عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:36 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (32) إلى الآية (34) ]

{يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)}


قوله تعالى: {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج وأبان بن عثمان [فَيَطْمَعِ الَّذِي] بكسر العين.
قال أبو الفتح: هو معطوف على قول الله تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}، أي: فلا يطمعِ الذي في قلبه مرض، فكلاهما منهي عنه، إلا أن النصب أقوى معنى، وأشد إصابة للعذر؛ وذلك أنه إذا نصب كان معناه أن طمعه إنما هو مسبَّبٌ عن خضوعهن بالقول. فالأصل في ذلك منهي عنه، والمنهي مسبَّبٌ عن فعلهن، وإذا عطفه كان نهيا لهن وله، وليس فيه دليل على أن الطمع راجعٌ في الأصل إليهن، وواقع من أجلهن. وعليه بيت امرئ القيس:
فقلْتُ له صَوِّبْ ولا تُجْهِدَنَّه ... فيَذُرِكَ من أُخْرَى القطاة فتزلَقِ
فهذا نهي بعد نهي، كالقراءة الشاذة). [المحتسب: 2/181]

قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وقرن في بيوتكنّ (33)
قرأ نافع وعاصم": (وقرن في بيوتكنّ) بفتح القات.
وقرأ الباقون (وقرن) بكسر القاف.
قال الأزهري: من قرأ (وقرن في بيوتكنّ) بفتح القاف فهو من - قررت بالمكان أقرّ (وقرن) كان في الأصل (واقررن) بإظهار الراءين، فلما خفف الحرف حذفت الراء الأولى؛ لثقل التضعيف، وألقيت حركتها على القاف فقيل (وقرن) ونظير هذا من كلامهم قولهم: حست لفلان، أي: رققت له والأصل: حسست له، ومما جاء في القرآن من هذا قوله تعالى: (فظلتم تفكّهون (65).
وكان في الأصل: فظللتم.
[معاني القراءات وعللها: 2/282]
ومن قرأ (وقرن في بيوتكن) ففيه وجهان:
أحدهما: أنه من الوقار، يقال: وقر يقر، والأمر: قر، وللنساء قرن، كما يقال من وصل: يحمل صلن.
والوجه الثاني. أن يكون قوله (وقرن) بكسر القاف من قولك: قررت بالمكان أقر - وهي لغة جيده - حذف إحدى الراءين على أنه في الأصل (واقررن) بكسر الراء الأولى، فالكسر من وجهين: من الوقار، أو من القرار.
والفتح من القرار لا غير - وهذا قول الحذاق من النحويين). [معاني القراءات وعللها: 2/283]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {وقرن في بيوتكن} [33].
قرأ عاصم ونافع بفتح القاف جعلاه من الاستقرار، لا من الوقار، والأصل: واقررن براءين مثل اقررن يا نسوة، واغضضن فحذف إحدى الراءين تخفيفًا كما قال: {فظلتم تفكهون} والأصل: فظللتم، تقول العرب:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/199]
حسيت بالشيء وأحسست وأحست ومسست الثوب ومسيته، كأنهم يكرهون اجتماع حرفين فيحذفون واحدًا، قال الشاعر:
خلا أن العتاق من المطايا = أحسن به فهن إليه شوس
وقرأ الباقون: {وقرن في بيوتكن} بكسر القاف جعلوه من الوقار، والأصل أن تقول: وقر يقر مثل وزر يزر، ووعد يعد، والأمر: قر، مثل عد وزن، وقروا للرجال مثل زنوا وقرن يا نسوه مثل عدن.
وفيه قول آخر ما علمت أحدًا ذكره وهو: أن يكون من قر بكسر القاف، أراد: الاستقرار؛ لأن الكسائي حكي أن من العرب من يقول: قررت في المكان أقر، والأمر من هذا قر في بيتك يا في، واقرر، وقروا، وأقررن، ثم نقل كسرة الراء إلى القاف، وحذف إحدى الراءين تخفيفًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/200]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {ولا تبرجن} [33].
قرأ ابن كثير بالتشديد برواية الزي.
والباقون بتخفيفها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/200]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح القاف وكسرها من قوله سبحانه: وقرن في
[الحجة للقراء السبعة: 5/474]
بيوتكن [الأحزاب/ 33] فقرأ عاصم ونافع: وقرن في بيوتكن بالفتح، وقرأ الباقون: وقرن بالكسر.
قال أبو علي: من قال: قرن بكسر القاف احتمل أمرين:
أحدهما أن يكون من التوقّر في بيوتكن، وأن لا يخرجن منها. وقرن مثل عدن، وزن، ونحو ذلك، ممّا تحذف منه الفاء، وهي واو، فيبقى من الكلمة علن. ويحتمل أن يكون من قرّ في مكانه يقرّ، فإذا أمر من هذا قال: اقرر فيبدل من العين الياء كراهية التضعيف كما أبدل من قيراط ودينار، فيصير لها حركة الحرف المبدل منه، ثم لا تلقى الحركة على الفاء، فتسقط همزة الوصل لتحرّك ما بعدها فتقول: (قرن) لأنّ حركة الراء كانت كسرة في يقرّ، ألا ترى أنّ القاف متحركة بها؟ فأمّا من فتح قرن فإنّ من لم يجز قررت في المكان أقرّ، وإنّما يقول في المكان قررت أقرّ وقررت به عينا أقرّ، ولا يجوز قررت في المكان، أقرّ، فإنّ فتح الفاء عنده لا يجوز، وذلك لأنّه حرّك القاف بالفتحة من غير أن يلقي عليها الفتحة، ألا ترى أنّ الفتحة إذا لم تجز في قولهم: أنا أقرّ في المكان، لم يثبت في الكلمة، وإذا لم يثبت فيها لم يجز أن يلقى على ما قبلها، ومن جاز عنده قررت في المكان جاز على قوله: قرن كما جاز قرن، حيث لم يختلف في قررت في المكان أقرّ. وأبو عثمان يزعم أن قررت في المكان لا يجوز، وقد حكى ذلك بعض البغداذيين، فيجوز الفتح في القاف على هذه اللّغة إذا ثبتت، والوجه
[الحجة للقراء السبعة: 5/475]
في القراءة الكسر (وقرن)، لأنّه يجوز من وجهين لا إشكال في جوازه منهما، وهما من القرار، والوقار، وفتح القاف على ما ذكرت لك من الخلاف. قال أبو عثمان يقال: قررت به عينا [وأنا أقرّ به عينا] قال: ولا يقال: قررت في هذا المعنى قال: ويقال: قررت في المكان فأنا أقرّ فيه، ويأمره فيقول: قرّ في مكانك. انتهت الحكاية عن أبي عثمان). [الحجة للقراء السبعة: 5/476]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقرن في بيوتكن}
قرأ نافع وعاصم {وقرن في بيوتكن} بفتح القاف وهذا لا يكون من الوقار إنّما هو من الاستقرار قال الكسائي العرب تقول قررت بالمكان أقرّ فيه لغتان بكسر الرّاء وفتحها
واصله واقررن مثل اعضضن فحذفوا الرّاء الأولى لثقل التّضعيف وحولوا فتحتها إلى القاف وحذفوا الألف أيضا لأن القاف تحركت فصار {وقرن} كما قال هل أحست صاحبك أي هل رأيت والأصل هل أحسست
وقرأ الباقون {وقرن} بكسر القاف احتمل أن يكون من الوقار تقول وقر يقر والأمر منه قروا وللنساء قرن مثل عدن وكلن ممّا تحذف منه الفاء وهي واو فيبقى من الكلمة علن وإن كان من القرار فيكون الأمر اقررن فيبدل من العين الياء كراهة التّضعيف كما أبدل في قيراط ودينار فتضمر لها حركة الحرف المبدل منه ثمّ تلقى الحركة على الفاء فيسقط همزة الوصل لتحرك ما قبلها فتقول {قرن} كما يقال من وصل يصل صلن والأصل اوقرن فحذفت الواو لأنّها وقعت بين كسرتين واستغنيت عن الألف لتحرك القاف فصار قرن على وزن علن ويحتمل أن يكون من قررت في المكان أقرّ
[حجة القراءات: 577]
وإذا أمرت من هذا قلت واقررن بكسر الرّاء الأولى فالكسر من وجهين على أنه من الوقار ومن القرار جميعًا). [حجة القراءات: 578]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {وقرن} قرأ عاصم ونافع بفتح القاف، وقرأ الباقون بالكسر.
وحجة من كسر أنه جعله من الوقار، فهو مثل «عدن وزن» لأنه محذوف الفاء واصله واو، قرن من وقر يقر، مثل وعد يعد، وأصل يقر يوقر، كما أن أصل يعد يوعد، فلما وقعت الواو بين ياء وكسرة حذفت، لغة مسموعة لا يستعمل غيرها، وجرت التاء والنون والألف مجرى الياء في الحذف معهن، لئلا يختلف الفعل، وأصل «وقرن» «وأوقرن» فحذفت الواو، على ما عللناه،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/197]
واستغنى عن ألف الوصل لتحرك القاف، فصار الابتداء بقاف مكسورة، ويجوز أن تكون هذه القراءة مشتقة من القرار، وهو السكون، يقال: قر في المكان يقر، على «فعل يفعل» فهي اللغة المشهورة المستعملة الفاشية، فيكون الأصل في «وقرن» «واقررن» فتحذف الراء الأولى استثقالًا للتضعيف، بعد أن تلقى حركتها على القاف، فتنكسر القاف، فيستغنى بحركتها عن ألف الوصل، فيصير اللفظ «قرن» وقيل: إنهم أبدلوا من الراء الأولى ياء، كما فعلوا في «قيراط ودينار» فصارت الياء مكسورة، كما كانت الراء مكسورة، واستثقلت الكسرة عليها فألقيت على القاف، وحذفت الياء لسكونها وسكون الراء بعدها، واستغني عن ألف الوصل لتحرك القاف.
17- وحجة من قرأ بفتح القاف أنها لغة من «قررن في المكان» يقال فيها: قررت في المكان أقر، حكاها الكسائي، وأنكرها المازني وغيره، فيكون الأصل «وأقررن في بيوتكن» ثم نقل ما ذكرنا قبل هذا في الوجهين جميعًا، وقيل: إن هذه القراءة مشتقة من «قررت به عينًا أقر» وليس المعنى على هذا، لم يؤمرن بأن تقر أعينهن في بيوتهن، إنما أمرن بالقرار والسكون في بيوتهن، وترك التبرج، أو بالوقار في بيوتهن، فهذا هو المعنى الذي عليه التفسير، وهو المفهوم في الآية، والاختيار كسر القاف؛ لأن عليه المعنى الصحيح، ولأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/198]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [آية/ 33] بفتح القاف:
قرأها نافع وعاصم.
والوجه أن أصله: اقرَرْن بفتح الراء الأولى، وهو افعلن بالفتح منم قررت بالمكان بكسر الراء أقر بالفتح، لغةٌ في قررت بالفتح، فاستثقل التضعيف في الكلمة فحذفت الراء الأولى من اقررن، ونُقلت فتحتها إلى القاف، فاستُغني عن ألف الوصل فبقي: قرن، كما قيل: ظلتُ ومست بكسر الظاء والميم، والأصل ظللت ومسست، فاستثقل التضعيف فيهما، فنقلت حركة عين فعلت إلى الفاء، فحذفت العين فبقي ظلت ومست، وقد قالوا في أحسست بالشيء أحست به، وهو مثله، قال الشاعر:
129- خلا أن العتاق من المطايا = أحسن به فهن إليه شوس
أراد: أحسسن.
وقرأ الباقون {وَقِرْنَ} بكسر القاف.
[الموضح: 1034]
والوجه أن أصله: اقرِرْن بكسر الراء الأولى، وهو من قرَرْت بالمكان بالفتح أقر بالكسر، وهذه هي اللغة المشهورة، فخفف التضعيف من اقررن بحذف الراء الأولى، ونقل كسرتها إلى القاف، وترك ألف الوصل، فبقي: قِرْنَ بكسر القاف، كما ذكرنا في ظلت وأحسن.
ويجوز عند أبي علي أن يكون الراء الأولى من اقرِرْن قُلبت ياء كدينارٍ ونحوه، ثم نقلت كسرة الياء إلى القاف، فحُذفت الياء لالتقاء الساكنين، واستُغني عن ألف الوصل فبقي: قِرْن بكسر القاف.
ويجوز أن يكون الفعل من الوقار، يقال وَقَرَ يَقِرُ كوَعَدَ يَعِدُ، والأمرُ: قِرْ مثل عِدْ، وقوله {قِرْنَ} كَعِدْنَ، فهو أمرٌ لجماعة النساء). [الموضح: 1035]

قوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس