عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:47 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام

[ من الآية (91) إلى الآية (92) ]
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)}

قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) }
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرًا... (91).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ثلاثهن بالياء، وقرأهن الباقون بالتاء.
[معاني القراءات وعللها: 1/370]
قال أبو منصور: من قرأ بالياء فعلى الخبر عن الغائب، ومن قرأ بالتاء فعلى المخاطبة، وهي أجود القراءتين، وقوله: (وعلّمتم ما لم تعلموا) ولم يقل: وعلموا ما لم يعلموا). [معاني القراءات وعللها: 1/371]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (28- وقوله تعالى: {تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرًا} [91].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو بالياء كل ذلك، جعل الإخبار عن غيب.
قرأ الباقون بالتاء على الخطاب، فحجتهم قوله: {وعلمتم ما لم تعلموا} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/164]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في التاء والياء من قوله جلّ وعزّ: تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا [الأنعام/ 91].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: يجعلونه قراطيس يبدونها، ويخفون كثيرا بالياء جميعا.
[الحجة للقراء السبعة: 3/354]
وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائيّ كلّ ذلك بالتاء.
من قرأ بالياء فلأنّهم غيب، يدلّك على ذلك قوله: وما قدروا الله حق قدره، إذ قالوا، وقوله: من أنزل الكتاب... يجعلونه [الأنعام/ 91] فيحمله على الغيبة، لأنّ ما قبله كذلك أيضا.
ومن قرأ بالتاء فعلى الخطاب، قل لهم: تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا.
ومعنى: تجعلونه قراطيس: تجعلونه ذوات قراطيس أي: تودعونه إياها، وتخفون أي: تكتمونه كما قال: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى [البقرة/ 159].
وقوله تبدونها وتخفون كثيرا يحتمل موضعه ضربين:
أحدهما: أن يكون صفة للقراطيس، لأن النكرة توصف بالجمل.
والآخر: أن تجعله حالا من ضمير الكتاب في قوله:
يجعلونه على أن تجعل الكتاب القراطيس في المعنى، لأنه مكتتب فيها.
ويؤكد قراءة من قرأ بالتاء قوله: وعلمتم ما لم تعلموا أنتم [الأنعام/ 91]،
[الحجة للقراء السبعة: 3/355]
فجاء على الخطاب، وكذلك يكون ما قبله من قوله: تجعلونه قراطيس تبدونها). [الحجة للقراء السبعة: 3/356]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل من أنزل الكتاب الّذي جاء به موسى نورا وهدى للنّاس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون
[حجة القراءات: 260]
كثيرا) والياء قال أبو عمرو يعني أهل الكتاب {وعلمتم ما لم تعلموا} يعني المسلمين لأن العرب لم يكن لها قبل ذلك كتاب وحجته قوله {جاء به موسى نورا وهدى للنّاس} أي يجعله النّاس قراطيس يعني اليهود فلمّا قرب الفعل منهم جعل الفعل لهم
وقرأ الباقون بالتّاء قال أبو عبيد التّاء تختار للمخاطبة قبلها وبعدها فالتي قبل قوله {قل من أنزل الكتاب} والّتي بعدها قوله {وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم} يعني وعلمتم فيما أنزله عليكم في الكتاب ما لم تعلموا فكأن قراءتهم ما توسط بين الخطابين من الكلام على لفظ ما قبله وما بعده ليأتلف نظام الكلام على سياق واحد أولى). [حجة القراءات: 261]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (43- قوله: {تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون} قرأ الثلاث ابن كثير وأبو عمرو بالياء، رداه على لفظ الغيبة في قوله: {وما قدروا الله} وقوله: {إذ قالوا}، وقرأهن الباقون بالتاء، ردوه على المخاطبة التي قبله، في قوله: {قل من أنزل الكتاب} فذلك أقرب إليه، وهو أولى أن يحمل على ما قرب منه مما بعد، وأيضًا فإن بعده خطابًا، فحمل على ما قبله، وما بعده، وهو قوله: {وعلمتم ما لم تعلموا أنتم} فحثمل على ما قبله وما بعده، فذلك أحسن في المشاكلة والمطابقة، واتصال بعض الكلام ببعض، وهو الاختيار، لهذه العلل، ولأن أكثر القراء عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/440]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (31- {يَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ يُبْدُونَهَا وَيُخْفُونَ} [آية/ 91] بالياء فيهن:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
[الموضح: 485]
والوجه أنهم غيب، يدل على ذلك قوله {وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ} فما قبل الكلام على الغيبة، وهذا محمول عليه.
وقرأ الباقون بالتاء في الأحرف الثلاثة.
وهو على الخطاب، أي قل لهم تجعلونه، يدل على ذلك أنه تعالى قال {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى}، ويؤيده قوله {وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ} فجاء على الخطاب). [الموضح: 486]

قوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولتنذر أمّ القرى... (92).
قرأ أبو بكر عن. عاصم (لينذر) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [معاني القراءات وعللها: 1/371]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (29- وقوله تعالى: {ولتنذر أم القرى} [92].
قرأ عاصم في رواية ابي بكر {ولينذر} بالياء أي: ولينذر القرآن.
وقرأ الباقون بالتاء، أي: ولتنذر أنت يا محمد أهل مكة، وشاهده من القرآن: {إنما أنت منذر} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/164]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في الياء والتاء في قوله: ولتنذر أم القرى [الأنعام/ 92].
فقرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر: ولينذر أم القرى بالياء.
وقرأ الباقون: ولتنذر أم القرى بالتاء، وكذلك روى حفص عن عاصم بالتاء أيضا.
وجه من قرأ بالتاء قوله: إنما أنت منذر [الرعد/ 7]، وإنما أنت منذر من يخشاها [النازعات/ 45]، وو أنذر به الذين يخافون [الأنعام/ 51].
ومن قرأ بالياء جعل الكتاب هو المنذر، لأن فيه إنذارا، ألا ترى أنه قد خوّف به في نحو قوله: هذا بلاغ للناس ولينذروا به [إبراهيم/ 52]. وو أنذر به الذين يخافون [الأنعام/ 51]. و: قل إنما أنذركم بالوحي [الأنبياء/ 45]، فلا يمتنع أن يسند الإنذار إليه على الاتساع). [الحجة للقراء السبعة: 3/356]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الّذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها}
قرأ أبو بكر (ولينذر أم القرى) وحجته قوله {وهذا كتاب أنزلناه مبارك} أي لينذر الكتاب أهل مكّة
وقرأ الباقون بالتّاء أي لتنذر أنت يا محمّد أهل مكّة وحجتهم قوله {إنّما أنت منذر}). [حجة القراءات: 261]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (44- قوله: {ولتنذر أم القرى} قرأه أبو بكر، رده على «الكتاب» فأسند الفعل، وهو الإنذار إلى «الكتاب»، كما قال: {ولينذروا به} «إبراهيم 52»، وقال: {إنما أنذركم بالوحي} «الأنبياء 45»، وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب للنبي عليه السلام، فهو فاعل الإنذار، كما قال: {إنما أنت منذر من يخشاها} «النازعات 56»، {وأنذر به} «الأنعام 51»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/440]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (32- {وَلِيُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى} [آية/ 92]:
قرأها عاصم وحده -ياش-.
والوجه أنه يعود على الكتاب، أي لينذر الكتاب أم القرى، فجعل الكتاب منذرًا؛ لأن فيه إنذارًا، كما قال تعالى {هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} و{أَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ} و{قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ}، فلا يبعد إسناد الإنذار إليه على الاتساع لذلك.
وقرأ الباقون {وَلِتُنْذِرَ} بالتاء.
أي ولتنذر أنت يا محمد، ويؤيده قوله تعالى {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ} و{إِنَّمَا
[الموضح: 486]
أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا}). [الموضح: 487]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس