عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (37) إلى الآية (40) ]

{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)}


قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)}
قوله تعالى: {مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (38)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39)}
قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وخاتم النّبيئين.. (40)
قرأ عاصم وحده (وخاتم النّبيّين) بفتح التاء وقرأ الباقون (وخاتم النّبيّين) بكسر التاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/283]
قال أبو منصور: من قرأ (وخاتم النّبيّين) بالكسر فمعناه: أنه ختم النبيين بنفسه.
ومن قرأ (وخاتم النّبيّين) فمعناه: آخر النبيين، لا نبي بعده.
واجتمع القراء على نصب: (رسول اللّه وخاتم (40)
لأن المعنى: ولكن كان رسول اللّه). [معاني القراءات وعللها: 2/284]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} [40].
قرأ عاصم وحده: {وخائم}بفتح التاء، واحتج بأن عليا رضي الله عنه مر بأبي عبد الرحمن السلمى، وهو يقرئ الحسن والحسين عليهما السلام {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} فقال عبد الله بن حبيب أقرئهما: {وخاتم النبين} بفتح التاء.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/201]
وقرأ الباقون: {وخاتم} بالكسر، وهو الاختيار؛ لأنه فاعل من ختم الأنبياء، فهو خاتمهم صلى الله عليه وسلم مثل جمعهم فهو جامعهم. والحجة في ذلك: أن ابن مسعود قرأ: {ولكن [نبيا] ختم النبيين} إلا أن يصح الخبر عن على رضي الله عنه، وإنكاره على أبي عبد الرحمن فيصير الاختيار الفتحة كما قال على رضي الله عنه فأما الخاتم الذي يلبس في الأصبع فيقال له: الخاتم، والخاتم، مثل الدانق والدانق والطابق والطابق وسمعت ابن حبان يقول: فيه أربع لغات، خاتم وخاتم، وخاتام وخيتام، وينشد:
يا خدل ذات الجورب المنشق = أخذت خاتامي بغير حق
ويقال: تختم: إذا تعمم، وجاء فلان متختما أي: متعمما، ويقال لخاتم الملك خاصة: الحلق، وينشد:
وأعطي منا الحلق أبيض ما جد = ربيب ملوك ما تغب نوافله
فإن قيل: بما انتصب {رسول الله وخاتم}؟
فقل: بإضمار «كان» إذ كان نسقًا على «كان» والتقدير: ولكن كان رسول الله وخاتم النبيين.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/202]
وروي عبد الوارث عن أبي عمرو {ولكن رسول الله} بتشديد النون. فـ{رسول الله} في هذه القراءة ينتصب بـ«لكن» المشددة.
وسمعت ابن مجاهد يقول: لو قرأ قارئ: {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} بالرفع لكان صوابًا، على تقدير: ما كان محمدًا أبا أحد من رجالكم ولكن هو رسول الله وخاتم النبيين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح التاء وكسرها من قوله جلّ وعزّ: وخاتم النبيين الأحزاب/ 40] فقرأ عاصم وحده: وخاتم بفتح التاء، وقرأ الباقون بالكسر.
[الحجة للقراء السبعة: 5/476]
[قال أبو علي]: من كسر قال: لأنّه ختمهم، فهو خاتمهم.
وزعموا أنّ الحسن قال: خاتم: هو الذي ختم به). [الحجة للقراء السبعة: 5/477]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رواه عبد الوهاب عن أبي عمرو: [وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ]، نصب.
قال أبو الفتح: "رسول الله" منصوب على اسم "لكن"، والخبر محذوف، أي: ولكن رسول الله محمد. وعليه قول الفرزدق:
[المحتسب: 2/181]
فلو كنت ضبيا عرفت فرابتي ... ولكن زنجيا غليظ المشافر
أي: ولكن زنجيا غليظ المشافر لا يعرف قرابتي، فحذف الخبر لدلالة ما قبله عليه، وهو قوله: عرفت قرابتي، كما أن قوله: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} يدل على أنه مخالف لهذا الضرب من الناس، ونحو من ذلك قول طرفة:
وتبسِمُ عن أَلْمَى كان مُنَوِّرًا ... تخلل حُرَّ الرملِ دعصٌ له نَدِي
قال أبو الحسن علي بن سليمان: لم يأت لكأن بخبر، علما بمعرفة موضعه، أي: كأن ذلك المنور ثغرها، فحذفه للعلم به، ولطول الكلام). [المحتسب: 2/182]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولكن رسول الله وخاتم النّبيين}
قرأ عاصم {وخاتم النّبيين} بفتح التّاء أي آخر النّبيين لأنّه لا نبي بعده صلى الله عليه
وقرأ الباقون {وخاتم النّبيين} بكسر التّاء أي ختم النّبيين فهو خاتم). [حجة القراءات: 578]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- قوله: {وخاتم النبيين} قرأ عاصم بفتح التاء، على معنى أن النبي عليه السلام خُتم به النبيون، لا نبي بعده، فلا فعل له في ذلك فمعناه آخر النبيين، وقرأ الباقون بالكسر، على أن النبي عليه السلام فاعل من «ختم» فهو ختم النبيين، لا نبي بعده، فالنبي فاعل، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/199]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [آية/ 40] بفتح التاء:
قرأها عاصم وحده.
والوجه أن المعنى: آخر النبيين.
وعن الحسن أنه قال: خاتمٌ هو الذي يُختم به.
والمعنى أن خُتم به النبيون، والذي يُختم به يقال فيه: خاتَمٌ وخاتِمٌ بالفتح والكسر جميعًا.
وقرأ الباقون {وَخَاتِمَ} بكسر التاء.
والوجه أنه فاعلٌ من خَتَمَ يختم، والمراد أنه يختِم النبيين). [الموضح: 1036]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس