عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 02:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويوم القيامة ترى الّذين كذبوا على اللّه وجوههم مسودّةٌ أليس في جهنّم مثوًى للمتكبّرين (60) وينجّي اللّه الّذين اتّقوا بمفازتهم لا يمسّهم السّوء ولا هم يحزنون (61)}.
يخبر تعالى عن يوم القيامة أنّه تسودّ فيه وجوهٌ، وتبيضّ فيه وجوهٌ، تسودّ وجوه أهل الفرقة والاختلاف، وتبيضّ وجوه أهل السّنّة والجماعة، قال تعالى هاهنا: {ويوم القيامة ترى الّذين كذبوا على اللّه} أي: في دعواهم له شريكًا وولدًا {وجوههم مسودّةٌ} أي: بكذبهم وافترائهم.
وقوله: {أليس في جهنّم مثوًى للمتكبّرين} أي: أليست جهنّم كافيةً لها سجنًا وموئلًا لهم فيها [دار] الخزي والهوان، بسبب تكبّرهم وتجبّرهم وإبائهم عن الانقياد للحقّ.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو عبيد اللّه ابن أخي ابن وهب، حدّثنا عمّي، حدّثنا عيسى بن أبي عيسى الخيّاط، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ المتكبّرين يحشرون يوم القيامة أشباه الذّرّ في صور النّاس، يعلوهم كلّ شيءٍ من الصّغار، حتّى يدخلوا سجنًا من النّار في وادٍ يقال له بولس، من نار الأنيار، ويسقون عصارة أهل النّار، ومن طينة الخبال"). [تفسير ابن كثير: 7/ 111]

تفسير قوله تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وينجّي اللّه الّذين اتّقوا بمفازتهم} أي: ممّا سبق لهم من السّعادة والفوز عند اللّه، {لا يمسّهم السّوء} أي: يوم القيامة، {ولا هم يحزنون} أي: ولا يحزنهم الفزع الأكبر، بل هم آمنون من كلّ فزع، مزحزحون عن كلّ شرٍّ، مؤملون كلّ خيرٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 111]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اللّه خالق كلّ شيءٍ وهو على كلّ شيءٍ وكيلٌ (62) له مقاليد السّموات والأرض والّذين كفروا بآيات اللّه أولئك هم الخاسرون (63) قل أفغير اللّه تأمرونّي أعبد أيّها الجاهلون (64) ولقد أوحي إليك وإلى الّذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين (65) بل اللّه فاعبد وكن من الشّاكرين (66)}.
يخبر تعالى أنّه خالق الأشياء كلّها، وربّها ومليكها والمتصرّف فيها، وكلٌّ تحت تدبيره وقهره وكلاءته).[تفسير ابن كثير: 7/ 111]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {له مقاليد السّموات والأرض}، قال مجاهدٌ: المقاليد هي: المفاتيح بالفارسيّة. وكذا قال قتادة، وابن زيدٍ، وسفيان ابن عيينة.
وقال السدي: {له مقاليد السّموات والأرض} أي: خزائن السموات والأرض.
والمعنى على كلا القولين: أنّ أزمّة الأمور بيده، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ؛ ولهذا قال: {والّذين كفروا بآيات اللّه} أي: حججه وبراهينه {أولئك هم الخاسرون}
وقد روى ابن أبي حاتمٍ هاهنا حديثًا غريبًا جدًّا -وفي صحّته نظرٌ-ولكن نذكره كما ذكره، فإنّه قال:
حدّثنا يزيد بن سنان البصريّ بمصر، حدّثنا يحيى بن حمّادٍ، حدّثنا الأغلب بن تميمٍ، عن مخلّد بن هذيلٍ العبديّ، عن عبد الرّحمن المدنيّ، عن عبد اللّه بن عمر، عن عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه، أنّه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن تفسير: {له مقاليد السّموات والأرض} فقال: "ما سألني عنها أحدٌ قبلك يا عثمان"، قال: "تفسيرها: لا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر، وسبحان اللّه وبحمده، أستغفر اللّه، ولا قوّة إلّا باللّه، الأوّل والآخر، والظّاهر والباطن، بيده الخير، يحيي ويميت، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، من قالها يا عثمان إذا أصبح عشر مرارٍ أعطي خصالًا ستًّا: أمّا أولاهنّ: فيحرس من إبليس وجنوده، وأمّا الثّانية: فيعطى قنطارًا من الأجر، وأمّا الثّالثة: فترفع له درجةٌ في الجنّة، وأمّا الرّابعة: فيتزوّج من الحور العين، وأمّا الخامسة: فيحضره اثنا عشر ملكًا، وأمّا السّادسة: فيعطى من الأجر كمن قرأ القرآن والتّوراة والإنجيل والزّبور. وله مع هذا يا عثمان من الأجر كمن حجّ وتقبّلت حجّته، واعتمر فتقبّلت عمرته، فإن مات من يومه طبع بطابع الشّهداء".
ورواه أبو يعلى الموصليّ من حديث يحيى بن حمّادٍ، به مثله. وهو غريبٌ، وفيه نكارةٌ شديدةٌ، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 7/ 112]

رد مع اقتباس