء اللينة). [تفسير عبد الرزاق: 2/166]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {فسخّرنا له الرّيح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب} قال: طيبة لينة [الآية: 36]). [تفسير الثوري: 258]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت: 295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قول الله عز وجل: {حيث أصاب} قال: حيث شاء بهواه). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 59]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فسخّرنا له الرّيح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب (36) والشّياطين كلّ بنّاءٍ وغوّاصٍ (37) وآخرين مقرّنين في الأصفاد (38) هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حسابٍ (39) وإنّ له عندنا لزلفى وحسن مآبٍ}.
يقول تعالى ذكره: فاستجبنا له دعاءه، فأعطيناه ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده {فسخّرنا له الرّيح} مكان الخيل الّتي شغلته عن الصّلاة {تجري بأمره رخاءً} يعني: رخوةً ليّنةً، وهي من الرّخاوة.
- كما حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن بزيعٍ، قال: حدّثنا بشر بن المفضّل، قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن أنّ نبيّ اللّه سليمان صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا عرضت عليه الخيل، فشغله النّظر إليها عن صلاة العصر {حتّى توارت بالحجاب} فغضب للّه، فأمر بها فعقرت، فأبدله اللّه مكانها أسرع منها، سخّر الرّيح تجري بأمره رخاءً حيث شاء، فكان يغدو من إيلياء، ويقيل بقزوين، ثمّ يروح من قزوين ويبيت بكابل.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي} فإنّه دعا يوم دعا ولم يكن في ملكه الرّيح، وكلّ بنّاءٍ وغوّاصٍ من الشّياطين، فدعا ربّه عند توبته واستغفاره، فوهب اللّه له ما سأل، فتمّ ملكه.
واختلف أهل التّأويل في معنى الرّخاء، فقال فيه بعضهم نحو الّذي قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {تجري بأمره رخاءً} قال: طيّبةً.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ بنحوه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فسخّرنا له الرّيح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب} قال: سريعةً طيّبةً، قال: ليست بعاصفةٍ ولا بطيئةٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {رخاءً} قال: الرّخاء اللّيّنة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، في قوله: {رخاءً حيث أصاب} قال: ليست بعاصفةٍ، ولا الهيّنةٍ، بين ذلك رخاءً.
وقال آخرون: معنى ذلك: مطيعةٌ لسليمان.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {رخاءً} يقول: مطيعةً له.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ {تجري بأمره رخاءً} قال: يعني بالرّخاء: المطيعة.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا أبو النّعمان الحكم بن عبد اللّه، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {تجري بأمره رخاءً} قال: مطيعةً.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {رخاءً} يقول: مطيعةً.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {رخاءً} قال: طوعًا.
وقوله: {حيث أصاب} يقول: حيث أراد، من قولهم: أصاب اللّه بك خيرًا: أي أراد اللّه بك خيرًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {حيث أصاب} يقول: حيث أراد.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: {حيث أصاب} يقول: حيث أراد انتهى عليها.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {حيث أصاب} قال: حيث شاء.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا أبو النّعمان الحكم بن عبد اللّه، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {حيث أصاب} قال: حيث أراد.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {حيث أصاب} قال: إلى حيث أراد.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {حيث أصاب} قال: حيث أراد.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبّهٍ {حيث أصاب} أي حيث أراد.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {حيث أصاب} قال: حيث أراد.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {حيث أصاب} قال: حيث أراد). [جامع البيان: 20/94-98]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله رخاء قال الرخاء الطيبة). [تفسير مجاهد: 551]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله حيث أصاب يعني حيث شاء
وبإسناده في قوله فامنن قال أعط أو أمسك بغير حساب قال يعني بغير حرج). [تفسير مجاهد: 551-552]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {رخاءً حيث أصاب} [ص: 36].
- عن ابن عبّاسٍ في قوله - تعالى - (رخاءً حيث أصاب) قال: الرّخاء: المطيعة، وأمّا قوله {حيث أصاب} [ص: 36] حيث أراد.
رواه أبو يعلى، وفيه محمّد بن السّائب الكلبيّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/99]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا أحمد الأخنسيّ، ثنا محمّد بن فضيلٍ، ثنا الكلبيّ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما- "في قوله عزّ وجلّ: (رخاء حيث أصاب) قال: الرخاء: الطبقة. وأما قوله: (حيث أصاب) قال: حيث أراد"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/260-261]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا أحمد بن عمران، ثنا ابن فضيلٍ، ثنا الكلبيّ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله جل جلاله: {رخاء حيث أصاب} قال: الرخاء: المطيعة. وأما حيث أصاب: قال: حيث أراد). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/154]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الصّافنات صفن الفرس إلخ وقوله الجياد السّراع وقوله جسدًا شيطانًا وقوله رخاءً الرّخاء الطّيّب وقوله حيث أصاب حيث شاء وقوله فامنن أعط وقوله بغير حسابٍ بغير حرجٍ ثبت هذا كلّه للنّسفيّ هنا وسقط للباقين وقد تقدّم جميعه في ترجمة سليمان بن داود عليهما السّلام من أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/546] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي خالد البجلي رضي الله عنه قال: بلغني أن سليمان عليه السلام ركب يوما في موكبه فوضع سريره فقعد عليه وألقيت كراسي يمينا وشمالا فقعد الناس عليها يلونه والجن وراءهم ومردة الجن والشياطين وراء الجن، فأرسل إلى الطير فأظلته بأجنحتها وقال للريح: احملينا يريد بعض مسيره فاحتملته الريح وهو على سريره والناس على كراسيهم يحدثهم ويحدثونه لا يرتفع كرسي ولا يتضع والطير تظلهم، وكان موكب سليمان يسمع من مكان بعيد ورجل من بني إسرائيل آخذ مسحاته في زرع له قائما يهيئه إذ سمع الصوت فقال: إن هذا الصوت ما هو إلا لموكب سليمان وجنوده فحان من سليمان التفاتة وهو على سريره فإذا هو برجل يشتد يبادر الطريق فقال عليه السلام في نفسه: إن هذا الرجل ملهوف أو طالب حاجة فقال للريح حين وقفت به: قفي، فوقفت به وبجنود حتى انتهى إليه الرجل وهو منبهر فتركه سليمان حتى ذهب بهره ثم أقبل عليه فقال ألك حاجة وقد وقف عليه الخلق فقال: الحاجة جاءت بي إلى هذا المكان يا رسول الله، إني رأيت الله أعطاك ملكا لم يعطه أحدا قبلك ولا أراه يعطيه أحدا بعدك فكيف تجد ما مضى من ملكك هذه الساعة قال: أخبرك عن ذاك إني كنت نائما فرأيت رؤيا ثم تنبهت فعبرتها قال: ليس إلا ذاك قال: فأخبرني كيف تجد ما بقي من ملكك الساعة قال: تسألني عن شيء لم أره قال: فإنما هي هذه الساعة ثم انصرف عنه موليا.
فجلس سليمان عليه السلام ينظر في قفاه ويتفكر فيما قاله ثم قال للريح امضي بنا فمضت به قال الله {رخاء حيث أصاب} قال: الرخاء التي ليست بالعاصف ولا باللينة وسطا قال الله تعالى (غدوها شهر ورواحها شهر) (سورة سبأ 12) ليست بالعاصف التي تؤذيه ولا باللينة التي تشق عليه). [الدر المنثور: 12/589-590] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن المنذر، وابن عساكر عن صالح بن سمار رضي الله عنه قال: بلغني أنه لما مات داود عليه السلام أوحى الله تعالى إلى سليمان عليه الصلاة والسلام سلني حاجتك قال: أسألك أن تجعل قلبي يخشاك كما كان قلب أمي وأن تجعل قلبي يحبك كما كان قلب أبي، فقال: أرسلت إلى عبدي أسأله حاجته فكانت حاجته أن اجعل قلبه يخشاني وأن أجعل قلبه يحبني لأهبن له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده قال الله تعالى {فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب} والتي بعدها مما أعطاه وفي الآخرة لا حساب عليه). [الدر المنثور: 12/591-592]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {فسخرنا له الريح} قال: لم يكن في ملكه يوم دعا الريح والشياطين). [الدر المنثور: 12/592]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال: لما عقر سليمان عليه السلام الخيل أبدله الله خيرا منها وأمر الريح تجري بأمره كيف يشاء {رخاء} قال: ليست بالعاصف ولا باللينة بين ذلك). [الدر المنثور: 12/592]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الحسن، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {تجري بأمره رخاء} قال: مطيعة له حيث أراد). [الدر المنثور: 12/592]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {رخاء حيث أصاب} قال: حيث شاء). [الدر المنثور: 12/592-593]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {رخاء} قال: لينة {حيث أصاب} قال: حيث أراد {والشياطين كل بناء} قال: يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل {وغواص} قال: يستخرجون له الحلي من البحر {وآخرين مقرنين في الأصفاد} قال: مردة الشياطين في الأغلال). [الدر المنثور: 12/593]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {رخاء} قال: الطيبة {والشياطين كل بناء وغواص} قال: يغوص للحلية وبناء بنوا لسليمان قصرا على الماء فقال: اهدموه من غير أن تمسه الأيدي، فرموه بالفادقات حتى وضعوه فبقيت لنا منفعته بعدهم فكان من عمل الجن وبقيت لنا منفعة السياط كان يضرب الجن بالخشب فيكسر أيديها وأرجلها فقالوا هل توجعنا فلا تكسرنا قال: نعم، فدلوه على السياط والتمويه أمر الجن فموهت على ثم أمر به فألقى على الأساطين تحت قوائم خيل بلقيس والقارورة لما أخرج الأعور شيطان البحر حيث أراد بناء بيت المقدس قال الأعور: ابتغوا لي بيضة هدهد ثم قال اجعلوا عليها قارورة فجاء الهدهد فجعل يرى بيضته وهو لا يقدر عليها ويطيف بها فانطلق فجاء بماسة مثل هذه فوضعها على القارورة فانشقت فانشق بيت المقدس بتلك الماسة والقذافة، وكان في البحر كنز فدلوا عليه سليمان عليه السلام وزعموا أن سليمان عليه السلام يدخل الجنة بعد الأنبياء بأربعين سنة لما أعطي من الملك في الدنيا). [الدر المنثور: 12/593-594]

تفسير قوله تعالى: (وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والشّياطين كلّ بنّاءٍ وغوّاصٍ} يقول تعالى ذكره: وسخّرنا له الشّياطين فسلّطناه عليها مكان ما ابتليناه بالّذي ألقينا على كرسيّه منها يستعملها فيما يشاء من أعماله من بنّاءٍ وغوّاصٍ؛ فالبناة منها يصنعون محاريب وتماثيل، والغاصة يستخرجون له الحليّ من البحار، وآخرون ينحتون له جفانًا وقدورًا، والمردة في الأغلال مقرّنون.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {والشّياطين كلّ بنّاءٍ وغوّاصٍ} قال: يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل، وغوّاصٍ يستخرجون الحليّ من البحر {وآخرين مقرّنين في الأصفاد} قال: مردة الشّياطين في الأغلال.
- حدّثت عن المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {والشّياطين كلّ بنّاءٍ وغوّاصٍ} قال: لم يكن هذا في ملك داود، أعطاه اللّه ملك داود وزاده الرّيح {والشّياطين كلّ بنّاءٍ وغوّاصٍ) ). [جامع البيان: 20/98-99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {رخاء} قال: لينة {حيث أصاب} قال: حيث أراد {والشياطين كل بناء} قال: يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل {وغواص} قال: يستخرجون له الحلي من البحر {وآخرين مقرنين في الأصفاد} قال: مردة الشياطين في الأغلال). [الدر المنثور: 12/593] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {رخاء} قال: الطيبة {والشياطين كل بناء وغواص} قال: يغوص للحلية وبناء بنوا لسليمان قصرا على الماء فقال: اهدموه من غير أن تمسه الأيدي، فرموه بالفادقات حتى وضعوه فبقيت لنا منفعته بعدهم فكان من عمل الجن وبقيت لنا منفعة السياط كان يضرب الجن بالخشب فيكسر أيديها وأرجلها فقالوا هل توجعنا فلا تكسرنا قال: نعم، فدلوه على السياط والتمويه أمر الجن فموهت على ثم أمر به فألقى على الأساطين تحت قوائم خيل بلقيس والقارورة لما أخرج الأعور شيطان البحر حيث أراد بناء بيت المقدس قال الأعور: ابتغوا لي بيضة هدهد ثم قال اجعلوا عليها قارورة فجاء الهدهد فجعل يرى بيضته وهو لا يقدر عليها ويطيف بها فانطلق فجاء بماسة مثل هذه فوضعها على القارورة فانشقت فانشق بيت المقدس بتلك الماسة والقذافة، وكان في البحر كنز فدلوا عليه سليمان عليه السلام وزعموا أن سليمان عليه السلام يدخل الجنة بعد الأنبياء بأربعين سنة لما أعطي من الملك في الدنيا). [الدر المنثور: 12/593-594] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَآَخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {الأصفاد} [ص: 38] : «الوثاق»). [صحيح البخاري: 6/124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الأصفاد الوثاق سقط هذا أيضًا لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في ترجمة سليمان أيضا). [فتح الباري: 8/546]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس قوله 45 ص {أولي الأيدي والأبصار} قال {الأبصار} الفقه في الدّين
وبه في قوله 32 ص {إنّي أحببت حب الخير عن ذكر ربّي} يقول من ذكر ربّي
وبه في قوله 33 ص {فطفق مسحا} يقول يمسح أعراف الخيل حبا لها
وبه في قوله 38 ص {في الأصفاد} يقول في وثاق). [تغليق التعليق: 4/296-297]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الأصفاد: الوثاق
أشار به إلى قوله تعالى: {مقرنين في الأصفاد} (ص: 38) وفسره (بالوثاق) والأصفاد جمع صفد وهو القيد، ومعنى: مقرنين موثوقين وهذا وما قبله مضيا في ترجمة سليمان في كتاب الأنبياء، عليهم الصّلاة والسّلام). [عمدة القاري: 19/139]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (الأصفاد) أي (الوثاق) وسقط هذا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/317]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وآخرين مقرّنين في الأصفاد} يقول: في السّلاسل.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {الأصفاد} قال: تجمع اليدين إلى عنقه.
والأصفاد: جمع صفدٍ، وهي الأغلال). [جامع البيان: 20/99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {رخاء} قال: لينة {حيث أصاب} قال: حيث أراد {والشياطين كل بناء} قال: يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل {وغواص} قال: يستخرجون له الحلي من البحر {وآخرين مقرنين في الأصفاد} قال: مردة الشياطين في الأغلال). [الدر المنثور: 12/593] (م)

تفسير قوله تعالى: (هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سفيان، عن زياد أبي عثمان مولى مصعب، عن الحسن، قال: ما أنعم الله على أحد نعمة إلا عليه تبعة، إلا سليمان بن داود، فإن الله قال: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} [سورة ص: 39] ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 518-519]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أو غيره في قوله هذا عطاؤنا قال سليمان بن داود أوتينا ما أوتي الناس وما لم يؤتوا وعلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا فلم نر شيئا أفضل من خشية الله في الغيب والشهادة والقصد في الفقر والغنى وكلمة الحق عند الغضب والرضا). [تفسير عبد الرزاق: 2/166]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت: 220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبيه عن عكرمة في قوله: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} قال: أعطه أو امنع إن أعطيت أو منعت فليس عليك حساب [الآية: 39]). [تفسير الثوري: 258-259]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حسابٍ} اختلف أهل التّأويل في المشار إليه بقوله: {هذا} من العطاء، وأيّ عطاءٍ أريد بقوله: عطاؤنا، فقال بعضهم: عني به الملك الّذي أعطاه اللّه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حسابٍ} قال: قال الحسن: الملك الّذي أعطيناك فأعط ما شئت وامنع ما شئت.
- حدّثت عن المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك {هذا عطاؤنا} هذا ملكنا.
وقال آخرون: بل عني بذلك تسخيره له الشّياطين، وقالوا: ومعنى الكلام: هذا الّذي أعطيناك من كلّ بنّاءٍ وغوّاصٍ من الشّياطين وغيرهم عطاؤنا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حسابٍ} قال: هؤلاء الشّياطين احبس من شئت منهم في وثاقك وفي عذابك أو سرّح من شئت منهم تتّخذ عنده يدًا، اصنع ما شئت.
وقال آخرون: بل ذلك ما كان أوتي من القوّة على الجماع.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن أبي يوسف، عن سعد بن طريفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان سليمان في ظهره ماء مائة رجلٍ، وكان له ثلاث مائة امرأةٍ وتسع مائة سريّةٍ {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حسابٍ}.
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصّواب القول الّذي ذكرناه عن الحسن والضّحّاك من أنّه عني بالعطاء ما أعطاه من الملك تعالى ذكره، وذلك أنّه جلّ ثناؤه ذكر ذلك عقيب خبره عن مسألة نبيّه سليمان صلوات اللّه وسلامه عليه إيّاه ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده، فأخبر أنّه سخّر له ما لم يسخّر لأحدٍ من بني آدم، وذلك تسخيره له الرّيح والشّياطين على ما وصف، ثمّ قال له عزّ ذكره: هذا الّذي أعطيناك من الملك، وتسخيرنا ما سخّرنا لك عطاؤنا، وهبتنا لك ما سألتنا أن نهبه لك من الملك الّذي لا ينبغي لأحدٍ من بعدك {فامنن أو أمسك بغير حسابٍ}.
واختلف أهل التّأويل في تأويل قوله {فامنن أو أمسك بغير حسابٍ} فقال بعضهم: عنى بذلك فأعط من شئت ما شئت من الملك الّذي آتيناك، وامنع من شئت منه ما شئت، لا حساب عليك في ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: قال الحسن {فامنن أو أمسك بغير حسابٍ} الملك الّذي أعطيناك، فأعط ما شئت وامنع ما شئت، فليس عليك تبعةٌ ولا حسابٌ.
- حدّثت عن المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {فامنن أو أمسك بغير حسابٍ} سأل ملكًا هنيئًا، لا يحاسب به يوم القيامة، فقال: ما أعطيت، وما أمسكت، فلا حرج عليك.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، {فامنن أو أمسك بغير حسابٍ} قال: أعط أو امسك، فلا حساب عليك.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {فامنن} قال: أعط أو امسك بغير حسابٍ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أعتق من هؤلاء الشّياطين الّذين سخّرناهم لك من الخدمة، أو من الوثاق ممّن كان منهم مقرّنًا في الأصفاد من شئت واحبس من شئت فلا حرج عليك في ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فامنن أو أمسك بغير حسابٍ} يقول: هؤلاء الشّياطين احبس من شئت منهم في وثاقك وفي عذابك، وسرّح من شئت منهم تتّخذ عنده يدًا، اصنع ما شئت لا حساب عليك في ذلك.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {فامنن أو أمسك بغير حسابٍ} يقول: أعتق من الجنّ من شئت، وأمسك من شئت.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {فامنن أو أمسك بغير حسابٍ} قال: تمنّ على من تشاء منهم فتعتقه، وتمسك من شئت فتستخدمه ليس عليك في ذلك حسابٌ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: هذا الّذي أعطيناك من القوّة على الجماع عطاؤنا، فجامع من شئت من نسائك وجواريك ما شئت بغير حسابٍ، واترك جماع من شئت منهنّ.
وقال آخرون: بل ذلك من المقدّم والمؤخّر ومعنى الكلام: هذا عطاؤنا بغير حسابٍ، فامنن أو أمسك وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: (هذا فامنن أو أمسك عطاؤنا بغير حسابٍ).
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من البصريّين يقول: في قوله: {بغير حسابٍ} وجهان؛ أحدهما: بغير جزاءٍ ولا ثوابٍ. والآخر: منّةٍ ولا قلّةٍ.
والصّواب من القول في ذلك ما ذكرته عن أهل التّأويل من أنّ معناه: لا يحاسب على ما أعطي من ذلك الملك والسّلطان.
وإنّما قلنا ذلك هو الصّواب لإجماع الحجّة من أهل التّأويل عليه). [جامع البيان: 20/99-103]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله حيث أصاب يعني حيث شاء
وبإسناده في قوله فامنن قال أعط أو أمسك بغير حساب قال يعني بغير حرج). [تفسير مجاهد: 551-552] (م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الصّافنات صفن الفرس إلخ وقوله الجياد السّراع وقوله جسدًا شيطانًا وقوله رخاءً الرّخاء الطّيّب وقوله حيث أصاب حيث شاء وقوله فامنن أعط وقوله بغير حسابٍ بغير حرجٍ ثبت هذا كلّه للنّسفيّ هنا وسقط للباقين وقد تقدّم جميعه في ترجمة سليمان بن داود عليهما السّلام من أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/546] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير رضي الله عنه في قوله {هذا عطاؤنا} قال: كل هذا أعطاه إياه بعد رد الخاتم). [الدر المنثور: 12/594]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فامنن} يقول: اعتق من الجن من شئت {أو أمسك} منهم من شئت). [الدر المنثور: 12/594]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {هذا عطاؤنا} قال الحسن: الملك الذي أعطيناك فأعط ما شئت وامنع ما شئت فليس لك تبعة ولا حساب . وقال قتادة: هؤلاء الشياطين احبس ما شئت منهم في وثاقك هذا وفي عذابك ورح من شئت منهم فاتخذ عندهم يدا اصنع ما شئت لا حساب عليك في ذلك). [الدر المنثور: 12/594-595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} قال: بغير حرج إن شئت أمسكت وإن شئت أعطيت). [الدر المنثور: 12/595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال: ما أعطيت أو أمسكت فليس عليك فيه حساب). [الدر المنثور: 12/595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال: ما من نعمة أنعم الله على عبد إلا وقد سأله فيها الشكر إلا سليمان بن داود عليه السلام، قال الله لسليمان عليه السلام فامنن أو أمسك بغير حساب). [الدر المنثور: 12/595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال: إن الله أعطى سليمان عليه السلام ملكا هنيئا فقال الله {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} قال: إن أعطى أجر وأن لم يعط لم يكن عليه تبعة). [الدر المنثور: 12/595]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّ له عندنا لزلفى وحسن مآبٍ} يقول: وإنّ لسليمان عندنا لقربةً بإنابته إلينا وتوبته وطاعته لنا، وحسن مآبٍ: يقول: وحسن مرجعٍ ومصيرٍ في الآخرة
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وإنّ له عندنا لزلفى وحسن مآبٍ} أي مصيرٍ.
إنّ قال لنا قائلٌ: وما وجه رغبة سليمان إلى ربّه في الملك، وهو نبيٌّ من الأنبياء، وإنّما يرغب في الملك أهل الدّنيا المؤثرون لها على الآخرة؟ أم ما وجه مسألته إيّاه إذ سأله ذلك ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده، وما كان يضرّه أن يكون كلّ من بعده يؤتى مثل الّذي أوتي من ذلك؟ أكان به بخلٌ بذلك، فلم يكن من ملكه يعطى ذلك من يعطاه، أم حسدٌ للنّاس، كما ذكر عن الحجّاج بن يوسف؛ فإنّه ذكر أنّه قرأ قوله: {وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي} فقال: إن كان لحسودًا، فإنّ ذلك ليس من أخلاق الأنبياء قيل: أمّا رغبته إلى ربّه فيما يرغب إليه من الملك، فلم تكن إن شاء اللّه به رغبةً في الدّنيا، ولكن إرادةً منه أن يعلم منزلته من اللّه في إجابته فيما رغب إليه فيه، وقبوله توبته، وإجابته دعاءه.
وأمّا مسألته ربّه ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده، فإنّا قد ذكرنا فيما مضى قبل قول من قال: إنّ معنى ذلك: هب لي ملكًا لا أسلبه كما سلبته قبل وإنّما معناه عند هؤلاء: هب لي ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدي أن يسلبنيه وقد يتّجه ذلك أن يكون بمعنى: لا ينبغي لأحدٍ سواي من أهل زماني فيكون حجّةً وعلمًا لي على نبوّتي وأنّي رسولٌ لك إليهم مبعوثٌ، إذ كانت الرّسل لا بدّ لها من أعلامٍ تفارق بها سائر النّاس سواهم ويتّجه أيضًا لأن يكون معناه: وهب لي ملكًا تخصّني به، لا تعطيه أحدًا غيري تشريفًا منك لي بذلك، وتكرمةً، لتبيّن منزلتي منك به من منازل من سواي، وليس في وجهٍ من هذه الوجوه ممّا ظنّه الحجّاج في معنى ذلك شيءٌ). [جامع البيان: 20/103-104]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} أي حسن مصير). [الدر المنثور: 12/596]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} قال: الزلفى القرب {وحسن مآب} قال: المرجع). [الدر المنثور: 12/596]


رد مع اقتباس