عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:57 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظنّ الّذين كفروا فويلٌ للّذين كفروا من النّار (27) أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار (28) كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب}.
يقول تعالى ذكره {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما} عبثًا ولعبًا، ما خلقناهما إلاّ ليعمل فيهما بطاعتنا، وينتهى إلى أمرنا ونهينا.
{ذلك ظنّ الّذين كفروا} يقول: إنّ ظنًّا أنّا خلقنا ذلك باطلاً ولعبًا، ظنّ الّذين كفروا باللّه فلم يوحّدوه، ولم يعرفوا عظمته، وأنّه لا ينبغي أن يعبث، فيتيقّنوا بذلك أنّه لا يخلق شيئًا باطلاً {فويلٌ للّذين كفروا من النّار} يعني: من نار جهنّم). [جامع البيان: 20/78-79]

تفسير قوله تعالى: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض} يقول: أنجعل الّذين صدقوا اللّه ورسوله وعملوا بما أمر اللّه به، وانتهوا عمّا نهاهم عنه {كالمفسدين في الأرض} يقول: كالّذين يشركون باللّه ويعصونه ويخالفون أمره ونهيه {أم نجعل المتّقين} يقول: الّذين اتّقوا اللّه بطاعته وراقبوه، فحذروا معاصيه {كالفجّار} يعني: كالكفّار المنتهكين حرمات اللّه). [جامع البيان: 20/79]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 28.
أخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض} قال {الذين آمنوا} علي وحمزة وعبيدة بن الحارث والمفسدين في الأرض عتبة وشيبة والوليد وهم تبارزوا يوم بدر). [الدر المنثور: 12/563]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات} إلى قوله {كالفجار} قال: لعمري ما استووا لقد تفرق القوم في الدنيا عند الموت، أما قوله تعالى: {أم نجعل المتقين كالفجار} ). [الدر المنثور: 12/563-564]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج أبو يعلى عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: كما أنه لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا تنال الفجار منازل الأبرار). [الدر المنثور: 12/564]

تفسير قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا معمر، عن يحيى بن المختار، عن الحسن، قال: إن هذا القران قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، ولم يأتوا الأمر إلا من قبل أوله، قال الله: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدبروا آياته} [سورة ص: 29] وما يدبر آياته أتباعه، والله يعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى أن أحدهم ليقول: والله لقد قرأت القران كله ما أسقطت منه حرفًا، وقد والله أسقطه كله، ما يرى له القرآن في خلقٍ ولا عمل، وحتى أن أحدهم ليقول: والله إني لأقرأ السورة في نفسي، والله ما هؤلاء بالقراء، ولا العلماء، ولا الحلماء، ولا الورعة، ومتى كانت القراء مثل هذا؟! ألا لا أكثر الله في الناس مثل هؤلاء). [الزهد لابن المبارك: 2/ 462-463]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كتابٌ أنزلناه إليك} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وهذا القرآن كتابٌ أنزلناه إليك يا محمّد {مباركٌ ليدّبّروا آياته} يقول: ليتدبّروا حجج اللّه الّتي فيه، وما شرع فيه من شرائعه، فيتّعظوا ويعملوا به.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة القرّاء: {ليدّبّروا} بالياء، يعني: ليتدبّر هذا القرآن من أرسلناك إليه من قومك يا محمّد وقراءه أبو جعفرٍ وعاصمٌ: (لتدّبّروا آياته) بالتّاء، بمعنى: لتتدبّره أنت يا محمّد وأتباعك.
وأولى القراءتين عندنا بالصّواب في ذلك أن يقال: إنّهما قراءتان مشهورتان صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
{وليتذكّر أولو الألباب} يقول: وليعتبر أولو العقول والحجا ما في هذا الكتاب من الآيات، فيرتدعوا عمّا هم عليه مقيمين من الضّلالة، وينتهوا إلى ما دلّهم عليه من الرّشاد وسبيل الصّواب.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {أولو الألباب} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {أولو الألباب} قال: أولو العقول من النّاس.
وقد بيّنّا ذلك فيما مضى قبل بشواهده، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 20/79-80]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 29.
أخرج سعيد بن منصور عن الحسين رضي الله عنه في قوله {ليدبروا آياته} اتباعه بعمله). [الدر المنثور: 12/564]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه {أولوا الألباب} قال: أولوا العقول من الناس). [الدر المنثور: 12/564]


رد مع اقتباس