عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 09:32 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149) وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151) إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153) وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)}

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {عجلاً جسداً لّه خوارٌ...}؛ كان جسدا مجوّفا. وجاء في التفسير أنه خار مرة واحدة). [معاني القرآن: 1/ 393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({له خوارٌ} أي صوت كخوار البقر إذا خار، وهو يخور). [مجاز القرآن: 1/ 228]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلاً جسداً لّه خوارٌ ألم يروا أنّه لا يكلّمهم ولا يهديهم سبيلاً اتّخذوه وكانوا ظالمين}
وقال: {من حليّهم} وقال بعضهم: {حليّهم} و{حليهم} {عجلاً جسداً لّه خوارٌ} وقال بعضهم: {جوارٌ} وكلٌّ من لغات العرب.
وأمّا قوله: {من حليّهم} بضم الحاء فإنه "فعول" وهي جماعة "الحلي" ومن قال: {حليّهم} في اللغة الأخرى [فـ] لمكان الياء كما قالوا: "قسيّ" و"عصيّ"). [معاني القرآن: 2/ 17]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أصحاب عبد الله {من حليهم} بالكسر.
و{عتيا} و{صليا}، و{جثيا} {وبكيا} بالكسر.
الحسن وأبو عمرو وأهل المدينة يضمونه كله؛ وكل مقول في اللغة؛ عصي وعصي، وبكي وبكي، ومن لغة تميم: حلي بالضم.
[معاني القرآن لقطرب: 573]
وقال يونس أيضًا: داوة ودوي ودوي، وصفا وصفي وصفي، وقسي وقسي، جعل المكسور مع المضموم جائزًا؛ وهذا مثل: بكي وبكي، وما ذكرنا.
وقالوا في الفعل والمصدر: حليت المرأة، تحلى حليا وحليا؛ والحلية هي الحلي نفسه؛ قال الله عز وجل {أو من ينشأ في الحلية} وهي الحلي). [معاني القرآن لقطرب: 574]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {له خوار} فقالوا: خار الثور يخور خوارًا؛ وهو أرفع صوته؛ وجأر يجأر جؤارًا؛ لصياحه، {فإليه تجأرون} من ذلك). [معاني القرآن لقطرب: 599]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({له خوار}: له صوت كما تخور البقرة). [غريب القرآن وتفسيره: 150]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنّه لا يكلّمهم ولا يهديهم سبيلا اتّخذوه وكانوا ظالمين}
و (من حليّهم) و(من حليّهم)..
- فمن قرأ (من حليهم) فالحلي اسم لمّا يحسّن به من الذهب والفضة.
- ومن قرأ (من حليهم) بضم الحاء - فهو جمع حلي على حليّ مثل حقو وحقيّ، ومن كسر الحاء فقال - من حليّهم - أتبع الحاء كسر اللام.
ومعنى (من بعده) أي من بعد ما جاء الميقات، وخلفه هارون في قومه.
وكان لهم حلي يجمعونه في أيام زينتهم، وكان للقبة حلى عند بني إسرائيل.
فقال لهم السامري، وكان رجلا مطاعا فيهم ذا قدر، وكانوا قد سألوا موسى أن يجعل لهم إلها يعبدونه كما رأوا قوم فرعون يعبدون الأصنام.
فجمع السامري ذلك الحلي، وهو قولهم: (ولكنّا حمّلنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها) أي ألقيناها.
{فكذلك ألقى السّامريّ} أي وكذلك طرح السّامريّ ما كان عنده من الحلي فصاغه في العجل.
فقال اللّه تعالى: {واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدا}.
والجسد هو الذي لا يعقل ولا يميز، إنما معنى الجسد معنى الجثة فقط.
(له خوار): أي له صوت.
وقيل له خوار -بالحاء والجيم- وكلاهما من الصوت، وكان قد عمله.
كما تعمل هذه الآلات التي تصوّت بالخيل، فجعله في بيت وأعلمهم أن إلههم وإله موسى عندي.
ويقال في التفسير إنّه سمع صوته مرة واحدة فقط.
فقال الله عزّ وجلّ: {ألم يروا أنّه لا يكلّمهم ولا يهديهم سبيلا} أي لا يبين لهم طريقا إلى حجة). [معاني القرآن: 2/ 376-378]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار} أي من بعد ما جاء للميقات
{من حليهم} يقال لما حسن من الذهب والفضة: حلي والجمع حلي وحلي.
{عجلا جسدا} أي عجلا جثة أي لا يعقل ولا يميز.
- وقيل لم يكن له رأس إنما كان جسدا فقط، {له خوار}؛ أي صوت.
قال مجاهد: جمع الحلي فأخذ قبضة من أثر فرس جبريل فرماها عليه). [معاني القرآن: 3/ 80-81]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({له خوار} أي: صياح). [ياقوتة الصراط: 230]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خُوَارٌ}: صوت). [العمدة في غريب القرآن: 138]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ولمّا سقط في أيديهم...}
من الندامة. ويقال: أسقط لغة. و(سقط في أيديهم) أكثر وأجود. {قالوا لئن لّم يرحمنا ربّنا} نصب بالدعاء (لئن لم ترحمنا ربنا) ويقرأ (لئن لم يرحمنا ربّنا) والنصب أحبّ إليّ؛ لأنها في مصحف عبد الله (قالوا ربّنا لئن لم ترحمنا) ). [معاني القرآن: 1/ 393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ولّما سقط في أيديهم} يقال لكل من ندم وعجز عن شئ ونحو ذلك: سقط في يد فلان). [مجاز القرآن: 1/ 228]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ولمّا سقط في أيديهم ورأوا أنّهم قد ضلّوا قالوا لئن لّم يرحمنا ربّنا ويغفر لنا لنكوننّ من الخاسرين}
وقال: {ولمّا سقط في أيديهم} وقال بعضهم: {سقط} وكل جائز والعرب تقول: "سقط في يديه" و{أسقط في أيديهم}). [معاني القرآن: 2/ 17]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن ,أبي عمرو {لئن لم يرحمنا ربنا} بالرفع.
والجحدري {لئن لم ترحمنا ربنا} بالتاء وينصب، كأنه قال: يا ربنا). [معاني القرآن لقطرب: 574]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {سقط في أيديهم}؛ أي استأسروا؛ وقالوا: كل من ندم سقط في يده سقوطًا؛ وقالوا: أسقط في يده إسقاطًا). [معاني القرآن لقطرب: 599]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ولما سقط في أيديهم}: ندموا). [غريب القرآن وتفسيره: 150]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولمّا سقط في أيديهم} أي ندموا. يقال: سقط في يد فلان: إذا ندم). [تفسير غريب القرآن: 172]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولمّا سقط في أيديهم ورأوا أنّهم قد ضلّوا قالوا لئن لم يرحمنا ربّنا ويغفر لنا لنكوننّ من الخاسرين}
يقال للرجل النادم على ما فعل الخسر على ما فرط منه، قد سقط في يده وأسقط، وقد رويت سقط في القراءة، فالمعنى: ولما سقط الندم في أيديهم، كما تقول للذي يحصل على شيء - وإن كان مما لا يكون في اليد - قد حصل في يده من هذا مكروه، تشبّه ما يحصل في القلب وفي النفس بما يرى بالعين). [معاني القرآن: 2/ 378]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا}
يقال للنادم المتحير سقط في يديه وأسقط.
و يقرأ{ولما سَقَطَ في أيديهم}: أي ولما سقط الندم في أيديهم). [معاني القرآن: 3/ 81-82]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({ولما سقط في أيديهم} أي: ندموا عندما فعلوا.
قال أبو عبد الله: ومنه قوله تعالى: (لم يروا أنه لا يكلمهم) أي: عاب العجل بذلك، وهذا دليل على أن الله يتكلم، ولم يزل متكلماً، لأنه لا يكون هو بصفة ما عاب). [ياقوتة الصراط: 231]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):{سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} ندموا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 87]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ}: ندموا). [العمدة في غريب القرآن: 138]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أعجلتم أمر ربّكم...}
تقول: عجلت الشيء: سبقته، وأعجلته استحثثته.
وقوله: {وألقى الألواح} ذكر أنهما كانا لوحين. وجاز أن يقال الألواح للاثنين كما قال: {فإن كان له إخوةٌ} وهما أخوان وكما قال: {إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما} وهما قلبان.
وقوله تبارك وتعالى: {قال ابن أمّ} يقرأ (ابن أمّ، وأمّ) بالنصب والخفض، وذلك أنه كثر في الكلام فحذفت العرب منه الياء. ولا يكادون يحذفون الياء إلا من الاسم المنادى يضيف المنادي إلى نفسه، إلاّ قولهم: يا بن عمّ يا بن أمّ. وذلك أنه يكثرا استعمالهما في كلامهم. فإذا جاء مالا يستعمل أثبتوا الياء فقالوا: يا بن أبى، ويا ابن أخي، ويا بن خالتي، فأثبتوا الياء. ولذلك قالوا: يا بن أمّ، ويا بن عمّ فنصبوا كما تنصب المفرد في بعض الحالات، فيقال: حسرتا، ويا ويلتا، فكأنهم قالوا: يا أمّاه، ويا عمّاه. ولم يقولوا ذلك في أخ، ولو قيل كان صوابا. وكان هارون أخاه لأبيه وأمّه. وإنما قال له (يا ابن أم) ليستعطفه عليه.
وقوله: {فلا تشمت بي الأعداء} من أشمت...
- حدّثنا سفيان بن عيينة عن رجل - أظنه الأعرج - عن مجاهد أنه قرأ (فلا تشمت بي) ولم يسمعها من العرب، فقال الكسائيّ: ما أدري لعلهم أرادوا (فلا تشمت بي الأعداء) فإن تكن صحيحة فلها نظائر، العرب تقول فرغت: وفرغت.
فمن قال فرغت قال: أنا أفرغ، ومن قال فرغت قال أنا أفرغ، وركنت وركنت وشملهم شر، وشملهم، في كثير من الكلام.
و(الأعداء) رفع لأن الفعل لهم، لمن قال: تشمت أو تشمت). [معاني القرآن: 1/ 393-394]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({غضبان أسفاً} من شدة، يقال: أسف وعند وأضم، ومن شدّة الغضب يتأسف عليه أي يتغيظ). [مجاز القرآن: 1/ 228]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ولمّا رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربّكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه قال ابن أمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظّالمين}
وقال: {ابن أمّ إنّ القوم}. وذلك - والله أعلم - أنه جعله اسما واحدا مثل قولهم "ابن عمّ أقبل" وهذا لا يقاس عليه وقال بعضهم: {يا ابن أمي لا تأخذ} وهو القياس ولكن الكتاب ليست فيه ياء فلذلك كره هذا.
وقال الشاعر:
يا ابن أميّ ولو شهدتك إذ تد ....... عو تميماً وأنت غير مجاب
وقال بعضهم: {يا ابن أمّ}، فجعله على لغة الذين يقولون هذا غلام قد جاء "أو جعله اسما واحدا آخره مكسور" مثل "خازباز".
وقال: {وكادوا يقتلونني} فثبتت فيه نونان واحدة للفعل والأخرى للاسم المضمر وإنما ثبتت في الفعل لأنه رفع، ورفع الفعل إذا كان للجميع والاثنين بثبات النون إلا أن نون الجميع مفتوحة ونون الاثنين مكسورة، وقد قال: {أتعدانني أن أخرج} وقد يجوز في هذا الإدغام والإخفاء). [معاني القرآن: 2/ 17-18]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة مجاهد وأهل مكة وأبي عمرو {يبنؤم} بالفتح، كأنهما صيرا اسمًا، مثل: خمسة عشر وشبهها، وقالوا أيضًا: يا بن عم لا تفعل، ففتحوا مثل: {يبنؤم}.
وسألت يونس عن: "يا بنت أم" و"يا بنت عم"، هل يجعلان في المؤنث كالاسم الواحد؟ فزعم: أنه لا يجعل هذا الكلام اسمًا واحدًا، إلا مع "ابن" المذكر.
وقراءة أخرى: "يا بن أمي" بالياء على الإضافة؛ وهي الجيدة في القياس مثل "يا غلام صاحبي" و"يا صاحب أخي"؛ وهي لغة مع القياس فيها "يا بن أمي".
أصحاب عبد الله والحسن {يا بن أم إن القوم} كأنه أضاف الأم إليه، وهو كالاسم الواحد؛ مثل: يا غلام لا تفعل.
وقال أبو زبيد الطائي:
[معاني القرآن لقطرب: 574]
يا ابن أمي ويا شقيق نفسي = أنت خلفتني لدهر شديد
فأدخل الياء، وهو القياس.
قراءة القراء كلهم {فلا تشمت}، من أشمت، إلا مجاهدًا فإنه كان يقرأها: "فلا تشمت بي الأعداء" من شمت به زيد عدوه). [معاني القرآن لقطرب: 575]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {أعجلتم أمر ربكم} فإنه يقال: عجلني زيد، فلا تعجلني؛ أي تذهب وتدعني؛ وتعجلني: تسبقني أيضًا، عجلني: سبقني). [معاني القرآن لقطرب: 599]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({غضبان آسفا}: الأسف أشد الغضب). [غريب القرآن وتفسيره: 150]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أسفاً} شديد الغضب. يقال: آسفني فأسفت. أي: أغضبني فغضبت. ومنه قوله: {فلمّا آسفونا انتقمنا منهم}). [تفسير غريب القرآن: 173]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه جمع يراد به واحد واثنان:
كقوله: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}: واحد واثنان فما فوق.
وقال قتادة في قوله تعالى: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ}: كان رجل من القوم لا يمالئهم على أقاويلهم في النبي -صلّى الله عليه وسلم-، ويسير مجانبا لهم، فسماه الله طائفة وهو واحد.
وكان «قتادة» يقول في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ}: هو رجل واحد ناداه: يا محمد، إنّ مدحي زين، وإنّ شتمي شين.
فخرج إليه النبي، صلّى الله عليه وسلم، فقال: «ويلك، ذاك الله جل وعز»، ونزلت الآية.
وقوله سبحانه: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ}، أي أخوان فصاعدا.
قوله سبحانه: {وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ}، جاء في التفسير: أنهما لوحان). [تأويل مشكل القرآن: 282-283](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولمّا رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربّكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه قال ابن أمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظّالمين}
(غضبان) منصوب على الحال، وهو على مثال فعلان، وله فعلى نحو غضبى - لم ينصرف، لأن فيه الألف والنون، كألفي حمراء، والأسف:
الشديد الغضب، قال الله جلّ وعزّ: {فلما آسفونا انتقمنا منهم}، أي فلما أغضبونا.
وقوله: {أعجلتم أمر ربّكم}
يقال: عجلت الأمر والشيء سبقته، وأعجلته استحثثته.
(قال ابن أمّ). بالفتح وإن شئت ابن أمّ بالكسر، فمن قال ابن أمّ بالفتح فإنه إنما فتحوا في ابن أمّ وابن عم لكثرة استعمالهم هذا الاسم.
وأن النداء كلام محتمل للحذف فجعلوا " ابن " و " أمّ " شيئا واحدا نحو خمسة عشر.
ومن قال ابن أمّ - بالكسر - فإنه أضافه إلى نفسه بعد أن جعله اسما واحدا، ومن العرب من يقول: يا ابن أمّي بإثبات الياء.
قال الشاعر:
يا ابن أمي ويا شقيق نفسي ....... أنت خليتني لدهر شديد).
[معاني القرآن: 2/ 378-379]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا}
الأسف الشديد الغضب المغيظ ويكون الحزين
ومعنى {أعجلتم أمر ربكم} أسبقتم ولم تنتظروا أمره ونهيه
ثم قال جل وعز: {وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه}
قال مجاهد: كانت من زمردة خضراء.
قال مجاهد في قوله: {ولا تجعلني مع القوم الظالمين}يعني الذين عبدوا العجل). [معاني القرآن: 3/ 82-83]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ((غضبان أسفا) أي: ممتلئ غيظاً).[ياقوتة الصراط: 232]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الأَسِف): أشد الغضب). [العمدة في غريب القرآن: 138]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قال رب اغفر لي ولأخي}
أي: اغفر الغضب الذي ألقيت من أجله الألواح، واغفر لأخي ما كان من مساهلته في بني إسرائيل؛ إذ كان ذلك من خشية غضب موسى حين قال: (إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي)
وقيل: إنما استغفر لذنوب كانت قبل هذا الوقت؛ لأن غضبه أيضا كان لله جل وعز، وهارون عليه السلام إنما أخر بني إسرائيل لئلا يتفرقوا ويتحاربوا.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لم يبق من الألواح إلا سدسها). [معاني القرآن: 3/ 83]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ الّذين اتّخذوا العجل سينالهم غضب من ربّهم وذلّة في الحياة الدّنيا وكذلك نجزي المفترين}
المعنى: اتخذوا العجل إلها.
وقوله: {وذلّة في الحياة الدّنيا} لحقتهم الذلة أنهم رأوا أنهم قد ضلوا وذلّوا، والذلّة هو ما أمروا به من قتل أنفسهم، وقيل إن الذلّة أخذ الجزية، وأخذ الجزية لم يقع في الذين عبدوا العجل، لأن الله جلّ وعزّ تاب عليهم بقتلهم أنفسهم). [معاني القرآن: 2/ 379]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم}
المعنى: إن الذين اتخذوا العجل (إلها) حذف لعلم السامع.
وقيل معنى {وذلة في الحياة الدنيا} إنها الجزية.
وقيل هو ما أمروا به من أن يقتل بعضهم بعضا، وما رأوه من ضلالهم. قال الله جل وعز: ورأوا أنهم قد ضلوا.
قال أبو جعفر: وهذا القول أصح من الأول؛ لأن الجزية لم تؤخذ منهم، وإنما أخذت من ذريتهم). [معاني القرآن: 3/ 84]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): (قال أبو عبد الله: وقوله جل وعز: {وكذلك نجزي المفترين}
قال يعني: أهل البدع). [ياقوتة الصراط: 232]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ولّما سكت عن موسى الغضب}؛ أي سكن لأن كل كافٍ عن شيء فقد سكت عنه أي كف عنه وسكن، ومنه: سكت فلم ينطق). [مجاز القرآن: 1/ 229]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ولماّ سكت عن مّوسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدًى ورحمةٌ لّلّذين هم لربّهم يرهبون}
وقال: {ولماّ سكت عن مّوسى الغضب} وقال بعضهم: {سكن} إلاّ أنّها ليست على الكتاب فتقرأ: {سكت} وكلٌّ من كلام العرب.
وقال: {لّلّذين هم لربّهم يرهبون}، كما قال: {إن كنتم للرّؤيا تعبرون} أوصل الفعل باللام.
وقال بعضهم: {من أجل ربّهم يرهبون}). [معاني القرآن: 2/ 18]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {سكت عن موسى الغضب} أي سكت وكف؛ وقال ابن عباس: سكت: سكن.
سكت عنه الضحك والبكاء والأشر؛ وقال يونس: "سكت عن فلان الحزن وكل شيء زعم".
وقال أبو النجم:
وهمت الأفعى بأن تسيحا = وسكت المكاء أن يصيحا.
فجعله للطائر أيضًا). [معاني القرآن لقطرب: 599]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {للذين هم لربهم يرهبون} فأدخل اللام في مثل قولك: لزيد ضربت، ولعمرو شتمت.
ومثل ذلك {إن كنتم للرؤيا تعبرون}؛ يريد: "الذين هم ربهم يرهبون"، و"إن كنتم الرؤيا تعبرون"، وثمل ذلك {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} كأنه قال: "إلا من أذن له"؛ وتكون هذه اللام في مثل قولك: هذا ضارب زيدًا، وهذا ضارب لزيد.
ومثل ذلك قول النمر بن تولب:
ما كنت أخدع للخليل بخلة = حتى يكون لي الخليل خدوعا
فأدخل اللام؛ والمعنى: ما كنت أخدع الخليل؛ وإنما هذا البيت مثل "ما كنت أضرب لزيد" أي أضرب زيدًا.
ومثل ذلك {وإن يقولوا تسمع لقولهم}؛ كأنه قال: تسمع قولهم.
وكذلك قوله {ردف لكم} ويقولون في الكلام: ردفكم، بغير لام؛ والمعنى واحد.
ومثل ذلك قول النابغة:
ليهنئ لكم أن قد نفيتم بيوتنا = مندى عبيدان المحلىء باقره
[معاني القرآن لقطرب: 609]
فأدخل اللام.
وقال أيضًا هو، فترك الكلام، فهذا يدل على أن المعنى واحد، وهو قوله:
ليهنئ بني ذبيان أن بلادهم = خلت لهم من كل مولى وتابع
ووجه آخر تكون هذه الآيات عليه في اللغة:
كأنه قال {لربهم يرهبون} أي من أجله تكون الرهبة، و{إن كنتم للرؤيا تعبرون} أي من أجل الرؤيا تعبرون؛ كقولك: لزيد فعلت، ولك تكلمت؛ إنما تريد من أجلك.
وقال رجل من طيء على المعنى الول:
عجبت من المستلئم الخال لابنه = وللشاة يرجو نسلها فتخير
كأنه قال "فتخير الشاة يرجو نسلها"؛ ويجوز أن يكون: يتخير للشاة؛ كأنه قال يتخير لها فحل لنسلها.
وقوله {يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} فذلك على معنيين - لأن المعنى ليس: "أنهم يسبقونها"-:
يكون على معنى - من أجل الخيرات - ما ذكرنا من معنى اللام على أجل؛ كأنه قال: وهم من أجلها سابقون متقدمون.
والوجه الآخر: أن يكون "لها" في معنى "إليها"؛ كأنه قال: وهم إليها سابقون؛ كقوله {بأن ربك أوحى لها} وإليها جائز في الكلام.
[أي] و{مناديًا ينادي للإيمان}؛ أي إلى الإيمان). [معاني القرآن لقطرب: 610]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ولما سكت عن موسى الغضب}: سكن). [غريب القرآن وتفسيره: 150]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولمّا سكت عن موسى الغضب} أي سكن.
{وفي نسختها} أي فيما نسخ منها). [تفسير غريب القرآن: 173]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(اللام) قد تزاد، كقوله سبحانه: {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}). [تأويل مشكل القرآن: 250]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولمّا سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للّذين هم لربّهم يرهبون}
يقال: سكت يسكت سكتا؛ إذا هو سكن، وسكت يسكت سكوتا وسكتا؛ إذا قطع الكلام، ويقال: رجل سكّيت بيّن السّكوت والساكوتة إذا كان كثير السكوت، وأصاب فلانا سكّات إذا أصابه داء منعه من الكلام، والسّكيت - بالتخفيف والتشديد - الذي يجيء آخر الخيل.
وروى بعضهم: "ولما سكت عن موسى الغضب" ولا تقرأن به لأنه خلاف المصحف.
قول بعضهم: {ولمّا سكت عن موسى الغضب} معناه: ولمّا سكت موسى عن الغضب، على القلب، كما قالوا: أدخلت القلنسوّة في رأسي.
المعنى أدخلت رأسي في القلنسوة.
والقول الذي معناه (سكن) قول أهل العربية). [معاني القرآن: 2/ 379]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ولما سكت عن موسى الغضب} معناه سكن
قال أبو إسحاق: يقال سكت يسكت سكتا؛ إذا سكن. وسكت يسكت سكوتا وسكتا؛ إذا قطع الكلام.
ومعنى {وفي نسختها} وفيما نسخ منها أي فيها هدى ورحمة.
قال ابن كيسان: {وفي نسختها} فيه قولان:
أحدهما: أنها جددت له في لوحين.
وقيل فيما انـتسخ منها، وكانت قد تكسرت فذهب أكثرها، وانتسخ ما قدر عليه منها، وفي تلك النسخة {هدى} أي بيان {ورحمة} أي ما يدل على ما يوجب الرحمة ولهذا قال: {هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون}
- يجوز أن يكون معنى اللام معنى من أجل كما تقول أنا أكرم فلانا لك.
- ويجوز أن يكون المعنى رهبتهم لربهم). [معاني القرآن: 3/ 85-86]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({ولما سكت عن موسى الغضب} أي: سكن). [ياقوتة الصراط: 232]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَلَمَّا سَكَتَ} أي سكن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 87]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَكَتَ}: سكن). [العمدة في غريب القرآن: 138]


رد مع اقتباس