عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:40 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (109) إلى الآية (110) ]

{يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (109) إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (110)}

قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (109)}

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (110)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إلّا سحرٌ مبينٌ (110)
هنا وفي يونس وهود والصف.
قرأ ابن كثير وعاصم في يونس: (لساحرٌ مبينٌ) بألف، والباقي بغير ألف، وقرأهن نافع وأبو عمرو وابن عامر والحضرمي أربعهن (سحرٌ) على (فعل)، وقرأهن حمزة والكسائي (ساحر).
قال أبو منصور: من قرأ (سحرٌ) فهو مصدر سحر يسحر سحرًا، ومثله خدع يخدع خدعًا، و(مبين) نعت له.
ومن قرأ (لساحرٌ) فهو نعت على (فاعل)، و(مبين)، أي: ظاهر السحر). [معاني القراءات وعللها: 1/342]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {فتكون طيرا} [110].
قرأ نافع وحده {فتكون طائرًا} بالألف على التوحيد. وقرأ الباقون {طيرًا} على الجمع، فطائر ويطير مثل صاحب وصحب وقد مرّت علة ذلك في سورة (آل عمران) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/150]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {إن هذا إلا سحر مبين} [110].
اختلفوا في أربعة مواضع هاهنا، وفي أول (يونس) و(هود) و(الصف) قرأهن حمزة والكسائي {ساحر} بألف، يعنون النبي الذي كان في زمانهم.
وقرأ ابن كثير وعاصم في أول يونس {ساحر} بألف والباقي {سحر}.
وقرأ الباقون كل ذلك {سحر} بغير ألف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/150]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في قوله تعالى: إن هذا إلا سحر مبين [المائدة/ 110] في اسم الفاعل والمصدر.
فقرأ ابن كثير وعاصم هاهنا وفي هود [7] والصف إلا سحر مبين [الآية/ 6] بغير ألف.
وقرأ في يونس: لساحر مبين [2] بألف.
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر في كلّ ذلك: سحر مبين بغير ألف.
وقرأ حمزة والكسائيّ في المواضع الأربعة: ساحر بألف.
[الحجة للقراء السبعة: 3/270]
قال [أبو علي: قال تعالى]: وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين فمن قرأ: إلا سحر مبين جعله إشارة إلى ما جاء به، كأنه قال: ما هذا الذي جئت به إلّا سحر، ومن قال: إلا ساحر، أشار إلى الشخص لا إلى الحدث الذي أتى به، وكلاهما حسن لاستواء كلّ واحد منهما في أنّ ذكره قد تقدم، وكذلك ما في سورة الصف في قصة عيسى أيضا وهو قوله: فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين [6] وكذلك ما في هود في قوله: ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين [7] فمن قال: سحر جعل الإشارة إلى الحدث ومن قال: ساحر فإلى الشخص.
فأما اختيار من اختار ساحر* في هذه المواضع لما ذهب إليه من أنّ الساحر يقع على العين والحدث، فإنّ وقوع اسم فاعل على الحدث، ليس بالكثير، إنّما جاء في حروف قليلة. ولكن لمن اختار سحرا أن يقول: إنّه يجوز أن يراد به الحدث والعين جميعا، ألا ترى أنّه يستقيم أن يقول: إن هذا إلا سحر وأنت تريد به:
[الحجة للقراء السبعة: 3/271]
ذو سحر، كما جاء ولكن البر من آمن بالله [البقرة/ 177] وأ جعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام [التوبة/ 19] أي: أهلها، ألا ترى قوله: كمن آمن بالله. وقالوا: إنّما أنت سير، وما أنت إلّا سير.
....... وإنّما هي إقبال وإدبار فيجوز أن يريد بسحر، ذا سحر.
وساحر لا يجوز أن يراد به سحر، وقد جاء فاعل يراد به المصدر في حروف ليست بالكثيرة نحو: عائذا بالله من شرها، أي: عياذا، ونحو: العاقبة. ولم تصر هذه الحروف من الكثرة بحيث يسوغ القياس عليها. وحكي أنّ أبا عمرو كان يقول: إذا كان بعده: مبين* فهو سحر*، وإذا كان بعده عليم* فهو ساحر*، ولا إشكال في الوصف بعليم أنّه لا ينصرف إلى الحدث، ولكن مبين* يقع على الحدث كما يقع على العين، فإذا كان كذلك لم يمتنع: ساحر مبين، كما لم يمتنع: سحر مبين). [الحجة للقراء السبعة: 3/272]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أحمد بن موسى: قرأ نافع وحده: طائرا بألف مع الهمز.
وقرأ الباقون طيرا بغير ألف. [المائدة/ 110].
حكى أبو الحسن الأخفش: طائرة، وطوائر، ونظير ما حكاه من ذلك قولهم: ضائنة، وضوائن. فأما الطير فواحده طائر. مثل ضائن وضان، وراكب وركب، والطائر كالصفة الغالبة، وقد قالوا: أطيار، فهذا مثل صاحب وأصحاب، وشاهد وأشهاد، وشبّهوا فيعلا بفاعل، فقالوا: ميّت وأموات، ويمكن أن يكون أطيار جمع طير، جعله مثل بيت وأبيات، وجمعوه على العدد القليل كما قالوا: جمالان ولقاحان، وإذا جاز أن يثنّى، جاز العدد القليل أيضا فيه، وكما جمع على أفعال كذلك جمع على
[الحجة للقراء السبعة: 3/276]
العدد الكثير، فقالوا: طيور فيما حكاه أبو الحسن.
ولو قال قائل: إنّ الطائر قد يكون جمعا مثل الجامل، والباقر. والسامر، فيكون على هذا معنى القراءتين واحدا، لكان قياسا. ويقوي ذلك ما حكاه أبو الحسن من قولهم: طائرة، فيكون [على هذا] من باب شعيرة وشعير.
فأما قوله: أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير [آل عمران/ 49] وفي هذه: فتنفخ فيها [المائدة/ 110] وفي آل عمران: فأنفخ فيه فالقول في ذلك أنّ الضمير الذي في قوله فيها لا يخلو من أن يعود إلى ما تقدم له ذكر في الكلام، أو إلى ما وقعت عليه دلالة من اللفظ، فمما تقدم ذكره: الطين، والهيئة، والطير، فلا يجوز أن يعود إلى الطين لتأنيث الضمير [الراجع إليه] وتذكير ما يعود الضمير إليه، ولو كان الذكر مذكرا لم يسهل أن يعود إليه، ألا ترى أنّ النفخ إنّما يكون في طين مخصوص، وهو ما كان منه مهيّأ للنفخ، والطين المتقدم ذكره عامّ، فلا يكون العائد على حسب ما يعود إليه. فإن قلت: يعود الذكر من فيها* إلى الهيئة. فإنّ النفخ لا يكون في الهيئة إنّما يكون في المهيّأ، ذي الهيئة، إلّا أن تجعل الهيئة التي هي
[الحجة للقراء السبعة: 3/277]
المصدر في موضع المهيّأ، كما يقع الخلق موضع المخلوق.
وإذا ذكّر فقال: أنفخ فيه جاز أن يكون الضمير عائدا على ذي الهيئة، كما قال: وإذا حضر القسمة أولوا القربى... فارزقوهم منه إذ جعلت القسمة المقسوم. ويجوز أن يعود إلى الطير لأنّها مؤنّثة، قال: أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات [الملك/ 19].
ويجوز أن يعود الذكر إذا ذكّر على ما وقعت عليه الدّلالة في اللفظ، وهو أنّ يخلق يدلّ على الخلق، كما أنّ يبخلون يدل على البخل، فيجوز في قوله: فأنفخ فيه أي: في الخلق، ويكون الخلق بمنزلة المخلوق. ويجوز أن يعود الذكر حيث ذكر إلى ما دلّ عليه الكاف من معنى المثل، أو إلى الكاف نفسه فيمن يجوّز أن يكون اسما في غير الشعر، وتكون الكاف في موضع نصب على أنّه صفة للمصدر المراد، تقديره: وإذ تخلق خلقا من طين كهيئة الطير، فتنفخ في الخلق الذي يراد به المخلوق.
ويجوز في قراءة نافع: فيكون طائرا، أن يكون الذكر المؤنث يرجع إلى الطائر على قوله: أعجاز نخل خاوية
[الحجة للقراء السبعة: 3/278]
[الحاقة/ 7] والموضع الذي ذكّر فيه يكون على قوله: أعجاز نخل منقعر [القمر/ 20] والشجر الأخضر [يس/ 80] ويكون أيضا على من جعله جمعا: كالسامر، والجامل، والباقر، فأما قول الشاعر:
هم أنشبوا زرق القنا في نحورهم... وبيضا تقيض البيض من حيث طائره
فإن الدماغ يسمى الفرخ، فيما روى لنا محمد بن السريّ، وتقيض: تكسر. وقد قال غيره: الدماغ يقال له الفرخ، فوضع الطائر موضع الفرخ، لأنّه في المعنى طائر وحرّف الاسم عمّا كان عليه لما احتاج إليه من إقامة القافية، كما حرّف لإقامة الوزن في نحو ما أنشدناه علي بن سليمان:
بني ربّ الجواد فلا تفيلوا... فما أنتم فنعذركم لفيل
أراد ربيعة الفرس، فوضع الجواد موضعه، وأنشدنا علي بن سليمان:
[الحجة للقراء السبعة: 3/279]
كأنّ نزو فراخ الهام بينهم... نزو القلات زهاها قال قالينا
فأراد بفراخ الهام الدماغ. فقوله: فراخ الهام ليس يضيف الشيء إلى نفسه، ولكن الهام جمع هامة، فتشمل الدماغ وغيره، فصار بمنزلة نصل السيف، لأنّ السيف يقع على النصل وغيره [وعلى نفسه] فأضاف الطائر إلى البيض في قوله: «من حيث طائره» لالتباسه به كما قال: وليلبسوا عليهم دينهم [الأنعام/ 137] يريد الدين الذي شرع لهم، فأضافه إليهم لالتباسهم به من حيث شرع لهم ودعوا إليه، وإن لم يتدينوا به.
وقوله:
هم أنشبوا زرق القنا على حذف المضاف التقدير: هم أنشبوا زرق أسنة القنا، لأنّ الذي يوصف بالزرقة السنان دون الرماح، ألا ترى أنّ الرماح
[الحجة للقراء السبعة: 3/280]
توصف بالسّمرة في نحو قوله:
وأسمر خطيّا كأنّ كعوبه ووصفت الأسنة بالزرقة في نحو قوله:
وزرق كستهنّ الأسنّة هبوة... أرقّ من الماء الزّلال كليلها
الأسنّة: واحدها سنان، وهي المسانّ، فإذا كان الكليل أرقّ من الماء الزّلال، فكيف الحادّ، وما لم يكلّ، وإن شئت جعلت الزرق الأسنّة على إقامة الصفة مقام الموصوف، كأنّه: هم أنشبوا أسنّة القنا. فأمّا قول الكميت:
وليس التفحّش من شأنهم... ولا طيرة الغضب المغضب
فقوله: طيرة الغضب، يحتمل ضربين: أحدهما مصدر طار الغضب يطير طيرة، وقد قالوا: طار طير فلان إذا غضب وخفّ، وأنشد بعض أصحاب الأصمعي:
فلمّا أتاني ما يقول تطايرت... عصافير رأسي وانتشيت من الخمر
[الحجة للقراء السبعة: 3/281]
ويجوز في قوله: طيرة الغضب أن يكون سمّى الطائر الذي استعمل في الغضب باسم المصدر). [الحجة للقراء السبعة: 3/282]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فقال الّذين كفروا منهم إن هذا إلّا سحر مبين}
قرأ حمزة والكسائيّ (إن هذا إلّا ساحر مبين) بالألف وكذلك
[حجة القراءات: 239]
في يونس وهود والصف دخل معهما عاصم وابن كثير في يونس وحجتهم إجماع الجميع على قوله {فقالوا ساحر كذّاب}
وقرأ الباقون {إن هذا إلّا سحر مبين} وحجتهم قوله {إن هذا إلّا سحر يؤثر} وقوله {سحر مستمر} وأخرى ذكرها اليزيدي عن أبي عمرو فقال ما كان في القرآن مبين فهو سحر بغير ألف وما كان عليم فهو ساحر بالألف فكأن أبا عمرو ذهب إلى أنه إذا وصفه بالبيان دلّ على أنه عنى السحر الّذي يبين عن نفسه أنه سحر لمن تأمله وإذا نعت ب عليم لم يجز أن يسند العلم إلى السحر فجعله لفاعل السحر والسحر عنده أوعب معنى لأنّه يدل على فاعله والساحر قد يوجد ولا يوجد معه السحر والسحر لا يوجد إلّا مع ساحر). [حجة القراءات: 240]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (43- قوله: {إلا سحر مبين} قرأ حمزة والكسائي «ساحر» هنا وفي أول هود والصف، وقرأ الكوفيون وابن كثير «ساحر» بألف في أول يونس، وقرأ الباقون في الأربعة بغير ألف.
وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعل الإشارة إلى ما جاء به النبي، فأخبر عنهم أنهم جعلوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم سحرا، ويجوز أن تكون الإشارة إلى النبي، وفي الكلام تقدير حذف مضاف، أي: إن هذا إلا ذو سحر، فيكون مثل القراءة بألف، وهذا الحذف كثير في القرآن.
44- وحجة من قرأ بألف أنه جعل الإشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبر عنهم أنهم قالوا: إن هذا إلا ساحر، فأخبر عن الاسم باسم الفاعل، وهو بابه، ويجوز أن يكون «ساحر» بمعنى سحر؛ لأن الاسم قد يقع موضع المصدر، كقولهم: عائذًا بالله من شرها، أي: عياذًا، فتكون القراءة بالألف كالقراءة بغير ألف، وكان أبو عمرو يقول: إذا كان بعده «مبين» فهو سحر، وإذا كان بعده «عليم» فهو ساحر، والمبين يصلح للسحر وللساحر، فلا حجة له في ذلك، فأما «عليم» فلا يكون إلا للساحر،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/421]
فهو صحيح، فالقراءتان متداخلتان حسنتان). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/422]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {فَتَكُونُ طَائْرًا} [آية/ 110]:-
بالألف، قرأها نافع ويعقوب.
يجوز أن يكون واحدًا وهو الأشهر، ويجوز أن يكون جمعًا كالباقر والجامل.
وقرأ الباقون {طَيْرًا} بغير ألف، وهو جنس، وقيل هو كراكب وركب، وضائن وضأن، وقد سبق في آل عمران). [الموضح: 454]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (24- {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} [آية/ 110]:-
بالألف، قرأها حمزة والكسائي، وكذلك في يونس {لَسَاحِرٌ}، وفي أول هود والصف {سَاحِرٌ} بالألف في الأربعة.
وقرأ ابن كثير وعاصم حرفًا واحدًا بالألف وهو {لَسَاحِرٌ} في أول يونس، والباقي {سِحْر} بغير ألف.
عل قراءة من قرأ {سَاحِر} بالألف، أن الإشارة إلى الشخص الآتي لا إلى الحدث الذي أتى به، وكل واحد منهما قد تقدم ذكره، فجازت الإشارة إليه، والمعنى على هذه القراءة: ليس هذا الشخص إلا ساحرة مبينا.
[الموضح: 454]
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب {سِحْرٌ} بغير ألف في الأربعة الأحرف.
ووجه ذلك أن الإشارة إلى الحد الذي جاء به، لا إلى الشخص الذي جاء، فكأنه قال: ما هذا الذي جئت به إلا سحر مبين). [الموضح: 455]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس