عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (18) إلى الآية (20) ]

{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20) }

قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (عمّا يشركون)
ها هنا، وفي النحل في موضعين، وفي النمل، وفي الروم.
قرأهنّ أبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء كلهن، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر (خيرٌ أمّا تشركون) بالتاء، والباقي بالياء. وقرأهن حمزة والكسائي خمستهن بالتاء، واتفقوا فيما سوى هذه الخمسة الأحرف.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فهو مخاطبة، ومن قرأ بالياء فهو خبر). [معاني القراءات وعللها: 2/41]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {عما يشركون} [18].
قرأ نافع وابن كثير بالياء هاهنا وحرفين في (النحل) وفي (الروم) وقرأ في (النمل) بالتاء، ولم يختلف القراء في غير هذه الخمسة.
وقرأ أبو عمرو وعاصم وابن عامر كل ذلك بالياء.
وقرأ حمزة والكسائي بالتاء كل ذلك.
فمن قرأ بالياء جعل الإخبار عن المشركين وهم غيب. ومن قرأ بالتاء، أي: قل لهم يا محمد تعالى الله عما تشركون يا كفرة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/265]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله سبحانه: عما يشركون [يونس/ 18] في خمسة مواضع: فقرأ ابن كثير ونافع هاهنا بالياء، وحرفين في النحل [الآية/ 1 - 3] وحرفا في سورة الروم، [الآية/ 40]، وحرفا في النمل بالتاء، خير أما تشركون [59].
وقرأ أبو عمرو وعاصم وابن عامر خمسة الأحرف بالياء، كذا في كتابي عن أحمد بن يوسف التغلبيّ عن ابن ذكوان عن ابن عامر: خمسة الأحرف بالياء، ورأيت في كتاب موسى بن موسى عن ابن ذكوان بإسناده في سورة النمل بالتاء، وكذلك حدثني أحمد بن محمد بن بكر عن هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر: خمسة الأحرف بالتاء، وقرأ حمزة والكسائي: خمسة الأحرف بالتاء.
ولم يختلفوا في غير هذه الخمسة.
قال أبو علي: من قرأ في يونس: وتعالى عما تشركون
[الحجة للقراء السبعة: 4/263]
بالتاء، فلقوله: قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما تشركون.
ومن قرأ بالياء احتمل وجهين:
أحدهما على: قل، كأنه قيل له: قل أنت: سبحانه وتعالى عما يشركون.
والوجه الآخر: على أنه يكون هو سبحانه نزّه نفسه عما افتروه فقال: سبحانه وتعالى عما يشركون.
ومن قرأ في النّحل: سبحانه وتعالى عما تشركون [الآية/ 1]، فعلى أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، أمر بأن يخاطبهم بذلك كأنّه:
قل لهم: تعالى عمّا تشركون.
ومن قرأ هذا بالياء، فعلى أنه نزّه نفسه فقال: سبحانه وتعالى عما يشركون، وفي النمل: من قرأ آلله خير أم ما تشركون [59] فهو على: قل لهم: آلله خير أم ما تشركون؟ فهذا بالتاء لأنهم مخاطبون. ومن قرأ بالياء لم يصرف الخطاب إليهم، فقيل: آلله خير أم ما يشركون على وجه التبكيت والتقريع لهم، كما قالوا. السعادة أحبّ إليك أم الشقاء!؟ وعلى هذا النحو يحمل هذا الضرب). [الحجة للقراء السبعة: 4/264]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السّماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عمّا يشركون}
قرأ حمزة والكسائيّ (سبحانه وتعالى عمّا تشركون) بالتّاء وحجتهما أن ذلك أتى عقيب المخاطبة فأجرى الكلام على لفظ ما تقدمه وذلك قوله تعالى {قل أتنبئون الله بما لا يعلم} وقرأ الباقون بالياء وحجتهم قوله {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم} ولم يقل وتعبدون ما لا يضركم فلذلك جاء الإخبار في قوله {عمّا يشركون} ولأن القرآن هو مخاطبة للنّبي صلى الله عليه وآله وأصحابه). [حجة القراءات: 329]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {عما يشركون} قرأ حمزة والكسائي بالتاء، وقرأ الباقون بالياء، ومثله موضعان في النحل وموضع في الروم.
وحجة من قرأ التاء في يونس أنه رده على ما قبله من لفظ الخطاب في قوله: {أتنبئون الله} فحمل آخر الكلام على أوله في الخطاب.
وحجة من قرأ بالياء أنه حمله على معنى: أن الله جل ذكره نزه نفسه عما يشركون فقال: {سبحانه وتعالى عما يشركون} فردّ «يشركون» على الهاء في «سبحانه»، ويجوز أن يكون على الأمر لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول سبحانه وتعالى عما يشركون، وهو الاختيار لصحة معناه ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/515]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {عَمَّا تُشْرِكُونَ} [آية/ 18] بالتاء:
قرأها حمزة والكسائي، وفي النحل أيضًا {تُشْرِكُونَ} في الحرفين، وفي النمل {أَمَّا تُشْرِكُونَ وفي الروم {عَمَّا تُشْرِكُونَ}.
وقرأ أبو عمرو وعاصم ويعقوب {يَشْكُرُونَ} بالياء في الخمسة الأحرف.
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر حرفًا واحداً بالتاء وهو {أَمَّا تُشْرِكُونَ} في النمل، والباقي بالياء.
والوجه في القراءة بالتاء ههنا أنه قد تقدم قبله خطاب، وهو قوله تعالى {قُلْ أَتُنَبِّئُونَ الله بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ ولا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا تُشْرِكُونَ فلا كان ما قبله على الخطاب كان إجراؤه على الخطاب ليوافق ما قبله أولى.
وأما وجه القراءة بالياء ههنا، فهو أنه كلام منه تعالى نزه فيه نفسه عما افتروه، فقال {سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
ومن قرأ في النحل {تُشْرِكُونَ} بالتاء فعلى تقدير: قل، كأنه قال: يا محمد قل لهم: تعالى الله عما تشركون أنتم أيها الكفار، ويجوز أن يكون تقدم قوله {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} وهو خطاب، أجري هذا أيضًا على الخطاب.
[الموضح: 618]
ومن قرأ بالياء فعلى الغيبة؛ لأن المخاطب هو النبي صلى الله عليه (وسلم)، كأنه قال: سبحانه وتعالى يا محمد عما يشرك هؤلاء.
ومن قرأ في النمل بالتاء فعلى قل لهم: الله خير أما تشركون، فهم مخاطبون لذلك.
ومن قرأ بالياء لم يصرف الخطاب إليهم، وإنما أخبر عنهم على سبيل التقريع.
ومن قرأ في الروم بالتاء فلأن ما قبله خطاب، وهو قوله تعالى {هَلْ مِن شُرَكَائِكُم ومن قرأ بالياء فعلى أن الباري تعالى نزه نفسه عما كانوا يفترونه من ذلك، وعلى مثل هذا يحمل هذا النوع). [الموضح: 619]

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {لقضي إليهم} قرأه ابن عامر بفتح القاف والصاد، ونصب «أجلهم» على الإخبار عن الله جل ذكره، ورده على قوله: {ولو يعجل الله للناس} فجاء الفعل مضافًا إلى الله فيهما جميعًا، ونصب «أجلهم» بوقوع القضاء عليهم وتطابق الكلام بإضافة الفعل إلى الله فيهما جميعًا، ودليله قوله: {ثم قضى أجلًا} «الأنعام 2» فأضاف القضاء إلى الله جل ذكره، وهو إجماع، وقرأ فاعله، فرفعوا به «أجلهم» أقاموه مقام الفاعل، ولولا الجماعة لكانت القراءة الأولى أولى بالاتباع، لصحة معناها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/515]

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس