عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:59 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنّه أوّابٌ (30) إذ عرض عليه بالعشيّ الصّافنات الجياد (31) فقال إنّي أحببت حبّ الخير عن ذكر ربّي حتّى توارت بالحجاب (32) ردّوها عليّ فطفق مسحًا بالسّوق والأعناق}.
يقول تعالى ذكره {ووهبنا لداود سليمان} ابنه ولدًا {نعم العبد} يقول: نعم العبد سليمان {إنّه أوّابٌ} يقول: إنّه رجّاعٌ إلى طاعة اللّه توّابٌ إليه ممّا يكرهه منه. وقيل: إنّه عني به أنّه كثير الذّكر للّه والصّلاة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {نعم العبد إنّه أوّابٌ} قال: الأوّاب: المسبّح.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {نعم العبد إنّه أوّابٌ} قال: كان مطيعًا للّه كثير الصّلاة.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {نعم العبد إنّه أوّابٌ} قال: المسبّح.
والمسبّح قد يكون في الصّلاة والذّكر وقد بيّنّا معنى الأوّاب، وذكرنا اختلاف أهل التّأويل فيه فيما مضى بما أغنى عن إعادته هاهنا). [جامع البيان: 20/80-81]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 30 - 33.
أخرج ابن أبي حاتم عن مكحول قال: لما وهب الله لداود سليمان قال له: يا بني ما أحسن قال: سكينة الله والإيمان قال: فما أقبح قال: كفر بعد إيمان قال: فما أحلى قال: روح الله بين عباده قال: فما أبرد قال: عفو الله عن الناس وعفو الناس بعضهم عن بعض قال داود عليه السلام: فأنت نبي). [الدر المنثور: 12/564-565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام، إني سائل ابنك عن سبع كلمات، فإن أخبرك فورثه العلم والنبوة فقال له داود عليه السلام: إن الله أوحى إلي أن أسألك عن سبع كلمات فإن أخبرتني ورثتك العلم والنبوة قال: سلني عما شئت قال: أخبرني ما أحلى من العسل وما أبرد من الثلج وما ألين من الخز وما لا يرى أثره في الماء وما لا يرى أثره في الصفاء وما لا يرى أثره في السماء ومن يسمن في الخصب والجدب، قال: أما ما أحلى من العسل فروح الله للمتحابين في الله.
وأمّا ما أبرد من الثلج فكلام الله إذا قرع أفئدة أولياء الله.
وأمّا ما ألين شيئا من الخز فحكمة الله تعالى إذا أنشدها أولياء الله بينهم.
وأمّا ما لا يرى أثره في الماء فالفلك تمر فلا يرى أثرها.
وأمّا ما لا يرى أثره في الصفاء فالنملة تمر على الحجر فلا يرى أثرها.
وأمّا ما لا يرى أثره في السماء فالطير يطير ولا يرى أثره في السماء وأما من يسمن في الجدب والخصب فهو المؤمن إذا أعطاه الله شكر وإذا ابتلاه صبر فقلبه أجرد أزهر، قال: أنظر إلى ابنك فاسأله عن أربع عشرة كلمة فإن أخبرك فورثه العلم والنبوة فسأله فقال: ما لي من ذي علم فقال داود لسليمان عليه السلام: أخبرني يا بني أين موضع العقل منك قال: الدماغ قال: أين موضع الحياء منك قال: العينان قال: أين موضع الباطل منك قال: الأذنان قال: أين باب الخطايا منك قال: اللسان قال: أين الطريق منك قال: المنخران قال: أين موضع الأدب والبيان منك قال: الكلوتان قال: أين باب الفظاظة والغلظة منك قال: الكبد قال: أين بيت الريح منك قال: الرئة قال: أين باب الفرح منك قال: الطحال قال: أين باب الكسب منك قال: اليدان قال: أين باب النصب منك قال: الرجلان قال: أين باب الشهوة منك قال: الفرج قال: أين باب الذرية منك قال: الصلب قال: أين باب العلم والفهم والحكمة منك قال: القلب، إذا صلح القلب صلح ذلك كله وإذا فسد القلب فسد ذلك كله). [الدر المنثور: 12/565-567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب} قال: كان مطيعا لله كثير الصلاة {إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد} قال: يعني الخيل وصفونها قيامها وبسطها قوائمها {فقال إني أحببت حب الخير} أي المال {عن ذكر ربي} عن صلاة العصر {حتى توارت بالحجاب} ). [الدر المنثور: 12/567]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إذ عرض عليه بالعشيّ الصّافنات الجياد} يقول تعالى ذكره: إنّه توّابٌ إلى اللّه من خطيئته الّتي أخطأها، إذ عرض عليه بالعشيّ الصّافنات؛ فـ{إذ} من صلة {أوّابٌ}، والصافنات: جمع الصافن من الخيل، والأنثى: صافنةٌ، والصافن منها عند بعض العرب: الّذي يجمع بين يديه، ويثني طرف سنبك إحدى رجليه، وعند آخرين: الّذي يجمع يديه وزعم الفرّاء أنّ الصافن: هو القائم، يقال منه: صفنت الخيل تصفن صفونًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {الصّافنات الجياد} قال: صفون الفرس: رفع إحدى يديه حتّى يكون على طرف الحافر.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: صفن الفرس: رفع إحدى يديه حتّى يكون على طرف الحافر.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إذ عرض عليه بالعشيّ الصّافنات الجياد} يعني: الخيل، وصفونها: قيامها وبسطها قوائمها.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: الصّافنات، قال: الخيل.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {الصّافنات الجياد} قال: الخيل أخرجها الشّيطان لسليمان، من مرجٍ من مروج البحر قال: الخيل والبغال والحمير تصفن، والصفن أن تقوم على ثلاثٍ، وترفع رجلاً واحدةً حتّى يكون طرف الحافر على الأرض.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: الصّافنات: الخيل، وكانت لها أجنحةٌ وأمّا الجياد، فإنّها السّراع، واحدها: جوادٌ.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {الجياد}: قال: السّراع.
وذكر أنّها كانت عشرين فرسًا ذوات أجنحةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن أبيه، عن إبراهيم التّيميّ، في قوله: {إذ عرض عليه بالعشيّ الصّافنات الجياد} قال: كانت عشرين فرسًا ذات أجنحةٍ). [جامع البيان: 20/81-83]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد يعني صفن الفرس يعني رفع إحدى رجليه حتى يكون على طرف الحافر). [تفسير مجاهد: 549]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الجياد السراع). [تفسير مجاهد: 549]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الصّافنات صفن الفرس إلخ وقوله الجياد السّراع وقوله جسدًا شيطانًا وقوله رخاءً الرّخاء الطّيّب وقوله حيث أصاب حيث شاء وقوله فامنن أعط وقوله بغير حسابٍ بغير حرجٍ ثبت هذا كلّه للنّسفيّ هنا وسقط للباقين وقد تقدّم جميعه في ترجمة سليمان بن داود عليهما السّلام من أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب} قال: كان مطيعا لله كثير الصلاة {إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد} قال: يعني الخيل وصفونها قيامها وبسطها قوائمها {فقال إني أحببت حب الخير} أي المال {عن ذكر ربي} عن صلاة العصر {حتى توارت بالحجاب} ). [الدر المنثور: 12/567] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه {الصافنات الجياد} قال: الخيل خيل خلقت على ما شاء). [الدر المنثور: 12/567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {الصافنات} قال: صفون الفرس: رفع إحدى يديه حتى يكون على أطراف الحافر، وفي قوله الجياد قال: السراع). [الدر المنثور: 12/567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن الحسن وقتادة رضي الله عنهما في قوله {الصافنات الجياد} قال: الخيل إذا صفن قيامها عقرها تطلع أعناقها وسوقها، وفي قوله {أحببت حب الخير عن ذكر ربي} قال: الخير المال والخيل من ذلك فقوله شغلته عن الصلاة قال: لا والله لا تشغلني عن عبادة الله تعالى جرها عليك فكشف عراقيبها وضرب أعناقها). [الدر المنثور: 12/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود عن عائشة رضي الله عنهما قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر فجئت فكشفت ناحية الستر عن بنات لعب لعائشة فقال: ما هذا يا عائشة قالت: بناتي، ورأى بينهن فرسا لها جناحان من رقاع فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن قالت: فرس له جناحان قال: وما هذا الذي عليه فقلت: جناحان قال: فرس له جناحان قالت: أما سمعت أن لسليمان عليه السلام خيلا لها أجنحة فضحك حتى رؤيت نواجذه). [الدر المنثور: 12/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه في قوله {إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد} قال: كانت عشرين ألف فرس ذات أجنحة فعقرها). [الدر المنثور: 12/569]

تفسير قوله تعالى: (فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الحسن وقتادة والكلبي في قوله أحببت حب الخير عن ذكر ربي يقول الخير المال والخيل من المال يقول شغلته الخيل عن الصلاة). [تفسير عبد الرزاق: 2/163]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا الثوري عن أبي إسحاق عن الحرث عن علي قال هي صلاة العصر التي شغل عنها سليمان). [تفسير عبد الرزاق: 2/165]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {حبّ الخير عن ذكر ربّي} [ص: 32] : «من ذكر»). [صحيح البخاري: 6/124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حبّ الخير عن ذكر ربّي إلى آخره سقط هذا لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في ترجمة سليمان بن داود من أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/546]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس قوله 45 ص {أولي الأيدي والأبصار} قال {الأبصار} الفقه في الدّين
وبه في قوله 32 ص {إنّي أحببت حب الخير عن ذكر ربّي} يقول من ذكر ربّي). [تغليق التعليق: 4/296] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حب الخير عن ذكر ربّي من ذكر ربّي
أشار به إلى قوله تعالى: {إنّي أحببت حب الخير عن ذكر ربّي حتّى توارت بالحجاب} (ص: 32) أي: قال سليمان، عليه الصّلاة والسّلام، إنّي أحببت حب الخير أي: الخيل، والعرب تعاقب بين الرّاء واللّام، فنقول: إنهملت العين وانهمرت، وهي الخيل الّتي عرضت عليه قوله: (عن ذكر ربّي) أي: الصّلاة (حتّى توارت) أي: الشّمس أي: حتّى غابت. قوله: (من ذكر ربّي) أراد به أن معنى عن ذكر ربّي (من ذكر ربّي) وكلمة: عن بمعنى: من). [عمدة القاري: 19/139]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({حب الخير عن ذكر ربي}) [ص: 32] أي (من ذكر) ربي فعن بمعنى من والخير المال الكثير والمراد به الخيل التي شغلته والراء تعاقب اللام ويحتمل أنه سماها خيرًا لتعلق الخير بها قال -صلّى اللّه عليه وسلّم- الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم). [إرشاد الساري: 7/316-317]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فقال إنّي أحببت حبّ الخير عن ذكر ربّي حتّى توارت بالحجاب} وفي هذا الكلام محذوفٌ استغني بدلالة الظّاهر عليه من ذكره: فلهي عن الصّلاة حتّى فاتته، فقال: {إنّي أحببت حبّ الخير}.
ويعني بقوله: {فقال إنّي أحببت حبّ الخير} أي أحببت حبًّا للخيرٍ، ثمّ أضيف الحبّ إلى الخير، وعني بالخير في هذا الموضع الخيل؛ والعرب فيما بلغني تسمّي الخيل الخير، والمال أيضًا يسمّونه الخير.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فقال إنّي أحببت حبّ الخير} أي المال والخيل، أو الخير من المال.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن السّدّيّ، {فقال إنّي أحببت حبّ الخير} قال: الخيل.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {إنّي أحببت حبّ الخير} قال: المال.
وقوله: {عن ذكر ربّي} يقول: إنّي أحببت حبّ الخير حتّى سهوت عن ذكر ربّي وأداء فريضته، وقيل: إنّ ذلك كان صلاة العصر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {عن ذكر ربّي} عن صلاة العصر.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {عن ذكر ربّي} قال: صلاة العصر.
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: حدّثنا أبو زرعة، قال: حدّثنا حيوة بن شريحٍ، قال: حدّثنا أبو صخرٍ، أنّه سمع أبا معاوية البجليّ، من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصّهباء البكريّ، يقول: سألت عليّ بن أبي طالبٍ، عن الصّلاة الوسطى فقال: هي العصر، وهي الّتي فتن بها سليمان بن داود.
وقوله: {حتّى توارت بالحجاب} يقول: حتّى توارت الشّمس بالحجاب، يعني: تغيّبت في مغيبها.
- كما حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثنا ميكائيلٌ، عن داود بن أبي هند، قال: قال ابن مسعودٍ، في قوله: {إنّي أحببت حبّ الخير عن ذكر ربّي حتّى توارت بالحجاب} قال: توارت الشّمس من وراء ياقوتةٍ خضراء، فخضرة السّماء منها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {حتّى توارت بالحجاب} حتّى دلكت براحٍ قال قتادة: فواللّه ما نازعته بنو إسرائيل ولا كابروه، ولكن ولّوه من ذلك ما ولاّه اللّه.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {حتّى توارت بالحجاب} حتّى غابت). [جامع البيان: 20/83-85]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب} قال: كان مطيعا لله كثير الصلاة {إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد} قال: يعني الخيل وصفونها قيامها وبسطها قوائمها {فقال إني أحببت حب الخير} أي المال {عن ذكر ربي} عن صلاة العصر {حتى توارت بالحجاب} ). [الدر المنثور: 12/567] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن الحسن وقتادة رضي الله عنهما في قوله {الصافنات الجياد} قال: الخيل إذا صفن قيامها عقرها تطلع أعناقها وسوقها، وفي قوله {أحببت حب الخير عن ذكر ربي} قال: الخير المال والخيل من ذلك فقوله شغلته عن الصلاة قال: لا والله لا تشغلني عن عبادة الله تعالى جرها عليك فكشف عراقيبها وضرب أعناقها). [الدر المنثور: 12/568] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عوف رضي الله عنه قال: بلغني أن الخيل التي عقر سليمان عليه السلام كانت خيلا ذات أجنحة أخرجت له من البحر لم تكن لأحد قبله ولا بعده). [الدر المنثور: 12/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {حب الخير} قال: المال وفي قوله {ردوها علي} قال: الخيل {فطفق مسحا} قال: عقرا بالسيف). [الدر المنثور: 12/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن علي رضي الله عنه قال: الصلاة التي فرط فيها سليمان عليه السلام صلاة العصر). [الدر المنثور: 12/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن كعب رضي الله عنه في قوله {حتى توارت بالحجاب} قال: حجاب من ياقوت أخضر محيط بالخلائق فمنه أخضرت السماء التي يقال لها السماء الخضراء وأخضر البحر من السماء فمن ثم يقال: البحر الأخضر). [الدر المنثور: 12/568-569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله {حتى توارت بالحجاب} قال {توارت} من وراء قرية خضرة السماء منها). [الدر المنثور: 12/570]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان سليمان عليه السلام لا يكلم إعظاما له فلقد فاتته صلاة العصر وما استطاع أحد أن يكلمه). [الدر المنثور: 12/570]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {عن ذكر ربي} يقول: من ذكر ربي {فطفق مسحا} يقول: جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها). [الدر المنثور: 12/570]

تفسير قوله تعالى: (رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال الحسن عن ابن عبّاسٍ: {فطفق مسحًا [بالسّوق والأعناق]}، قال: بالسّيف). [الجامع في علوم القرآن: 2/49]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني ابن زيد عن أبيه في قول اللّه: {فطفق مسحًا بالسوق والأعناق}، قال: كان يضرب أعناقها وسوقها بالسّيف؛ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لو بقي منها واحدٌ لكان نسله إلى اليوم). [الجامع في علوم القرآن: 2/163-164]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {طفق مسحًا} : «يمسح أعراف الخيل وعراقيبها»). [صحيح البخاري: 6/124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حبّ الخير عن ذكر ربّي إلى آخره سقط هذا لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في ترجمة سليمان بن داود من أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/546] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس قوله 45 ص {أولي الأيدي والأبصار} قال {الأبصار} الفقه في الدّين
وبه في قوله 32 ص {إنّي أحببت حب الخير عن ذكر ربّي} يقول من ذكر ربّي
وبه في قوله 33 ص {فطفق مسحا} يقول يمسح أعراف الخيل حبا لها). [تغليق التعليق: 4/296-297] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (طفق مسحا يمسح أعراف الخيل وعراقيبها
أشار به إلى قوله تعالى: {فطفق مسحا بالسوق والأعناق} (ص: 33) وفسّر قوله طفق مسحاً بقوله: (يمسح أعراف الخيل) والأعراف جمع عرف بالضّمّ، وعرف الفرس شعر عنقه، وكذلك المعرفة، وطفق من أفعال المقاربة، وقد ذكر غير مرّة قال الثّعلبيّ: وطفق أي: أقبل يمسح سوقها وأعناقها بالسّيف وينحرها تقربا إلى الله تعالى، وهذا وما بعده ليسا في رواية أبي ذر). [عمدة القاري: 19/139]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (طفق {مسحًا}) في قوله تعالى: {فطفق مسحًا بالسوق والأعناق} [ص: 33] أي (يمسح أعراف الخيل وعراقيبها) حبالها ومسحًا نصب بفعل مقدر هو خبر طفق أي طفق بمسح مسحًا). [إرشاد الساري: 7/317]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ردّوها عليّ} يقول: ردّوا عليّ الخيل الّتي عرضت عليّ، فشغلتني عن الصّلاة، فكرّوها عليّ.
- كما حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {ردّوها عليّ} قال: الخيل.
وقوله: {فطفق مسحًا بالسّوق والأعناق} يقول: فجعل يمسح منها السّوق، وهي جمع السّاق، والأعناق.
واختلف أهل التّأويل في معنى مسح سليمان بسوق هذه الخيل الجياد وأعناقها، فقال بعضهم: معنى ذلك أنّه عقرها وضرب أعناقها، من قولهم: مسح علاوته: إذا ضرب عنقه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فطفق مسحًا بالسّوق والأعناق} قال: قال الحسن: قال: لا، واللّه لا تشغليني عن عبادة ربّي آخر ما عليك قال قولهما فيه، يعني قتادة والحسن قال: فكسف عراقيبها، وضرب أعناقها.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {فطفق مسحًا بالسّوق والأعناق} فضرب سوقها وأعناقها.
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن بزيعٍ، قال: حدّثنا بشر بن المفضّل، عن عوفٍ، عن الحسن، قال: أمر بها فعقرت.
وقال آخرون: بل جعل يمسح أعرافها وعراقيبها بيده حبًّا لها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فطفق مسحًا بالسّوق والأعناق} يقول: جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها: حبًّا لها.
وهذا القول الّذي ذكرناه عن ابن عبّاسٍ أشبه بتأويل الآية، لأنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم يكن إن شاء اللّه ليعذّب حيوانًا بالعرقبة، ويهلك مالاً من ماله بغير سببٍ، سوى أنّه اشتغل عن صلاته بالنّظر إليها، ولا ذنب لها في اشتغاله بالنّظر إليها). [جامع البيان: 20/86-87]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فطفق مسحًا بالسّوق والأعناق} [ص: 33].
- عن أبيّ بن كعبٍ «عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - في قوله - تعالى - {فطفق مسحًا بالسّوق والأعناق} [ص: 33] قال: " قطع سوقها وأعناقها» ".
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه سعيد بن بشيرٍ وثّقه شعبة وغيره وضعّفه ابن معينٍ وغيره، وبقيّة رجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {عن ذكر ربي} يقول: من ذكر ربي {فطفق مسحا} يقول: جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها). [الدر المنثور: 12/570] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط والإسماعيلي في معجمه، وابن مردويه بسند حسن عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {فطفق مسحا بالسوق والأعناق} قال: قطع سوقها وأعناقها بالسيف). [الدر المنثور: 12/570]


رد مع اقتباس