عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحجرات

[ من الآية (11) إلى الآية (13) ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا تلمزوا أنفسكم).
قرأ يعقوب (ولا تلمزوا أنفسكم).
وكسر الميم الباقون.
قال أبو منصور: هما لغتان، لمزه يلمزه، ويلمزه: إذا عابه). [معاني القراءات وعللها: 3/25]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {وَلَا تَلْمِزُوا} [آية/ 11] بضم الميم:-
قرأها يعقوب وحده.
وقرأ الباقون {وَلَا تَلْمِزُوا} بكسر الميم.
والوجه أن مضارع لمز يلمز ويلمز بضم الميم وكسرها، ورجل لمزة: غياب). [الموضح: 1197]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لحم أخيه ميتًا).
قرأ نافع وحده (لحم أخيه ميّتًا) بتشديد الياء.
وخفف الباقون.
قال أبو منصور: الميّت، والميت: واحد.
وهما مثل: هيّن وهين، وليّن ولين). [معاني القراءات وعللها: 3/25]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: شدّد نافع وحده: لحم أخيه ميتا. وخفّفها الباقون.
[الحجة للقراء السبعة: 6/211]
فالميت والميّت بمعنى، كما أن سيدا وسيّدا، وطيبا وطيّبا كذلك، وكما أنّ هارا وهائرا بمعنى، كذلك التشديد في ميت في المعنى كالتخفيف، وممّا يدلّ على ذلك قول الشاعر:
ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميّت الأحياء فأوقع المخففة والمشددة على شيء واحد، وكذلك قوله:
ومنهل فيه الغراب ميت لو شدّد لجاز.
فأمّا الفاء في قوله: فكرهتموه [الحجرات/ 12] فعطف على المعنى، كأنّه لمّا قيل لهم: أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا قالوا: لا، فقيل لهم لما قالوا لا: فكرهتموه، أي: كرهتم أكل لحمه ميتا، فكما كرهتم أكل لحمه ميتا فكذلك فاكرهوا غيبته.
وقوله: واتقوا الله [الحجرات/ 12] معطوف على هذا الفعل المقدّر، ولا يكون قوله: فكرهتموه بمعنى فاكرهوه واتقوا الله: لأنّ لفظ الخبر لا يوضع للدعاء في كلّ موضع، ولأنّ قوله: فكرهتموه محمول على المعنى الذي ذكرناه، فمعنى الخبر فيه صحيح). [الحجة للقراء السبعة: 6/212]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا}
قرأ نافع {لحم أخيه ميتا} بالتّشديد وقرأ الباقون بالتّخفيف وهما لغتان الأصل التّشديد ومن خفف استثقل التّشديد فحذف الياء كما قالوا هين لين وهين لين قال الشّاعر:
ليس من مات فاستراح بميت ... إنّما الميّت ميت الأحياء
فجمع بين اللغتين). [حجة القراءات: 677]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} [آية/ 12] بالتشديد:-
قرأها نافع وحده.
وقرأ الباقون {مَيْتًا} بالتخفيف.
والوجه أن الأصل ميت بالتشديد، كسيد وهين ولين، قال النبي (صلى الله عليه وسلم) «المؤمنون هينون لينون» بالتخفيف، ولا فرق بين المشدد والمخفف في المعنى، قال الشاعر:
158- ليس من مات فاستراح بميت = إنما الميت ميت الأحياء). [الموضح: 1197]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس [لِتَعرفوا]، قال أبو الفتح: المفعول هنا محذوف أي: لتعرفوا ما أنتم محتاجون إلى معرفته من هذا الوجه، وهو كقوله:
وما علم الإنسان إلا ليعلما
أي ليعلم ما علمه، أو ليعلم ما يدعو إلى علمه ما علمه. وحذف المفعول كثير جدا، وما أغربه وأعذبه لمن يعرف مذهبهم!). [المحتسب: 2/280]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس