عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:41 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (111) إلى الآية (115) ]

{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115)}

قوله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)}

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (هل يستطيع ربّك... (112)
قرأ الكسائي والأعشى عن أبي بكر (هل تستطيع ربّك) بالتاء ونصب الباء من (ربّك)، وقرأ الباقون (هل يستطيع ربّك) بالياء ورفع الباء من (ربّك).
وأخبرني المنذري عن أبي اليزيدي عن أبي زيد أنه قال في قول الله جلّ وعزّ: (هل تستطيع ربّك) معناه عندنا: هل تدعو ربّك؟ هل تستطيع بدعائك أن ينزّل؟
قال أبو منصور: ومن قرأ بالياء فمعناه: هل يفعل ربّك؟ لأن القوم لم ينكروا ولم يشكّوا أنه يستطيع.
وقال نصير النحوي: الاختيار: (هل تستطيع ربّك)، على معنى: هل يستجيب لك ربّك؟ هل تسأله ذلك؟.
قال: وكانت عائشة تنكر القراءة الأخرى وتقول: كان
[معاني القراءات وعللها: 1/343]
القوم أعلم بالله من أن يقولوا: (هل يستطيع ربّك) ؟.
وقال الفراء: من قرأها (هل يستطيع ربّك) هذا كقولك: هل يستطيع فلانٌ القيام معنا؟
وأنت تعلم أنه يستطيع ذلك، فهذا وجه هذه القراءة). [معاني القراءات وعللها: 1/344]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {هل يستطيع ربك} [112].
قرأ الكسائي وحده {هل تستطيع ربك} بالتاء ونصب {ربك} ومعناه: هل تستطيع سؤال ربك؟
وقرأ الباقون {هل يستطيع} بالياء جعلوا الفعل له. [و] ربك: رفع، وإنما
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/150]
قالوا: هل يستطيع ربك وهم يعلمون أنه يستطيع ولكن هذا كما تقول لصاحبك: هل تقدر أن تقوم معي، أي: قم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/151]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في الياء والتاء من قوله جل وعز: هل يستطيع ربك [المائدة/ 112].
[الحجة للقراء السبعة: 3/272]
فقرأ الكسائي وحده: هل تستطيع ربك بالتاء، ونصب الباء واللام مدغّمة في التاء.
وقرأ الباقون: هل يستطيع ربك بالياء ورفع الباء.
[قال أبو علي] وجه قراءة الكسائي: تستطيع* بالتاء أن المراد: هل تستطيع سؤال ربك، وذكروا الاستطاعة في سؤالهم له لا لأنّهم شكّوا في استطاعته، ولكن كأنّهم ذكروه على وجه الاحتجاج عليه منهم، كأنّهم قالوا: إنّك مستطيع فما يمنعك؟! ومثل ذلك قولك لصاحبك: أتستطيع أن تذهب عني فإنّي مشغول؟ أي:
اذهب لأنّك غير عاجز عن ذلك. وأما أن* في قوله: هل تستطيع ربك أن ينزل فهو من صلة المصدر المحذوف، ولا يستقيم الكلام إلّا على تقدير ذلك، ألا ترى أنّه لا يصح: هل تستطيع أن يفعل غيرك؟ وأنّ الاستفهام لا يصح عنه، كما لا يصح في الإخبار: أنت تستطيع أن يفعل زيد، فأن في قوله: أن ينزل علينا متعلّق بالمصدر المحذوف على أنّه مفعول به. فإن قلت: هل يصح هذا على قول سيبويه، وقد قال: إن بعض الاسم لا يضمر في قوله:
.... إلّا الفرقدان فإن ذلك لا يمتنع، لأنّه في تقدير المذكور في اللفظ وإن
[الحجة للقراء السبعة: 3/273]
كان محذوفا منه، إذ كان الكلام لا يصحّ إلّا به، كما ذهب إليه في قوله:
........... ونار توقّد بالليل نارا إلى أنّ كلّا في تقدير الملفوظ به من حيث لو لم تقدره كذلك لم يستقم عنده، فكذلك قياس الآية على قوله.
وأمّا قراءة من قرأ: هل يستطيع ربك فليس على أنّهم شكّوا في قدرة القديم سبحانه على ذلك، لأنّهم كانوا مؤمنين عارفين، ولكن كأنّهم قالوا: نحن نعلم قدرته على ذلك
فليفعله بمسألتك إياه، ليكون علما لك ودلالة على صدقك، وكأنّهم سألوه ذلك ليعرفوا صدقه وصحّة أمره من حيث لا يعترض عليهم منه إشكال ولا تنازعهم فيه شبهة، لأنّ علم الضرورة لا تعرض فيه الشبه التي تعرض في علوم الاستدلال، فأرادوا علم أمره من هذا الوجه فمن ثم قالوا: وتطمئن قلوبنا [المائدة/ 113] كما قال إبراهيم عليه السلام: بلى ولكن ليطمئن قلبى [البقرة/ 260] بأن أعلم ذلك، من حيث لا يكون لشبهة ولا إشكال عليّ طريق.
وليس قول عيسى عليه السلام لهم: اتقوا الله إن كنتم مؤمنين
[الحجة للقراء السبعة: 3/274]
[المائدة/ 112] إنكارا لسؤالهم، ولكن قال لهم هذا، كما جاء:
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته [آل عمران/ 102] يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة [المائدة/ 35] يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس [الحشر/ 18] ونحو هذا من الآي.
وأمّا إدغام الكسائي اللام في التاء فحسن، ألا ترى أنّ أبا عمرو قد أدغمها في التاء، فيما حكى عنه سيبويه من قوله:
هثوب الكفار [المطففين/ 36] والتاء أقرب إليها من الثاء والإدغام في المتقاربين، إنّما يحسن بحسب قرب الحرف من الحرف، وإذا جاز إدغامها في الشين مع أنها أبعد منها من حروف طرف اللسان والثنايا لأنّها تتصل بمخارج هذه الحروف فأن يجوز في الثاء ونحوها من حروف طرف اللسان وأصول الثنايا أجدر، وأنشد سيبويه:
تقول إذا استهلكت مالا للذّة... فكيهة هشّيء بكفّيك لائق
[الحجة للقراء السبعة: 3/275]
قال سيبويه: وقد قرئ: بتؤثرون الحياة الدنيا [الأعلى/ 16]) وأنشد:
فذر ذا ولكن هتّعين متيّما... على ضوء برق آخر الليل ناصب). [الحجة للقراء السبعة: 3/276]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السّماء}
قرأ الكسائي (هل تستطيع) بالتّاء {ربك} نصب أي
[حجة القراءات: 240]
هل تقدر يا عيسى أن تسل ربك لأنهم كانوا مؤمنين وكانت عائشة تقول كان القوم أعلم باللّه من أن يقولوا {هل يستطيع ربك} إنّما قالوا (هل تستطيع ربك) وحجته قوله قبلها {وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا} والله تعالى سماهم حواريين ولم يكن الله ليسميهم بذلك وهم برسالة رسوله كفرة قال أهل البصرة المعنى هل تستطيع سؤال ربك فحذف السّؤال والقى إعرابه على ما بعده فنصبه كما قال {واسأل القرية} أي أهل القرية
وقرا الباقون {هل يستطيع} بالياء {ربك} أي هل يستجيب لك ربك إن سألته ذلكما كما يقول القائل لآخر أتستطيع أن تسعى معنا في كذا وهو يعلم أنه على ذلك قادر ولكن يريد السّعي معنا فيه وإنّما أرادوا بذلك أن يأتيهم بآية يستدلون بها على صدقه وحجته قول عيسى لهم {اتّقوا الله إن كنتم مؤمنين} استعظاما لما قالوه فقالوا {نريد أن نأكل منها} الآية). [حجة القراءات: 241]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (45- قوله: {هل يستطيع ربك} قرأه الكسائي بالتاء نصب «ربك»، وقرأ الباقون بالياء ورفع «ربك»، وأدغم الكسائي اللام من «هل، وبل» في التاء على أصله المذكور.
وحجة من قرأ بالتاء أنه أجراه على مخاطبة الحواريين لعيسى، وفيه معنى التعظيم للرب جل ذكره، على أن يستفهم عيسى عن استطاعته، إذ هو تعالى مستطيع لذلك، فإنما معناه: هل تفعل ذلك على معنى افعل ذلك، وقد علموا أن عيسى يستطيع السؤال، ولابد من إضمار السؤال، إذ لا يجوز أن يقال: هل تستطيع أن يفعل غيرك كذا، فـ «أن» مفعول بالمصدر المحذوف، وهو السؤال، وهذا كما تقول للرجل: هل تسطيع أن تكلمني، وقد علمت أنه مستطيع لذلك، فإنما معناه: هل تفعل ذلك على معنى افعل ذلك، وقد روي عن عائشة رضي الله عنه أنها قالت: كان القوم أعلم بالله عز وجل من أن يقولوا: هل يستطيع ربك، ولكن: هل تستطع ربك، وروي عنها أنها قالت: كان الحواريون لا يشكون أن الله يقدر على إنزال مائدة عليهم، ولكن قالوا: هل تستطيع ذلك، وعن معاذ بن جبل أنه قال: أقرأنا النبي عليه السلام: هل تستطيع ربك، قال معاذ: وسمعت النبي عليه السلام مرارًا يقرأ بالتاء في «تستطيع» وبذلك قرأ أيضًا علي بن أبي طالب.
46- وحجة من قرأ بالياء أنه على معنى: هل يفعل ربك ذلك، لأنهم لم
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/422]
يشكوا في استطاعة البارئ على ذلك، لأنهم كانوا مؤمنين، فإنما هو كقولك للرجل هل يستطيع فلان أن يأتي، وقد علمت أنه مستطيع، فالمعنى: هل يفعل ذلك، وهل يجيبني إلى ذلك، وقد كانوا عالمين باستطاعة الله لذلك ولغيره علم دلالة وخبر ونظر، فأرادوا معاينة لذلك، كما قال إبراهيم: {رب أرني كيف تحيي الموتى} «البقرة 260» وقد كان عَلِم أن الله يحيي الموتى استدلال وحي، ونظر فأراد عِلْم المعاينة التي لا يعترضها شيء، ولذلك قال إبراهيم: {بلى ولكن ليطمئن قلبي} أي: لا تدخل عليه في ذلك شبهة، لأن عِلم النظر والخبر تدخله الشبهات والاعتراضات وعلمُ المعاينة لا يدخله شيء من ذلك، ولذلك قال الحواريون: {وتطمئن قلوبنا} والاختيار ما عليه الجماعة من الياء، ورفع {ربك} على المعنى). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/423]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (25- {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} بالتاء، والنصب من {رَبُّكَ} [آية/ 112]:-
قرأها الكسائي وحده.
ووجه ذلك أن المراد: هل تستطيع سؤال ربك، فحذف المضاف، ومعنى سؤالهم عن استطاعته مسألة الله، أنه محمول على الاحتجاج منهم (عليه) عليه السلام، أي إنك مستطيع فما يمنعك؟، كما تقول لصاحبك: هل تستطيع أن تذهب عني فإني مشغول، أي اذهب فإنك غير عاجز عن ذلك، فكذلك قولهم: هل تستطيع سؤال ربك، أي إنك مستطيع فاسأل.
وقرأ الباقون {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} بالياء، ورفع {رَبُّكَ}.
ووجه ذلك أن الفعل مسند إلى الرب تبارك وتعالى، وليس المعنى على أنهم كانوا شاكين في قدرة الله تعالى على ذلك، لأنهم كانوا مؤمنين، ولكن كأنهم قالوا: نحن نعلم قدرته على ذلك، فليفعله بمسأليك إياه، لتكون دلالة على صدقك، ولتبين صحة أمرك من حيث لا يبقى فيه إشكال، لأن علوم
[الموضح: 455]
الضرورة لا تعرض (فيها) الشبه التي تعرض في علوم الاستدلال، فأرادوا علم أمره من هذا الوجه.
وقيل معناه: هل يستجيب لك ربك، وذلك لأن استطاع تأتي بمعنى أطاع، وأطاع بمعنى أجاب، يقال دعوت فلانة إلى شيء فلم يغني أي لم يجبني). [الموضح: 456]

قوله تعالى: {قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)}

قوله تعالى: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)}

قوله تعالى: {قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {إني منزلها عليكم} [115].
قرأ نافع وعاصم وابن عامر {منزلها} مشددة من نزل ينزل.
ومن قرأ {منزلها} فمن أنزل ينزل. وكذلك قرأ الباقون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/151]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال [أحمد بن موسى]: قرأ نافع وعاصم وابن عامر منزلها [المائدة/ 115] مشدّدة.
وقرأ الباقون: خفيفة.
وجه التخفيف أنّه قال: أنزل علينا مائدة فقال: إني منزلها فيكون الجواب كالسؤال. ومن قال: منزلها فلأنّ نزّل وأنزل، قد استعمل كلّ واحد منهما موضع الآخر، قال: نزل عليك الكتاب بالحق [آل عمران/ 3] وقال: وأنزل الفرقان [آل عمران/ 4] وقال تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان على عبده [الفرقان/ 1] وقال: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب [الكهف/ 1] فقد صار كل واحد من هاتين اللفظتين يستعمل موضع الأخرى). [الحجة للقراء السبعة: 3/282]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال الله إنّي منزلها عليكم}
قرأ نافع وابن عامر وعاصم {قال الله إنّي منزلها عليكم} بالتّشديد من نزل ينزل
وقرأ الباقون {منزلها} بالتّخفيف وحجتهم قوله قبلها {ربنا أنزل علينا مائدة من السّماء} ). [حجة القراءات: 242]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (47- قوله: {إني منزلها} قرأه نافع وعاصم وابن عامر بالتشديد، على أنه اسم فاعل من نزّل، وقرأ الباقون بالتخفيف على أنه اسم من فاعل من أنزل، واللغتان موجودتان في القرآن، قد أجمع على كل واحدة منهما فالقراءتان متساويتان، غير أن التشديد فيه معنى التكثير). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/423]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (26- {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} [آية/ 115] بالتشديد:-
قرأها نافع وعاصم وابن عامر.
والوجه أن نزل بالتشديد مشابه أنزل في أن كل واحد منهما متعدي نزل بالتخفيف، يقال نزل فلان، وأنزلته ونزلته أنا، قال الله تعالى {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}، وقال {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ}، وكل واحد من اللفظين يستعمل موضع الآخر.
وقرأ الباقون {مُنَزِّلُهَا} بالتخفيف.
وقد تقدم أن أنزل ونزل بمعنى واحد، وأنزل أليق بهذا الموضع؛ لأنه جواب لقوله {أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} فقال {إِنِّي مُنَزِّلُهَا}، فيكون
[الموضح: 456]
لفظ الجواب موافق للفظ السؤال). [الموضح: 457]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس