عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 10:44 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (72) إلى الآية (74) ]

{ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)}

قوله تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)}

قوله تعالى: {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أن يؤتى أحدٌ مثل ما أوتيتم... (73)
قرأ ابن كثير وحده (ءان يؤتى أحدٌ) ممدودا، وقرأ الباقون بغير مدٍّ.
قال أبو منصور: القراءة بغير المد، ومن قرأ بالمد فهو استفهام معناه الإنكار، وذلك أن أحبار اليهود قالوا لذويهم: أيؤتى أحدٌ مثل ما أوتيتم؟ أي: لا يؤتى أحدٌ مثل ما أوتيتم.
[معاني القراءات وعللها: 1/260]
قال الفراء: ((أن يؤتى أحدٌ مثل ما أوتيتم): لا تصدّقوا (أن يؤتى أحدٌ مثل ما أوتيتم.
أوقع (تؤمنوا) على (أن يؤتى) كأن قائلهم قال: لا تؤمنوا أن يعطى أحدٌ مثل ما أعطيتم.
وقد قيل إن المعنى: قل يا محمد: (إنّ الهدى هدى اللّه أن يؤتى أحدٌ مثل ما أوتيتم)، أي: الهدى هداكم، لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، قاله الفراء.
قال: وصلحت أحد لأن معنى (أن) معنى (لا)، كما قال الله جلّ وعزّ: (يبيّن اللّه لكم أن تضلّوا) معناه: لا تضلوا.
وقال: (كذلك سلكناه في قلوب المجرمين (200) لا يؤمنون به)
أن تصلح في موضع (لا).
وأخبرني المنذري عن المبرد أنه قال: المعنى في قوله (أن يؤتى أحدٌ مثل ما أوتيتم) (قل إنّ الهدى هدى اللّه) كراهة (أن يؤتى أحدٌ مثل ما أوتيتم) أي ممن خالف دين الإسلام، لأن الله لا يهدي من هو كاذبٌ كفّار، فهدى الله بعيدٌ من غير المؤمنين.
قال أبو منصور، وقول الفراء عندي أصح من قول المبرد). [معاني القراءات وعللها: 1/261]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (40- وقوله تعالى: {أن يؤتى أحد} [73].
قرأ ابن كثير وحده {آن يؤتى} على الاستفهام في اللفظ، وهو تقرير وتوبيخ.
وقرأ الباقون {أن يؤتى} بالقصر على تقدير: قل إن الهدى هدى الله، لأن يوتى وبأن يوتى، فأعرف ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/114]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلّهم قرأ: أن يؤتى أحد غير ممدود، إلّا ابن كثير فإنّه قرأ: أن يؤتى أحد، ممدودا [آل عمران/ 73].
قال أبو علي: فقول الباقين أن المعنى على قراءة الجماعة: لا تصدقوا إلّا لمن تبع دينكم، أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، وقوله: قل إن الهدى هدى الله [آل عمران/ 73] اعتراض بين المفعول وفعله، والتقدير: لا تصدّقوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلّا لمن تبع دينكم.
فأمّا قوله: أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم [آل عمران/ 73] فإن أول الآية: وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار [آل عمران/ 72] فقوله: ولا تؤمنوا... أن يؤتى أحد يكون تؤمنوا فيه متعدّيا بالجارّ، كما كان في أول الآية متعديا به. وإذا حذفت الجارّ من «أن» كان موضع «أن» على الخلاف، يكون في قول الخليل جرّا، وفي قول سيبويه نصبا. وأمّا اللّام في قوله: ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم [آل عمران/ 73]
[الحجة للقراء السبعة: 3/52]
فلا يسهل أن يعلّقه ب تؤمنوا وأنت قد أوصلته بحرف آخر جارّ فتعلّق بالفعل جارّين، كما لا يستقيم أن تعدّيه إلى مفعولين إذا كان يتعدى إلى مفعول واحد، ألا ترى أنّ تعدّي الفعل بالجارّ كتعديه بالهمزة، وتضعيف العين؟ فكما لا يتكرر هذان، كذلك لا يتكرر الجارّ. فإن قلت: فقد جاء:
فلأبغينّكم قنا وعوارضا... ولأقبلنّ الخليل لابة ضرغد
والتقدير: لأقبلنّ بالخيل إلى هذا الموضع. فإنّ هذا إنّما جار لأنّ الثاني من المفعولين مكان، فيجوز أن يكون شبه المختص بالمبهم كقولهم: ذهبت الشام، فيمن لم يجعل الشام اسم الجهة. فإذا لم يسهل تعليق المفعولين به حملته على المعنى، والمعنى:
لا تقرّوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلّا لمن تبع دينكم، كما تقول:
أقررت لزيد بألف، فيكون اللام متعلقا بالمعنى، ولا تكون زائدة على حدّ إن كنتم للرءيا تعبرون [يوسف/ 43] ولكن متعلق بالإقرار.
فإن قلت: فهذا فعل قد تعلّق بجارّين. فإن الجارّين [لم
[الحجة للقراء السبعة: 3/53]
يتعلقا به] على حدّ أنّه مفعول بهما، ولكن أحدهما على غير أنّه مفعول به، والمفعول به إذا تعدى الفعل إليه بالجارّ أشبه الظرف، ولذلك جاز: «سير بزيد فرسخ» فأقمت الظرف مقام الفاعل، مع أنّ في الكلام مفعولا به على المعنى، لما كان المفعول به الذي هو الجار والمجرور يشبه الظرف، ولولا ذلك لم يجز: «سير بزيد فرسخ». فالمعنى: لا تقرّوا أن يؤتى أحد إلّا لمن تبع دينكم، فاللام غير زائدة. وإن شئت حملت الكلام على معنى الجحود، لأنّ معنى لا تؤمنوا: اجحدوا، فكأنّه قيل: اجحدوا أن يؤتى أحد، أو اجحدوا بأن يؤتى أحد إلّا من تبع دينكم، كأنه قيل:
اجحدوا الناس إلّا من تبع دينكم، فتكون اللّام على هذا زائدة.
وقد تعدى (آمن) باللّام في غير هذا، قال تعالى: فما آمن لموسى إلا ذرية [يونس/ 83] وقال: آمنتم له قبل أن آذن لكم [الشعراء/ 49، وطه/ 71] ويؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين [التوبة/ 61] فتعدى مرّة بالباء، ومرّة باللّام. فأمّا قوله: أن يؤتى أحد [فإنّ قوله: أحد] إنّما دخل للنفي الواقع في أوّل الكلام، وهو قوله: ولا تؤمنوا كما دخلت من في قوله: ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم [البقرة/ 105] فكما دخلت من في صلة «أن ينزّل» لأنّه مفعول النفي اللّاحق لأول الكلام، كذلك دخل أحد في
[الحجة للقراء السبعة: 3/54]
صلة «أن» من قوله: أن يؤتى أحد لدخول النفي في أول الكلام.
ووجه قول ابن كثير أنّ: (أن) في موضع رفع بالابتداء. ألا ترى أنّه لا يجوز أن يحمل على ما قبله من الفعل لقطع الاستفهام بينهما، كما كان يحمل عليه قبل؟ فارتفع بالابتداء. وخبره:
تصدّقون به، وتعترفون به، أو تذكرونه لغيركم، ونحو هذا مما دلّ عليه قوله: ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم، وهذا في قول من قال: أزيد ضربته، ومن قال: أزيدا ضربته، كان (أن) عنده في موضع نصب، ومثل حذف خبر المبتدأ هنا، لدلالة ما قبل الاستفهام عليه، حذف الفعل في قوله [جلّ وعزّ] آلآن وقد عصيت قبل [يونس/ 91] التقدير: الآن أسلمت حين لا ينفعك الإيمان، للإلجاء من أجل المعاينة إلى الإيمان، كما قال: يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل [الأنعام/ 158] فحذف الفعل لدلالة ما قبل الاستفهام عليه، فكذلك حذف خبر المبتدأ من قوله: أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم [آل عمران/ 73] ويجوز أن يكون موضع (أن) نصبا فيكون المعنى: أتشيعون أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، أو أتذكرون أن يؤتى أحد. ويدلّ على جواز ذلك قوله تعالى: أتحدثونهم بما فتح الله عليكم [البقرة/ 76]
[الحجة للقراء السبعة: 3/55]
فحديثهم بذلك إشاعة منهم له ذكر وإفشاء. ومثل هذا في المعنى في قراءة ابن كثير قوله: وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا: أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به
عند ربكم أفلا تعقلون
[البقرة/ 76] فوبخ بعضهم بعضا. بالحديث بما علموه من أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- وعرفوه من وصفه، فهذه الآية في معنى قراءة ابن كثير، ولعله اعتبرها في قراءته هذه. فإن قلت: فكيف وجه دخول أحد في قراءة ابن كثير، وقد انقطع من النفي بلحاق الاستفهام، والاستفهام ما بعده منقطع مما قبله، والاستفهام على قوله تقرير وتوبيخ كما أنه في قوله: أتحدثونهم بما فتح الله عليكم تقرير، وإذا كان تقريرا كان بمعنى الإيجاب، وإذا كان بمعنى الإيجاب، لم يجز دخول أحد في الكلام كما لم يجز دخوله في الإيجاب، ألا ترى أن التقرير لا يجاب بالفاء كما لا يجاب الإيجاب بها؟ وأحد على قول ابن كثير أيضا يدلّ على الكثرة، كما أنّه في قول سائرهم ممن لا يستفهم كذلك، ألا ترى أن بعده: أو يحاجوكم والضمير ضمير جماعة؟ فالقول في ذلك أنّه يجوز أن يكون أحد في هذا الموضع أحدا الذي في نحو: أحد وعشرون وهذه تقع في الإيجاب، ألا ترى أنّه بمعنى واحد؟.
[الحجة للقراء السبعة: 3/56]
وقد قال أحمد بن يحيى: إن أحدا، ووحدا، وواحدا بمعنى، وجمع ضمير أحد، لأنّ المراد به الكثرة، فحمل على المعنى في قوله: أو يحاجوكم، وجاز ذلك لأنّ الأسماء المفردة قد تقع للشياع، وفي المواضع التي يراد بها الكثرة، فهذا موضع ينبغي أن ترجّح له قراءة غير ابن كثير على قراءته، لأنّ الأسماء التي هي مفردة تدلّ على الكثرة ليس بالمستمر في كلّ موضع. وفي قراءة غيره ليس يعترض هذا ويقوي قوله: يخرجكم طفلا [غافر/ 67] واجعلنا للمتقين إماما [الفرقان/ 74] فيمن جعل الإمام مثل كتاب ولم يجعله كصحاف). [الحجة للقراء السبعة: 3/57]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [أَنْ يُوتِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ]، قال أحمد بن صالح: كذا قال، قال ابن مجاهد: وعلى هذا ينبغي أن يكون أن يوتِيَ أحدًا.
قال أبو الفتح: لا وجه لإنكار ابن مجاهد رفع "أحد" مع قوله [يوتِيَ] مسمى الفاعل؛ وذلك أن معناه أن يوتِي أحد أحدًا مثل ما أوتيتم؛ كقولك: أن يحسن أحد مثل ما أُحْسِنَ إليكم؛ أي: أن يحسن أحد إلى أحد مثل ما أُحْسن إليكم، فتحذف المفعول ويكون معناه ومفاده أن نعمة الله سبحانه لا تُقاس بها نعمة. وهذا مع أدنى تأمل واضح). [المحتسب: 1/163]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولا تؤمنوا إلّا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم} 73
قرأ ابن كثير {أن يؤتى أحد} بمد الألف على الاستفهام على
[حجة القراءات: 165]
وجه الإنكار أي لا يعطى أحد مثل ما أعطيتم وهو متّصل بقوله {ولا تؤمنوا إلّا لمن تبع دينكم} {أن يؤتى أحد} ويكون قوله {إن الهدى هدى الله} خبرا اعترض في وسط الكلام ولم يغير من المعنى شيئا وإذا حمل الكلام على هذا كان قوله أن يؤتى بعد من الحكاية عن اليهود يقول لا تصدقوا أن يعطى أحد مثل ما أعطيتم
وقرأ الباقون أن يؤتى بلا استفهام وتأويله ولا تؤمنوا إلّا لمن تبع دينكم ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم وقد بينا في كتاب التّفسير). [حجة القراءات: 166]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (42- قوله: {أن يؤتى} قرأه ابن كثير بالمد، ولم يمد الباقون.
43- وحجة من مده أنه أدخل ألف الاستفهام على «أن»، ليؤكد الإنكار الذي قالوه، بأنه لا يؤتي أحد مثل ما أوتوا، لأن علماء اليهود قالت لعامتهم: لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، أي: لا يؤتي أحد مثل ما أوتيتم. و{أن} في موضع رفع على قول من رفع في قولك: أزيد
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/347]
ضربته، والخبر محذوف، تقديره: أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم تصدقون أو تقرون، ونحوه، أي: لا تصدقوا بذلك، ويحسن أن تكون «أن» في موضع نصب على إضمار فعل، كما جاز في قولك: أزيدًا ضربته، فهو أقوى في العربية، لأن الاستفهام بالفعل أولى لأنك عنه تستفهم، لست تستفهم عن شخص زيد إنما تستفهم عن الفعل، هل وقع بزيد، فالفعل: مع حرف الاستفهام مضمر، فهو أولى بالعمل، فيجب أن يختار النصب، ومثله الأمر والنهي وشبهه مما هو أولى بالفعل، فيجب أن يختار النصب، ومثله الأمر والنهي وشبهه، مما هو أولى بالفعل، ويكون الإضمار بين الألف وبين الفعل، تقديره: أتقرون أن يؤتى، أو أتشيعون ذلك، أو أتذكرون ذلك، ونحوه.
44- وحجة من لم يمد أن النفي الأول دل على إنكارهم في قولهم: ولا تؤمنوا فالمعنى أن علماء اليهود قالت لهم: لا تصدقوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم. و{أن} في موضع جر على قول الخليل بالخافض المحذوف، وفي موضع نصب على قول غيره، لعدم الخافض، تقديره: لا تصدقوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، واللام في {لمن} متعلقة بـ {تؤمنوا} على أن تحمل {تؤمنوا} على معنى: تقروا، فيتعدى إلى مفعولين بحرفين، فإن لم تقدر ذلك لم تتعلق اللام بـ {تؤمنوا}؛ لأنه لا يتعدى إلى مفعولين بحرفين، ويتعدى «تقرون» بحرفين، تقول: أقررت لزيد بمال، ولا تقول ذلك في {تؤمنوا} إلا على أن تجعله بمعنى «تقروا» والاختيار ترك المد، لأن الجماعة عليه، ولأن المعنى في الإنكار يقوم بغير زيادة ألف، لأن «لا» تغني عن الألف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/348]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {آنْ يُؤْتى أَحَدٌ} [آية/ 73]:-
بمد الألف، قرأها ابن كثير وحده.
وذلك لأن المراد أأن بهمزة الاستفهام التي معناها الإنكار، وخفف معها همزة {أَنْ} لاجتماع الهمزتين فبقي {ءان} بالمد، وموضع أن وما بعده رفع على أنه مبتدأ، والخبر مضمر، والتقدير: أن يؤتي أحد مثل ما أوتيتم تصدقون به أو تقرون أو أنتم به معترفون أو نحو ذلك.
وقرأ الباقون {أنْ يؤتى} بقصر الألف.
وذلك لأنه متصل بقوله {وَلا تُؤْمِنُوا إلا لِمَنْ تَبِع دِينَكُمْ} كأنه قال: لا تصدقوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا لمن تبع دينكم، فيكون موضع أن نصبًا بقوله {لا تُؤْمِنُوا} على أنه مفعول به، وقوله {قُلْ إنّ الهُدى هُدى الله} اعتراض بين الفعل والمفعول به). [الموضح: 376]

قوله تعالى: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس