عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 22 رجب 1440هـ/28-03-2019م, 03:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

ومن باب حكم الوقف على الراء
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ومن باب حكم الوقف على الراء
إذا وقفت على راء مكسورة وقفت بالترقيق، كما كانت في الوصل إذا رمت الحركة؛ لأنك قد أبقيت من الحركة بقية توجب ترقيق الراء، وهو بعض الكسر، الذي كان على الراء، فإن وقفت بالإسكان، وقبلها كسرة، وقفت أيضًا بالترقيق، كما ترقق الساكنة، إذا كان قبلها كسرة نحو: «مرية» وتقف على «بشرر» بالترقيق في الثانية إذا رمت الكسرة، وبالتغليظ إن أسكنت، لأنها تصير ساكنة قبلها فتحة مثل: «ترميهم» وكذلك: «سرر» تقف بالترقيق إن رمت الحركة، وإن أسكنت وقفت بالتغليظ، لأنها تصير ساكنة قبلها ضمة مثل: «ترجعون» فهذا حكم الوقف على الراء المكسورة في الوصل.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/216]
فإن كانت الراء مفتوحة في الوصل مفخمة، وقفت بالتفخيم أيضًا نحو: «قدر، وأدبر» لأنها تصير ساكنة قبلها فتحة، ولو استعملت الروم فيها لم تكن أيضًا إلا مفخمة، على حالها في الوصل، فإن كانت قبلها كسرة أو ياء وقفت بالترقيق، نحو «العير، وفاطر» لأنها تصير ساكنة قبلها كسرة كـ «مرية»، ولو رمت لوقفت لورش بالترقيق كالوصل، ولباقي القراء بالتغليظ كوصلهم، لكن لا يستعمل القراء الروم في المنصوب لخفته.
وقد اختلف علي ما فيه قول أبي الطيب، فمرة أجازه ومرة منعه، وتركه أحب إلي، فإن كانت الراء مضمومة وقفت بالروم، أجريتها على حكمها في الوصل، فإن أشممت الحركة أو أسكنت، وقبل الراء كسرة، وقفت بالترقيق نحو: «هو القادر» لأنها تصير ساكنة قبلها كسرة كـ «مرية»، فإن كان قبلها فتحة أو ضمة وقفت بالتغليظ، لأنها تصير ساكنة قبلها فتحة أو ضمة كـ «ترجعون، وترميم».
وحكم الياء قبل الراء في جميع ذلك حكم الكسرة قبلها، وكذلك حكم الساكن قبل الراء، وقبله كسرة، وحكم الكسرة قبل الراء، فتقف على «خبير، وبصير» المرفوعين بالترقيق إن لم ترم الحركة، فإن رمت الحركة وقفت لورش بالترقيق كما تصل، ووقفت لباقي القراء بالتغليظ كما يصلون؛ لأن بعض الحركة باق على الراء، فتجري في الوقف على حالها في الوصل، وكذلك «بصير، وخبير» وشبهه، المخفوض، تقف عليه كالوصل رمت الحركة أو لم ترم، وكذلك تقف على: «ذكر، وذكر من معي» المرفوعين بالترقيق، إن لم
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/217]
ترم لجميعهم، لأنها تصير ساكنة قبلها ساكن، قبله كسرة، فإن رمت الحركة وقفت لورش بالترقيق ولغيره بالتغليظ كالوصل، فأجر الراء مع روم الحركة أبدًا مجراها في الوصل، وأجرها إذا لم ترم مجرى الساكنة على حكمها، إذا كان قبلها كسرة أو ساكن، قبله كسرة أو ياء رققت، وإن كان قبلها فتحة أو ضمة، أو ساكن قبله فتحة، غلظت، فعلى هذا يجري الوقف على الراء.
ولو أن قائلًا قال: لا أعتد بالوقف لأنه عارض وأجري الراء في الوقف على ما كانت عليه في الوصل، من ترقيق أو تغليظ، لكان لقوله قياس، ولكن الأحسن ما ذكرت لك، فاستعمله، فإنه قياس الأصول، وعليه جرت الراءات، وهذا إنما أخذ سماعًا وقياسًا على ما سُمع، ونصه قليل غير موجود في الكتب، بل كل القراء أغفل الكلام على كثير مما ذكرنا، ولم يبين كيف هو يتفخم ولا يترقق، لكن القياس، على ما نصوا عليه، يوجب ما ذكرنا من الأحكام في الراءات). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/218]


رد مع اقتباس